تقديم الدكتور عبد الله بن عبد امحسن التركي
الحمد لله وحده؛ والصلاة والسلام على من لا ني بعده» وبعد:
أكرمنا الله أمة الإسلام - بأن أنزل إلينا أعظم كتبه؛ كتاب عزيز فلا
َكِب ِجَيد»». وقد تعهد الله بحفظه؛ قال
عام وت مُطْلفَه؛ فلا يُفهم الإسلام حقّ القّهم بدون السنة.
وقد أوجب الله على المسلمين طاعة رسوله رابا ع أمره؛ وعدم مخالفته؛
كما حرم الله .
رجال نذروا أنفسهم لللووعن حجماها ذُودَ الكريم العزيز عن جماه» مضا
ليلهم ونهارهم؛ وتّحافت عن امضاجع جُنوبهم» لا يلون جهداًفي نقل سنة الشي
كِ بعيدة عن تحريف الغالين» وانتحال المبطلين» وتأويل الجاهلين.
وكان من جملة من شرفه الله تعال بخدمة السنة التبوية الإسام أبو
العلمرز مع الفهم والإتقان؛. والبصر ونقد الرجال» وحُسن التأليف» فقد فاق
من يُذكر بهذا العلم من أهل عصره» ٠
وقد أكثر في التصنيف والتأليف» وكانت مؤلفاته في السنة النبوية وعلومهاء؛
الكبوى» وهو أوسع مصنفاته وقد تكلم محقق «السنن الكبرى» الأخ حسن
عبد المنعم شلبي جزاه الله خيرا عنهما في مقدمته»؛ وذكر الفرقً بينهماء وهناك
خلاف حول نسبة كتاب «لمجتبى» أهو إلى الإمام الننسائي أو إلى تلميذه ابن
السي؟ وقد أفاض المحقق في ذكر ذلك فأغنى عن الحديث عنه هناء
هذاء ولكتاب «السنن الكبرى» أهمية عظيمة؛ ومنزلة رفيعة بين كب
اعتبره بعض المشتغلين بالسنة وعلومها بعدّ «الصحيحين» من حيث الصحة ودرجة
لها من النسخ الخطية والباحثين ما يساعدها على ذلك» وتولى الإشراف على ذلك
الأخ الشيخ شعيب الأرتووط» الذي حقق العديد من كتب الحديث؛ وأسهم
وإن عناية مؤسسة الرسالة واهتمامها بكتب السنة على وجه الخصوص»
وكتب السلف على وجه العموم لمما يُشكر لها ولصاحبها الأخ الأستاذ رضوان
ابن إبراهيم دعبول» فقد أصدرت الكثير منهاء وأسهمت في نشر علوم الإسلام»
ولاشك أن تضافر الموؤسسات الرسمية والخاصة على خدمة علوم الإسلام
وكتب السلف الصالحه وإشاعتها في المسلمين يُعتبر من أوجب الواجبات على
الأمة الإسلامية» إذ لا يتم إبلاغ هذا الدين ونشره والدعوة إليه دون فهم صحيح
له» ودون ارتباط علمائه ودُعاته يكتاب ربهم سبحانه وتعال» وسنة بيهم فَهْ »
والاستفادة من جهود السلف الصالحه الذين استقام لهم تلفي علوم الإسلام عن
أسلافهم إلى نبيهم محمد قر وصحابته رضوان الله عليهم» واستقام لم فهم
الكتاب والسنة؛ وما فهم الصحابة الكرام منهماء وداعية إلى ذلك» لكي تستقيم
اس ا من أحار سوا
إن على دور النشر الإسلامية» ومراكز الأبحاث» والجامعات الإسلامية؛ وعلماء
لبك ل 4
فالله الله أيها المسلمون في التضافر والتعاون» وبذل كل سب نافع
يوصل إلى ذلك» وعون العلماء ودور النشر ومراكز البحث والجامعات الإسلامية
تت باسني
مقدمة التحقيق
ساالمدالجم
فإن رسول الله فلا ترك لهذه الأمة ما إن تمسكت به لن تضل بعده؛
كتاب الله وسنة نبيه كي » وكما أن الله قيض لكتابه من يقوم على رعايته
والاعتناء به كذلك قيض للسنة المطهرة الحفاظ العارفين والعلماء المخلصين
الذين شروا عن ساعد الجدٌ والاجتهاد؛ فأمضّوا حياتهم في تدوين السنة
والدفاع عنهاء فوا عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين»
وكان من جملتهم الإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي صاحب
فصئف العديد من المصنفات؛ وكلها ينحصر في إطار السنة النبوية وعلومها.
وإن من أوسع مصنفاته كتاب «السنن الكبرى» الذي جعله بعض العلماء
يتلو «الصحيحين» من حيث الصحة ودرجة القبول. وستتكلم عن منزلة هذا
الكتاب في الصفحات الآتية من هذه المقلمة .
ونظراً لأهمية هذا الكتاب بين كتب السنة النبوية» وعدم طبعه من قبل طبعة
العالم الإسلامي بحلة قشيية؛ وخصوصاً بعد أن توفر لها من النسخ الخطية مالم
يتوفر لأصحاب الطبعات السابقة.
مخلصين وفريق علمي طموح :0
وعلومها نحر: «مسند الإمام أحمد» و «صحيح ابن حبان» و«شرح مشكل
الآثار» و«تهذيب الكمال» ودسير أعلام النبلاء» . وإنها بإصدارها كتاب «السنن
الكبرى» للإمام النسائي تُضيف حسنة إلى حسناتها السابقة وعملاً حليلاً في
سجل أعماما .
نسأل الله تعالى أن يجعل عملنا خالصاً لوجه» فإن الله طيب لا يقبل إلا
-١ ترجمة اللصتّف وثناء أهل العلم عليه.
4 منزلة الكتاب.
ع رواة الكتاب عن المصنّف.
7 وصف النسخ الخطية.
ترجمة المصنف رحمه الله؛ وثاء أهل العلم عليه:
هو الإمام الحافظ: أحمد بن شعيب بن علي!'؟ بن سنان بن بحر بن دينار» أبو
عبد الرحمن النسسائي القاضي» أحد الأئسة ارين والأعلام المشهورين» والحافظ
(1) قال اين خلكان في هوقيات الأعيان»: «أحمد بن على بن شعيب بن علي» بزمادة:
«الكنى» 0/1 4و48» والطحاوي» والطيراني في أكثر من موضع من مصتفاتهم - وهم تلامذته -
قد سوه «أحمد بن شعيب بن علي» +
() «تهذيب الكمال» 7714-774/١
والسائيُ نسبة إلى نس بفتح النون والسين» وهي بلدة بخراسان» قال السمعاني
ولد بنُسَا في سنة حمس عشرة ومتتين؛ وطلب العلم في صغره» فارتحل إلى قتهبة
ابن سعيد في سنة ثلاثين ومتتين» فأقام عنده إبَغْلانَ سنةه فأكثر عنه!". قال أبو بكر
ابن المأمونة"": سمعت أيا بكر بن الإمام الدمياطي يقول لأبي عبد الرحمن النسائي:
ولدتُ في سنة أربع عشرة - يعن ومنتين - ففي أي سنة ولدتً يا أبا عبد الرحمن؟
فقال أبو عبد الرحمن: يشبه أن يكون في سنة خمس عشرة ومثتينء لأن رحليٍ الأول
إمام من أئمة المسلمين.
وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظل*؟: سمعت أيا علي الحسين بن علي الحافظ
وقال أيضأل": أخبرنا أبو علي الحافظ» أخبرنا أبو عبد الرحمن النسائي الإمام
في الحديث بلا مدافعة.
من يذكر بهذا العلم من أهل عصره.
وقال أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي(": سألت أبا الحسن
(5)اتهذيب الكمال؟» 777/١
(3) المصدر السايق.
() لمعرفة علوم الحديث» ص"ه.
(ه) «تهذيب الكمال» 4/١ 778-37
الدارتطي» ؛ فقلت إذا حدّث محمد بن إسحاق بن خزعة وأحمد بن شعيب النسائي
معدوم النظر.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي!'':معت أبا طالب الحافظ يقول: من يصبر
على ما صبر عليه أبو عبد الرحمن النسائي؟!! كان عنده حديث ابن لهيعة ترجمة
ترجمة؛ فما حدث بهاء وكان لا يرى أن يحدث بحديث ابن لهي
وقال الحاكم أبو عبد اللها"»: سمعت أيا الحسين محمد بن المظفر يقول:
سمعت مشايفنا مصر يعتزفون لأبي عبد الرحمن النسائي بالتقدم والإمامة؛
وأنه خرج إلى الفداء مع والي مصرء فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في
فداء المسلمين والمشركين؛ واحتازه عن بجالسة السلطان الذي حرج معه؛
والانبساط بالمأكول والمشروب في رحله؛ وأنه لم يزل ذلك دأبه إلى أن استشهد
رضي الله عنه بدمشق من جهة الخوارج.
وقال الذي في «السيرة!؟: قال الحافظ ابن طاهر: سألت سعد بن علي الزنجاني
لَِنَ جماعةً من رحال «صحيحي» البخاري ومسلم.
أحداء وإن كان ابن خزكة إماماً
175/1 «تهذيب الكمال» )(
.73 4/١ «تهذيب الكمال» )©(
(4) «السيرة 171/14
وقال أبو بكرا" محمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون الهاشمي: كنت يوما
في دهليز الدار الي كان أبو عبد الرحمن يسكنها في زقاق القناديل. ومعي جماعة
الظاهر مع السن!! وقال آخرون: ليت شعرناء ما يقول في إتيان النساء في
حماره؛ وقلت له: تمارى بعض من حضر في مذهبك في ١
حرام لحديث أبي سلمة عن عائشة: «كلٌ شراب كر فهو حرام فلايجل
ولكن محمد بن كعب القرظي حدّث عن جدّك ابن عباس: «اسُق حرثكٌ من
حيث شينت» فلا ينبغي لأحد أن يتجاوز قوله.
هذا عوض من النظر إلىالخضرة من النبات فيما يراد لقوة البصرء وكان
يكثر الجماع مع صوم يوم وإفطار يوم؛ وكان له أربع زوجات يقسم لن»
بق على هذا الباب في موضعه في كتاب عشرة النساء إن شاء الله تعالى.