مسؤمنة آل مشرعمون
#وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه اتقتلون رجلا أن يقول ربى الله وقد
يعدكم إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب *
ياقوم لكم الملك اليوم ظاهرين فى الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاعنا 6
وتتفاعل التفوس ويصور القرآن ما قاله فرعون ليحول بين الصوت المخلص وقومه
.. لكن الصوت المخلص يستمر فى دعوته والناس بين متجاوب ومعائد ٠
ايا قوم إتبعونى أهدكم سبيل الرشاد ..
يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وأن الآخرة هى دار القرار * من عمل سيئة
فلا يجزى ألا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهى مؤمن فأوائك يدخلون الجنة
يرزقون فيها بغير حساب *
وياقوم مالى أدعوكم إلى النجاة وتدعونى إلى النار * تدعوتنى لأكفر بالله
وأشرك به ماليس لى به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الففار * لا جرم أن ما تدعوننى إليه
النار* فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى اللّه إن الله بصير بالعباد .. >
إن قصة مؤمن آل فرعون تتكرر دائما وأبدا فى كل زمان ومكان يرتفع فيه صوت
الحق فى مواجهة الباطل .. والدكتورة زيجريد هونكه والدكتورة آنا مارى شمل من النوخ
الذى يكثر حولهما التساؤل للصدق البادى فى كتاباتهما والمعرقة الواسعة فى دفاعهما
عن العرب والإسلام .. فى وقت دأيت فيه أجهزة الإعلام الغربى على النيل والتشويه ٠١
ملامح صحوة من نوع جديد شملت العلماء والمفكرين كما أشار إلى ذلك د . هوقمان فى
محاضرة القاها فى جامعة بون بتاريخ 6 / ١7 / 1444م عندما تكلم عن ظاهرة
انتشار الإسلام فى وسط المثقفين الألمان ..
إنها أسئلة فى صدور من يقرأ لهذه الكاتبة القديرة مؤمئة آل فرعون , وكذلك
للدكتورة أنا مارى شمل اللتين طرقتا نفس القضايا التى طرقها مؤمن آل فرعون من
قبل ؛ ولكن بلغة العصر الحديث .
عبد الحليم خفاجى فيصل الزامل
مؤسسة باقاريا للنشر والإعلام مجلة النور الكويتية
لماذا تحتم الضرورة نشر هذا الكتاب ؟
« لا ريب فى أن الآراء المطلقة المتوارثة ؛ تجعل تفهم الشعوب بعضها بعضما أمراً
تلك الكلمة التى قالها الفرنسي رومان رولائد تصدق أشد ما تصدق على علاقة
الغرب النصرانى بالعالم العربى - الإسلامى . وليس ثمة شعب يسىء الغرب فهمه كالعرب
والعروبة , وإن العلاقة بيثهما لترزح منذ قرون تحت أثقال شتى ؛ وقد أسهمت « الآراء
على العكس من موققنا من الشعوب العربية المسلمة , أو تلك التى تدين بالإسلام من غير
لابد أن هناك سبباً معينا فى كون الأحكام الظالمة المتعسفة الموروثة عن القرون
لقد أصر الغرب إصراراً على دفن حقيقة العرب فى مقبرة الأحكام المتعسفة
محاولاتنا المعروفة , كما يشهد بذلك كتابنا « شمس الله تسطع على الغرب » الذى
صدرت أولى طبعاته عام 143١ ؛ وكتابنا « قوافل عريية فى رحاب القيصر » والذى
صدر عام 14706 , حيث أخذنا على عاتقنا أن تخرج إلى النور أهم الإنجازات
والتأثيرات العربية ذات الفضل على العلوم والفنون فى أورويا ٠٠
المتوارثة : فقد استقر فى أذهان السواد الأعظم من الأوروييين الازدراء الأحمق الظالم
للعرب الذى يصمهم جهلاً وعدواناً بأنهم « رعاة الماع والأغنام الأجلاف لابسى الخرق
المهلهلة » أو أنهم « محدثوا الثراء الفاحش من شيوخ البترول المتكثون على أرصدتهم
الإسلام الحربى الذى يتهددهم منذ أن أوقف القرنسى « شارل مارتل » زحف
المسلمين , متحيناً الفرصة للاتقضاض !! ولا يزال القوم يروجون للخراقات السائدة
هنا مثله استعباد الإسلام للمرأة ».10
وقل مثل ذلك فى « عدم التسامح والسماحة » فى الدين الإسلامى ؛ مما يطغى
منذ قرون ليصبغ أو يشكل واقع الدعايات المغرضة المزيفة للواقع والحق ؛ والمنادية
بالويلات والثبور , وعظائم الأمور , تؤجج من جديد أجهزة الإعلام الغربى المتباينة من
أوارها المسعور , سواء فى ذلك بالمحاضرات أى بالصحافة ووسائل البث المسيطرة +
والسياسة المتحيزة غير المنصفة ..
والحق أن محور الأمر ومداره أن ذلك التصوير المشوه الممسوخ المقصود المتوارث
منذ القرون الوسطى لذلك العدى الكافر , أى لأولئك المدعوين بأتصار محمد ؛ يراد له أن
يتقلب إلى كره متأصل , كحالة مَرضية يرزح الغربى تحت كابوسها الخائق ..
وبينما يقتصر علم الغربى المبتور على كل حال بهؤلاء الذين يطلق عليهم « كفرة »
على حفنة من الأنماط التقليدية المعتادة , وبينما يكتفى الغربى بالجدل السقسطى الاج
فى الخصومة والافتئات ؛ بدلاً من التماس المعلومات الموضوحية مبِدِلاً كل حسنات العرب
يلتمس شخصية وهمية يخترعها ؛ ويلقّق فى ذلك الأساطير .. ولا ينجو من هذا التجنى
على العرب والمسلمين بعض أعلام الغرب النايهين المشهورين فى عصرنا الحديث , فقد
راح بعضهم حتى نهاية الخمسينيات من القرن العشرين يرمى العقلية العربية بانها
عقيمة كل العقم ؛ وأن العرب مقلدون فحسب لا يملكون موهبة الإبداع والخلق والابتكار »
وأن كنوز المعرفة القديمة التى وقعت فى أيديهم ؛ ونجت من الإبادة والحرق البربرى
العربى لها , تحوات إلى الغرب عن طريقهم , فكان دورهم دور الببغاء فى تكرار يعض
م يسمع دون فقه لم يردد ؛ أو دور ساعى البريد الذى يقتصر دوره على أداء الرسائل
وإن موضوع الساعة الخطير ليحتم ضرورة فضح تلك الأحكام المتجنية والمتعسفة
وإزالتها . وشتى المعلومات الفجة الظالمة الزائفة ؛ التى تلصق منذ قرون بالإسلام » ويمن
وإن خطورة هذا الأمر لتتضح لمن يرى ويسمع ؛ كما تبرهن على ذلك موجات العداء
الجديدة المفرضة فى ألمانيا ؛ والتى تستهدف الإسلام , وتكيد له , قاصدة بالدرجة
الأولى وقف الزحف التركى أو موجات طالبى اللجوء فى ألمانيا من الأتراك المسلمين +
ومحاولتهم تأسيس « الحزب الإسلامى للمانيا » ( واختصار اسمه : آى : بى ٠ دى ) » ثم
موجة عدم التسامح الديتى والتعصب فى إيران , حيث يقع الغربى فريسة معلومات
مبتسرة غير موضوعية ونقص فى التفاصيل والملابسات فتكون العاقبة صيرورة الإسلام
ونبى الإسلام والعرب والمسلمين ؛ دونما سيب , مرمى الحملات الضارية المحمومة , وإن
لم يكن كل ما ينسب إلى الإسلام إسلاميا بالضرورة ٠:
« ... ثم اشتق أنصار ذلك الدين الجديد من اسمه اسماً لهم هو : المحمديون » ٠.
ترى أى قارىء لاحظ فى هذه الجملة مغالطة ما ؟ !1
لقد نقلنا هذه الجملة من صحيفة يومية صدرت بتاريخ 7 يناير 144٠ , ولم تنشر
يريك أن رجل الشارع البسيط فى الغرب يطلق لفظ « المحمديين معلى أولئك الذين
يتبعون محمداً ويؤمنون به .
ويرجع السبب وراء إطلاق لفظ « المحمديين » على المسلمين إلى تعبير شائع نقله
قبل سبعمائة عام الإنجليزى ويليام من مدينة سالسبرى عن الرأى العام الشائع فى
عصره عن سكان إسيانيا إبان حكم المسلمين لها ٠
لقد عرف الغرب , عن طريق ذلك الإنجليزى , قصصاً بشعة تقشعر لها الابدان +
عن أوائك الناس الذين استقروا خلف جبال البرائس فى قرطبة ؛ التى زعم أنها كانت
مقر سلطان عبدة الشيطان , ومحضتّرى أرواح الموتى والسحرة وأصحاب التعاويذ
وأعمال السحر الأسود ؛ والذين حذقوا هذا الفن واستحوذ عليهم الشيطان , تحرسهم
فيالق من زبانيته من الشياطين ؛ وقد تربع على عرش قرطبة الصتم الذهيى « لماهومد »
وأعجب أن تلك التسمية الممصقة بالمسلمين لا زالت تطلق عليهم فى الغرب , على
الرغم من مضى أكثر من ثلاثة عشر قرنا على تبشير النبى محمد صل الله عليه وسلم
بالإسلام ودعوته إليه وعلى الرغم من أن المسلمين أنفسهم لا يسمون أنفسهم بالمحمديين
بل المسلمين , مفردها مسلم للمذكر , ومسلمة للمؤنث , وهم على علم بمعنى كلمة إسلام +
حيث تدل على التسليم لله وحدة ..
يقرون لفظ « السراسنة » (") على المسلمين فى الغرب , وإن كان أصل الكلمة علماً على
قبيلة من قبائل المغرب العربى فى العصور الوسطى ؛ ثم غلب على الاستعمال لفظ
« موسليمان » الذى اشتهر فيما بعد استعمال العامة باسم « موسيل منر » ) , ثم دالت
هذه التسمية التى ساعد على انتشارها تحورها فى السنة الفرس , وأفسحت المجال
للفظة « المحمديين » لتسود فى القرن التاسع على خطئها البيّن ٠
لقد انصرم اثنا عشر قرنا وتصف القرن على فتوحات أولئك العرب المسلمين +
7 ... ثم إن القوم تعايشوا معاً قرابة ثلاثة قرون فى جد الحروب الصليبية ومملكة
الفرنجة الصليبيين فى بيت المقدس ؛ حيث لمس العرب والأوروييون رحاب الأمن +
ورشق الصراع , فى حربهم وسلمهم كما تملى ظروف الحياة اليومية .. وعلى الرغم
من كل هذا ( ولا نملك إلا العجب ) فقد كانت معرفة الغرب سطحية إلى حد كبير
بطبيعة العرب والمسلمين وحضارتهم وتاريخهم وطباعهم وخلقهم مما يخالف خلق الغرب
وطبعه وطبيعته .. وإته لمخجل لنا أن نرى هذا النقص المخزى يتسلل إلى كتابات أعلام
الغرب ؛ حتى لنجده عند واحد من كبار مؤرخى الحضارة المعاصرين ؛ ألا وهو« جى .
توينبى » ( , حيث يبرهن على ذلك حكمه القاسى على العرب ؛ إذ وصفهم بأنهم « غير
٠١ لم اعثر على ذكر لقبلة عرب بهذا الاسم , وقد ورت التسمية فى كافة الثقات الأررربية وتذكر منها الإسبانية واللرنسية.
والإنجليزية , ونقل زميلنا الدكتور نيل عثمان فى مس 44 قاموسه ( الكلمات الاثائية ذات الأصول العربية ) أن كلمة
380020 أصلها لففظة ( شرقى) -المترجم
؟ - ريما تشير المؤلفة إلى الأغنية الشعبية التى تستخدم التلاعب اللفظى القائم على الجناس التام بين الامانية ( ميل مان
- 24800 14088 ) أى المسلم . والجدير بالذكر أن معظم المدن الأوروبية الشهيرة يلح حتى اليوم على استخدام كلمة
» المحمديين »و« المحمدية » مرادفتين المسلمين والإسلام المترجم
© - اونواد جى ؛ توينيى : دراسة فى التاريخ العلمى - 1414 ص 10 وما يليها المترجم +
متمضرين » وأنهم « خلق غريب مستعيد من العالم الهللينى أى المتطفلين على الحضارة
الهللينية الإغريقية » وأنهم « أوائك المحمديون البدائيون أقصى القول فيهم أنهم تقليد
بربرى جاهل زائف لديانة السريان الغريبة عنهم » وقد جعلتهم تلك البدائية الجاهلة ؛ لا
المسلمين يعبدون الدرك الأسفل من الشياطين .
وعلى الرغم من روابط الجوار التى جمعت ين الغرب والعرب والتى امتدت قروناً بعد
معاشرتهم والاختلاط بهم , نجد العكس هى الصحيح ؛ اللهم إلا إذا غضضنا الطرف عن
السر فى عدم رغبة الغرب فى تفهم العرب أو فى عدم تفهمه لهم يكمن أولاً وقبل كل
شىء فى عداء الغرب لهم ؛ فى هذا الخضم من الأحكام المتعسفة المسبقة المزيفة التى
جنت على تفهم الغرب للعرب ؛ جناية لا تجد لها مثيلاً إزاء أى شعب آخر على وجه الأرض +
الإغراق المتحاز مدها أو قدا :
إن العداء وحده - حتى لى كان ذلك بسبب العقيدة - ليس كافيا لتبرير فرض
العراقيل والحواجز أى الحصار أمام المعلومات الأفضل , والبحث الموضومى الدقيق +
وتحريف الحقائق التاريخية وتزييفها ومسها وازدراء الخصم وسبه سباً قبيحاً +
وكراهية المخالفين لنا فى الدين أو العقيدة +
إن العداء كما تشهد سير المحاربين الجرمان القدامى لا يمنع أن يشهد الخصم
لعدوه بالاحترام والإكبار , إذا توافرت الموضوعية والمروءة , سواء كان العدى حشود
الممالك والبلدان , فالمرء لا يفرق بين أحد منهم بمعنى أن النظرة الموضودية لا ترى فى
كل منهم سوى العدى المهاجم الذى يريد أن يغزو الحمى ؛ كلهم إذاً عدو له .. هكذا كان
الملحمى كما نعرف فى أشعار « رودليب » اللحمية , على الصفات التى يتحلى بها
الفارس الشاعر ؛ فى نزاله للخصم ؛ تظلهما روح الفروسية مُكْراً فيه البطولة « يحبوه
بشيائله الطيبة مقدراً شجاعته ؛ معترفا بفضله » » هذا النبل الممهود فى شعر الفرسان
الأبطال سرعان ما يتغير إذا وصف العرب والمسلمين مؤرخ أو شاعر أو رجل دين
مُنَظْر أو رحالة أو مراسل » من الغرب + فهم لدى الغرب « الكفرة الفجرة » الذين لا
يدينون بالمسيح أو الله لأنهم لم يعرفوه بعد » على أنه فى الإمكان تتصيرهم ٠