قد أعلنته , وكنت فى شغف شديد لمعرفة ما كتبوا ؛ ولكن وللحق لقد خييا الآمال كما
تزوير جديدة لتاريخ هذه الحقبة وما بعدها ؛ ألم يكفهما ثلاثة آلاف وخسمالة سنة من
التزوير ؟؟!
وبعد ان اطمأننت على أهما لم يمسا الحقيقة فى قليل أو كثير أيقنت أن محاولتهما تلك
كانت صدمق فيهما كبيرة ؛ فقد ادعى اليهود على مدى جميع العصور غيزهم فى مختلف
العلوم ؛ ولكن ما نشره الأخوان فى فرنسا وأعلنت عنه الفيجارو إنما لا يتعدى منهج كتيب
ردئ ( لأولى حضانة» ؛ نقلا فيه صفحات من حياة الملك إخناتون من الكتب الشعية
« وخربطا» معالم أجزاء من التاريخ المعروف ؛ وزادا فى التحقير من شأن أنفسهما بأن ادعا
ألما استغرقا عشرين عاما لإعداد مثل هذا ( الكتيب +
ولكن هذا هو ما عندهم ؛ وسوف يدهشون نما عندنا ولم يخطر لهم على بال .
أما عن موضوع المنهج فى كتابي فقد نوهت عنه فى الفصل الأول ولكنى أزيد - إمعانا
فى العملية - بتصويرى للشواهد العلمية من أمهات المعاجم ؛ حتى لا يجد فاقدو الموضوعية
من النقاد و« التخصصين متوسطى الخال » سبيلا للحديث عن كتابي ؛ وفى ذات الوقت فإ
أرحب كل الترحيب بالأساتذة التخصصين الحقيقيين وأدعوهم لقراءة ما كتبت ؛ بل وأنتظر
منهم كلمة حق ؛ الجميلة قبل القبيحة ؛ فالنقد ليس فقط أن أظهر العيوب والمثالب ولكسن
أولى ان ينوه إلى الإيجابيات ؛ حتى يكون نقدا بناء .
ته ثم يهاجم الشخصض
ومن الضرورى حيت يتعرض الناقد ١ نقد الكتاب لا بد من توافر صفة العلسم
رمنهجيته فهذا يتطلب العالم الحقيقى الملم بجميع فروع العلم الذى طرحه الكتاب : وهمى
لأديان المقارنة والجغرافيا وعلوم المنطق والفلسفة . فكتابي هذا يبحث فى علوم الفكر .
وإذ أقدم كتابي هذا للقراء فإنما أهنتهم وأهنئ نفسى أن كشفنا أخيراً بحمد الله وتوفيقه
أطول عملية تزيف فى التاريخ قام بها اليهرد ؛ بل وكشفنا منهجهم فى التزوير حق
والله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين .
المؤلف
مدل إلى المنهج
غنى عن البيان أن من يخرض فى الموضوعات ذات الصبغة الدينية هو من قبيل من
يمشى على شفا جرف هار بوشك ان يقع فى الهاوية السحيقة ؛ وهو معرض إن عساجلاً أو
آجلا أن بحيط به خطر محدق .. فمعظم المشتغلين بموضوع الأديان والمدافعين عنها
التعصب لدرجة مخيفة , يحصنون أنفسهم بهذا التعصب خشية أن يؤدى بجم ذلك إلى القصور
فى الدفاع عن معتنقهم ؛ وحماسهم فى هذا الدفاع يخلق منهم ليس فقط محدودية أفق بل
اتفاقا مع الديانة التق ينتمون إليها ؛ فلا تتطور لديهم ملكة البحث ولا ملكة التدبر فيما هم
بصدده وقد يرون دائما الحق فى جانبهم لأنهم إن لم يفعلوا أحدق بهم خطر الشطط وطوقتهم
مغبة الانزلاق إلى امجهول ؛ والمجهول غير واضح المعالم ؛ غير واضح النتائج ؛ ومن ثم يؤثرون
شاطئ السلامة ومبدأ التحفظ , فيحافظوا بذلك على لباقم فى عقيدقم ؛ فالبعد عن مجال
البحث بالنسبة لأولتك هو خير حافظا لهم من الشطط ؛ وعليه فلا تجديد . وعلى الذى
يشغل نفسه بمسائل البحث فى ذات الموضوع أن يتحمل عاقبة ما هو بصدده
تقول : فإن لم يكن يملك اليقين الكافى لجدية بحثه ووضوح معالمة بتفصيلاته ؛ فليا
وكلما أوغلت الموضوعات الدينية قيد البحث فى القدم ؛ كلما صعبت المهمة حيث أن
يجب أن تكون عليه ؛ حيث يطفو على السطح أحيانا مفاهيم فى شكل معتقدات تكون
إضافات من عندياهم يعتقدون فى صحتها ؛ بينما هى فى الواقع والحقيقة منافية لمضمون
العقيدة نفسها ؛ وتكون تلك الإضافات مشوبة بمغالاة ومبالغة تزدى إلى نتيجة عكسية +
وكتابة التاريخ وصياغته مسألة مضنية ؛ فمهما حاول كتاب التاريخ أن يدونوه بعلمية
الفكرى ؛ لأهم جزء من كل هذا بالإضافة إلى ذلك مدى النفع والضرر الذى قد يعود
من محاولة إدراك « الحقيقة» فى واقع عالمى نعيش فيه الآن » فالحقيقة بالنسبة للشرق مغايرة
فى العالم الغربى ؛ حت المفردات نفسها والاصطلاحات الى يجب أن تكون أساسا
متفقا عليه فى العلم وحتى فى الحوار , نجدها تحمل عكس دلالتها فى المعسكر الآخر ؛ ومثالا
على ذلك : كلمة إرهاب وإرهابي ؛ فهى عند البعض لا معنى وعند الآخر عكس المعسنى ؛
بل إن بعض الأبطال فى مكان هم عند الآخر إرهابيون ؛ والإرهابي هنا رمز للزعامة وبطل
تحرير هناك ؛ وغير هذا كثير حتى أصبحت الحقيقة مزدوجة تحمل الشى ونقيضه فى آنْ .
هنا تكون الكارثة .
وقصص الموحدين الأوائل هى من قبيل تلك الموضوعات ؛ ولن نعرض لموضوعنا فى
حسب معطيات التاريخ الحقيقى لبطل موضوعنا ؛ حتى نصل إلى النهاية ليكون القارئ قد ألم
بكل التفاصيل دون أن يتوه فى أحداث ووقائع تشتت فكره وتبعده عن القصة الحقيقة ؛
وقصص الموحدين الأوائل يفترض - حسب وجهة النظر الجامدة - أن يكون الزمن
الذى عاشوا فيه موغلا فى القدم ؛ بعيدا حتى عن مراحل التدوين وقبل اختراع الكتابة +
يبتغون من وراء ذلك البعد بالعقيدة إلى شاطئ ناء ؛ بعيدا عن العلماء والباحثين والمجتهدين +
وجريا وراء أهداف أخرى قد تكون سياسية ؛ فيحققون من خلال ذلك مآرب سياسية
- وفى وسط هذا الجو الذى يريد أن يستأثر فيه مفكرو الأديان بكل المعطيات ؛ نجد
على النقيض مباحث علوم التاريخ والآثار قد سكتت سكوثا أبديًا . بل ووقفت عاجزة مَامًا
عن الوصول إلى وضع هذا الزمن الدينى فى الترتيب التاريخى الصحيح ؛ بل ووصل الحمق
بأغلبهم إلى التطاول على الشخصيات الدينية واعتبروها نسجا من خيال وأساطير .
- ونظرًا لتلك العقبات والصعوبات فقد آليت على نفسى أن يكون منهج البحث فى
هذا الكتاب - كما هو معهود عندى دائما وكما طبقته فى كتابي السابق (الهيروغليفية تفسر
- العلم والمنطق ؛ علم قائم على الاستعانة بالتراث الدينى غير المشوب بالخرافة
وبالكتب المقدسة الصحيحة وكتب التاريخ ؛ نطبق فى الكشف عن النتائج الصحيحة المنطق
لفكرى السليم الذي لا عوج فيه بمقدمات صحيحة لتكون النتائج صحيحة وصادقة فى
آن. وأما علوم اللغة ومراجعها فستكون خير وسيلة لنا ؛ نستدعى من خلالها كل اللفات
لتق لها علاقة بالموضوع ؛ ونكشف فى معاجمها عن المفردات فيد البحث
- تحقيق واع لما كتب فى هذه الموضوعات من شق المراجع على اختلاف مقاصدها
والاستفادة من أفكار السلف وآرائهم المستديرة وبكتابتاهم فى هذا لمجال واستخدام منهج
لمقارنة بينها ؛ ليتضح الغث من السمين
وأخيرا اجتهاد مبنى على الأسس السابقة فى إبداء الرأى فى كل ما سنعرض له من
المراجع الحقيقية دون التطاول عليها - لأن التطاول هو نوع من العجز على إقامة الحجة
والعجز عن فهم المضمون الدينى لهذه الكتب الفهم الصحيح أحياثًا ؛ أما المرجعيات المغالطة
فلن تفلت من التعريض والتقاد
ونحن نحاول إذ نحاول الوصول إلى الحقيقة نتمنى من الله عز وجل أن يحفظنا من الشطط
ويهدينا سواء السبيل
أول القصيدة ..
يتوارى تاريخ الأجداد فى جب النسياا 3 فشيئا وتضيع الأحداث فى تيه التاريخغ
وتتحسر لفتهم على الشفاه وتنضب وتلملم فى قتهات لضزوى فى أكداس الذكريات +
فما يبقى منها إلا مجرد رسوم بكماء على حوائط معابد ومقابر هنا وهناك . غير مفهرمة
لنداء الله الراحد الأحد على لسان جدنا العظيم ؛ صاحب التوحيد الأول وصاحب الرسالة
العالمية الفريدة لكل البشر وسليل الملوك والتاريخ المجيد - جدنا وسيدنا إخناتون
ومن عجائب القدر وهزءات التاريخ أن أول من يفشى لنا بجزء من السر - سر الآباء
العظام - هو اليهودى المؤرخ المعروف باسم جوسيفوس الذى عاش فى الإسكندرية القديمة
عام لام حيث يسرد لنا وقائع تاريخ الآباء العظام - آباء الدنيا كلها وملوك العالم القديم.
(فيلادلفوس - 787 - 148 ق م) . ويبدو أن مانينون هذا كان على درجة عالية من
الثقافة ملما باللغتين المصرية القديمة واليونانية ؛ وربما كلفه بطليمرس بكتابه تاريخ مصر فقد
كتب كتابا تحت اسم 000100ت رع . بدأ تاريخه بحكم الآلهة وقسم التاريخ إلى ثلاثين أسرة
والعجيب والملفت للنظر فى قصته أنه غفل جزءا هاما - بل وأهم جزء من التاريخ
المصرى القديم - ألا وهو قصة وتاريخ أول الموحدين ؛ بل إنه رغم هذه الغفلة تعرض لهم
وصورهم وكأهم مملكة إناث أو مخنثين
وقصة جوزيفوس لكى تكون مقبولة لنا فلا بد أن نناقشها على رجهين
الفصل الأول
الوجه الاول : أن يكون المؤرخ - جوزيفوس - هذا قد نقل فعلا عن كاهن مصرى
اسمد - مانيئون - كل ما باح به من تاريخ العظام ؛ فإن كان هذا هو الخال فلا بأس ؛ فقد
رغم التقصير .
الوجه الثاائ :
نفسه ؛ وإلا لدشكك الكل فيما يخبر به الرجل من أول وهلة ؛ ولعرف المفزى واللقصد
الذى ينتويه خبثه ومكره ومن خلال العرض التسلسلى لملوك مصر العظام يسقط جوزيفوس
أهم حقبة من التاريخ - أهمها لما لا من القيمة الروحية والفكرية والفلسفية ما يمكن بها أن
يتغير تاريخ البشرية جعاء .
ن تكون شخصية مانيئون وشخصية - إبيون - وقد كان كاتبًا
نقول أنه بعد خراب أقدم مدينة للترحيد معروفة لنا فى التاريخ - آخت آتون (ف
موقع العمارنة فى محافظة المنيا حاليًا) - تبارت أطراف عديدة في حو كل ما يذكر بتلك
غير مصادره ؛ حتق فى معابد طيبة وهليوبوليس امتدت معاول الهدم والمحو لكل ما نقسش
الحملات إلى جانب الكهنة الفرعون الجديد المعروف باسم - حور محب - أو حورم
حاب ؛ والذى كان قائدا للجيوش ولم يكن سليل أسرة ملكية بل كان من عامة الشعب
وترقى فى الجندية حتى حكم البلاد وبكل الحقد والغل بدأ حملته الشعواء ليمحو السسيرة
العطرة للآباء العظام , وأطلق على رائد التوحيد لقب مجرم آخت آتون . وحذا حذوه على
كل فترات التاريخ ليومنا هذا كل من له غرض ومصلحة
فإن كان مانينون شخصية
ة بالفعل عاش ككاهن من منود وكتب تاريخ مصر +
فقد اتبع بذلك سنة سابقيه بأن تجاهل تلك الحقبة
واختار لعمله صورة المحاورة الأفلاطونية ؛ لبنسج من خلافها ملاحم دفاع عن بنى جنسه
-اليهود- حين انبرى المدعو -إيبون السكندرى- يسب اليهود لسبب وللا سبب ويرميهم
نية والقصد مرجح من جانب جوسيفوس ؛ فهو الذى ادعى
أيضا أن العرب هم الهمكسوس مثلا وأن اليهود كانوا فى مصر إبان تلك الفترة ؛ فلا بد وأن
ولكن يا ترى ! ما هر سبب هذا الخلاف الحاد الذى جرى بيه وبين إييون
لا بد وأن يكون سببا قويا معقولا » أقلها مثلا التسبب والضلوع فى نشوب حريق
مكتبة الإسكندرية القديمة ؛ وال ضاع من جرائها مجهود ثلاثة آلاف سنة من علوم وفئون
حضارة البشرية جمعاء .
وإذا كان الحال هكذا ؛ فلا بد وأن يكون الدافع وراء الحريق أقوى من خسارة
البشرية لمكونات الحضارة ممثلة فى نفائس مكتبة الإسكندرية وما احتوته من كتب فيها علوم
وأسرار يحرص اليهود رشخص كجرسيفوس هذا على عدم وصوها وإفشائها حتى لا تعود
سر الأسرار الذى سنبحثه فى هذا الكتاب بحثا علميا وافيا بعيدا عن أى غرض سوى إظهار
ولكى لا نكون متجنين على أحد فى مسألة حريق المكتبة ؛ منضع هذا الموضوع فى
الصفحات التالية على كفة ميزان النقد العلمى بما يليق وأهمية الموضوع
الفصل الأول
من أحرق قلب الأم
منذ أن تأسست مدينة الإسكندرية في شتاء 771-777 فى م أصبحت تلعب الدور
الرئيسى فى مصر ولى الملاحة فى البحر المتوسط طيلة ألف عام ونيف ؛ فقد كانت عاصمة
مصر إلى أن جاء الفتح الإسلامى فى عام 647 ميلادية ؛ بعدها انتقلت العاصمة إلى
بارزا فى تاريخ مصر وح الآن
ولقد عرفت هذه المدينة فضة فكرية منذ إنشائها على يد الإسكندر الأكبر وخلقانه
من البطالمة الذين قرروا أن يجعلوا من مدينتهم منارة للفكر والعلم ما استطاعت به أن تنافس
أثينا حاضرة الإغريق نفسها
لذلك كان مجمع الإسكندرية العلمى الذى أطلق عليه الموسويون - أى معبد ربات
الفنون والعلوم - فى مقدمة المنشآت التى علت إلى عنان السماء وقد الح به المكتبة
فكرة إنشاء المكتبة : ظهرت فى مطلع القرن الثالث قبل المسيلاد فى عهد الملك
بطليموس الأول صاحب لقب سوتير الذى شهد التاريخ له بأنه لم يكن القائد العسكرى
الفذ فحسب . بل كان أيضا الرجل المثقف الذكى ؛ وهو الذى كتب أعظم كتاب عن حياة
الإسكندر الأكبر بل يقوم رصيده أصلا على أنه المؤسس الحقيقى للدولة البطلمية بعد وفاة
الإسكندر والتق دامت لمدة ثلاثة قرون وقد حكم من 77*-184 قم .
وقد استقدم الإغريقى ديمتريوس الفاليوى الأثبنى وهو من الشخصيات الفذة الى
اشتغلت بالسياسة والفلسفة وهو أيضًا من المشائين الذين أخذوا عن أرسطو ؛ وقد قدم إلى
الإسكندرية 748 قى م حيث اقترح إنشاء مجمع علمى وتلحق به مكتبه تجمع فيها الكتب +
رحب الملك بالفكرة ؛ وعين ديمتريوس الفاليوى مشرفا ورئيسا للموسيون ؛ وقد بق
المرسيون فى منطقة القصور الملكية التق تسمى البروخيون وألحقت به المكتبة الكسبرى أو
« المكتبة الأم» تمييزًا لها عن المكتبة ( الابنة» النى ألحقت بمعبد السرابيوم فيما بعاد