الطبعة الثالثة
بيروت . 1989
الركن للنشر
القرار رقم 1/81 الذي اتخذته
هيئة الامم المتحدة بتاريخ
9 تشرين الثاني سنة 797
العرب واليهود
أعلن سعادة:
ان يوم ثلاثين تشرين الثاني هو يوم
حداد للقوميين الاجتماعيين وعبرة
للامة السورية
في 1 كاثون الأول 1947
مقدمة الطبعة الأولى 1950
تعلى اليوم في أوساط العالم العربي اصوات رسمية
وشعبية تطالب بحل المشكلة الفلسطينية على أساس قرارات
تصوص بتجيهاك ولما كان أكثر الناس لا يذكسرون من ذلك
القرار إلا بعض المعلومات الغامضة التي تتعلق بصدود
الدولتين المقترحتين. لذلك فإننا تقدم في هذا الكتاب النص
الحرفي لقرار التقسيم الذي اتخذته الجمعية العمومية لهيئة
الامم المتحدة في جلستها العامة الثامنة والعشرين بعد المئة
المنعقدة بتاريخ 29 تشرين الشالي 1947. والنص مأخوذ من
«الكتاب السنوي للآمم المتحدة لقام 1948-1947 م
تحليل القرار: يبد قرار هيثة الامم المتحدة بأن يتص
على إنهاء الانتداب البريطاتي على فلسطين وسحب القوات
دولتين في فلسطين: الأولى عربية والثانية يهودية وعلى وضع
القدس وضواحيها تحت نظام دولي خاص لمدة عشر ستوات.
وتصبح هذه القرارات تافذة نهائياً قبل بدء تشرين الأول من
عام 7948
وتتألف لجنة تحضيرية تعمل على تنفيذ قرار التقسيم
الادارة والأمن بعد انسحاب القوات المنتدبة وتعمل على
إنشاء الادارتين العربية واليهودية في كل من الدولتين
المقترحتين. وتتألف هذه الادارة الموقتة من مجلس حكومي
متتشب. وقد ضمن قرار هيشة الامم المتحدة حرية الانتقال
للأشخاص بين الدولتين المقترحتين وإلى مدينة القدس. كما
فرض على كل واحدة سن الدولتين تقديم تصريح إلى هيئة
الامم المتحدة يكون بمثابة خطوط رئيسية لدستور تلك الدولة
ويمر القرار بعد ذلك إلى قسم شديد الخطورة هو ذلك
القسم المتعلق باقامة وحدة اقتصادية بين أجزاء فلسطين
وتشتمل هذه الوحدة على وحدة جمركية ووحدة النقد
ووحدة في مشاريع الري ومشاريع القوة الكهربائية. كما ينشاً
مجلس اقتضادي مشترك يدير هذه الوحدة. وتض القرار أيضاً
على حرية الترائن بين المناطق الثلات.
واخيراً بعد أن تنفذ الدولتان هذه التعهدات ينظر في أمر
إشراف مجلس الوصاية التايع لهيشة الامم المتحدة الذي
ينص على الطلب من جميع الدول ذات العلاقة التنازل عن
الامتيازات الممنوحة لها سواء اثناء الانتداب أو من قبل الدولة
هذا هو ملخص القرار المشؤوم الذي اتخذته هيئة الامم
المتحدة يتقسيم فلسطين. وهذا القرار هو في الاساس قرار لا
حقوقي لانه صادر عن سلطة غير مختصة. فإن هيئة الامم
المتحدة لا تملك حق التصرف بأرض بلادتنا ولا تملك حق
إصدار أي قرار يخالف مصلحتنا ويعطل حقوقنا. إن الاساس
باطلاً لا يمكن القبول به. أي شعب يمكنه أن يسمح باقتطاع
اجزاء من ارض ابائه واجداده وتقديمها غنيمة باردة لمجموعة
حقدها وانكماشها وتدفعها خيالات واوهام؛ تدعي لها حقوقاً
وتسعى لاقامة اغتصاب بربري في ارضه؟ أي شعب يمكنه ان
يقبل بتشريد مئات الألوف من ابنائه, والقائهم فريسة دسمة
بيوتهم شعب غريب. ويستغل جهد ايامهم وينعم بجنى
لم يعرف العالم في هذا القرن ماساة تفوق في فظاعتها
مأساة فلسطين؛ ولم تعرف بلادنا في تاريخها الطويل نكبة
يرتكب في الأرض المقدسة ما ارتكبه اليهود فيها من موبقات
وما زرعوه من مفاسد وفظائع وويلات.
فتاريخ اليهود في فلسطين ليس إلا عبارة عن غدر وخيانات
ووصاياهم إلا أوامر قطعية لا تقبل كل حي في الأرض التي
وما فعله اليهود في هجومهم الغادر الأول على فلسطين حوالي
القرن الثالث عشر قبل الميلاد. عادوا فكرروه قي القرن
العشرين بعد الميلاد. (راجع وصايا إله اليهود لهم في سفقر
إن التخريب صفة ملازمة للنفسية اليهودية. والوحشية
التي ينفذ بها اليهود مؤامراتهم اصبحت معروقة. ولن ننتظر
ان تتغير اليوم. إن هذه الفئة الدخيلة التي تخلصنا من
ارجاسها متذ عشرين قرناً قد عاد قرار التقسيم ليحاول زرعها
بيننا من جديد بعد أن جرب اكسابها صفة الدولة المشروعة
والحكم القانوني.
كان تمركز اليهود في فلسطين؛ منذ اواخى القن
التاسع عشر. يسير حسب خطة مدروسة. إذ كان همهم ان
يقيموا مستعمراتهم في السهول الخصبة التي كانت مهملة إذ
ذاك نتيجة للاستعمار الشركي والاقطاع., وفي المراكز
الستراتيجية الحساسة حتى اصبحت كل مستعمرة منها تعد
مفتاح منطقة كاملة. وهكذا تجمع اليهود في سهل الحولة
ومرج ابن عامر وعلى الساحل كله من الشمال إلى الجتوب.
وسعت اليهودية العالمية, بما لها من نفوذ كبير في دول
عاماً لليوم الذي طرحت فيه مسأآلة فلسطين على بساط البحث
في الأمم المتحمدة عام 7, وكانت النتيحة صدور قرار
التقسيم بعد أن اتفقت الجبهتان المتنازعتان, الغربية
والسوفياتية؛ للمرة الأولى على اغتصاب ارضنا وتشريد
ولم يكن قرار التقسيم إلا تنفيذاً لجزء يسير من مخططات
اليهودية العالمية التي تريد استرجاع مملكة سليمان التي
فقد جاء تخطيط حدود الدولتين المقترحتين. العربية
في ايدي اليهود اخصب السهول الساحلية مع سهل الحولة
متفذ على البحر الاحمر والبحر الميت وخزائات المياد الكبرى
وكان اليهود في برامجهم المدروسة يهيثون انفسهم ليكونوا
مركزاً صناعياً ضخصاً يغرق الشرق الاوسط ومنها اسواق
الدول العربية بمصنوعاته المتنوعة ولذلك حرص قرار التقسيم
على إقامة وحدة اقتصادية تامة بين الدولتين المقترحتين
وهذه الوحدة الاقتصادية هي التي سوف تسمح لصادرات
اليهود الصناعية والزراعية ان تسيطر على أسواق الدول
فلسطين لا يمكنها إلا أن تؤلف مع الدولة اليهودية هذه
الأخرى؛ إن حرص اليهود على إقامة هذه الدولة العربية,
الخاصة. لان هذه الدولة هي المنفذ الاقتصادي الوحيد
الدولة اليهودية في فلسطين وبالتالي حياتها كلها لا يمكن ان
تستقيم إذا لم تفتح اسواق العالم العربي امام منتجات
اليهود, علمنا مبلغ اهمية تنفيذ قرار التقسيم وإقامة دولة
عربية يرتبطون معها بوحدة اقتصادية بالنسبة لمستقبلهم
ولما كانت مخططات اليهود الاجرامية لن تقف عند الحد
الذي اعطاهم إياه قرار التقسيم؛ وكاتوا يستعدون لجولة ثانية
لذلك فإن جمع المعلومات الاكيدة عن الدول العربية يصبح
حرية تنقل الاشخاص بين الدولتين المقترحتين؛ ومن الدولة
يفيد اليهود أيضاً بما يمكنهم ان يقدموه من مغريات لشباب
الدول العربية والعالم العربي اجمع فتصبح ملاهيهم وحاناتهم
المحرقة التي تتبخر عليها ثروات الشباب الطائش كما تبخرت
ولن نقف طويلاً عند تدويل مدينة القدس, الذي يجعل هذه
المدينة ملتقى لكل مؤامرات اليهود بما يقدمه النظام المقترح
من تسهيلات وحريات لهم ان في النقل أو في التعليم
والتجارة واستقلال في المؤسسات الدينية العامة. فإذا عجز
اليهود عن ايجاد منفذ لهم على العالم العربي عن طريق الدولة
العربية المقترحة فإن ذلك لن يعجزهم عن طريق تدويل مدينة
ليس قرار التقسيم في النهاية إلا تصراً اكيداً لليهودية
جديد. إنه صنيعة ايديهم وحلقة من مخططاتهم.
الأحداث التاريخيّة
كان اليهود قد ابتد أوا عن طريق عصابتي الارغفون وشتين
حملة ارهابية شديدة ضد القوات البريطانية في فلسطين»
منذ انتهاء الحرب في أورويا. وما إن اعلن قرار التقسيم حتى
اتسع نطاق العمليات الحربية في فلسطين وقام الشعب يدافع
عن ارضه وحقوقه بما ملك من وسائل القتال. رفض الشعب
اللجان المقترحة لتنظيم تنفيذ القرار وانتقال السلطة إلى كل
من الدولتين المقترحتين. ولكن الدولة المنتدبة والوكالة
اليهودية قبلتا بالأمر واعلن البريطائيون أنهم سوف ينسحبون
نهائياً من البلاد في الخامس عشر من آيار عام 1948 وايتداوا
بالفعل يتخلون عن بعض المناطق تاركينها لادارة محلية