صراع القوى العظمى حول القرن الافريقى
«تظهرواء في ظل العقيدة الماركسية اللينينية من التراث الاستعماري والأطماع
الخارجية؛ تلك التي ولدت العداء بين شعوب المالم الثالث ودول الغرب
بشكل عام
بهدف طرد النفوذ الأوربي الأمريكي أساسا منهاء وتنفيذا للمصالح القومية
المليا للاتحاد السوفيتي كدوثة خظمى لها انتزاتيجيتا المتناقسة مع القوة
العظمى الأمريكية. وفي ظل تطور هذه المنافسة الدولية دخل السوطيت مع
الأمريكيين في ضراع عمالقة يدور الآن حول السيطرة على مصادر الظاقة
والمواد الخام والمواقع الاستراتيجية ومعابر المرور ومضايقها العالمية.
وآسياء وتركزت في حلقة الوصل بين القارتين, وأعنى الشرق الأوسط
العربي الإسرائيلي الطاحن.
وإذا كنا قد بدأنا هذه الدراسة ببحث أسباب العلاقات التاريخية الوا
بين العزب والأطارقة متخ هجر التاريخ, ققد آنهيناها بمحاولة إيضاح التأثير
الاستراتيجي المتبادل بين المنطقة العربية والقارة الافريقية؛ في صراع
الممالقة الدائر اليوم؛ وهو التأثير البالغ الأثر خاصة إذا ما درسنا العلاقة
الاستراتيجية التي تربط مثلا بين البحر الأحمر الذي يشق الوطن العربي-
مثل آخدود إلى جزاين احدهما أسيوي والآخر إفريقي, وبين القرن الافريقي
الذي تلاحم فيه العرب والأفارقة من القدم؛ مثلما ترابطت فيه المصالح
والأهداف الحيوية المشتركة في العصور الحديثة.
ليس غريبا إذن أن تتحدث في هذه الدراسة عن العلاقات البالفة القدم
التي عبرت الطريق المضاد ؛ ومن الامتزاج البشري والحضاري الذي تم بين
الساميين والحاميين خلال قرون طويلة: وليس غريبا أن تتحدث عن دور
تيين واليمنيين والحضارمة في دق أبواب القرن الافريقي: وعن دور
البوابة المصرية همزة الوصل الكبرى في ربط العرب «بالزنج» أو المشرق
العربي بالقارة الافريقية مذ قرون سحيقة؛ تعود إلى إبراهيم أبي الأنبياء»
والفراعنة والفساسنة والأتباط والسومريين و١
وليس غريبا بعد ذلك أن تتحدث عن دور الأزهر وكنيسة الإسكندرية
ني تحقيق درجات آسعى من الترابطط والتنازج بين العرب والأفارقة .كما
والأفارقة على يد الاستغمار الأوربي القدييم؛ أو ذلك السلب والنيب الذي
تتعرض له ثروات العرب والأفارقة اليوم على يد احتكارات الاستعمار الجديد»
أوذلك التمزق الرهيب الذي يماني منه العرب والأفارقة من جراء الاستقطاب
الدولي في ظل صراع القوى العظمى المسيطرة على رقعة الشطرتج في
عالمثا العاصر
لقد دخلت منطقتنا موضع الدراسة التي تمتد من المداخل الشمالية
للبحر الأحمر حتى النتؤ الجنوبي للقرن الافريقي ومن شمال غرب افريقيا
إلى الخليج العربي:ضمن الصراع الواسع المدى بين القوتين العظميين:
الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي:ذلك الصراع الدائر اليوم
للسيطرة على مناطق النفوذ اقتصاديا وسياسيا وفكريا وعقائديا وعسكزا
قلع تمد مناحة الواجهة بين هاتين القوتين قاصرة على أوروباحثلما كانت
الأوسط وافريقيا مقدمتها ١
أوروبا فقد كانت ثروات المواد الخام ومصادر الطاقة والمعابر الهامة والمراكز
الاستراتيجية هي التي جذبت صراعهما إلى الشرق الأوسط وافريقيا ..
خلال العقد الأخير أعتف مراحل هذا الصراع الذي تمثل في التدخلات
المباشرة وغير المباشرة. مثلما تمثل في الغزو العسكري والسياسي
والاقتصادي والثقافي, كما شهدت أقسى «تجارب الحروب المحدوا
انتهاء عملية فيتنام في الهند الصينية التي كانت تسحب باط الأفضلية
وإذا كانت آثار الانسحاب الأمريكي المهزوم من فيتنام قد تركت جروحا
غائرة في الضمير والفكر والسلوك الأمريكي. قلصت إلى حد كبير من
صراع القوى العظمى حول القرن الافريقى
أو التورط المباشر؛ لأمريكا في مناطق
التلبية وخفة الحركة ومداومة النشاط لمسائدة أصدقائها والتدخل إلى
الوسط بالطبع.
ونتيجة لذلك سجل السوفيت نقاط تقدم كثيرة على خريطة الصراع
الدولي خلال العقد الأخير؛ في مواجهة التردد والحذر وبطء الحركة
ي من مركز عصب الاستراتيجية
الأمريكية وأعني حقول البترول الهائلة في الجزيرة العربية والخليج العربي
وإيران-بدات هذه الاستراتيجية تكشر عن أنيابها وتستعيد نشاطها المضاد
في محاولة لوقف التقدم السوفيتي الخطر. وبدات أمريكا تعيد ترتيب
خططها في المن وصولا إلى تهيئة المسرح السياسي في الشرق الأوسط
ونقل مركز الصراع وبّرة التوتر من الشمال إلى الجتوب؛ ونعني بذلك
يستنزف الكثير من الحرص والجهد الأمريكي أيضا. لتركيز الانتباه والجهد
والحرص حول حقول النفط في الجزيرة والخليج العربي وإيرانء حيث
يتوقع الجميع حدوث «مواجهة ما » محتملة بين الأمريكيين والأوربيين الذين
يعضون بالنواجد على مصادر البترول هذه وعلى طرق مروره؛ وبين السوفيت
الذين يقتربون رو يدا رويدا من هذه المصادر و يضيقون الخناق على معابر
إلى الغرب الأوربي الأمريكي بوجه خاصء
وفي هذا الإطار فإن كلا من القوتين العظميين تعمل على «التواجد»
بشكل من الأشكال بقرب مصادر الطاقة هذه سواء لحماية مضائحها
المباشرة أو لتهديد مصالح القوة الأخرى المنافسة.
كلاهما يبني لنفسه مراكز وثوب وقواعد عسكرية وسياسية وعقائدية.
كلاهما يدفع بأساطيله إلى المياه المحيطة عبر البحر الأحمر وبجر العرب
والمحيط الهندي. ومن مضايق باب المندب وموزمبيق غربا إلى مضايق ملقا
شرقاء
ومن ثم يصبح الوصول إلى مرحلة الصدام المباشر احتمالا قائما إذا ما
وهو استمرار حالة المواجهة بلا مصادمة... حالة مبارزة على البعد.. إن
جاز التعبير, يلعب فيها شبح الردع العسكري المباشر دوره؛ وإن كان «الردع
السيكولوجي» هو الذي يلعب الدور الأقوى والأكبر تأثيرا وتخويفا؛ ذلك
الردع السيكولوجي القائم على وجود القوى العسكرية المتزايدة والنفوذ
السياسي العميق والسيطرة الاقتصادية الفعالة والتغلفل الأيديولوجي
الدولي والإقليمي حولنا من منظور واضح المعالم ينقسم إلى قسمي:
١ الصراع العربي الإسرائيلي الذي مازال يشكل عامل -١
في المنطقة. بدءا من سواحل البحر الأبيض المتوسط شملاء إلى نتوء
القرن الافريقي جنوبا. عابرا البحر الأحمر ومطلا على حقول النفط...
وأزمان طويلة لكي تندمل.
3 الصراع المحتدم الآن بين القوى العظمى على مصادر وحقول البترول
العربي والإيراني وعلى التحكم في مراكز نقله وطرق عبوره بما فيها
ومن غير أن ندرس جذور حركة الصراعات الدائرة, ونتعمق في أسبابهاء
ونبحث في علاقة الربط بينهاء فإننا لن تستطيع إلقاء مثل تلك النظرة
البحر الأبيض المتوسط شمالا؛ إلى القرن الافريقي على المحيط الهندي
صلاح الدين حافظ القاهرة.
العرب وأورويا..
في افريقيا ير القاريية
-١ من التجارة إلى التزاوج
القبائل الت
العربية .قوم لهم جذور تاريخية قديمة في مناطق
تواجدهم الأصلية؛ وقد عرفهم جيرانهم وعرفوا
المؤثرة الخالدة التي نزل بها القرآن الكريم هدى
للناس كافة. 0
ومنذ عصور مما قبل الإسلام والعرب يعرطون
ابرزها كيه من التواجد والتزاوج المربي الافريشي
قديما هو كتاب » الكشاف البحري» لمؤلف ورحالة
بين العرب والأفارقة, خاصة في شرق افريقيا رغم
صراع القوى العظمى حول القرن الافريقى
ما يفصلهم من مياه البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهند:
كذلك «لهمة؛ العرب في الساحل الشرقي لأفريقيا. فقد ورصد سفتهم
تجيء لسكان الساحل الأفارقة بالتجارة. وتحمل من بلادها الصحراوية
ما في المنطقة خاصة العاج والجلود النادرة والأخشاب.
على أن المؤرخ الإغريقي رصد ظاهرة انثروبولوجية اكثر أهمية في ذلك
الوقت المبكر من التاريخ المدون؛ وهي ظاهرة التزاوج العربي الافريقي
والاختلاط والامتزاج العرقي آحح إلى قدزة الحرب على التكيف
بروز إنسان عربي:افريقي ممتزج مترابط منذ فجر التاريخ. وجد أرضا
خصبة في الساحل الشرقي لافريقيا المواجه للجزيرة العربية؛ فاستقر
هناك وتكيف وانتقل من مرحلة الرعي والبداوة إلى مرحلة الرعي والزراعة.
فشر ها وضيع موافع آأخرى كثيرة.خلف الماء والغصب وترف بيثته
الأمر الذي دفع القبائل والبطون العربية المنتشرة في الجزيرة إلى التلفت
هنا وهناك بحثا عن مصادر المياه العذبة وعن المراعي الخصبة.. ورغم
البحر فقد عبرت هذه القبائل إلى الساحل المقابل.. إلى افريقيا
من خلال عدر طرق ومسالك أشهزها العبوز الماكي إلى سال اظريقنيا
الشرقي والعبور الأرضي عن طريق صحراء سيناء .. من فلسطين والجزيرا
تثبت انسياب الهجرات العرنية ذات الأضل السامي من الجزيرة وفلسطين
وما بين النهرين إلى شمال شرق افريقياء أي إلى مصر والى شرق افريقيا
ضفر التكوين في إصحاحه الثاني عشر يتحدث طويلا عن هجرة
العرب واوروبا ...فى افريقيا عير التاريخ.
جوع في الأرض؛ فانحدر إبرام (إبراهيم) إلى ارض مصر ليفترب هناك
لان الجوع في الأرض كان شديدا
بين اطفريقيا وآسيا.. أو بين العرب في الشرق وبين الملصريين والأفارقة
بشكل عام في الغرب؛ تماما مثلما كانت مياه البحر في الجتوب هي طريق
الاتصال الثاني بين عرب الجزيرة والأفارقة بالساحل الشرقي. .-
ويؤكد سفر الكوين مرة أخرى استمرار الهجرات من الجزيرة العربية
وفلسطين إلى شمال شرق افريقيا والى مصر؛ بسبب القحط الذي تعرضت
وفي صدد اليهود وهجراتهم المختلفة يجدر ذكر حقيقتين:
يضم الجزيرة العربية وفلسطين وما حولها في التاريخ القديم قد ارتيطت
كلها وحدة تاريخية وجفرافية متداخلة المنابت والأصول والتكوينات البشزية
والثابت أن جد الأنبياء إبراهيم عليه
انه من الثابت تاريخيا كذلك. أن السكان الأصليين القدماء
لفلسطين كانوا من أصول وبطون غربية.. هاجرت سلالاتهم من الجزيرة
العربية الضاربة في أعماق التاريخ على ارض فلسطين أو ارض كنمان كما
كانت تسمى قديما وذلك قبل ظهور اليهود: وقبل ظهورموسى عليه السلام
ملامح حضارتهم وثقافتهم العربية الأصل.
ولقد كان هناك فارق أساسي بين عصر وتاريخ جد الأتبياء إبراهيم
صراع القوى العظمى حول القرن الافريقى
عليه السلام وهو عربي-وبين عصر وتاريخ موسى عليه السلام... كما أن
هناك فارقا هاما آخر بين عصر موسى وعصور اليهود فيما بعد؛ أي بين
توراة موسى التي نزلت عليه في القرن الثالث عشر قبل الميلاد وبين التوراة
التي ألفها اليهود في الأسر بعد حوالي 800 عام من عهد موسى و 1500 عام
وفي هذا الصدد يؤكد بعض المؤرخين أن اليهود بعد موسى تجحوا في
اقتباس ثقافتهم وحضارتهم وحتى لفتهم من آثار الحضارتين «الآرامية
والكنمانية؛ وكلتاهما عربية أقدم من مجرد ظهور اللغة العبرية نفسها -
الهام «العرب واليهود في
التاريخ أ" إن علماء الآثار أثبتوا أن الهجرات من جزيرة العرب لم تقتصر
نزحت من الجزيرة إلى وادي النيل. ومنه إلى شرق وغرب ووسط افريقياء
حيث استقرت فيه في حدود الألف الرابعة قبل الميلاد
الجماعات المهاجرة عبر برزخ السويس شمالا أو عن طريق جنوب الجزيرة
عبر مضيق باب المندب: وحملت معها حضارتها القديمة لتتزاوج في ارض
المهجر بالحضارات القائمة؛ كما أدخلت معها صناعات المعادن وخاصة
لفتهم كما هو ظاهر من بعض النقوش المصرية القديمة.
ويذهب بعض المؤرخين إلى القول بأن عدة هجرات هامة من الساميين
قد توجهت إلى مصر في حدود الألف الرابعة ق. م واختلطت بالسكان
البشري السامي والحامي الشعب المصري كما عرفه التاريخ أذ
مصر مند عهود قديمة جدا وان العصر الحديدي بدآ في مصر بدخول
يمرفون الآلات الحديدية الت
نقلا عن الحضارة ١
السومرية؛ في وادي الفرات المجاورة لهم؛ و يضيف
العرب واوروبا ...فى افريقيا عير التاريخ.
كذلك أن أقدم آلهة المصريين القدماء «فتاح» كان سامي الأصل .
ويذهب مؤرخ آخر هو (ماسبرو) إلى القول بأن لعروق المصريين القدماء
والرأي الأكثر رجاحة أن الهجراث السامية الخارجة من جزي
بعضها في شبه جزيرة سيناء-همزة الوصل بين ارض افريقيا وارض آسياء
في القرنين الثامن عشر والسابع عشر ق. م كما فرضوه على مصر عتدما
استفلوا الصزاع بين حكام مصر العليا ومصر السغلي ففروا الأخيرة وحكموا
الدلتا في الفترة ما بين 1785- 1580 ق. م حيث تم طردهم من مصر على يد
ومما يدل على أن هجرة العرب الساميين من مواطنهم الأصلية بالجزيرة
العربية إلى وادي النيل ترجع إلى زمن قديم أن اللصريين سجلوا في نقوشهم
ببنى حسن أ*" لوحة ملونة لأسرة سامية عربية يرجح أنها من فلسطين أو
الجزيرة العربية خلال رحلة هجرتها إلى وادي النيل. ويظهر النقش مصريين
يتقدمان مؤكب فاه القبيلة ليقتعافا إلى حاكم مضر.. وَجاء في الكتابة
«الكحل؛ للملكة زوجة فرعون مصر إعرابا عن الود
هكذا تذهب الوثائق التاريخية إلى بعيد في الربط الوثيق والقديم بين
الهجرات العربية إلى الساحل الافريقي: خاصة في شماله الشرقي عتد
مصر وبين الامتزاج والارتباط بين الوافدين الجدد والسكان الأصليين.
الهجرة. بالإضافة إلى تأثير العوامل السياسية والدينية