الفصل الثامن عشر: صهيون
الهوامش
قائمة الخرائط والرسومات
الشرق الادنى القليم
أورشليم القدس
كنعان القديمة
مملكة شاؤول
أورشليم زمن داود وسليمان
مملكة داود
أورشليم أثثاء فترة المعبد الأول 887-٠0٠١ قم
أورشليم وإقليم بهودا أثناء الفترة الفارسية
ادرشليم الهيرودية 8 :قا م- 1م
منطقة المعبد الهيرودى
الفناءات الداخلية والمنطقة المقدسة
فلسطين الرومانية
كنيسة أناستاسيس
أورشليم البيزنطية 378-773 م
القدس الإسلامية 17/8 - 1٠١44
ارم الشريب
كنيسة أناستاسيس بعد ترميمها 48 ١٠م
كنة القبر المقدس
أسلمة القدس فى ظل الأيوبيين 1187 - ٠176م
تطوير القدس فى عهد المماليك 136٠0 - 1617م
تطوير الحرم فى ظل المماليك
العثمانية /11ف 1 لتقام
نماذج للمستوطنات خارج جدارن القدس فى القرن التاسع عشر
مساحات استيطانية 18617
حدود المديئة 1447 - /ا5قام
حدود دولة إسرائيلة 144 - 1431م
الحدود 1871
حدود يلدية القدس كما رسمتها إسرائيل عام 1437
البناء خارج حدود خط الهدنة منذ عام 14387
المتقدمة
يتجلى التاريخ فى القدس + أكثر مما يتجلى فى أى مكان زرنُّ ٠» باعتباره
بدا من أبعاد الحاضر » وقد يكون شأنها فى ذلك شأن كل منطقة مثار نزاع
٠» ولكن ذلك الإحساس دَممنى دَهْمًا عندما ذهبت أول مرة للعمل فى
القدس عام 1483 » إذ دشت أولا لقوة وق تلك المديئة فى نفسى » وكان
من الغريب أن أسير فى مكان ظل يشغل بقعة خياليةٌ فى حياتى منذ أن كنت
راهبة صغيرة علمتنى معلماتى أن أفتتح تأملات الصباح بتصور المشهد الذى
سوف أتأمله على نحو ما رسمه الكتاب المقدس ؛ فكنت أرسم فى خيالى
صُورًا لضيعة جثسيمانى ( مرفس 77/١4 ) أو جبل الزيتون أو طريق
الأحزان . أما الآن + فقد ١1 وأنا أقوم بعملى اليومى بين هذه المواقع
نفسها أن المديئة الحقيقية صاخبة مضطربة + تبعث على الخلط والتخبط .
قفاطينهم أو الجنود الإسرائيليين الغلاظ وهم يقبلون أحجار الحائط الغربى +
وعندما شاهدت حشود أسرات المسلمين وهى تتدفق فى الطرقات فى أبهى
حللها قاصدة الحرم الشريف لأداء صلاة الجمعة » أدركت للمرة الأولى مدى
الرمز نفسه تفاوتًا با . لم يكن ثمة شك فى مدى تعلق أى من هؤلاء الناس
المقدسة ؛ ولكنهم لم يكونوا يشغلون أى مكان فى القدس التى
خبالى أيضنًا » إذ كانت صور الكتاب المقدس التى ارتسمت فى ذاكرتى تبرز
فى كل آن لتقابل الصور التى أشاهدها مباشرة فى أورشليم القرن العشرين +
كانت المدينة قد ارتبطت ببعض الأحداث ذات الأهمية البالغة فى حياتى
فأصبحت على نحو ما جزءًا لا يتجزأ من هويتى
لكنتى كنت مواطنة بريطانية + ولم تكن لى من ثم مطالب سياسية فى
المدينة ؛ على خلاف زملاثى وأصدقائى الجدد فى القدس . ومع ذلك +
حجج على» راعنى أن أحداث الماضى تبدو لعينى حاضرة تابضة بالحياة +
رهى التى سيقت إنشاء دولة إسرائيل فى عام 1448 أو حرب الأيام الستة فى
عام 1431 . وكثير ما لاحظت أن صور الماضى كانت تتركز على السؤال
استعمال العنف: الصهيونيون أم العرب ؟ من الذى أدرك أولا إمكانيات
فلسطين فسبق الآخر إلى تنميتها ؟ من الذى كان يقيم فى فلسطين أصلاً :
الأوضاع الراهئة المضطربة ؛ كانوا يتحولون » كأنما بالغريزة » إلى الماضى +
وكانت الحجة التى يقيمونها تجرى بسهولة فى مضمار يبدأ فى العصر البرونزى
» مارًا بالعصور الوسطى + حتى يصل إلى القرن العشرين . وكنت أشعر
كذلك أثناء تجوالى فى المدينة + والإسرائيليون والفلسطينيون يشرحون لى
معالم مدينتهم» أن الآثار نفسها قد أصبحت جزءًا من النزاع القائم بين
وفى صبيحة أول يوم أقضيه فى القدس + طلب منى زملاثى
الإسرائيليون أن الحظ الأحجار التى استعملها الملك هيرود » بأطرافها المائلة
تذكر الراثى على الدوام بالتزام اليهود تجاه القدس والذى يرجع تاريخه ( فى
هذه الحالة ) إلى القرث الأول قبل اليلاد » أى قبل ظهور الإسلام بحقبة
وكان الزملاء يذكروننى كلما مررنا بعمّال البناء فى المدينة القديمة +
الحياة إلا فى القرن التاسع عشر » وبأن الفضل الأكبر فى ذلك يرجع إلى
الفضل فى ازدهار المديئة الذى لم يسبق له مثيل يرجع إلى إسرائيل
وأطلعنى أصدقائى الفلسطينيون على صورة للقدس تختلف اختلاًا
شاسعًا عن تلك الصورة + فكانوا يشيرون إلى روائع الحرم الشريف +
والمدارس الإسلامية الباهرة التى بناها المماليك حول حدود المدينة » قائلين
تس عقود طويلةبنالمدوين. إنها أدلة على التزام المسلمين تجاه القدس
الإسرائيلين والفلسطينين ويزعم واصطحبونى إلى مزار النبى موسى بالقرب من
إليه؛ وهى قضية قد تؤدىإلى تعميق أريحا + وهو الذى بنى للدفاع عن القدس ضد
الفجوة بينهما واسئحالة امتباب
السلم والتعايش بينهما
السيارة بنا فى مدينة بيت لحم ؛ أمر مضيفنا الفلسطينى السائق بالوقوف عند
ضريح راحيل على جائب الطريق + واندفع يقول بحرارة إن الفلسطينين لم
يكفوا على امتداد قرون طويلة عن رعاية ذلك الضريح اليهودى المقدس؛ ولم
اسم « القدس » على المدينة » وإن كان الإسرائيليون ينكرون ذلك بازدراء
قائلين إن أورشليم هى المدينة المقدسة لليهود أولاً + وإنها لم تكن تمثل
كلمة «المقدسة» فى هذا السياق ؟ كيف يمكن لمدينة وحسب ؛ حافلة بالبشر
الخطائين + وغاصة بالأنشطة الدنيوية بل والدنيئة » أن تكون مقدسة ؟ لماذا
كان أولئك اليهود الذين يجاهرون فى تح بالحادهم يحرصون على المدينة
كوامن ذلك العربى غير المؤمن ففاضت دموعه عندما وقف أول مرة فى
المسجد الأقصى ؟ كان من السهل على أن أدرك سبب قداسة المدينة فى أعين
المسبحيين؛ إذ شهدت أورشليم موت المسيح وبعثه » كما شهدت ميلاد الدين
نفه . ولكن الأحداث التى أدت إلى نشأة اليهودية والإسلام وقعت بعيدًا
سيناء والثانية فى الحجاز فى
بلاد العرب . اذا كان اليهود مثلاً يرون أن جبل صهيون فى القدس مكان
مقدس بدلا من طور سينين » وهو المكان الذى أنزل الله فيه القانون على
موسى وقدم العهد لبنى إسرائيل ؟ واتضح لى أننى أخطات حين افترضت أن
قداسة مدينة ما تعتمد على الوشائج التى تربطها بأحداث تاريخ الهداية
عن القدس ١ إذ وقعت الأولى فى شبه جز؛
والخلاص ؛ أو بالروايات المنسوخة حول تدخل الرب فى شئون البشر + ومن
ثم اعتزمت أن أبحث عن معنى تعبير المديئة المقدسة فقررت أن أكتب هذا
الكتاب
واكتشفت أنه على شيوع استعمال صفة « القداسة 8 وإطلاقها على
القدس دون تحرز كأنما كان معناها واضحًا
الإخلاص لمكان مقدس أو لمدينة مقدسة يكاد يمثل ظاهرة عالية ٠ فمؤرخر
الأديان يعتقدون أنه من اقدم تجليات الدين فى جميع الثقافات . إذ وضع
العلمية للعالم + ولكنها ترسم صورة الحياة الباطئة حتى ليصبح ما على
الأرض من مدن وغياض وجبال رموزا للحياة الروحية ؛ ولا يخلو من ذلك
إنسانية عميقة » مهما تكن صورة إيماننا بالله أو إيماننا بما وراء الطبيعة . وقد
أصبحت أورشليم تشغل مكان القلب فى الجغرافيا المقدسة لليهود والمسبحين
والمسلمين وإ الأسباب » مما يجعل من العسير عليهم أن ينظروا
إلى المديئة نظرة موضوعية + إذ ترتبط بمفهوم كل منهم وتصوره الذائه
و القصوى - وهى التى يطلق عليها أحيانًا لفظ الجلالة «الله؛ أو
وسوف ترد فى الصفحات التالية ثلاثة مفاهيم مترابطة أولها هو فكرة الله
فى العالم الغربى على النظر إلى الله
أن أصبحت فكرة القداسة تبدو غير متسقة وتستعصى على التصديق . ولا
كانت كلمة الرب قد فقدت مصداقيتها عند الكثيرين بسبب السذاجات
استخدام تعبير «القداسة» بدلا من الرب . فالناس دائمًا ما يشعرون عند تأمل
الدنيا بوجود قوة متعالية ولغز عميق فى قلب الوجود نفسه . ودائمًا ما
أنها أيضًا تتجاوز ذواتهم والعالم الطبيعى مما . ومهما يكن التعريف الذى
يعتبر حقيقة من حقائق حياة البشر . ولقد مررنا جميعًا بأحاسيس مماثلة +
مكان معين ؛ مثل الكنيسة أو المعبد اليهودى ؛ نشدناها فى مكان آخر .
وتجربة الإحساس بالقداسة ذات ضروب منوعة ؛ فهى قد توحى بالخوف + أو
بالرهبة » أو بالشراء النفسى » أو بالسكينة » أو بالهلع » أو بضرورة القيام
بعمل أخلاقى معين . وهى تمثل لون أكثر اكتمالاً وأرقع شأنًا من الوجود +
لابد منه لاستكمال ذات الإنسان . والإنسان لايشعر بالقداسة باعتبارها قوة
الإحاس بالقداسة ؛ شأنه فى ذلك شان أى تجربة جمالية » يتطلب الغرس
والتتمية » وهو مطلب لايتمتع دائمًا بالأولوية فى مجتمعنا العلمانى الحديث
. أما المجتمعات التقليدية فهى تعتبر القدرة على إدراك القداسة
القداسة لما أصبحت الحياة جديرة بأن نحياها
عذاب وعناء » فنحن تتعرض للكوارث الطبيعية » والفناء + والانقراض +