الذي هو بداية عصر الَّدوين العام فهو نموذج صالح لجهود أسلافنا في باب التأليف
في التُطور ؛ نقله الخلف عن السّلف .
+ - كا تزداد أهمية الكتاب وتمتاز من بين كتب ارهد والرقاق في كثرة أبوابه
وتتوع مادة الزهد » حيث أورد فيه المؤلف أبواب : فضل الفقه » والإنصات ؛
وكتابة أهل الخير بعضهم إلى بعض » وغيرها من الأبواب التي لم يذكرها المؤلفون
عامة في مثل هذه الكتب. وببذا يضح وجهة نظر المؤلف في باب الزهد وائساع
مجاله في كثير من الأبواب .
* - وقد قلت الوسائط في الإسناد إلى الثبي عَْلهِ في كثير من مزوياته لأن المؤلف
غير ذلك من الأمور التي تجعل هذا الكتاب في مقدمة الكتب التي صقت في باب
وقضة هذا التهذيب والتقيح تبداأ عندما كنت في زيارة لصديقنا الفاضل الدكتور
عبد الرحمن عبد الجبار الفريوانٌ بمنزله آنذاد بالمدينةالمنورة"[جاء الحديث عن كتاب
الأهد لوكيع بن الجراح والزهد لمناد بن السّري - والذي قام الفريواني بتحقيق
وتخريج كل منهما - وأن مثل هذه الكتب التي صفت في المُصُور الأول تحوي مادة
كبيرة من الأحاديث والآثار الصّحيحة والحسنة والتي ينبغي أن تنتشر بين جاهير
والمكذوبة والباطلة المنتشرة في كثير من الكتب التي بين أيدي النّاس في مجال الأهد
+ راجع الكلام على الثلانيات وأحميتها فى كتابنا الثلائيات فى الكتب الستة )١(
٠ 198 6 16170( راجع مقدمة تخريج كتاب الزهد لوكيع ص )١(
فى ربيع ثالى عام 407 اه )©(
والترغيب والترهيب على وجه الخصوص فمن باب مُحاربة هذه الأحاديث اققرحت
عليه أن يفرد الصحيح وينشر لأجل هذه الأغراض فوافق وكلفني .بذلك واتفقنا
على الخطة - التي اضفت إليها بعض التعديلات بعد ذلك - لإخراج هذا التهذيب
في صورة مُلَى يستفيد منها أهل العلم وغيرهم من طلبة العلم وعوام النّاس فيحقق
الفائدة المرجوة
ويتلخص عملنا في الآني :
انتقينا من الكتاب الأحاديث والآثار الصّحيحة والحْسنة فقط وقبل أن أقوم
بوضع ذلك في البح قمت بمراجعة التخريجات والحكم النباني الذي حكم به
الفريوانيٌ على الأحاديث والآثار ومُطَابِقتُه م جاء في مقدمة تخريجه للكتاب من إحصاء
للحسن والصّحيح والضعيف من الأحاديث والآثار فتبين لي وقوع بعض الأخطاء
فصرَيُّها وهي كالتالي :
- حديث رقم (44) في الأصل يزاد في صحيح المرفوع ٠
- حديث رقم (:28) في الأصل بحسب في صحيح المقطوع فقط ويحذف
- حديث رقم (41©) في الأصل يزاد في صحيح المرفوع ويحذف من ضعيف
- حديث رقم (781) في الأصل يحسب في صحيح المرفوع ويحذف من صحيح
الموقوف حيث كُرّر هناك .
© - وضعنا بجانب كل حديث أو أثر رقمه في الأصل ليرجع إليه من أراد التخريج
بالتفصيل عند حاجته إليه .
؛ - وضع غريب للأحاديث والآثار بالاستفادة أيضا من تعليقات الفريواني والتي
أخذها في الغالب من النباية في غريب الأثر لابن الأثير ء
* - أبقينا على الأبواب والآيات المذكورة مع الأحاديث الصُّحيحة والحسنة
والني انتقيناها . كا قمت بترقم الأبواب بين معكوفين .
-ضبط الآيات والأحاديث والآثار .
+ - عمل ترجمة مختصرة للإمام وكيع بن الجراح من الرجمة المُطُولة التي قام
بها الفريوائي +
4 - وضعت في مقدمة التهذيب فصل بعنوان « الرُهد والتصوف + كتبه الفريواني
في مقدمة تخريجه لكتاب الزهد .
. عمل فهارس للآيات والأحاديث والآثار وموضوعات الكتاب - ٠
وقارئه وكاتبه في الدنيا والآخرة إنه سميع الدعاء وأهل الرجاء وهو حسينا ونعم
الوكيل +
ترجمة الإمام وكيع بن الجراح في سطور
هو وكيع بن الجراح بن مليح بن فرس الرٌؤاسي نسبة إلى بني رؤاس بن كلاب
أبن ربيعة . وكنيته
أكثر ما عليه أهل العلم أنه ولد سنة تسع وعشرين وماثة +
نشاً الإمام وكيع بن الجراح في أسرة عريقة في العلم والدين حيث كان والذه
الجراح بن مليح من رواة الحديث قال الحافظ بن حجر : صدوق يهم من الطبقة
السّادسة . وأما أمه فهي أم وكيع بنت عمارة بن شداد بن ثور بن رؤاس ٠
وأما أولاده فهم : سُفيان ومليح وأحمد ويحبى وعبيد وإبراهم وروى منهم عن
أبيه : عبيد ومليح وسفيان .
- توجه وكيع إل تحصيل العلم مبكراً حيث تنبه لإقباله وهو في حدَالة سنه بعض
أهل العلم فقال ابن جريي لوكيع - وجعل وكيع يسأله - : يا غلام ! باكرت
العلم ؛ وكان لوكيع ثماني عشرة سنة آنذاك . وقال الحافظ الذهبي : اشتغل في
الصغر .
- وكان للإمام وكيع نصيب وافر ونشاط مَلموس في الرحلات العلمية حيث رحل
إلى مدن كثيرة وأخذ العلم عن علمائها ما روى لهم ما تجمع لديه من أحاديث
وآثار ؛ ونشر عقيدة السلف ورد على أصحاب الزيغ والضلال +
فرحل إلى بغداد والأنبار وعبادان وواسط والموصل ودمشق والمصيصة
وطرطوس ومكة والمدينة وبيت المقدس ومصر .
كثرة مشايخه ومن أشهرهم الأعمش وسفيان الثوري حيث اعتنى وكيع وأكار من
الرواية عنهما كم أنه أكثر عن علماء الكوفة حتى اشتهر بروايته عن الكوفيين .
ل تلافيلذة :
ومن أشهر من روى عنه شيخه النُوري ؛ وابن المبارك وابن معين والحميدي وابن
أني شيبة والإمام أحمد وهناد بن السري وعلي بن المديني وأبو خثيمة والقعنبي وابن
مهدي وغيرهم من الأئمة الكبار في معرفة الحديث .
معتكنًا ؛ كثير الصلاة ؛ والحج والعمرة .
منه » . وقال يحبى بن أكثم القاضي : صَحِبْتُ وكيعاً في السفر والحضر فكان يصوم
الدهر ويختم القرآن كل ليلة 6 .
وقال الحافظ الذهبي معلقًا على مبالغته في الإكثار في التعبد على هذا الوصف :
قلت : هذه عبادة يخضع لها » ولكنها من مثل إمام من الأئمة الأثرية مفضولة فقد
صح نبيه عليه السلام عن صوم الذهر » وصح أنه نبى أن يقرأ القرآن في أقل من
ثلاث ؛ والدين يسر »؛ ومُتابعة السنة أول » فرضي الله عن وكيع وأين مثل
وكان يعفف عن المسألة ويدعو كثياً أن يصونه الله تبارك وتعال عن المسألة
عن المسألة لغيوك 6 .
ترجو خيره » . وقال : « من لم يأخذ
ثبتت له الإمامة في كثير من الجوانب العلمية » فهو إمام في العقيدة من المبرزين
في هذا الباب وأشد الناس إنكاراً على أهل الضلال والزبغ » وإمام في علوم الحديث
رواية ودراية ونقداً » وإمام في السنة لشدة تمسكه بها » وإمام في الفقه والإفتاء وقد
وصف بأعلم أهل عصره في الفقه وإمام في التفسير وصاحب تصنيف فيه . ونظراً
إل هذه الأوصاف وام حامد كثر ثناء العلماء عليه حتى وصفه الإمام أحمد بأنه د إمام المسلمين
في وقته 4 ؛ وقال بحيى بن يمان : « إن لهذا الحديث رجالاً خلقهم الله عز وجل
منذ خلق السماوات والأرض وإن وكيعًا منهم » وقال ابن معين : « ما رأيت أفضل
من وكيع » . وقال الإمام أحمد : « ما زَأيْتُ رجلا قط مثل وكيع في العلم والحفظ
والإستاد والأبواب مع خشوع وورع » ٠
يعتبر الإمام وكيع من المُصتفين الأزائل الذين لهم فضل الأولية وشرف الأسبقية
في تدوين علوم الكتاب والسنة وتأليف الكتب المتنوعة فيها والتي كانت موضع اهتام
المصنف ؛ والسّن ؛ والُتكد ؛ والفسير » والمعرفة والأريخ؛ وفضائل
الصحابة » وكتاب امبة ؛ وكتاب الأنثربة ؛ ونسخة وكيع عن الأعمش +
والزها ..
الأكثر على أنه توفي سنة 187 ه وكانت وفانه من منصرفه من الحج بفيد(ا»
رحم الله وكيعاً ورضي عنه وجزاه عما قدم للإسلام والمسلمين خير الجزاء!؟
)١( فيد : بفتح فسكون ودال مهملة ؛ بليدة فى نصف طريق مكة من الكوفة ( معجم البلدان
(7) هذه الترجمة مختصرة من الترجمة المطولة التى كتبها الفريواني فى مقدمة تخريجه لزهد وكيع
ويراجع هناك مصادر الترجمة باستفاضة .
الأهد والتّصوف
الأهد في اللغة :
منه أو لقلته » وزَهُّد في الشيء رغب عنه » ويقال : زهد في الُنيا : ترك حلامها
خافة حسابه وترك حرامها مخافة عقابه .
وتزهد : صار زاهدًا ؛ وتعبد .
والزّاهد : هو العابد » جمعه زُهّد وزهاد ؛ والزهادة في الشيء : خلاف الرغية
فيه ؛ والرضا باليسير مما يتعين حله » وترك الزائد على ذلك لله تعالى ؛ وكذا الزهد
معنى الزهادةا
الأهد في الاصطلاح :
قال ابن الجوزي!" : « الزُّهد عبارة عن انصراف الرغبة عن الشيء إلى ما هو
خير منه » وشرط المرغوب عنه أن يكون مرغوباً بوجه من الوجوه ؛ فمن رغب
لا يسمى زاهدا .
وإنه ليس الزُهد ترك المال وبذله على سبيل السّخاء والقوة واستالة القلوب
فحسب بل الزهد أن يترك الدنيا للعلم بحقارتها بالنسبة إلى نفاسة الآخرة 6 .
/ ١( والمعجم الوسيط »)©7١ / 3( القاموس (1 / 8 ©) وأساس البلاغة (14) والنباية )١(
. من متصر منباج القاصدين (3274) بتصرف )(
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : * الرهد هو عما لا ينفع » إما لانتفاء نقعه +
نفعه ؛ وأما المنافع الخالصة أو الراجحة » فالزهد فيها حمق ؛!" .
والورع في الأفة :
يقال : ورع يرع وَزْعاً ووَرَعاً ورعة : تخرج وتوقي عن المحارم ؛ ثم استعير للكف
عن الحلال المباح 6 فهو وَرِع ومتورع ٠
وتورع من الأمر وعنه : تحرج +
ولي الاصطلاح :
كالراعي حول الحمى يوشك أن يواقعة 8"
الرُهد من باب عدم الرغبة والإرادة في المزهود فيه ؛ والورع من باب وجود
النفرة والكراهة للمتورع عنه » والواجبات والمستحبات لا يصلح فيها زهد ولا
ورع » وأما المنافع الخالصة » أو الراجحة فالزهد فيها حمق . وأما المحرمات
»١( فاوى شيخ الإسلام /1٠١( 116) -
(» انظر القاموس (© / 47) وأساس البلاغة (447) ؛ والمعجم الوسيط (؟ / 0177 +
©» فاوى شيخ الإسلام ابن تيمية /1١( 115) +