المقدمة
فإنٌ خيرٌ الحديث كتاب الله؛ وخيرٌ الهدي هدي محمد َل وش
والأرْحام إن لله كان عَكُمْ رق ©ه »0
)١( النساء آية - ١ بو و
(7) القصص آية - 18 .
(+ ) انظر كلام ابن القهم رحمه الله حول هذه الآية في زاد المعاد 638/1
ويكون في البقاع والازمنة؛ كما يكون في الجن والملائكة والناس.
فمن اختياره تعالى المتعلق بالبقاع اختياره مكة على سائر البلاد
واختياره عرفة لوقوف الحاج بها يوم التاسع من ذي الحجة؛ كما اختار
تبارك وتعالى المدينة النبوية مهاجرا لرسوله صلوات الله وسلامه عليه
واختار بيت المقدس لمسراه.
ومن اختياره تعالى في الاوقات والازمنة: اختياره شهر رمضان
ه تعالى ليلة القدر منها.. وتفضيلها على ألف شهر
اختار تعالى الآيام العشر الأوّل من شهر ذي الحجة؛ واختار يوم عرفة
١7 ٠ - القدر الآيتان )١(
17 الجن آية- )1(
كما أن الله تعالى اصطفى أمته من بين سائر الم» وفضلها عليها
بفضائل ليست لغيرهاء ومن ذلك التفضيل : أن جعلهم أكثر الام التي
وقد دل على ذلك ما رواه البخاري وغيره من حديث أبي موسى
الاشعري رضي الله عنه؛ مرفوعا: «مثل المسلمين واليهود والنصارى
كمثل رجل استاجر قوماً يعملون له عملاً إلى الليل على أجر معلوم»
17 - آل عمران آية ) ١(
(1) الحج آية - فلا
(3) أخرجه البخاري في كتاب: الجهاد؛ باب: قول النبي نَْه نصرت بالرعب مسيرة شهر
حديث رقم (/1447) الفتح (138/9)»؛ كما ذكره في مواضع متفرقة من
كافة؛ وختم بي النبيون»؛ انظر مسلم في كتاب: المساجد (في فائحته)» حديث رقم
يسير. فأبوا. فاستأجر قوما يعملون بقية يومهم؛ فعملوا بقية يومهم
وكذا ما أخرجه البخاري عن ابن عمر أنه قال: سمعت رسول الله
ته وهو قائم على المنبر يقول: «إنما بقاؤكم فيمن سلف قبلكم من
الام كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس» أوتي أهل التوراة الجوراة
أوتي آهل الإنجيل الإنجيل» فعملوا إلى صلاة العصر» فعجزواء فاعطوا
قيراطين وأعطيتنا قيراطاً قيراطاً؛ ونحن ن أكثر عملاً!! قال الله عز وجل:
أشاء 6("
(131) الفتح ( 4477/4 ) كما أورده في موضع آخرء انظر حديث رقم :954 )+
() أخرجه البخاري في كتاب الإجارة باب: الإجارة إلى نصف النهار» حديث رقم
(178) الفتح (4/ 445 )كما أورده في مواضع متفرقة من صحيحه؛ انظر
الأحاديث زلامقف 154كى فى لاف لأخقلا 77لا )د
الاين
ومن ذلك التفضل والتفضيل لهذه الامة؛ أن جعلهم يسبقون
هداهم ليوم الجمعة الذي ضل عنه اليهود والنصارى قبلهم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله قَله: «نحن
أنهم أول من يدخل الجنة لما ثبت في رواية للحديث المتقدم عند
الجنة
وهم نصف أهلها كما ثبت من حديث ابن مسعود” "؟ وعمران بن
حصين” " وأبي سعيد الخدري! *) رضي الله عنهم أجمعين.
)١( أخرجه البخاري في كتاب: الجمعة باب: فرض الجمعة؛ حديث رقم (876) الفتح
(84/7). وقد أورده في موضع آخر في الصحيح؛ انظر حديث رقم (887)؛
ومسلم في كتاب: الجمعة باب: هداية هذه الامة ليوم الجمعة حديث رقم (8586)
( ) أخرجه البخاري في كتاب: الرفاق باب: كيف الحشر. حديث رقم (3978) الفتح
(378/1)؛ كما أورده في موضع آخر من صحيحه»؛ انظر حديث رقم:
(114). ومسلم في كتاب: الإيمان» باب: كون هذه الامة نصف آهل الجنة؛
حديث رقم .)٠٠0/1()17١(
(3) أخرجه الترمذي في كتاب: تفسير القرآن» باب «ومن سورة الحج»؛ حديث رقم
)7١8( 717/00 ) وإسناده صحيح.
(4 ) أخرجه البخاري في كتاب التفسير» باب: تفسير سورة الحج قوله: « وترى الناس
سكارى» حديث رقم (4741 ) الفتح (441/8 )؛ وذكره في مواضع متفرقة من
صحيحه؛ انظر الاحاديث رقم: (44 0773 03670 487) ومسلم في كتابا: ب
واختار متهم سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب؛
سهل بن سعد في الصحيح!'؟ وأبي أمامة عند الترمذي مع ثلاث
حثيات من حثيات الله عز وجلل '. كما هو مخرج في الصحيحين من
حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعل"'.
ومن جملة تفضيله لها ما ثبت عند مسلم وغيره من حديث أبي
موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي َل أنه قال : «لا يموت رجل
مسلم إلا أدخل الله مكانه النار يهوديا أو نصرانيا. . .6 وفي رواية: « إذا
كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهودياً أو نصرانياً فيقول: هذا
فكاكك من النار 90١
الإيمان» باب: قوله: «يقول الله لآدم اخرج بعث النار من كل الف تسعماثة وتسعة
وتسعين»؛ حديث رقم (177) (101/1)
)١( أخرجه البخاري في كتاب: الرقاق» باب: يدخل الجنة سبعون الفا بغير حساب»
حديث رقم (47 16 ) الفتح 403/1١( )) وذكره في موضعين آخرين من صحيحه؛
انظر حديث رقم (7747) 1984 )تت
(1) الترمذي: كتاب صفة القيامة؛ باب ))١١( حديث (1477) :6 /حاتت
(©) أخرجه البخاري ي كتاب: الرقاق» باب: يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب»
حديث رقم (1647) الفتح (406/11 )) وذكره في موضع آخر في الصحيح؛ انظر
حديث رقم: (0811 )؛ ومسلم في كتاب الإيمان؛ باب: الدليل على دخول طوائف
من المسلمين الج حساب ولاعذاب»؛ حديث رقم (147/1()713):
) أخرجه مسلم في كتاب: التوبة؛ باب : قبول توبة القاتل» وإن كثر قتله؛ حديث رقم
كفاية لبيان المراد.
سواهم» واثنى عليهم بعظيم الخلال وجميل الصفات.
و ...6 فقد هداهم إلى هذه الاوصاف
الكر وأولتك هُم ملحن ن "١# فوسمهم بالخيرية هناك» وبالفلاح
وفيه أيضاً التنبيه على واجبهاء والعبء الثقيل الذي انيطت به
لتكون لها الصدارة والقيادة والريادة لسائر الأنم.. . تهديها إلى الطريق
ذلك التصريح بالشهادة لها بالخيرية؛ وهذا وما قبله أمور تجدر بالعناية
والاحتفاء مع الفخر والاعتزاز» لا أن تقابل بالإهمال والتفريط . . فإن ذا
يكون من أعظم صور الإعراض والجحود.
بالقيام بذلك لتحصيل ذلك المقام الرفيع وتلك المنزلة الشري
11٠١ - آل عمران تية )١(
1٠١4 - (؟ ) آل عمران آية
إن المسلم الصادق هو الذي يسلك ما يحقق له الفلاح والخير
الشريف» ولقيادة غيرها من أنم الأرض إلى طريق الحق» والمنهج الذي
رسمه الله عز وجل ليسير عليه الناس.
تعمل لتحقيق هذا المطلب ١
القوة والاتحاد.. وإن الأمور المنوطة بهذه الآمّة أحوج ما تكون إلى
كان الصدر الأول من هذه الآمة.
لكن لما تخلت الأمة عن رسالتهاء وتشاغلت عن مهمتهاء تسلط
أعدائهم المهابة منهم» وأصابهم الوهن.. فاصبح الاعداء يحكمون
عليهم ويقضون بقضاياهم بما يناسب شهواتهم ومطامعهم؛ وهم
غائبون دون أن يؤخذ لهم قول أو يسمع لهم رأى.. وصدق عليهم
قول الشاعر:
ويقضى الأمر حينٌ
١( ) آل عمران آية - ٠١4
مؤخرة الركب... وصدقت فيهم نبوءة الرسول َه فتابعوا الامتين
الملعونتين - اليهود والنصارى - في كل شيء إلا ما رحم الله.. ويعد
هذا من أسواً أنواع التشبه؛ لانه تشبه الكامل بالناقص. . والمفضل
بالمبعد الملعون. . وهذا من أعجب ما يكون - والله المستعان -.
لكن لا يخفى على ذوي الآلباب والبصائر أن هناك وجوهاً للشبه
قوية بين هؤلاء وهؤلاء . . فإن المجتمعات المنتسبة للإسلام اسماء والتي
تخلت عن إسلامها حقيقة وواقعاء ولم تعد تبالي بأوامر الله عز وجل
بعض مظاهره القليلة أو النادرة. . . وإن مما زاد البلاء شدة تخلي الكثير
من أبناء المسلمين عن القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
كما أمر الله تعالى .
وهذا هو الذي وقع لبني إسرائيل» فقد أصبحت فيهم المنكرات
تشكل ظواهر عامة ولم تكن مقتصرة على بعض الأفراد فحسب..
فاضحى المنكر سمة بارزة من سمات تلك المجتمعات الإسرائيلية.. مع
ما قوبلت به تلك المنكرات من الصمت وترك التناهي فاستحقوا بهذا
اللعن والغضب من الله تعالى .
إن المعصية والمنكر قد يوجدان في كل مجتمع وأمة.. لكن طبيعة
المجتمع المسلم حقا لا تسمح أن يكون المنكر واهله هم الذين يمثلون
عرف المجتمع واتجاهه. فمن المؤشرات المرّضِيَّة الخطيرة؛ أن يكون المنكر