الانتخابات والأحزاب السياسية الأمريكية
تشغل اهتمام جمهور غير أمريكي لا يعتبر العملية الانتخابية في الولايات المتحدة غريبة
أهمية فهم كيفية نجاح الانتخابات
في رأيي؛ يستحق موضوع هذا الكتاب الاهتمام المطلوب للتعامل مع هذه المهام بعناية؛
فالعملية الاتتخابية تعمل كحلقة الوصل بين الشعب وحكومته. وعندما تكون هذه
الحكومة حكومة قوية كحكومة الولايات المتحدة. تكون عواقب ذلك شديدة الأهمية
بالنسبة لمواطني العالم كافة على نحو يستلزم اكتساب فهم أساسي على الأقل لكيفية
اختيار هذه الحكومة. فهل تمثل قرارات الحكومة في ١١ ادة الشعب؟ وهل تعكس
الآراء التي يعرب عنها الزعماء المنتخبون وجهات نظر الأمريكيين بوجه أعم؟ وإذا لم تكن
كذلك. فلماذا لا يربط النظام بين الممثلين والممثَّين على نحو أوثق؟
سيحكم القارئ على مدى إجادتي في استخلاص أهم عناصر العملية الانتخابية
العملية قياسًا عل اي ديمقراطية صارمة. وهي المبادئٌ
. فأنا من المؤمتين أشد الإيمان بالديمقراطية الأمريكية. لكني
قائمة على عقيدة ديمقراطية مثالية. كما ينص إعلان الاستقلال بلغة فصيحة - أن تتخد
لنفسها هدثًا دائمًا يتمثّل في تحسين سبل تعبير المواطنين عن رضاهم عمّن يحكمونهم.
والمناقشات حول سبل تحسينه. فالإصلاح ليس سهلًا؛ ولو كان تصحيحٌ المشكلات التي
تعتري النظام الأمريكي سهلًا. لفعل أحدهم ذلك منذ زمن بعيد. فمعروف أن جهود
الإصلاح يصعب التنبؤ بثمارهاء كما يصعب دائمًا تمرير اقتراحات الإصلاح؛ وذلك بسبب
من لهم مصالح مطلقة في الوضع الراهن. لكن الصعوبة المتوقعة لا تحني أن المحاولة غير
أعرفها كي أكون أمريكيًا. فأمريكا هي الأمة المثالية الوحيدة في العالم.»
شكر وتقدير
أدين بالفضل لأشخاص كثيرين في تأليفي لهذا الكتاب. فأود أن أشكر تيم بارتليت. وكيت
اعتبرت نفسي شديد الحظ لعملي في مؤسسة تثّن جانبّي عملي المهني اللذين أستمتع بهما
أشد المتعة: التدريس لطلاب الجامعة. والعمل الأكاديمي المثمر.
قراء مثقفين غير أمريكيين. وآمل أن تكون التغييرات التي أجريتها بفضل تعليقاتهم قد
جعلت هذا الكتاب أعظم نفعًا للقراء غير الأمريكيين. وإذا لم أنجح في ذلك - أو ما سواه
أدين - كحالي دائمًا منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة - بالدّين الأكبر لزوجتي
قضاء أستاذين جامعيين سنة معّاء كل منهما يعمل في مشروع كتاب. بل اللتهل أكثر
عملهما في مشروع ثالث معًّاء سيكون وصفة لكارثة محتومة. لم يكن الأمر كذلك في حالتناء
الانتخابات والأحزاب السياسية الأمريكية
وممُستون أسخياء وخرٌيجون أوفياء على نحو غير معقول. لكني ما لهذا السبب أهديهم
هذا الكتابء بل أهديهم إياه لأنهم لي قدوة وأناس يجمعون بين التميز والنجاح في مهنهم
زام تجاه
ساندي مايسل
روماء مين
اتوقميز 7001
الفصل الأول
سياق الانتخابات والأحزاب السياسية
الأمريكية
يفخر الأمريكيون - ولهم كل الحق - بنظامهم الانتخابي الديمقراطي لعراقته. ومع ذلك
- والحق يقال - فإن عددًا قليلًا من الأمريكيين. بل وعدد أقل من المراقبين من بني الأمم
الأخرى. يفهمون العملية الانتخابية الأمريكية. يقيِّمٍ معظم مواطني الأنظمة الديمقراطية
الديمقراطياتٍ الأخرى وفَّا للمعيار الذي ترسيه ديمقراطيتهم ١
الديمقراطيات النيابية أصنافها متعددة. والشيء المشترك عبر الأذ
المواطنين يصؤتون لاختيار من يحكمونهم. فيختارون في بعض الحالات مديرين ومشرّعين
التاخبون متقلدي المناصب على المستويات الوطني والإقليمي والمحلي. وفي بعضها الآخر لا
يختارون إلا بعضًا من هؤلاء. الشيء بالغ الأهمية هنا هو قدرة المواطنين على تقييم أداء
هل العملية الديمقراطية مفتوحة؟ وهل يملك مَن ليسوا في السلطة فرصة للتنافس على
التصب بتجاح؟ ففي كندا تتاوبت الأحزاب الهيمنة على الحكومة بشيء من التكرار, أما
في الاتحاد السوفييتي فلم يكن تناوب السلطة أمرًا متصورًاء
هل يشارك المواطنون بسهولة وحرية في العملية السياسية؟ قفي الداتمرك وأمانيا
يبلغ متوسط الإقبال في الانتخابات التشريعية العادية نحو 40 في الماثة. وفي بولتدا
وسويسرا تقترب النسبة من ٠٠ في المائة. وفي الانتخابات الأمريكية الأخيرة أدلى نحو ؟؟ في
الماثة بأصواتهم في انتخابات التجديد النصفي. ونحو 8٠ في المائة في الانتخابات الرئاسية.
الانتخابات والأحزاب السياسية الأمريكية
ما مقدار العلومات التي يتاح للمواطنين الاطلاع عليها قبل اتخاذ قراراتهم
قضايا الساعة؟ تغطي الأنظمة الديمقراطية طيفًا واسعًا من حيث مدى حرية توجيه
التقد سواء من قبل الصحافة أو للعارضة - لمن هم في الشُّلطة بشأن قضايا من
قبيل انفتاح العملية الديمقراطية. وقدرة مَن هم خارج السلطة على المنافسة على النصب
بنجاح. ومستوى المشاركة بين الواطنين. ومقدار المعلومات التي يملك المواطنون إمكانية
الاطلاع عليها قبل اتخاذ قراراتهم؛ والحرية التي يملكها المتسابقون للتعبير عن آرائهم
والمواطنون للتصويت.
تحرز الديمقراطية في الولايات اللتحدة نقاطًا مرتفعة جدًا حسب كل تلك المعايير؛
قمن ناحية الحقوق والإجراءات. تُعدٌُ الديمقراطية الأمريكية نموذجًا بُ
حاجة إلى معايير أرقع. فلا بد أن يتمكن التاخبون والمتسابقون من الاستفادة من هذه
في هذا الكتاب نبحث سبل تيسير المؤسسات الانتخابية في الولايات للتحدة - غالبًا
من خلال التصويت - على المحكومين إبداء قبولهم للحكام؛ ونتناول أيضًا «الأوقات»
التي تنهار فيها عملية استدرار دعم المواطنين لسياسة الحكومة (ومن ثم استدرار ذلك
الحرب والسلام؛ والازدهار الاقتصادي؛ ورعاية الفقراء والمرضى والمسنين؛ وبالمساواة في
المعاملة دون اعتبار للدين أو للعرق أو لنوع الجنس أو للميل الجنسي أو للإعاقة البدنية؛
ي بني. فالقواعد التي تدار بها الانتخابات تقرر في أغلب الأحيان
ىء بيد أن ثمة
الأمريكي وثيقة الاتصال لا بالعملية الانتخابية فحسب. بل بأهم جوانب هذه العملية
فننظر إلى كيفية مساهمة كل جانب من هذه الجوانب الأساسية للحكم الأمريكي
في قدرة المواطنين على إبداء قبولهم السياسات التي تفرضها حكومتهم أو انتقاصه من
هذه القدرة. وتساعد المفاهيم المألوفة. من قبيل الفصل بين السلطات والنظام الفيدرالي؛
سياق الانتغابات والأحزاب السياسية الأمريكية
على تفسير كيف تحل أمريكا بأسلوب فريد مشكلة القبول الديمقراطي. ومن ثم فإن لها
آثارًا مهمة تستحق المناقشة مجددًاء
)١( جمهورية فيدرالية قائمة على الفصل بين السلطات
السمتان المحدّدتان للديمقراطية الأمريكية هما الفصل بين السلطات (في ظل ضوابط
وتوازنات مكفولة دستوريًا) والفيدرالية. وعلى الرغم من اشتراك أمم أخرى في إحدى
هاتين السمتين, أو كلتيهماء فإن طرق عملهما في ظل الدستور الأمريكي فريدة من نوعهاء
ولا يمكن للمرء أن يفهم النظام الأمريكي دون استجلاء تبعاتهما على كل من السياسة
يعني الفصل بين السلطات إناطة السلطات الت
ّا. ولهذه القاعدة استثناءان طفيفان على مستوى الحكومة الوطنية؛
ب رئيس الولايات المتحدة -- وهو مسئول تنفيذي منتخب - رئاسة مجلس
الشيوخ. ووظيفتاد الوحيدتان ترس مجلس الشيوخ والإدلاء بصوته في حالة تعادل
الأصوات. كما يترأس رئيس المحكمة العليا للولايات التحدة مجلس الشيوخ في ذلك
الظرف الا. ل عتم ع جد المبييع شاك رقن الوا ليسا
نحو منفصل عن المشّعين. وفي الولايات للتحدة لا يُختار هؤلاء المسئولون في انتخابات
منفصلة فحسب؛ بل إن مدد توليهم مناصبهم على التحو المعّن في الدستور - أريع
تضمن أيضًا انتخابهم من قبل جماهير ناخبين '. ويختلف النظام القائم على
الفصل بين السلطات عن النظام البرلاني. كتظام المملكة المتحدة؛ الذي يكون فيه رئيس
الولايات المتحدة جمهورية فيدرالية؛ إذ تتألف من وحدات جغرافية فرعية منفصلة
تملك بعض الصلاحيات. وصلاحيات الحكومة الأمريكية معينة ومحددة في الدستور. الذي
ينص تعديله العاشر على «احتفاظ الولايات -- كل على حدة - أو الشعب بالصلاحيات
الانتخابات والأحزاب السياسية الأمريكية
الولايات حكومتها المنتخبة. التي تتميز أيضًا بالفصل بين السلطات؛ وهي تختلف بعضها
عن بعض في مناح يحددها دستور كل ولاية على حدة. 0
يعني التظام الفيدرالي القائم على الفصل بين سلطات الحكم أن قدرة المواطنين
بير عن آرائهم من خلال الانتخابات وتفسير الانتخابات كلاهما أمر صعب. فهل
على المواطنين أن يصوتوا لإعادة انتخاب نائب في الكونجرس وهم راضون عن
مواطن أن السياسات الحكومية تقود البلد في الاتجاه الخاطئ. لكن رئيس الجمهورية
والكونجرس لا يتفقان بشأن ما ينبغي أن تكون عليه هذه السياساتء فكيف يمكن
للمواطتين التصويت بفعالية بحيث يعون عن عدم دعمهم للسياسات المستقبلية؟ وعلى
لمسئولي الولايات والمسئولين الفيدراليين في الوقت نفسه. فكيف يعي المواطنون عن آرائهم
إذا رأوا أن حكومة الولاية لا تلبي توقعاتهم بسبب أفعال تجري على المستوى الفيدرالي؟
ا لتقاسم السلطة بين حكومة الولاية والحكومة الفيدرالية. وعدم إمكانية فرض أحد
فروع أي من الحكومتين إرادته على الفروع الأخرى. تصعب ترجمة تفضيلات المواطنين؛
اللوم عندما لا تكون هناك طائفة واحدة من السئولين مسئولة مسئولية تامة عن محصلات
)1-١( بطاقة اقتراع طويلة
يُنتخبون في أي ديمقراطية أخرى. فالأمريكان ينتخبون - على نحو متفصل - التنفيذيين
والمشزعين؛ وفي بعض الحالات ١ هذا من ولاية إلى أخرى) على المستوى
قعلى سبيل المثال. أدلى مواطنو مدينة شارلوت بولاية تورث كارولينا بأصواتهم يوم
نوقمبر لانتخاب رئيس الجمهورية ونائب الرئيس. ولانتخاب عضو بمجلس الشيوخ
الأمري » وعضو بمجلس النواب الأمريكي» ولانتخاب حاكم الولاية ونائب لسعم وسبعة
أي على مستوى الولاية وخمسة قضاة على مستوى الولاية
سياق الانتغابات والأحزاب السياسية الأمريكية
وعدد من القضاة المحليين. ولانتخاب عضو بمجلس الشيوخ بالولاية. وعضو بمجلس
النواب بالولاية. ولانتخاب متسابقين على مجموعة متنوعة من الناصب بالقاطعات أو
المحليات. وتطورت ما تسمى بطاقة الاقتراع الطويلة في القرن التاسع عشر كطريقة
لتوسيع الديمقراطية. لكن البعض يزعم أن نظامتا ريما أسرف فيهاء مع حُسنها.
الأمريكي التي تُجرى كل أربع سنوات على الانتخابات الأخرى كافة. ولذلك يركز المواطنون
على الانتخابات الرئاسية ويعيرون الانتخابات الأخرى للمناصب «أدنى بطاقة الاقتراغ»
اهتمامًا أقل. ولا يصوت بعض المواطنين إلا في انتخابات شغل المناصب العليا فيتركون
في حالة بطاقات الاقتراع الطويلة للغاية.
يكافح المتسابقون على المناصب الأقل أهمية لكسب الاهتمام؛ ومن الأساليب المتبعة في
ابية استغلال شهرة مَن يتصدرون بطاقة الاقتراع على أمل اقتناص امنصب
يفضل نجاحهم. ففي 3004. حث كرون من التسابقين الجمهوريين. مستشعرين
تاخبوهم من حاشيته. وكنتيجة منطقية لبطاقة الاقتراع الطويلة, يصعب إيجاد الصلة
بن الأصوات المدلى بها ورضا المواطنين عن سياسات الحكم التي يتبعها أوا
ونادرًا ما تتقرر نتائج الانتخابات للمناصب الموجودة قرب ذيل بطاقات الاقتراع الطويلة
يفعل آراء المتسابقين وسجلات أدائهم؛ وغالبًا ما تكون العوامل التي ينبغي أن تكون أقل
أهمية وفقًا للنظرية الديمقراطية - كالشهرة والعرق وقرب موطن التسابق جغرافيًا من
موطن الناخب وربما الانتماء الحزبي - هي الحاسمة.
)3-١( ... أو ليست بالطول الكافي
أما النتيجة ١! المترتبة على النظام الفيدرالي الذي يفصل بين السلطات فهي عدم
ونظرًا لاختلاف أطوال مدد مناصب المشرّعين الفيدراليين عن مدة الرئيس. يُنتخب بعض
المشرعين وقت انتخاب الرئيس دون بعضهم الآخرء ونظرًا لأن لكل واحدة من الولايات
حكامها وهيئاتها التشريعية وقت انتخاب الرئيس دون بعضها الآخرء ويُنتخب بعض
هؤلاء مع انتخابات الكونجرس في السنوات غير الانتخابية. ويُنتخب بعضهم بشكل
ثمة نتائج مهمة تترتب على ماهية الناصب التي يُتنافس عليها بالتزامن مع مناصب
من يشغلون المناصب على مستوى الولاية في سنوات الانتخابات الرئاسية. ويأمل المرء أن
- ائهم في أعمال من يصوتون لهم؛ إذ إن
ي التي ينبغي أن تهيمن على النقاش السياسي. لكن
انتخابات في الستوات القرد المواطنون
تبرى لي غير سنة الانتخابات الرئاسية عادة ٠ في المائة من الإقبال عليه في سنوات.
الانتخابات الرئاسية؛ ويوّ معظمٌ الاهتمام لسباق انتخاب حاكم الولاية عندما يكون على
رأس بطاقة الاقتراع؛ ولا تحصل سباقات مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأمريكيين على
أعظم الاهتمام إلا عندما لا تكون هناك مناصب أبرز منها يجري الاقتراع عليها في الوقت
نفسه. وتستحوذ قضايا الولايات كافة على الصدارة عندما لا تتضمن بطاقة الاقتراع ذاتها
انتخابات فيدرالية.
كان بالإمكان توسيع الجدول رقم 1-١ ليشمل الانتخابات اللحلية التي تُجِرى في