المسلمين وخصوصاً صحاب لني ي وورهم من العلماء في كل عصر ومصر.
الأمة أمة محمد عليه وآله الصلاة والسلام كأنبياء بني إسراثيل كما جاء به
الوصف النبوي.
فالعلماء غياث الأمم؛ ومشاعل للظُلّي تهتدي بهم الجميع إلى
صراط الله ودينه القوي» يبينون لهم أصول الشريعة وفروعهاء ويدعونهم
إليهاء ويرفعون عنهم أسباب الجهل بها والشبه الواردة عليهاء بأقوالهم
وأفعالهم. . هؤلاء هم علماء الإسلام وحملة لوائه!
وهم ولله الحمد كُتْرفِي التاريخ الإسلامي المُشرق» ومن ن أفرادهم هذا
الإمام العلم الجهبذ المجتهد المطلق» إمام المؤرخين والمفسرين
والمحدّئين العامة الفهامة فخ الزمان الشيخ أبو جعفر محمد بن جريربن
يزيد الطبري الآملي» الذي لايذكرالعلم الأوهومن كبار حملت ولا التقير
لأ وهو قائد ركيد ولا التاريخ إلا وهو رافع قلمه؛ ولايُشاد بعلماء أهل السنة
العمىء فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه» وكم من ضال تائه قد هدوم فم
أحسن أثرهم على الناس» وأقبح أثرالناس عليهم؟!
من الذين ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين» وانتحال المبطلين؛
مختلفون في الكتاب» مخالفون للكتاب» مجمعون على مفارقة الكتاب»
يقولون على الله؛ وفي الله؛ وفي كتاب الله بغير علم» يتكلمون بالمتشابه من
الكلام» ويخدعون جهّال الناس بما يشبهون عليهم» فنعوذ بالله من فتن
وأثر العلماء يكون في زمانهم بذواتهم ودعوتهم وجهادهم» ويظهر
يدجم بها تركوه لمع تنلفهم تمن الذكر الحئين والعلم الناقع» وقد تركهنا
ثناء أهل العلم بهاء حتى قال الإسغراييني أب حامد في تفسيرابن جرير: لو
سافررجل إلى الصين ليحصل عليه لم كان ً.
ومؤلفاته - رحمه الله - متنوعة بتنوع فنون الشريعة» وباب العقيدة
والسنة له منها نصيب بالخصوص فضا عن جملة مطولاته.
ومن هذا كتابه الذي أرسله إلى أهل بلده ومسقط رأسه ومرتع صبا
أجاب لهم فيه عن مسائل مهمة في الختقاد وقيام الحجة على الخلق مما
يتعلق بالله وأسمائه وصفاته ومعرفته الواجبة له وأصول إمائل الافتراق بين
-١ أنه يظهر لأول مرة مطبوعاً ومحققاً إذْ لم يسبق له نول حقه من
7 كما أنه في باب فريد ذي أهمية بالغة من أبواب العقيدة في باب
معرفة الله الواجبة» وقيام الحجة بهاء وما يجوز فيها من الجهل وما لا يجون
)١( تضمين من (مام أحمد في كتابه : «الرد على الزنادقة والجهمية».
مع تحقيق مسائل الاختلاف والافتراق في العقيدة؛ الواقعة بين الفرق.
٠ الرسالة تناقش عموم أهل الأهواء. خصوصاً المعنزلة. جمعاً بين
طريقي الوحي والمعقول؛ مما يظهر قدرة أهل السئة على منازلة المبتدغة
في ميادينهم التي عليها يعولون ويظهرون الحجة عليهم. كما فعل الإمام
عبدالعزيز الكناني مع بشر المريسي في مناظرة الحيدة أمام الخليفة
ولد يشر ال الات تحقيقه والتعليق عليه على أصله الخطي الوحيد
فيما أعلم» وأبنت عن المنهج في ذلك في الدراسة» حيث سبق الكتاب
دراسة عنه تناولت: اسم الكتاب وإثبات نسبته إلى ابن بجوي وأسلوية قي
بالفهارس الفنية الممساعدة خدمة له. مع كتابة ترجمة للإمام ابن جرير
أسال الله الذي لاإله إلأ هو الأحد الصمد الذي لم يلد و يولد أن
محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً.
الفصل الأول
ترجمة الإمام ابن جرير الطبري
ترجمة الإمام ابن جرير الطبري
هو أبُو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطيري الآملي. ولما سل
عن الاستزادة في نسبه أنشد قول الشاعر:
فقد رفع العجاج ذكرى فأدعى -. باسمي إذا الأساب طالت يكفني
بذلك كله وذ الألقاب تشرف به.
الشيخ إلى أبيه» فيقال: ابن جرير أو إلى المدينة فيقال: الطبري.
ولِدَ أب جعفر بمدينة آمل طبرستان في آخر سنة 174 ه ونشأ
النبي كَةِ وهو بين يديه ومعه مخلاة مملوءة حجارة؛ ومحمد بن جرير
يرمي بها بين يديه. فعبرت له: بن ابنك إن كبر نصح في دينه وذب عن
شريعته فَ2ا.
سنين» وم الناس في الصلاة وعمره ثمان سنين» وبدأ يكتب الحديث
وأربعين جزءاً من النبوة» وقرأ قوله تعالى: لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة6 الآية.
فحصل بها مبادىء العلوم وأساسها ليشتد عوده؛ ويستمر على الجادة
والتحصيل مما جعله :محظًا عند شيوخه من صنخر سجده وتذكر عن
نفسه هذه النشأة الجادة ف في التحصيل حيث يقول: كنا نمضي إلى
محمد بن أحمد الدولابي ندرس عليه التاريخ» وكان في قرية من قرى
الري» ثم نرجع نعدو مسرعين كالمجانين لتلحق بدرس محمد بن حميد
الرازي في إملاء الحديث حتى ذكر أنه كتب عنه أكثر من مائة ألف
حديث؛ ودرسٌ عليه كذلك التفسير ودرس الفقه على أبي مقاتل فقيه
حنيل فرحل إليه.
بالاستزادة والرحلة لملاقاة الشيوخ والسماع منهم» فقد كانت الرحلة في
طلب العلم ولقيا العلماء والسماع والرواية عن الأكابر ميزة علماء ذلك
الغالب الأعم خصوصا والعصر لم يزل عصر رواية وسماع وتحديث»؛
كما أن الأخذ عن العلماء - غير مروياتهم - سبب مهم يسعى إليه
ثم يمم وجهه شطر العراق لبغداد ممنياً نفسه لقيا الإمام أحمد بن حنبل
ولكن قبل وصوله إليها بقليل بلغه نبأ وفاته. فواصل عزمه في الرحلة
ولقيا بقية حفاظ العلماء في بغداد والبصرة والكوفة أدرك فيها محمد بن
بشار المعروف ببندان وإسماعيل بن محمد السُدى؛ وهنّاد بن السّري»
ويعقوب بن إبراهيم الدورقي؛ ومحمد بن العلاء الهمداني أبا كريب؛
والحسن بن محمد بن الزعفراني.
ثم يمم نحو الشام فلقي في ببروت الإنام المقىء العباس بن
الوليد البيروتي فاخذ عنه القراءة برواية الشاميين.
الشام مرة أخرى عاد بعدها إلى مصر سنة 07 7ه فدخل القاهرة وأخذ
الفقه الشافعي عن الربيع بن سليمان المرادي» وإسماعيل بن إبراهيم
المزني. ولقي فيها محمد بن عبدالحكم المؤرخ المشهون واخذ عن
أتحاب عبدالله بن وهب القرشي الفهري تلميذ مالك بن أس إمام دار
ثم رجع بعدها إلى بغداد ثم بلاده طبرستان» ليعود بعد زيارته
وستون سنة إلى ان زتوفاء وب في سن ٠ه
ولي تكاتبع رحلته رحمه الله مركزة بين قرى الري والعراق ومصر
وبها اجتمع بأكابر العلماءوالحفاظ فأسند عنهم» وأخذ من علومهم ما
تأهل به لمكانته التي وصل إليها.
وبالمناسبة أشيد بأهمية الرحلة لله بسبب طلب العلم هذه السنة
ونيل أجره من الله تعالى.
ومن العجائب في رحلة أبن جزير ما رراء؛ الخطيب الهياجي #
تاريخه بسنده عن أبي العباس البكري قال: جمعت الرحلة بين
جرير وابن خزيمة ومحمد بن نصر المروزي ومحمد بن هاروت 0
فخرجت القرعة على ابن خزيمة؛ فقال لأصحابه: أمهلوني حتى أصلي
ركعتين صلاة الخيرة (أي الاستخارة). قال: فاندفع في الصلاة فإذا هم
بالشموع وخصي من قبل الوالي يدق الباب» ففتحوا.
لأس فرأى في المنام أن المحامد جياع قد طووا كشحهم؛ » فأنفذ
كلهم اسمهم محمد. وهم أئمة زمانهم فهذا ابن جرير صاحبناء وأبو بكر
محمد ابن خزيمة صاحب الصحيح والتوحيد» ومحمد بن نصر صاحب
تعظيم قدر الصلاة؛ والمسند وغيرهماء ومحمد بن هارون الزوياني
صاحب المسند العالي كنا يوت
وفي الجملة فإنه من المشهور على مر التاريخ أن أهل العلم فقراء مساكين.