كلمة شكر وتقدير
أقدم جزيل شكري وتقديري للدكتور الفاضل عقيل الناصري المشرف على رسالتي؛ لكل
الدكتور عقيل صريحا معي منذ بداية العمل حيث قال لي:" سأحاسبك حتى على النقاط
والحروف. لأنك ستصبح باحثا؛ عليك أن تقدم بحثاً علمياً حسب المعايير والأصول العلمية
والشكر موصول لإدارة الجامعة؛ وأخص بالذكر الدكتور وليد الحيالي. لإتاحتها الفرصة لي
والشكر الخاص للدكتور آزاد علي على ملاحظاته القيمة التي قدمها لي بعد الاطلاع على
البحث أثناء زيارته إلى ألمانيا. و أشكر كل من ساهم في إكمال هذا البحث من خلال تقديم
الكتب والمراجع والمعلومات. وأخص بالذكر صديقي الاستاذ رضوان اسماعيل الذي يعمل
مدرساً في الدوحة؛ ولن أنسى ما بذله من جهد لتأمين أكبر عدد من المراجع الأساسية التي
به من أجل أن يكتمل هذا العمل ويكون خاليا من الاخطاء اللغوية والنحوية وقدم الكثير من
المقترحات القيمة لكي يكون العمل بالمستوى المطلوب؛ وفي الختام ارجو أن أكون قد
الإمداء
أهدي هذا الجهد المتواضع:
الوطن والقيم النبيلة.
الاستبداد والنظام الشمولي في سوريا وبناء مجتمع ديمقراطي تعددي حر.
اختياري موضوع الاضطهاد السياسي في سورية جاء نتيجة قناعتي التامة أن جذْرّ المشكلة
السورية وعدم استقرارها تمخضا عن تنامي الاضطهاد السياسي بكافة أشكاله؛ بسبب تدخل
الجيش في الحياة السياسية واستيلائه على السلطة عن طريق الانقلابات العسكرية المتتالية
حيث تنامت هذه الظاهرة وَنُوّجَتْ باستيلاء حزب البعث العربي الاشتراكي على السلطة في
سوريا؛ واختزال الدولة والمجتمع في الحزب وفي العائلة وشخص الرئيس مستندة في ذلك
على سياسة القوة وعسكرة المجتمع. و بغية إدامة هذه التراتبية خططت لاحكتار السلطة
والتحكم بكافة مفاصلها عن طريق الأجهزة الحزبية والأمنية والاستخباراتية المتعددة؛
والمنتشرة بشكل سرطاني رهيب؛ وجعلت الحكم في سورية مركزياً محصوراً ضمن إطار
فئة محدودة مقربة ومنتفعة.
قامت تلك الفئة بممارسة السلطة بأسوء أشكالها؛ عن طريق استخدام القوة بأبشع الطرق
وحشية بعيدة عن الإنسانية والعدالة؛ ضاربةٌ مبادئ حقوق الإنسان عرضن الحائط غير آبهة
والسلاح والإعلام؛ وحرمت الأخرين من أبسط حقوقهم الإنسانية المشروعة وفق لق المواثيق
أوصلت الأحادية الحزبية والفكر الشمولي المستبد والاضطهاد السياسي الدولة السورية إلى
الدرك الاسفل؛ وجعلها دولة فاسدة بامتياز. حيث؛ عانى الشعب السوري الكثير من المعاناة
القاسية؛ التي تجلّت في كير من المحن والمجازر جراء القوانين الاستثائية الجائرة وغير
وبكل صفاقة؛ على تحويل النظام الجمهوري إلى نظام وراثي؛ مما أدى هذا الشغف الفظيع
سوريا نفسها؛ وأصبحث سوريا ساحة لتصفية الحسابات بين الدول الاقليمية والدولية؛ بسبب
المتضاربة والتوجهات السياسية المتناقضة في المشهد السياسي السوري من جهة؛
الجيوستراتيجي في الشرق الاوسط وحدودها مع اسرائيل» فأي تأثير في استقرارها أو
السيطرة عليها يمثل خطراً كبيراً على منطقة حيوية وحساسة جداً بالنسبة للمجتمع الدولي؛
حيث إن امتداد الصراع الموجود وتأجيجه؛ والفوضى الحاصلة؛ وإنحسار قبضة السلطات
المتطرفة والسلفية في سوريا؛ وجعل منها ساحة حرب مفتوحة بين مختلف القوى؛ و لكل
أعتقد أن استمرار هذا الصراع سيمهد لحرب أهلية دموية؛ ستعود بالبلاد عقوداً من الزمن
ما هو الا نتيجة للا الخاطئة التي بني عليها النظام السياسي خلال أربعة عقود سابقة من
استبدادٍ وطغيان فئةٍ تحكّمت بأمور البلاد والعباد؛ وحرّمت الشعب من كافة أسباب الحياة
ومن حريته؛ وأقصته من المشاركة في الحكم والقرارالسياسي؛ وحولت البلاد إلى مزرعة
ما سبق ذكره أعلاه؛ دفعني إلى اختيار هذا العنوان :الاضطهاد السياسي في سوريا (1970-
20 )؛ لاظهار الحقبة السوداء لذي متايه بيوريا جيل الققنة وللعا؟ ؛ لكي لا تتكرر
ثلك الما و الطريق أمام أنظمة الاستبداد بكافة أت اله و هي مهمةٌ لي ت سهلة
ظل دولة ديمقراطية تعددية لامركزية؛ يتمتع فيها الجميع بحقوقه كاملة.
أهمية البحث:
يعتبر هذا البحث مهماً لا سيما في هذه المرحلة؛ التي تتساقط فيها أنظمة الاستبداد العربي
ثورات الربيع العربي) ضد سنوات طويلة من حكم الطغيان والقمع والديكتاتورية.
إن هذه المتغيرات المفاجئة لم تأتي عن عبث؛ بل هي نتيجة اختزال الحياة السياسية في حزب
واحد؛ وعسكرة المجتمع وإلغاء القانون وغياب مبداً المحاسبة وتعطيل منظمات المجتمع
المشاركة في القرار.
لذلك أرى أن الأحداث السياسية الهامة التي تمر بها الأنظمة المستبدة؛ تستوجب الاهتمام بها
و تعميق الدراسات حولها. و لهذا أحاول في بحثي هذا إلقاء الضوء على بنية الأنظمة
السياسية المتعاقبة في سورياء وعلى الأسس التي بني عليها نظام الحزب الواحد؛ والماهيات
المستبدة؛ والخلل في تركيبة وشكلية النظام خلال أربعة عقود من السلطة والقوة.
أهداف البحث:
تهدف هذه الدراسة إلى إثراء الدراسات العلمية حول الأنظمة السياسية في سورياء؛ وإضافة
التفصيل. لذا تم التركيزعلى الجانب التأريخي الذي مر به تكوين الدولة السورية وتطوراتهاء
وبالاخص من خلا الالبات السكرية والاستحاة بقوة على السلطة من قبل السكره
سأركز على مرحلة حكم حزب البعث؛ وتشخيص وتحليل ال 0
مراحل حكمه في سوريا. وسأعطي مساحة كبيرة من البحث لبيان أشكال الاضطهاد السياسي
الذي مورس بحق الخصوم السياسيين؛ والتركيز على ملف المعتقلين وأساليب التعذب
والمجازر والانتهاكات؛ التي تمت تحت شعار الدفاع عن الوطن وحمايته من الاعداء.
كما أحاول البحث عن إيجاد أفضل السبل والوسائل والآليات لتحقيق دولة ديمقراطية؛ يتمتع
فيها المواطن السوري بجميع حقوقه التي شرّعتها له القوانين والأعراف والمواثيق الدولية.
ومن أجل إتمام هذا البحث؛ تم الاعتماد على الكثير من المراجع والمصادر العربية؛ وكذلك
الأجنبية المترجمة إلى اللغة العربية؛ التي كانت ممنوعة من التداول في الأسواق السورية. و
لا أخفي أن قلة المراجع والصعوبة في الحصول عليها أخذت وقتاً وجهداً كبيرين. وهي
مراكز القرار مثل :
- أكرم الحوراني: مذكرات أكرم الحوراني ج١-ج؟؛ الناشر مكتبة المدبولي.
- محمد معروف: أيام عشتها 184١-1975؛ الانقلابات العسكرية واسرارها في سورياء
رياض الريس للكتب والنشر.
ان حداد: أوراق شامية- من تاريخ سوريا المعاصر 19771-1947؛ مركز المستقبل
- هاني الخير: أديب الشيشكلي صاحب الانقلاب الثالث في سوريا(البداية.. والنهاية) مطبعة
الانشاء - دمشق.
وتم التأكد من موضوعيتها أثناء المقارنة؛ و ثثّة إجماع من قبّل أولئك القادة على الكثير من
الأحداث التي أوردتها في هذا البحث؛ بالرغم من سرد كل واحد منهم الحدث بأسلوبه
وطريقته. أما ماتم سرده حول الأشخاص والوقائع والأمكنة؛ فليس هناك اختلاف في
المراجع؛ فقد حصلت عليها بنفسي من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب؛ الذي يقام سنويا
أربيل في كردستان العراق أثثاء حضوري مؤتمر أربيل للجلية الكردية السورية خارج
البلاد عام (7017). و اعتمدت أيضاً على بعض المقالات والمجلات الالكترونية ذات
المصداقية. و الصفة المشتركة بين معظم هذه المراجع هي اعتماد الكثير منها على كتابَيْن
للكاتب البريطاني باتريك سيل المهتم بالوضع ال ري وكتاب الكاتب الهولندي فان دام
- باتريك سيل: الصرع على سورية دراسة للسياسة العربية بعد الحرب (1445 -1484
مكتبة دار طلاس 2010
السياسة الطبعة الالكترونية.
و ما أرجوه؛ بعد اكتمال البحث؛ هو أن أكون قد وَثقَتُ في إعطاء صورة واقعية عن
مراحل مهمة من تاريخ سوريا.
منهجية البحث:
اعتمدت في بحثي هذا على المنهج التاريخي" الاستردادي " أي الأسلوب والطريق المؤدي
لمعرفة الحقائق أو الغرض المطلوب؛ كذلك نطلق عليه الوسيلة المؤدية إلى اكتشاف الحقائق
والمعرفة العلمية. والمنهج التاريخي والوظيفي الذي يعتمد على الأحداث والوقائع التاريخية
يجمع بين الإثبات والبرهنة لنستنبط منها النتائج و نستخلص العبر والدروسء بغية التأكيد
على فرضية امكانية العيش المشترك للمكونات الاجتماعية والقومية وللأقليات الاثنية
خطة البحث:
تتكون خطة البحث من ثلاثة فصول؛ بالإضافة للمقدمة والخاتمة والاستنتاجات.
الفصل الأول: نشوء الدولة السورية و تطورها.
ويتضمن مبحثين.
المبحث الأول- مرحلة الاستقلال والسيادة الوطنية.
ويحتوي على مطلبين:
المطلب الأول- الانقلابات العسكرية ودورها في منظمومة تطور البلاد السياسية.
المطلب الثاني- مرحلة الوحدة والانفصال.
المبحث الثاني- استلام حزب البعث الحكم في سنة 197
أما الفصل الثاني: سمات الاستبداد السياسي من سنة 1963 إلى نهاية حكم حافظ الأسد عام
المبحث الاول- طبيعة النظام السياسي السوري في دستور عام (1570).
ويحتوي المبحث الأول مطلبين:
المطلب الأول: الأحزاب السياسية ودورها في حياة البلاد السياسية.
المطلب الثاني- النظام السياسي والحقوق القومية للكرد.
المبحث الثاني: السمات السياسية والاقتصادية لنظام الاستبداد السياسي.
ويتضمن مطلبين:
المطلب الأول: الصراعات الحزبية بين أجنحة البعث العسكرية والمدنية.
المطلب الثاني: القوانين المقيدة للحريات وانعدام الضمانات القانو
الفصل الثالث: توريث الحكم واستمرار الإرهاب السياسي.
المبحث الأول- تجذر الاستبداد السياسي في منظمومة البلاد السياسية.
المبحث الثاني: محاولات الإصلاح وتراجع النظام عنها.
ويتضمن مطليين:
المطلب الأول: ربيع دمشق.
المطلب الثاني: استمرار الأزمة السياسية في البلاد.
الفصل الأول:
نشو الدولة السورية و تطوتما