قال ابو زرعة الرازي:
؛ إذا رأيت الرجل ينتقض أحدا من اصحاب رسول الله ينم فاعلم أنه زنديق
والسئن أصحاب رسول الله عَلِلِ وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا لييطلوا
الكتاب والسنة والجرح بهم أول وهم زنادقة !0
تخليد مآثر الصحابة نقلة القرآن والحديث الامام الجليل » امد بن حنبل فقدألف
كتاب فضائل الصحابة الذي جعلت تحقيقه موضيع رسالتي لنيل شهادة
وقد قدمت له بمقدمة موجزة جعلتها على فصول اربعة :
الفصل الاول: يشتمل على تعريف الصحابي وعدالة الصحابة .
الفصل الثاني : يشتمل على المؤلفات في الصحابة وفضائلهم .
الفصل الرابع: يشتمل على التعزيف بالكتاب ونسبته الى مؤلفه وعملي في
وقد بذلت قصارى جهدي لاخراج الكتاب على وجه مرضى ادعو الله تعالى
ان يقبله مني ويجعله خالصا لوجهه الكرم ٠
وأداء للواجب اتقدم بالشكر الجزيل الى فضيلة استاذنا المحقق السيد امد
صقر حيث بذل لي كل النصح والافادة من علمه الجم مع ما كان يعانيه من
مرض مستمر وضعف جسدي اطال الله بقاءه بالصحة والعافية .
وكذلك لا يفوتني ان اشكر فضيلة استاذنا الجليل الدكتور حمد ابو شهبة
)47 الكفاية للخطيب ( ص )١(
وكذلك يجب علي ان اشكر الاخوين الكريمين مفضل مصلح الدين وعبد
الجليل الانصاري الطالبين في كلية الشريعة بمكة اللذين بذلا لي من وقتهيا القدر
الكبير في مقابلة النص ثم بتضحيج المطبزعٌ
ادعو الله تعالى ان يجزي الجميع بخير ما يجازي به عباده الصالحين .
الفحبّل الأول
تعريف الصحابي
اختلفت اقوال العلاء في تعريف الصحابي . واولاها بالقبول في نظري هو
تعريف ابن حجر فقد قال:
ومات على الإسلام؛ فيدخل فيمن لقي من طالت مجالسته له أو
وقال امد بن حنبل وذكر عنده اصحاب بدر:
« وافضل الناس بعد هؤلاء اصحاب رسول الله عله القرن الذي بعث
ونظر اليه م"
1١١ الاصابة (17:1:1)+ ثحب الفكر (ص 173). (3) الكفاية ( ص48 )؛ تلقيح فهوم اهل الآثر ص )١(
() صجيع لبخاري (3:0)
وقال ابو بكر الباقلاني:
٠لا خلاف بين اهل اللغة في ان القول: صحابي مشتق من الصحبة وانه
ليس بمشتق من قدر منها مخصوص بل هو جار على كل من صحب غيره قليلا
كان او كثيراء كما ان القول مكلم ومخاطب وضارب مشتق من المكالمة
والمخاطية. والضرب وجار على كل من وقع منه ذلك قلبلا كان او كثيرا
ودهرا وسنة وشهرا ويوما وساعة؛ فيوقع اسم المصاحبة بقليل ما يقع منها
وكثيره وذلك يوجب في حكم اللغة إجراء هذا على من صحب الني تَْلهٍ ؛ ولو
ساعة من نهارء هذا هو الأصل في ١١
عرف في أنهم لا يستعملون هذه التسمية إلا فيمن كثرت صحبته
الإسم» ومع ذلك فقد تقرر للامة
وقال ابن حزم: « أما الصحابة رضي الله عنهم فهو كل من جالس الني
ذلك ,ولا مثل من نفاه عليه السلام باستحقاقه كهيت المخنث ومن جرى مجراه
وكلهم عدل إمام فاضل رضى فرض علينا توقيرهم وتعظيمهم وأن نستغفر
لهم ونحبهم؛ وتمرة يتصدق بها أحدهم أفضل من صدقة أحدنا دهره كله؛ وسواء
كان من ذكرنا على عهده عليه السلام صغيرا أو بالغا فقد كان النعمان بن بشير
وعبدالله بن الزبير والحسن والحسين؛ أبناء علي رضي الله عنهم أجعين من أبناء
وفي اشتراط التمييز للصحبة يقول العراقي :
« ان ظاهر كلام الائمة اشتراطه كما هو موجود في كلام يحبى بن معين واي
زرعة واي حام واني داود وابن عبد البر وغيرهم؛ وهم اجماعة أ: 85
ل وهم اطفال فحنكهم ومسح وجوههم او تفل في افواههم فام يكتبوا لهم
صحبةء محمد بن حاطب بن الحارث بن نوفل :وغبدالله بن الي طلحة وتحند
قال ابن الصلاح:
وبلغنا عن ابي المظفر السمعاني المروزي انه قال:
« اصحاب الحديث يطلقون اسم الصحبة على كل من روى عنه حديثا او
كلمة ويتوسعون حتى يعدون من رآه رؤية من الصحابة . وهذا لشرف منزلة
بي عن أعطوا كل من رآ حكم الصحبة .وذكر أن إسم الصحابي من حيث
واعترض عليه العراقي بنقل كلام الباقلاني السابق وان ما حكاه عن
الصحابي من رآه وقال انه الاشبه واختاره ابن الحاجب!" .
وروي عن سعيد بن المسيب انه قال:
«الصحابة لا نعدهم إلا من أقام مع رسول الله يل سنة أو سنتين وغزا معه
غزوة أو غزوتين »
() علوم الحديث لآ الصلاح. (+) الكفية (ص 18 )؛ تلقيع فهوم اهل الآثر اص 900)
وقال العراقي:
لا يصح عنه (سعيد بن المسيب) فان في الاسناد اليه حمد بن عمر الواقدي
رهو ضعيف في الحديث!'".
وقال الواقدي:
« ورأيت أهل العلم يقولون: كل من رأى رسول الله ع وقد أدرك الحم
نهار
عدالة الصحابة: العدالة مصدر من عَذل يَعدُل فهو عَدُلٌ
والعدل لغة: هو الذي لا ميل به الهوى فيجور في الحكم والعدل من الناس +
لمرضي قوله وحكمه ورجل عدل رضى ومقنع في الشهادة!""
وفي هذا المعنى نفه استعملت كلمة العدل في كتاب الله:
قال تعال:
لأ وأشهدوا ذوى عدل منكم ا" .
قال الطبري في تفسيره:
وقال تعالل :
؛ يعني من العدول المرتضى دينهم وصلاحهم ؛!
») الكقاية اص 48 ). تلقيح قهوم اهل الآثر (اعص 10١ (د) القرة ٠48
والعدل في اصطلاح المحدثين:
« ان يكون (الراوي) مسلا بالغا سليا من اسباب الفسق وخوارم
وسثل ابن المبارك عن العدل فقال:
)١( يشهد الجباعة.
() ولا يشرب هذا الشراب .
(©) ولا تكون في دينه خربة.
(4 ) ولا يكذب
وهذه المعاني المذكورة كانت متوفرة في أصحاب رسول الله تَْقِ على وجه
أت وبدرجة اكمل؛ فقد كانوا عدولا مرضيين عند الله وعند رسوله وعند
ووقوع بعض الحفوات لا يخرج الانسان من العدالة كما قال الشافعي رمه
الله
فهو المعدل. واذا كان الاغلب المعصية فهو المجرح ؛!”"
ادلة عدالة الصحابة من كتاب الله عز وجل:
قال تعالى:
مد رسول الله . والذين معه اشداء على الكفار رحاء بينهم تراهم كما
147 تغريب لرادي ( ص )١(
177 - الكفاية مس173 )(
(7) آداب الشافعي ومناقيه (ص 08 )+ الرسالة (ص 247 ): الكفاية (عن 174 ).
بين
ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع أ 8
فاستوى على سوقه يعجب الزراع لبغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا
وقال تعالى :
لأوالسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي
وقال تعالى :
والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا
وقال تعالى:
إلقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعام ما في قلوبيم
وقال تعالى:
لألقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة
من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحم ؛ وعلى
التواب الرحم» !''.
وغير ذلك من الآيات الدالة على عدالة الصحابة ورضي الله عنهم
غزوة تبوك في سنة ثمان من الهجرة؛ وكان عدد الصحابة في هذه الغزو كثيراً
جداء كما قال كعب بن مالك:
لا يجمعهم كتاب حافظ يريد الديوان» فيا رجل يريد ان يتغيب الا ظن ان
ولم يتخلف عن هذه الغزوة الا معذور او رجل مغموص عليه النفاق .
قال لني ع :
« لا تسبوا اصحابي؛ فوالذي نفسي بيده لو ان احدم انفق مثل أحد ذهيا
ما ادرك مد احدهم ولا نصيفةه ؛!""
؛ النجوم امنة للسماء فاذا ذهبت النجوم اتى السماء ما توعد وانا أمنة
واجع اهل السنة والجباعة على عدالتهم .
(7) صجيع لبخاري (4: 11
(©) انظر الحديث رقم ه في الرسالة