العالم المعاصر والصراعات الدولية
الآخرين الذي لا علاقة لنا ب.ويكون مصدر إزعاج حياتي ووجودي حاد
من هذا العالم الذي نعيش فيه ونشارك في تقدمه أو تآخره لقد أصبح
العالم واقما يوميا وأصبح وجوده يهيمن على وعي وتفكير وسلوك كل فرد
مهما كان بعيدا عن الأحداث ومهما تعمد تجاهل العالم.بل إنه رغم جميع
من حولنا هو قديم قدم التاريخ وهو أكبر حقيقة من حقائق الوجودء
بيد أنه رغم قدم العالم تاريخيا فإن وعي الإنسان بعالمية العالم لم
القرن تسارع التاريخ بشكل ملحوظ وتسارعت التحولات باضطراد وتقلصت
المسافات واختفى بعد الزمان والمكان وازداد تجانس الثقافات والحضارات
وحدث تقارب هائل بين الشعوب والمجتممات وبزغت في نهايات هذا القرن
بشرية واحدة ذات مصالح وهموم كونية مشتركة.لقد عمقت التطورات
تاريخية ومؤسساتي وبانة يحمل ذاكرة
ووجودية مشتركة.وازداد الإحساس في هذا العصر بأن
مشاكل الإنسان هي مشاكل عالمية خالحياة والبيئة والحضارة والموارد والديون
والطاقة هي جميعها قضايا عالية وإنسانية مشتركة تبحث عن حلول عالمية
آبعاد عالمية.لقد تدرج الإنسان عبر التطور التاريخي وبلغ الآن طور الوعي
بأولوية المصالح الإنسانية المشتركة نحن جميعا قد بلغنا اليوم عصر عالية
التفكير وعالية الحضارة وعالية الحرب والسلم وعالمية العلم والعرفة
البشرية تواجه اليوم مصيرا مشتركا ومصلحة مشتركة. وأصبح البقاء
والفناء قضايا عالمية مشتركة,ذإما أن تفرق البشرية سويا في بحر صراعاتها
لقد أصبح العالم قرية اتصالية مترابطة أشد الترابط.إن عالمنا المماصر
هو عالم مترابط سياسيا واقتصاديا وثقافيا بحيث لم يعد هناك جزء
بمنأى عن التفاعل والتأثر بالأجزاء الأخرى. وأي خلل أو تطور في أي جزء
من العالم ينتشر في جميع أنحاء النظام السياسي والاقتصادي والإعلامي
العالي .إن تصور العالم المعاصر كنظام عالمي مترابط ومتداخل الأجزاء هو
يهدف إلى تمزيز الشعور بأننا جميعا
يدرك الإنسان أن عالمنا هو عالم واحد.وآن ما يجري في أحد آجزائه بهم
الجزء الآخر ويعنيه.وآن البشرية تشكل كلا موحدا رغم الصراعات السياسية
والمطامع الاقتصادية والاختلافات الثقافية أو الخلافات الإيديولوجية إن
من شأن وعي من هذا النوع أن يجمل الإنسان معنيا بكل ما يدور في هذا
المالم.ومن شآنه أيضا أن يدفع بصاحبه إلى النظر في إرث البشرية جمعاء
على أنه إرث له.وان تجارب الآخرين وأنماط حياتهم قد يكون فيها ما هو
واتطلاقا من أهمية الانفتاح على العالم وعلى العصربحيث أصبح من
العالم يتطلب فهم مكوناته وفهم خصائصه وفهم القوى الت
لذلك فإن هذا الكتاب يحاول الإجابة على جملة من التساؤلات ارج
مثل ماهو العالم المعاصر وكيف نتطلع إليهوما هي أهم صراعاته
وقضاياه ومم يتكون.وما هي القوى التي تتحكم في تطوره وتحدد مساره
وما هي طبيعة الصراع القائم بين الشرق والغرب؟ وما هي الحقائق الأولية
والخطيرة عن سباق التسلح النووي بين الدول العظمى؟ ثم ما هي طبيعة
الصراع بين الشمال والجنوب؟ وماهي الفجوة القائمة بين الدول
الفنية والفقيرة؟ وأخيرا ما هو مصير العالم وإلى أين يتجه#هل يتجه نحو
المزيد من الصراعات والتوترات ونحو تفاقم الأزمات آم أنه يتجه نحو
أحد أهم فرضيات هذا الكتاب الذي
العالم المعاصر والصراعات الدولية.
المزيد من التعاون والهدوء والاستقرار والسلام الدولي؟.
إن هذا الكتاب يتضمن معلومات أولية لفهم العالم المعاصر وفهم مكوناته
لكتاب مهما كان شموليا وموسوعيا أن يغطي جميع تداخلات تعقيدات
العالم المعاصر ويحصر جميع أزماته وصراعاته لمذلك فإن هذا الكتاب هو
هذا الكتاب محدود بحدود هدفه الذي يتلخص في الحث على تجاوز الفهم
المبسط والأحادي السائد عن العالم والحث على تجاوز ضيق الأفق والانفتاح
على العصر والتفاعل الإيجابي مع ثقاذات العالم.والتواصل مع هموم البشرية
المرفقة التي تتطلع إلى خالم اتضل؛ أكشر دلا واكثر هندو» من عَائتاً
وأخيرا لا بد لي من أن أتقدم بالشكر والامتنان لكل منند هدى محيو:
والأستاذ محمد عواد .ود شهر يهان عبد الله وريما صبان.وطالبات الانتساب
الموجه بجامعة الإمارات العربية المتحدة حيث كان لكل منهم مساهمته
الخاصة والمهمة في إعداد وتطوير محتويات هذا الكتاب.
العالم المقاصر
العالم المعاصر هو المعالم الذي تعيشه والذي
تطور أحداثه وتشكل مستقبله. لقد اتبثق هذا العالم
المعاصر إلى الوجود منذ نهاية الحرب العالمية
الأولى؛ أي أن العالم المعاصر تاريخيا هو عالم القرن
والتقنية والمادية التي مرت على البشرية منذ نهاية
الحرب العالمية الأولى وأوصلتها إلى شكلها الراهن.
تاريخية حاسمة, كالثورة البلشفية. وانفجار أول
قنبلة نووية؛ وبروز الولايات المتحدة. وقيام الأمم
الافسددلوضسود اسان إلى التششاء
الخارجي وتفجر الثورة العالمية والتقنية
وجذرية في نظام حياة الإنسان على الأرض شملت
امشتركة على الأرض. إن جميع هذه التحولات
العالم المعاصر والصراعات الدولية
إن العالم المعاصر هو عالم رحب وواسع ومترامي الأطراف ومتعدد
الأجزاء؛ لكن رغم اتساعه إلا أنه يتحول باستمرار إلى قرية صغيرة.لقد
تقلص العالم بفضل وسائل المواصلات والاتصالات حتى أصبحت الكرة
الأرضية بمثابة الحي الصفير الذي لا يخفى على سكانه أ
يجري مسيطيه !5
اتصالية صفيرة قد تم بواسطة العلم والتكنولوجيا .لذلك أصبح العالم
المعاصر يعرف بعالم العلم وعالم المعرفة. وأصبح عالما يعي ذاته ويسيطر
على مصيره. لكن لا العلم ولا المعرفة ولا الوعي استطاع أن يزيل الحروب
وينهي الأزمات والتوترات والخوف السائد في العالم؛ بل على العكس من
ذلك فقد اشتدت أزمات العالم وأصبح البقاء الإنساني والأمن الإنساني
والتعايش البشري باكمله مشكلة المشاكل بالنسبة للعالم المعاصر!
لقد استطاع إنسان العالم المعاصر أن ينظلق بالصاروخ إلى الفضاء
الخارجي. وأن يطأً سطح القمرلكنه مع كل خطوة صعود إلى الفضاء فقد
صلته بالأرض وازداد انفصاله عن الواقع. وأصبح الإنسان يعاني من اختلال
نفسي واجتماعي. وتضاعف اغترابه أكثر من أي وقت مضى.ورغم أن أريع
سكان الأرض يعيش. في ثو: ة وعلمية وينعم برفاهية مادية هائلة إلا
أن ثلاثة أرباع سكان العالم المعاصر لا يزالون يعانون من الجوع والمرض
ويحرثون الأرض بالمعول كما في العصور البدائية.ويعانون من الجهل حيث
يزداد عدد الأميين في العالم بحوالي خمسة ملايين نسمة كل عام
أي رقي علمي سابق. إلا أن هذا التقدم العلمي لم يسخر لسعادة الإنسان
وهنائه. وربما كان هذا العالم هو أول عالم يستخدم تقدمه العلمي والتقني
في أبشع حربيين في تاريخ البشرية, بل إن هذا العالم هو حتما الأول في
الحرارية الكامنة في الذرة حيث تم في هذا العصر
إلقاء أول قنبلة نووية على مدينة هيروشيما. وحدث على أثر ذلك انفجار
حراري هائل دام عدة دقائق فقط لكن ذهب ضحيته حوالي 78 ألف نسمة
من الشعب الياباني.
العالم المعاصر
عالم مليء بالأزمات والصراعات. فمن ناحية تم في هذا المصر تحقيق
أهم أحلام الإنسان. وتم تحقيق أعز إنجازات البشرية في توفير حيا:
أفضل لأكبر عدد من سكان, الأرض؛, كما تحقق للإنسان في هذا العصر
البشرية من كارثة الفناء الجماعي. وفقد الإنسان السيطرة على مصيرة:
الحديثة جمل الإنسان هشا قابلا للعطب أكثر من ذي قبل لأن المكاسب
العظيمة في المعرفة القيمة في حد ذاتهاء وفي الإنتاجية. كانت ذات بعاد
أعظم كثيرا إذ وفرت له الضار من أدوات التدمير والعنف-
وهكذا فإن أزمة الإنسان المعاصر عميقة جدا وشاملة جداء؛ وأي
محاولة مهما كانت جادة لتحليلها. تبدو تحديا لقوة العقل البشري
في الأساس أزمة « اختلال توازن... قد يدمر نهائيا قدرة الإنسان على
التكيف البيولوجي والثقافي مع وقد يمنعه من الاستمرار في نقل
في صيرورة التقدم والارتقاء. فالأزمة التي تواجه الإنسان المعاصرهي
أزمة بقاء؛*). فمشكلة العالم المعاصر المحورية هي كيف نضمن تعايش
التجممات البشرية المختلفة, وكيف تضمن عدم فناء الجنس البشري وكيف
نحقق السلام بين الأفراد والدول رغم انقساماتهم إلى قوميات وطوائف»
ورغم اختلاف مواردهم وسياساتهم وإيديولوجياتهم وأجناسهم. إن المشكلة
الأم بالنسبة لهذا العالم هي حتما مشكلة البقاء ومشكلة الأمن ومشكلة
التعايش". إن أزمة البقاء البشري على وجه الأرض هي من الضخامة
بحيث إنها تدفع بالإنسان المعاصر إلى اليأس. لذلك فإن مهمته وهو يتلمس
طريقه من أجل البقاء هي مهمة ضخمة وخطيرة. وريما كان أحد أهم
مستلزمات البقاء هو وعي العالم المعاصر ووعي أزماته؛ ومن ثم التفاعل مع
تطوراته والتواصل مع ما يحدث فيه من أجل تطويره؛ ومن أجل المحافظة
العالم المعاصر والصراعات الدولية
إن العالم المعاصر هو امتداد للعالمين القديم والحديث, بيد أنه أكثر
تعقيدا وأكثر تعددية من كليهما . لكن كيف يختلف هذا العصر عن العصور
مرث على الإنسانية؟ إن تنوع هذا العصر وشدة تفقيد هذا العالم المعاصر
يبدو أن هناك صفة أو تسمية واحدة يمكنها أن تكون اكثر تعبيرا واكثر
دلالة من تعددية وعمق التحولات والإنجازات الحضارية والمادية التي آثرت
في تشكيل العالم المعاصر لمكن رغم صعوبة الأمر إلا آنه لابد من عناوين
وصفية تساعد على فهم طبيعة هذا العصر وتظهر تميزه من العصور
لأي عصر يؤدي وظيفة تعريفية مهمة ويشير في الأساس إلى تسلسل
الأحداث وتقسيم التاريخ وتتبع التفير وتفسيره في الوقت نفسه"". لذلك
ونتيجة عدم صلاحية تسمية واحدة فقد بر
تحاول أن تعبر وتجسد تعقيد وتنوع الحياة. يا
عصر القومية وعصر الديمقراطية. وعصر الحروب العالمية. وعصر الرجل
العالم المعاصر
السمات لا يمكنها أن تكون شاملة لوحدهاء فهي تركز على بعد واحد من
الأبعاد الخاصة بهذا العالم المعاصر والذي يميزه عن غيره من العوالم
عصر السرعة وعصر الإيديولوجيات والثورات وانفجار المعلومات.ولا يلغى
أحدها الآخر؛ بل إن هذه الأبعاد والمميزات تكمل بعضها البعض؛ وتساهم
'جميعها في فهم عمق التحولات الحياتية والفكرية وعمق تنوع هذا العالم
فالسرعة هي صغة مميزة لهذا المصر دون غيره من المصور والأزمتة
فيه التغيير ويلهث فيه الإنسان وراء الجديد والمتجدد بوتيرة عالية وغير
لم يعد إنسان العالم المعاصر قادرا على التكيف بسرعة كافية مع ما يشهده
هذا العصر من تغييرات في كافة مجالات الحياة. ومن تكاثر في مجالات
ة الإنسان. ولكن الذي تفير الآن هو معدل هذا التفيير. ومن المتوقع أ
يكون مستقبلا أسرع وأسرع مؤثر في معدله هذا تأثيرا مضاعفا في كل
منحى من متاحي الحياة بما في ذلك القيم الشخصية والمستوى الخلقي
والمعتقدات رغم بعد كل هذه عن التكنولوجيا . وسيكون التفيير متسارعا
بشكل يجعل محاولة تفهمه العمل الأساسي في المجتمع المعاصر شغله
بعصر الذرة. فاستخدام الذرة في الحياة المعاصرة اتسع اتساعا واضحاكما
أن الوصول إلى فهم علمي أعمق لقوانين الذرة وطبيعتها ومكوناتها وطرائق
استعمالها السلمي والعسكري قد تطوركما لم يتطور في أي عصر آخر لقد
أصبحت الذرة الآن أكثر تحكما واكثر تفللا في حياة الإنسان. وتنوهت
استخدامات الذرة بحيث إنها أصبحت قادرة من ناحية على شفاء الإنسان
العالم المعاصر والصراعات الدولية
من الكثير من الأمراض المزمتة والمستعصية. لكن من ناحية أخرى تحولت
الذرة أيضا إلى سلاح قادر آن يتسبب في فناء الإنسان والوجود المادي
والطبيمي من حوله.لقد شهد العالم المعاصر تفجير أول قنبلة ذرية في
التاريخ البشري بأسره وراح ضحيتها 78 ألف نسمة في لحظة انفجار لم
تدم أكثر من عدة دقائق. يقول برتداند رسل:إن «العصر النووي الذي يعيش
فيه الجنس البشري. والذي قد يموت فيه؛ بدأ بالنسبة للجماهير العاللية
بإسقاط القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما في 6 أغسطس من عام
اء العالم وفناء الجنس البشري مرهونين باستعمال
اعفت القدرات التدميرية للعالم المعاصر على أثر الزيادة
خيال الإنسان قادرا على استيعاب وتصور مدى الدمار الذي يمكن أن يلحق
بالعالم لو تم استخدام جزء يسير فقط من القدرات التدميرية الحقيقية
المتواجدة لدى العالم؛ والتي تقدر بحوالي 6األف ألف مليون طن من مادة
آل ت.ن.ت مخزونة في حوالي 50 ألف قنبلة نووية. تعادل كل قنبلة منها
مليون ضعف تلك القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما""' '". إن كل هذا
التطور المذهل في القدرات التدميرية والتووية يتم دون أن يستطيع العالم
المعاصر أن يطور آليات ومؤسسات ففالة لمنع استعمال هذه القوة التده
ودون أن يستطيع العالم آن يضمن أن كابوس الفناء الجماعي لن يتحقق في
أي لحظة. لذلك كله فإن فهم العالم المعاصر لن يكتمل دون فهم دور الذرة
ودور الأسلحة الذرية والقنابل التووية والهيدروجينية والنيوترونية المنتشر:
والتي تؤثر في مجمل السياسات والقضايا
ويصعب الحديث عن العالم المعاصر دون الإشارة إلى دور ومكانة وتأثير
والتكنولوجيا اللذين أصبحا دون غيرهما مصدر قوة الإنسان المعاصر
يقول د . فؤاد ذكريا إنه «في القرن العشرين حدثت ثورة كمية وكيفية هائلة
في المجال العلميبمعنى أن نطاق العلم قد اتسع إلى حد هائل. كما أن
منذ عام 1945 وأصبح