يسمالله
الذي إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح
والصلاة والسلام على خير خلقه حمد وأهل بينه وصحبه وال
يا شيعة العالم استيقظوا
كان (سنوحي) طبيباً للفرعون أمفسيس الذي عاش في القرن العاشر
قبل الميلاد؛ وقد كتب مذكراته عن حياة هذا الفرعون وعن الشعب
المصري الذي كان يعاني استبداد أمفسيس . واكتشف علاء الآثار هذه
المذكرات ضمن ما خلفته السنون بين الكتب اليروغليفية» وترجمت
الحية وطبعت أكثر من مرة وهي الآن بين أيدينا يستطيع القراء قراءتها كل
بلغته واستخلاص دروس العجب منها .
«كنت أمشي في شارع من شوارع مصر وإذا بالرجل الوجيه الشريف
الثري المعروف (اخناتون) ملقى على الأرض مضرجاً بدمائه وقد قطعت
رمح أو ضربة سوط وهو قاب قوسين أو أدنى من الموت» فحملته إلى دار
المرضى وجاهدت جهاداً عظياً من الموت وبعد شهرين أو أكثز
لقد أمرني الفرعون أمفسيس أن أتنازل له عن كل شبر أرض أملكه وأن
أهبه أزواجي وعبيدي وكل ما أملك من ذهب وفضةء فاستجبت لما أراد
بشرط أن يترك لي داري التي أسكن فيها ومعشار ما أملكه من الذهب
والفضة لأستعين بها على أودي » فاستشقل فرعون هذا الشرط واسئولى على
كل ما كان عندي» ثم أمر بأن يفعل بي تلك الأفاعيل الشنيعة وأن أطرح
في الشارع عارياً لأكون عبرة لمن يخالف أوامر الإله (أمفسيس) ٠
ودارت الأيام وإخناتون المسكين يعاني الفقر والحرمان وكل أمله في
هذه الدنيا هو القصاص من الفرعون الظالم ولو على يد غيره.
ومات الفرعون وحضرت مراسيم الوفاة بصفتي كبير الأطباء» فكان
الكهنة يلقون خطب الوداع مطرين الراحل العظيم وكانت الكلمات التي
إنسان وحيوان ونبات وجاد . كان للأيتام أباً وللفقراء عوناً وللشعب أخاً
ولصر بجداً. كان أعدل الآلهة وأرحمهم وأكثرهم حي لشعب مصر. ذهب
أمفسيس لكي ينضم إلى الآلغة الكبار وترك الشعب في ظلام)
ويضيف (سنوحي):
وبينا كنت أصغي إلى كلام الكهنة ودجلهم في القول وأندب حظ
مصر وشعبها المسكين الذي يرزح تحت سياط الفراعنة والكهنة معاً؛
وبين كانت الجماهير المحتشدة التي لقي كل شرد منهم على حدة من
بطش فرعون وسياطه أذى وعذاباً تجهش بالبكاء : سمعت رجلا يبكي
كما تبكي الشكل وصوت بكائه علا الأصوات كلها ويردد عبارات غير
الموت بالتعذيب» ولكن إخناتون خيب آمالي عندما وقع نظره علج وأخذ
يا شيعة العالم استيقظواً
يصرخ عالياًبقوله :
يا سنوحي لم أكن أعلم أن أمفسيس كان عادلاً وعظيباً وباز بشعبه
من الحب والإجلال طوال سنوات عديدة؛ حقًّا لقد كنت في ضلال
كينا
الآلهة وهذا هو جزاء كل من يعصي الإله الذي خلقه وأحبه؛ وأي سعادة
من أمفسيس هذا؟
فرعون من فراعنة مصرء حكمها بالنار والحديد طوال عشر سنوات+
دخل في حرب خاسرة مع بلاد النوبة الجارة؛ قتل فيها خمس شعب مصرء
خرب المزارع وقطع الأشجار وأباد شباب مصر متها إياهم بالهزيمة في
الحرب التي شنها ضد النوبة؛ أحرق العاصمة في إحدى ليالي مجونه كما
فعل بعده نيرون بسبعة قرون الذي أحرق روما عاصمة الرومان» لقد كان
عهد أمفسيس أسوأ عهد عرفته مصر في تاريخ الفراعنة الذين حكموها
مبتدثاً من الأسرة الأولى حتى الأسرة الخامسة التي كان أمفسيس أول
أفرادها .
باشيعة العالم استيقظوا
الجماهير المحتشدة متأثرة برشاء الكهنة وخطبهم ومن بين تلك الجماهير
إخناتون المسكين .
التاريخ تعيد نفسة
في يوم الإثنين السابع من شهر حزيران عام ألف وتسعياثة وتسعة
وثمانين أعاد التاريخ نفسه» فلقد شاهد العالم على شاشات التلفزة ما رآه
سنوحي الطبيب قبل ثلاثة آلاف عام لقد رأى العالم ستة ملايين
إخناتون يشيعون الول الفقيه في طهران وهم في حالة حزن وبكاء لاتقل
قبل ثلاثة آلاف عام وما رآه العالم في يوم السابع من حزيران عام ألف
وتسعماثة وتسعة وثمانين هي الفروق ١
. فرق في المكان والزمان -١
7 _زيادة في عدد المشاركين في الموكب الجنائزي .
7 المتوفى هو كبير الفقهاء بدلاً من كبير الآلهة .
4 _ الخطباء هم آيات الله بدلاً من الكهنة .
المديح والثشاء كان يخص آية الله بدلاً من الإله نفسه. ولكن
المضامين نفسها والمحتوى عينه والجاهير المحتشدة الحزينة كانت مصابة
بأفجع الفجائع بمثل ما أصيب به شعب مصر من قبل ولكن بأوامر
آيات الله بدلاً من أوامر الإله نفسه .
وما عدا هذه الفروق فيا أشبه اليوم بالأمس والليلة بالبارحة .
حقَا إنها لمأساة كبرى في عصر النور والحضارة أن يصل التخلف
باشيعة العام استبقظوا
الفكري في مجتمعناء نحن الشيعة الإبامية؛ إلى هذه المرحلة من
أنذا لن أدع على الأرض شيعيًًا واحدا إلا وأسمعه ما أود قوله في
الصفحات الآتيات.
لقد عرفنا قبل قليل من هو أمفسيس» وعلينا أن نعرف الآن من هو
الفقيه الراحل
كان الفقيه الراحل قد حكم الشيعة في إيران عشر سنوات كاملات
شرد من الشيعة ثلاثة ملايين وهم مشردون في آفاق الأرض +
حرم خمسين مليوناً من الشيعة الإمامية الإثنا عشرية من حق تقرير
المصير والحرية الفكرية والسياسية والاجتماعية
أفقر الشيعة في إيران إلى درجة لم يسبق لا مثيل
شن حرباً ضد الشيعة وغير الشيعة في العراق استمرت ثماني سنوات
قتل فيها ما يقارب المليون . مات وفي أسره ماثة ألف شيعي ضن عليهم
بالحرية وإطلاق أسرهم» وترك وصية عدوانية هي الفريدة في تاريخ
الوصايا من سوء التعبير وبذيء الكلام . وأمر بالخلاف والتفرقة بين
المسلمين . لقد مات هذا الفقيه وشيّعته الجماهير في حزن وبكاء . (وكثير
من الذين كانوا في الموكب الجنائزي وهم يصرخون ويندبون على راحلهم
كانوا قد أصابتهم من النكبة وسوء المعاملة من قبل هذا الفقيه الراحل ما
قد أصاب إخناتون من قبل على يد الراحل أمفسيس) +
إننا في الصفحات الآتيات نضع النقاط على الحروف ونين الأسباب
التي أدت إلى هذا التخلف الفكري الذي نتج عنه استعبادنا على يد
على يد الفقهاء الحاكمين بل يراها عطية إلهية كما رأى إخناتون من قبل +
ولكي ينتهي هذا البحث إلى النتيجة التي أريدها لا بد من أن أعرض
نستخلص بعد ذلك من مجموعها النتيجة التي أود قولها في هذا النداء
منذ عدة سنوات وأنا أنادي الشيعة بالاستيقاظ على ضوء التصحيح
التصحيح هو الطريق الوحيد لإنقاذ الشيعة من الحالة (الإخناتونية) التي
تعيش فيها؛ وهو على وجه الحصر العودة إلى المذهب النقي الصافيٍ
الوضاء المتلأل الذي يمثل فقه الإمام الصادق على ضوء كتاب الله وسنة
رسوله . ولم يكن الغرض من التصحيح إلا خلاص الشيعة من المحنة
الحصول على كل هذه المكاسب إلا بنبذ
والتجاعيد التي أدخلت في عقيدتنا النقية الصافية على يد بعض زعماء
الذهب وولاة الفقه عبر التاريخ -
الانحراف والبدع والتجاويف
كان من المفروض أن تكون الصفوة المختارة بلاء وعناء وكرباً ليس له
ياشيعة العام استيقظوا
يلاد أخرى . فمأساة الشيعة مرتبطة بعضها ببعض؛ وكلها تنبع من
الانقياد الفكري للطبقة التي نسميهم بالفقهاء أو المجتهدين .
وسياسة ورجال يحكمون بل مأساة تنبع من أنفسنا بسبب خضوعنا وقبولنا
للبدع التي أدخلت في عقيدتنا واستغلها رجال الفقه لتثبيت حكمهم
وسيادتهم ونحن بكل ما يقولون مطيعون ومنقادون؛ ومن هنا أود أن أكون
صرياً في العمل الذي نحن من ورائه . ولإثبات أن مأساتنا نحن الشيعة
الإبامية تنبع من الأكشرية لا من الأقا . فنحن ذرى ونعلم أندعاة
ولكن الصعوبة كل الصعوبة تواجه قادة الفكر من الذين وقفوا ضد
الأوهام والخزعبلات والأساطيرء وحاربوا السلطة العقدية الت
دعائمها على تلك الخزعبلات والبدع والضلالات . فهؤلا
يواجهون تعناً من قبل الفئات المستعمرة فكريا والمستثمرة
وخلاصة الكلام أنك عندما تدعو أمة للاستنفار والخلاص من حكم
المستعمر السياسي فكلهم يمشون وراءك ويلبون نداءك لكي يبلغوا الحرية
دعوت الأمة للخلاص من الاستعمار الفكري والاستبداد العقدي الذي
هو أشد وأنكى من الاستبداد السياسي فقد تعارضك الأكثرية وتقف في
وجهك وهي تحاربك وتقول لا للمخلص الذي يريد خلاصهم من محنة
كتبوها هم على أنفسهم وليس للقضاء الإلهي فيه من رأي +
ولي الفقيه إلى مشواه الأتخير بالدموع والصراخ وكل منهم في جبينه أو قلبه
جرح وإيلام من الفقيد نفسه .
إنني أعلم مسبقاً ويجب علي أن أشير إليه بوضوح أن من السهل على
نظام يحكم خمسين مليوناً من الشيعة بالنار والحديد طيلة عشر سنوات أن
فعندما تكون مقدرات المة كلها بيد النظام أككلاً وشرباً ولبساً وحياة
ومماناً فلا يصعب على نظام كهذا أن يرسل إلى الميادين أعداداً غفيرة يأمرها
بالهتاف والصرخات المعدة من قبل .
لقد شهدنا في النصف الأخير من هذا القرن مواكب جنائزية كبرى +
فقد شهدنا ثمانية ملايين مصري يشيعون الرئيس الراحل غبد الناصر
ببكاء ودميع؛ وشهدنا حماساً أكثر ودموعاً أشد من قبل بضعة ملايين من
الشعب نفسه وهم يشيعون المغنية الكبيرة السيدة أم كلثوم؛ ولكن السؤال
كلثوم شيعوها حباً ولكن الذين شيعوا الإسام الراحل ولي الفقيه شيعوه
وصحيح كما قلنا أن النظام الحاكم على الشيعة في إيران كان بمقدوره
من النظام بل كان بين الجماهير ملايين هم مؤمنون بولاية الفقيه ومعتقدون
هذا هو الذي دعاني إلى أن أنادي الشيعة بهذا النداء وأقول لهم يا
شيعة العام استيقظوا
وعندما أدعو إلى استيقاظ الشيعة الإمامية أرى لزاماً علي أن أوضح
أموراً ل بد من توضيحها كي تعرف الشيعة في العالم مدى المحنة التي
عانتها على يد الفقهاء عبر التاريخ ٠ ولا بد هنا أن أسلك الطريق
الموضح الذي يضمن الغرض الذي أصبو إليه؛ والأسئلة التي جوابها
يكشف الحقائق على وجه التحديد:
من شؤون حياتنا؟
(1) لماذا أحكم الفقهاء علينا طوق العبودية والاستعباد؟
(9) لماذا يتعاطف بعض الشيعة في العالم مع الزعامة المذهبية الشيعية
في إيران ولا يتعاطف مع محنة الشيعة في إيران ؟
() لماذا تؤيد القوى الاستعمارية الكبرى النظام الشيعي المذهبي؟
(3) اذا لا تقف بعض دول المنطقة التي تعاني من إرهاب النظام
المذهبي الحاكم على الشيعة في إيران مع التصحيح؟ ٠
() لماذا لم يستطع المناضلون الشيعة إسقاط النظام الشيعي المذهبي؟
(8/) هل يوجد حل لخلاص الشيعة من محنتها غير التصحيح؟
وهكذا أبدأ بوضع الأسئلة والجواب عنها .