البيع عند أذان الجمعة » بل كل عمل يكون مانعا عن أداء الفرض الشرعي كان الإعراض
(الثاني) : زهد مستحب » وهو على درجات في الاستحباب بحسب المزهود فيه »
وهو الزهد في المكروه وفضول المباحات والتفئن في الشهوات المباحة ٠
(الثالث) : زهد الداخلين في هذا الشأن ؛ وهم المشمرون في السير إلى الله وهو نوعان:
وهي في يدك » وهذا كحال الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز
الذي يضرب.بزهده المثل مع أن خزائن الأموال تحت يده » بل كحال سيد ولد آدم ##
المشهور وقد روي مرفوعاً وموقوفا : ليس الزهد في الدنيا بتحريم الحلال ؛ ولا إضاعة
المال ولكن الزهد في الدنيا أن تكون ما في يد الله أوثق منك يما في يدك » وأن تكون في
الزهد ثلاثة أشياء :
«لاعلموا أنما الحيوة الدنيا لعب وهو وزينة وتفاخر بيتكم وتكائر في الأموال والأولاد
كمثل غيث أعجب الكفار نباته لم يهيج فزاه مصفراً ثم يكون حطاما'" ؛ وقال
الله تعالى : نما مغل الحيوة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض نما
الآبات لقوم يتفكرون»'" وقال الله تعالى اضرب لهم مثل الحيوة الدنيا كماء
أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله
على كل شيء مقتدراً!") وسماها سبحانه لإمتاع الغرور» ونهى عن الاغتزار بهاء
١ سورة الجمعة )١(
+10: سورة الحديد ء الآية )(
(©) سورة يون + الآية :74+
(4) سورة الكهف +
مقدمة 7
وأخبرنا عن سوء عاقبة المغترين ؛ وحذرنا مثل مصارعهم وذم من رضي بها واطمأن إليها
وقال النبي ك4 : ما لي وللدنيا ؛ إنما أنا كراكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها؛ وفي
المسند عنه 4 حديث معناه » أن الله جعل طعام ١١ بن آدم وما يخرج منه مثلاً للدنيا فإنه
وعقل حقير » وقدر خسيس + ِ ٍِ
فلينظر © ا ا رجل في يده درهم زغل قيل له : اطرحه فلك
عوضه مائة ألف دينار مثلاً ؛ ألقاه من يده رجاء ذلك العوض » فالزهد فيها لكمال
الرغبة فيما هو أعظم منها زهد فيها +
الثلاثة تسهل على العبد الزهد فيها وتنبت قدمه في مقامه والله الموفق من يشاء +
وجميع مراتب الزهد ١ اد ووسائل الله الرئبة ولك ن لا يصح إلا بلك
امراتب » فمن رام الوصول إلى هذه المرتبة بدون ما قبلها فمتعن متمن كمن رآم الصعود
إلى أعلى المنارة بلا سلم ؛ قال بعض السلف : إنما حرموا الوصول بتضييع الأصول © فمن
ضيع الأصول حرم الوصول ؛ وإذا عرف هذا فكيف يدعي أن الزهد من مسازل العوام »
وأنه نقص في طريق الخاصة؟ وهل الكلام إلا في الزهد؟ وما النقص إلا في نقصانه؛ والله
الموفق للصواب . "م
وقال ابن قدامة المذكور سابقا ملخصاً كلام ابن الهوزي!" :
اعلم أن الزهد في في الدنيا مقام.شريف من مقامات السالكين » والزهد عبارة عن
انصراف الرغبة عن الشيء إلى ما هو خير منه ؛ وشرط المرغوب عدم أن يكون مرغوباً
زاهدا » كمن ترك التزاب لا يسمى زاهداً .
واعلم أنه ليس من الزهد ترك المال » وبذله على سبيل السخاء والقوة ؛ واستمالة
القلوب » وإنما الزهد أن يترك الدنيا للعلم بحقارتها بالنسبة إلى نفاسة الآخرة .
)١( من نوعي زهد المشمرين في السير إلى الله
)١( طريق الهجرتين من ص 15٠ إلى 784
مقدمة
ومن عرف أن الدنيا كالثلج يذوب » والآخرة كالدر ييقى ؛ قويت رغبته في بيع
هذه بهذه ؛ وقد دل على ذلك قوله تعال «إقل متاع الدنيا قليل والآخرة خبر لمن
ومن فضيلة الزهد قوله تعالى لأولاتمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة
الحيوة الدنيا لنفتنهم فيه" .
وقال النبي 4 : من أصبح وهمه الدنيا . شتت الله عليه أمره ؛ وفرق عليه ضيعته +
عليه ضيعته ؛ وجعل غناه في قلبه » وأتته الدنيا وهي
وقال الحسن : يحشر الناس عراة ما خلا أهل الزهد » وقال : إن أقواما أكرموا الدنيا
ب فأهين نأ ما تكون إذا أهنتموها .
وقال الفضيل : جعل الشر كله في بيت ؛ وجعل مفتاحه حب الدنيا الخير
كله في بيت وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا
ولتمام النفع نريد أن تنقل هنا فصلين من كلام الجوزي باختصار ابن قدامة » وأصله
المتزهد » وهو ميدأ الزهد .
الدرحة الثالثة : وهي العليا أن يزهد طوعاً ؛ ويزهد في زهده ؛ فلا يرى أ
شيعا » لأنه عرف أن الدنيا ليست بشيء » فيكون كمن ترك خرقة » وأخذ جوهرة » ولا
يرى ذلك معاوضة » فإن الدنيا بالإضافة إلى نعيم الآخرة » أحسن من خرقة بالإضافة إلى
جوهرة ؛ فهذا هو الكمال في الزهد .
+ 11 صورة النساء » الآية )١(
2١ : سورة طه » الآية )7(
مقدمة 5
أحدها : الزهد للنجاة من العذاب » والحساب ؛ والأهوال الي بين يدي الآدمسي
وهذا زهد ١
الدرجة الثانية الرهد للرغية في الغواب والنعيم الموعود به ؛ وهذا زهد الراحين
الدرجة الغالثة : وهي العليا ؛ وهو أن لا يزهد في الدنيا للتخلص من الآلام ؛ ولا
للرغبة في نيل اللذات ؛ بل لطلب لقاء الله تعالى + وهذا زهد المحستين العارفين © فإ
النظر إلى الله سبحانه وتعالى بالإضافة إلى لذات الجنة . كلذة ملك الدنيا والاستيلاة
عليها » بالإضافة إلى لذة الاستيلاء على عصفور واللعب به
ان الزهد فيما هو من ضروريات الحياة
قال ابن قدامة : والضروريات المهمات سبعة أشياء : المطعم » والملبيس + والمسكن +
وأثاثه » والمتكح » والمال » والجاه .
فأما الأول : وهو المطعم » فاعلم أن همة الزاهد منه ما يدفع به الجوع ؛ مما يوافق
بدنه من غير قصد الالتذاذ » وفي الحديث : إن عباد الله ليسوا بالمتتعمين ؛ وقالت عائشة
وقد كان الكثير من الزهاد © ن المطعم ؛ وكان فيهم من لا يطيق ذلك ؛ وكان
الثوري حسن المطعم » ورمما جمل في سفرته اللحم المشوي والفالوذج +
وف الجملة ؛ فالزاهد يقصد ما يصلح به بدنه » ولا يزيد في التنعم » إلا أن الأبدان
تختلف فمنها ما لا يحتمل التخشن .
وقد يدخر بعض الناس الزاد الحلال يتقوته ؛ فلا يخرجه ذلك من الزهد : فقد كان
الثاني : الملبس ؛ فالزهد يقتصر فيه على ما يدفع الحر والبود ؛ يست العورة ؛ ولا
بأس أن يكون فيه نوع تجمل 6 » فلا يخرجه التقشف إلى الشهرة ؛ وكان أكثر لياس
السلف خشناً + + فصار لبس الخشن شهرة .
وقد روي عن أبي بردة قال : أخرجت إلينا عائشة رضي الله عنها كساء ملبداً
وإزارا غليظا » وقالت : قبض رسول الله و8 في هذين أخرجاه في الصحيحين .
وعن الحسن قال : خطب عمر خه وهو خليفة ؛ وعليه إزار فيه إثننا عشرة رقعة .
الثالث : المسكن ؛ وللزهاد فيه ثلاث درجات :
أعلاها : أن لا يطلب موضعاً خاصاً لنفسه ؛ بل يقتنع بزوايا السجد كأصحاب
الصفة .
أشبه ذلك .
وأدناها : أن يطلب حجرة مبنيّة ؛ ومتى طلب السعة ؛ وعلو السقف ؛ فقد جاوز
حد الزهد في المسكن ؛ وقد توفي رسول الله 8 ولم يضع لبنة على لبئة
قال الحسن : كنت إذ دخلت بيوت رسول الله ب نلت السقف + وفي الحديث :
وقال إبراهيم النجعي رحمه الله : إذا كان البنيان كفافاً » فلا أجر ولا وزر +
وفي الجملة ؛ أن كل ما يراد للضرورة فلا ينبغي أن يجاوز حد الزهد .
الرابع : أثاث البيت ؛ فينبغي للزاهد فيه على الخزف ؛ ويستعمل الإناء
الواحد في مقاصده » فيأكل في القصعة ؛ ويشرب فيها ؛ ومن خرج إلى كثرة العدد في
الآلة أو في نفاسة الجنس » خرج عن الزهد .
ولينظر إلى سيرة رسول الله 88 ؛ ففي "صحيح مسلم" من حديث عمر بن الخطاب 486
فنظرت في خزانة رسول الله 88 ؛ فإذا أنا بقبضة من شعير ؛ نحو الصاع ؛ وي رواية
البخاري : فوالله ما رأيت شيئا يرد البصر ؛ والحديث مشهور في "صحيح مسلم'
قصّتها لتضرب جرف الجفنة من الجهد الذي بها +
ودخل رجل على أبي ذر ذه » فجعل يقلب بصره في بيته ؛ فقال : يا أبا ذر! ما
بد لك من متاع ما دمت ههنا ؛ فقال : إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه
الخامس : امكح » لا معنى للزهد في أصل التكاح » ولا في كثرته .
قال سهل بن عبد الله : حبب إلى رسول الله 4 النساء +
وكان علي فخ من أزهد الصحابة ؛ وكان له أربع نسوة » وبضع عشرة سرية +
وكشف الغطاء في هذا أن نقول : من غلبت عليه شهوته وخاف على نفسه ؛ تعين
مقدمة 7
العلماء » والناس مختلفون فيه ؛ منهم من يقصد التكاح لطلب النسل ويمكنه الكسب
ويكف بصره » ويرد فكره » فهذا غاية في الفضيلة ؛ وعليه يجمل حال رسول الله كه +
وحال علي ف » ومن جرى جراهما ولا النفات إلى قول من يرى الزهد برك الالتذاذ
وقد كان بعض السلف ينتار امرأة الدون على الجميلة » وذلك محمول على أن تلك
تكون إلى الدين أميل ؛ والنفقة عليها أقل ؛ والاهتمام بأمرها يسير ؛ بخلاف المستحسنة؛
وقد قال مالك بن دينار أريد للرطة*
السادس : المال ؛ وهو ضروري في المعيشة » فالزاهد يقتصر منه على ما يدفع به
الوقت ؛ وكان في الصالحين من يتشاغل بالتحارة ويقصد بها العفاف .
وكان حماد بن سلمة إذا فتح حانوته وكسب حبتين ؛ قام .
وكان سعيد بن المسيب يتجر في الزيت ؛ وخلف أربعمائة دينار ؛ وقال : إنما
تركتها لأصون بها عرضي ودين .
الجاه ؛ ولا بد للإنسان من جاه حتى في قلب خادمه ؛ واشتغال الزاهد
في القلوب ؛ فينبغي أن يحذر من شر ذلك .
وفي الجملة فإن الحوائج الضرورية ليست من الدنيا » وكان كثير من السلف يعرض
المؤلفات في الزهد
ومن أدل الدلائل على أهمية الزهد ومكانته في الإسلام توفر الكثيرين من أئمة الدين
على أفراد هذا الموضوع بالتأليف » ومواصلة جهودهم في تدوين ما ورد في ذلك من
الآيات وتفسيراتها » والأحاديث » والآثار ؛ وما إليها ؛ وحجز مكان خصوص لأبواب
الزهد والرقاق » في جوامعهم المصنفة في الحديث ؛ كالصحيحين ؛ والجامع لبد
الرزاق!" » والمصنف لابن أبي شيية ؛ والجامع للتزمذي » والمسنن الكبرى للنسائي +
والسنن لابن ماجة القزوين ؛ والمستدرك للحاكم ؛ وغير ذلك .
+ المرط بكسرالميم : واحد المروط ؛ وهي أكسية من صوف أوخز كان يوتزر بها )١(
+ 15 محتصر منهاج القاصدين ص : 768 إلى )1(
انظر باب زهد الأنبياء وباب زهد الصحاية وغيرهما )©(
فمن أفرده بالتأليف :
: الإمام القدوة المعافى بن عمران الموصلي المتوفى سنة 185 قال الذهي )١(
صنف المعافى (في) السنن » والزهد » والأدب » والفن وغير ذلك"
(1) والمحدث الحافظ محمد بن فضيل بن غزوان الكوفي المتوفى سنة ه3١" .
(©) والإمام وكيع بن الجراح » من شيوخ الإمام أحمد بن حنبل المتوفى سنة ١577
(؟) والحافظ أسد بن موسى ؛ المعروف بأسد السنة » المتوفى سنة 717 +
(5) والإمام أحمد بن محمد بن حنبل ؛ المتوفى _سنة 74١1 ؛ وهو مطبوع +
(7) والحافظ الزاهد هناد بن السرى من أصحاب وكيع » المتوفى سنة 747 +
(0) وأحمد بن حرب بن عبد الله أبو عبد الله الزاهد ؛ المتوفى سنة 774 +
(ه) والإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني ؛ صاحب السئن ؛ المتوفى
سنة 17/5 ولابنه عبد الله : زوائد على كتابه .
(4) وأبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد ؛ المعروف أبي الدنيا ؛ المتوفى سنة
8١ ؛ ونسخة من كتابه في مكتبة أحمد الثالث » رقم : 041 عدد أوراقة : 177
كما في فهرس معهد المخطوطات .
)٠١( والحافظ العالم إبراهيم بن الجنيد » نزيل سامرا » المتشوقى في حدود الستين
ومائتين ؛ قال الخطيب : له كتب في الزهد والرقائق!"" +
)١١( والحافظ العلامة القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد العسال الأصبهاني ؛ المتوفى
سنة 744 » له كتاب الرقائق!" .
(1) والآجري ؛ كما في الكشف ؛ وهو عندي محمد بن حسين أبو بكر الآجري؛
المتوفى سنة 710 2
+ والحافظ المفيد أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان المعروف بابن شاهين )١(
. المتوفى سنة 3/85 » له كتاب الزهد ماثة جزءا”'
)٠( والحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ؛ صاحب السنن
المتوفى سنة 468 ؛ وقفت على نسخة من كتاب الزهد الكبير له ؛ في المكتبة الآصفية
بحيدر آباد؛ وهي في 7347 صفحة بالقطع الكبير .
)١( تذكرة الفاظ (78/1؟
)١( تذكرة الحفاظ (43/1؟) .
الحفاظ (؟/45١)
() تذكرة الحفاظ )44/(
(ه) تذكرة الحفاظ (184/9)
مقدمة 1
ونسخة أخرى في مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت بلمدينة المنورة كتبت في سنة
وله كتاب الزهد الصغير أيضاً كما في الرسالة المستطرفة +
)١( والإمام أبو القاسم خلف بن القاسم الأندلسي اين الدباغ؛ المتوفى سسنة
77 صنف حديث مالك » وحديث شعبة » وكتابا في الزهدا" .
)١( والفقيه أيو أحمد محمد بن أحمد بن شعيب الشعيي النيسابوري من شيوخ
الحاكم ؛ المتوفى سنة 381 ؛ له كتاب في الزهد في نيف وأربعين جزء!""
)١7( والحافظ العلامة عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي ؛ صاحب كتاب
الأحكام المتوفى سنة 081 + قال الذهبي : له كتاب في الرقائق!" +
كتاب الزهد والرقائق لابن المبارك
ومن أجل ما صنف في هذا الباب كتاب عبد الله بن المبارك .
قال ابن تيمية : والذين جمعوا الأحاديث في الزهد والرقائق يذكرون ما روي في
الباب ومن أجل ما صنف في ذلك : كتاب الزهد لعبد الله عا م
. وأجود ما صنف فيه تاب الرجد لزنا أحمد +
ولما كان كتاب ابن المبارك من أجل ما صنف في ذلك ؛ وريما يكون أقدم أيضاً
حرصت على اقتناء نسخة منه ؛ وإعداده للنشر ؛ فتفضل صاحب السمو الملكي الشيخ
علي بن عبد الله والد الحاكم بمدينة قطر ؛ بإهداء نسخة مصورة مكبرة عن فيلم عنده
أحسن الله جزاءه وأجزل مثوبتة .
ولما حصلت على النسخة » أرسلتها إلى مجلس إحياء المعارف ماليكاؤن ؛ ناسك)
ليستنسخها ؛ ويستعد لنشر هذا السفر الجليل » فأجاب المجلس إلى ذلك ؛ وكتب مديره
الفاضل مولانا محمد عثمان إلى تلميذ له متعلم تمصر » فأرسل إلى المجلس ثلاث نسخ
مصورة مكبرة عن أفلام في معهد المخطوطات ؛ ولا تم نسخ الكتاب عارضه مولانا محمد
عثمان على تلك النسخ ؛ وقيد ما وجد من الاختلاف فيما بين النسخ على الهوامش
. )115/7( تذكرة الحفاظ )١(
(1) الجواهر المضيعة » وكشف الظنون وغيرهما ٠
(©) تذكرة الحفاظ (146/4) .
(4) كشف الظنون (174/7) والرسالة المستطرفة .
ثم كلفي المجلس أن أقوم بتحقيق الكتاب والتعليق عليه ؛ وما كنت لأتمكن من
اعتلاس الفرصة لذلك لانصراف حم بالكلية إلى تحقيق للصدف للإمام عبد الرزاق من
همام الصنعاني ؛ منذ أعوام » فاستعنت بصاحبي وتلميذي السعيد الفاضل عبد الجبار
المنوي أستاذ التفسير والأدب في جامعة مفتاح العلوم ؛ وولدي الأعز المولوي رشيد أحمد
المفتاحي أسعدهما الله في الدارين ٠
فضحيا بكثير من الوقت » واحتملا كثياً من العناء » في الكشف عن الأحاديث في
ترى يقر النواظر » وينير البصائر +
وصف نسخ الكتاب
بالأصل ورمزه (ص) نسخة مصورة مكبرة عن فلم مأخوذ عن نسخة مكتبة ولي الدين
جار الله » رقم : 874 (باستانبول) وهي الي تفضلت بإهداثه المكتبة العامة بحكومة
قطر» (أو بتعبير أدق : سمو حاكم قطر » سابقا) ويرجع تاريخ كتابتها إلى ما قبل القرن
حتى انتهت إلى ولي الدين جار الله » فوقفها ؛ وهي بحجزأة إلى أحد عشر جزءا أولها :
برواية أبي غالب أحمد بن الحسين (كذا ؛ والصواب : الحسن) بن أحمد بن البناء (المتوفى
0١7 ؛ وله اثنتان وثمانون سنة) عن أبي محمد الجوهري المتوفى : 494 +
وسائرها : برواية أبي علي الحسين بن محمد بن الحسين بن إبراهيم الُلفي (المتوفى :
4) عن أبي محمد الجوهري » وقد سمعه عليه بقراءة الشيخ أبي محمد ظاهر
النيسابوري؛ كما هو مصرح به في أول كل جزء سوى الحادي عشر +
والنسخة مكتوبة بخط نسخي (إلا الصفحة الأولى ؛ فإنها بالخط الرقعي) جميل
واضح : اعتنى ناسخها بإثبات النقط ؛ وعلامة الإهمال في الأكثر » وهي مصونة عن يد
الحدثان إلا مواضع يسيرة أصابتها الرطوبة ؛ فأفسدت بعض الكلمات أو طمستها .
وقد قرأت هذه النسخة على الفقيه الزاهد عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد الملقدسي
في سنة ستمائة » وفي سنة إحدى وستما بنابلس ؛ وقد كتب في عدة مواضع منها
سماعاً بخطه ؛ وهو مرجم له في شذرات الذهب » قال سبط ابن الجموزي : كان يوم
ممسجد الحتابلة بتابلس .... وأقبل في آخر عمره على الحديث إقبالاً كلياً ؛
وكتب منه الكثير وحدث بابلس والثسام + توقي سنة 174 ؛ والسسخة تقع في ١85
ورقة » وهذه النسخة » نسخة الحسين بن الحسن المروزي » يرويها عنه المشارقة .