فسبحان من أجرى الأمورٌ بحكمته وتقديره؛ على وفق علمه وقضائه
مكاناً عليًا؛ وتُدرج النبوءة بين جتبيه ون لم يكن نيًاً؛ وتلبس المتصف بها ملسا
فلم يزل عليه السلام يدعوبها وإليها"»»؛ ويبث للثقلين ما لديهاء ويناضل
والجبال» عهدة التكليف» وإباية السماوات والأرض والجبال لحملها تمثيل لعدم استعدادها بحسب
الفطرة لتقلّدهاء وفي هذا التمثيل تنويه بقدر هذه التكاليف وتعظيم لشأنها. (خ).
)١( في (د): «دل»؛ وما ألبتناه من الأصل و (خ) و (م)
() في النسخ المطبوعة: «شرعة بالمكلفين»» والمثبت من الأصل.
(©) جمع خزامة؛ وهي حلقة من شعر تُجعل في وثرة أنف البعير يُشدٌ فيها الزمام . انظر:
«مختار الصحاح» (خ زم).
(4) يتحقق هذا المعنى بالنّظر إلى القرآن الذي هو مطلع الشريعة الغّاء؛ فإنه من جهة
اشتماله على الحجج المحكمة والمواعظ الحسنة مدعوبه؛ ومن حيث تقريره للعقائد والأحكام
والآداب مدعو إليه. (خ).
وأحملوا الجدٌّ في تحقيق مبادثها وغاياتهاء ونوا بعد ذلك باطّراح الآمال»
الصالحات فما لُحقوا إلى أن طلم في آفاق بصائرهم شمسٌ الفرقان» وأشرق
الإسلام والإيمان والإحسان؛ وكيف لا وقد كانوا أول مَنْ قرع ذلك الباب»
رضي الله عنهم وعن الذين خلفوهم قدواٌ للمقتدين» وأسوة للمهتدين» والتابعين
لهم بإحسان إلى يوم الدين.
السلوم؛ المتعطش إلى أحلى موارد الهو » الحائمٌ حول حمىٌ ظاهر المرسوم؛
. في النسخ المطبوعة: «يقول»» والمثبت من الأصل )١(
(1) قطعة من حديث أخرجه البخاري في «صحيحه» (كتاب الرقاق» باب الانتهاء عن
المعاصي ١١ / 218 / رقم 1487 وكتاب الاعتصام بالكتاب والسنة. باب الاقتداء بسن
رسول الله فئ؛ ١3 / 160 / رقم 17787):؛ ومسلم في «صحيحه؛ (كتاب الفضائل» باب شفقته
(؟) تتفاضل العلوم على حسب شرف غايتهاء أو قّة دلائلهاء أو كمال موضوعاتهاء ولهذا
كان أشرف العلوم وأرفعها منزلة علم التوحيد؛ ثم ما ينبني عليه من سائر علوم الشريعة. (خ)
طعا في إدراك باطنه المرقوم » معاني 9 مرتوقةٍ في تلك الرسوم "؛ فإنه قد
بالشلية ها رق وعند الصباح تحمدُ إِنْ شاء الله عاقبة الشُرى.
من العناء طريحاً» أو لمحاربة العوارض الصاذَةٍ جريحاً؛ فلا عيش هنيثاً؛ ولا
موت مريحاً. َ
وجُملةٌ الأمر في التحقيق : أ أدهى ما يلقاء السالكٌ للطريق فق الدليل»
مع ذهنٍ لعدم نور الفرقان كليل » وقلب بصدّماتٍ الأضغاث !© عليل ؛ فيمشي
)١( كذا في الطبعات الثلاث والأصل
الجملة مثارات الحيرة» وشبه الباطل . (خ)
وشجّع القلبٌ الجبان. وجاء الحق فوصل أسبابه وزهق الباطل فبان» فأورد من
للأذهان؛ ما يعجز عن تفصيل بعض أسراره العقل؛ ويقصرٌ عن بت م
والجماهير والأفذاذ. وبُوني حقٌّ المقلّد والمجتهد والسالك والمربي والتلميذ
والأستاذر على مقاديرهم في الغباوة والذكاء والتواني والاجتهاد والقصور والتفاذ»
على طريق مستقيم بين الاستصعاد والاستنزال؛ ليخرجوا من انحراقي التشدّد
الشكر على جميل إنعامه وجزيل إفضاله.
لم أزل فيد من أوابدى وف من شوارده تفاصيل ؛ علا وأسوق: من شواهده
غير مقتصر على الأفراد الجزقيةة ميا بزلا النقلية بأطراف من القضايا
العقلية. حسبما أعطته الاستطاعة والمنَّة. في بيان مقاصد الكتاب والسنّة» م
إلى أصولهاء وتكون عونا على لها وتحصيلها؟ فانشمتر إلى تراجم الأصول"
©) «القسم؛ بالفتح : مصدر قسم الشيء يقسمه قسماًء وبالكسر: النصيب والحظ»
والجمع أقسام . . . وحقيقته أنه جزء من جملة تقبل التقسيم» . (ماء) .
عليهاء كانت من خطاب الوضع أو من خطاب التكليف.
والثالث: في المقاصد الشرعية في الشريعة وما يتعلق بهامن الأحكام .
الجملة وعلى التفصيل» وذكر مآخذهاء وعلى أيٍّ وجه يُحكم بها على أفعال
والخامس : في أحكام الاجتهاد والتقليد. والمتصفين بكل واحد منهماء
وما يتعلق بذلك من التعارض والترجيح والسؤال والجواب.
وفي كل قسم من هذه الأقسام مسائل وتمهيدات» وأطرافٌ وتفصيلات؛
ولأجل ما أودعٌ فيه من الأسرار التكليفية المتعلقة بهُذه الشريعة الحنيفية»
سميته ب «عنوان التعريف بأسرار التكليف»» ثم انتقلتُ عن هذه السيماء لسئدا
الشيوخ الذين أحللتهم م محل الإفاقة وجعتٌّ مجالسهم العلمية محطاً
)١( «جمع مقدمة بكسر الدال وفتحهاء وهي بالكسر أفصح » وهي من كل شي + أوله
والعلمية المنسوبة للعلم أي المعرفة احترازاً مما ينسب إلى العمل
والمحتاج المفتقر.
رتيب الكتاب وتصنيقة؛ ونابلتٌ
والقواعد المبنيّ عليها عند القدماء . فعجب الشيخٌ من غُرابة هذا الاتفاق. كما
عجتُ أنا من ركوب هذه المفازة وصحبة هذه الرفاق؛ ليكون أيها الجلّ
قد صا جلما من جملة العلو» ورسماً
كسار الرسوم»؛ 2 لاختلاف العقول وتعارض الفهوم + لا أنه قرب
عليك في المسيرء ْمَك كيف ترقى في علوم الشريعة وإلى أين تسيره ووقف
بك من الطريق السابلة على الظّهر, وخطب لك عرائسٌ الحكمة ثم وهب لك
مع الظن والحسبان". والإخلاة إلى مجرّد التصميم من غير بيان» وفارقٌ وَمَدَ
(1) خالف ابنَّ القاسم الإمام مالكاً في مسائل كثيرة؛ فوصفه بعض الفقهاء بأنه مجتهد
أهل الأندلس وهم مقتدون بمذهب مالك يشرطون في سجلات قرطبة أن لا يخرج القاضي عن
قول ابن القاسم ما وجده. ولم يتركوا العمل بقوله إلا في ثمانية عشر مسألة. (خ)
(1) كذا في (ط) وحدهاء وفي سائر النسخ : «مع الطرق الحسان»!! وفسرها (خ) بقوله:
«لا يشغلك جمال الطريق عن السير إلى الغايات الشريفة» وكثير من القارئين من يلهيه حسن أساليب
المطالبٌ. ولم يَلُحْ وجهُ المطلوب للطالب؛ فلا عليك من الإحجام وإن لج
النفوس العصيّة؛ فذلك مرعى لِسوامها وَبيل ؛ وصَُّدودٌ عن سواء السبيل .
سمائه؛ ومن كل بدْع في الشريعة ابتدائه؛ فلا تلتفت إلى الإشكال دون
)١( جعل التقليد بمنزلة الوهد» وهو المنخفض من الأرض ؛ لأن المقلد لا يرمي يبصره إلى
السماوات والأرض» وجعل التبصر بمكان اليفاع وهو الرابية؛ لأن المتبصر لا يقف بفكره جامداً على
على أكمة يشرف منها على مواقع شتى ليتخير من بينها أبدع المناظر وأصفى الموارد. (خ)
03 في نسخة (خ): «من تهديك بم تتمكن». )١(
(ه») في حاشية الأاصل: الشثار بالفتح -: أقبح العيب والعار» الأمر المشهور بالشنعة
حواه والاعتبار بصحة ما أبداه والإقران حاشاما يطاً على البشرمن الخطا ولزلل
ويطرق صحةٌ أفكارهم من العلل ؛ فالسعيد من عدت سقطاته؛ والعالم من قلت
جعلنا الله من العاملين بما علِمناء وأعاننا على تَفهيم ما فهمناء ووهب
شيء قديرء وبالإجابة جدير.
وها أنا أشرع في بيان الغرض المقصود» وَآَحْذٌ في إنجاز ذلك الموعود»
المتصدّق؛ والمعنى أنَّ السبيل الواضح لا يتمكن المنكر من إخفائه. (خ).
(©) الحديث في «الصحيحين» وغيرهماء ولم يصح إلا عن عمر رضي الله عنه؛ وسيأتي
مقدمات المؤلف
تمهيد المقدمات المحتاج إليها قبل النظر في مسائل الكتاب
وهي بِضْعُ عشرة مقدمةً