شرح لمعة الاعتقاد
الرشادء وهذه اللمعة للإمام الشيخ موفق الدين أبي محمد؛ عبد الله بن
أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي» صاحب المؤلفات في الفقه
والأصول » والعقائد » والذي ضمن هذه العقيدة ما عليه أهل السنة
والجماعة» في باب الإيمان بالله وأسمائه وصفاته ؛ وما يجب التصديق
به من أمور الغيب التي أمر اللهبها ؛ وأخبر عنها في كتابه» وعلى ألسنة
العقيدة السلفية » وأن مؤلفها رحمه الله إمام وقدوة في الدين » وأنها لم
تشرح شرح موسعًاء وأن الحاضرين بحاجة إلى إيضاح أمر الاعتقاد »
لكشرة المخالفين من الأشاعرة » والمعتزلة » والرافضة والزيدية؛
ونحوهم من المبتدعة » فلذلك رأيت أن أتوسع في الشرح + وأتعرض
لذكر الأدلة التي لها صلة بالموضوع الذي تطرق إليه صاحب المتن؛
وأذكر بعض ما حضرني من النصوص التي توضح المراد» رغم أني
أشرحه ارتجالاً ؛ ودون مراجعة كتب أو شروح» ودون تحضير
واستعداد » وإنما أتكلم مما فتح الله في حال الإلقاء ٠
وقد التزمت أن أتوسع في المسائل التي وقع فيها الخلاف مع المعتزلة
المعطلة لصفات الكمال؛ ومع الأشاعرة نفاة الصفات الفعلية + وبعض
الصفات الذاتية» ومع الرافضة الطاعنين في خلافة الخلفاء الراشدين +
والمكفرين لأجلاء الصحابة ومن تبعهم ؛ ومع الفلاسفة وأتباعهم من
شرح لمعة الاعتقاد (ج)
المنكرين للبعث الحقيقيء والجزاء الأخروي» والإيمان بالغيب»
ونحوهم من المبتدعة الموجودين في هذا الزمان ؛ وحيث إن زمن الإلقاء
والشرح يمتد ثلاثة أسابيع » ولمدة ثماني عشرة ليلة » كل ليلة يستغرق
الدرس فيها ما بين العشاءين .
ولكون الكثير من الطلاب وافدين من بعض البلاد المجاورة +
ولهم نهم وحب في التوسع والبسط» لقلة من يتلقون عنه مثل هذا
الشرح في بلادهم» فلذلك ونحوه رأيت أن أبسط المقال حتى يتضح
المراد؛ وحتى يستغرق الوقت المحدد له في هذه المدة » مع أن المقام
يستدعي بسطًا أكثر مما حصل » فإن هذه المسائل قد كتب فيها كثير من
الجوانب» وتعرضوا للخلاف » ومناقشة أقوال المخالفين ؛ لكني آثرت
عدم التوسع في ذكر شبهات المبتدعة»؛ وتعرضت لبعضها باختصار +
وبين ذلك أذكر القول الصحيح وأدلته؛ ووجه الدلالة؛ ومن قال به من
سلف الأمة » وأشير إلى بعض المراجع التي تعرضت لهذه المسألة في
قديم الزمان وحديثه » وأحث على مراجعة كتب السلف المعترف
بعلمهم» والذين نقلوا السئة والأحاديث النبوية » وأقوال أئمة الدين
بالأسانيد الصحيحة» والنقول المتواترة.
ولا شك أن استيفاء ذلك يستدعي مجلدات » ولكن نشغل الوقت
بما يحصل به المقصود ؛ ويتضح به الذهب الصحيح ؛ والمعتقد السليم
(د) شرح لمعة الاعتقاد
الذي اعتنقه أئمة السلف؛ وعلماء صدر الأمة؛ ومن سار على نهجهم
واتبع سبيلهم ممن بعدهم» وقد وفق الله تعالى لإمام الشرح حسب
المطلوب»؛ وحصل به نفع كثير؛ وسجله الكثير من الحاضرين » ونقلت
الأشرطة التي سجل فيها هذا الشرح في داخل البلاد وخارجها .
ولما رأوا لهذا الشرح من الأهمية » اقترح بعض الطلبة تفريغه وطبعه
ونشره» حتى يعم النفع به » وقد تصدى لذلك أخونا الشيخ محمد بن
حمدبن منيع ؛ وهو أحد العلماء العاملين؛ وأحد حملة العلم
الصحيح» وأهل الاعتقاد السليم » ولا نزكي على الله أحدًا .
وقد بذل فيه جهده ؛ واستفرغ فيه وسعه ؛ وأكب على النسخ حتى
فتبين أن فيه كلمات ضعيفة في الأسلوب وأخطاء معنوية أو لفظية بسبب
الارتجال » وفيه قصص وحكايات ذكرتها للتوضيح ٠ وهي نما لا
يناسب نشره» وفيه شيء من التكرار الذي لا حاجة إليه. وقد حصل
تغيير الأسلوب الركيك بأصح منه.
عليه؛ وإن كان فيه ضعف في التركيب» وعدم تناسب بين الجمل ٠ فإن
أوضح للقارئ الذي تغلب عليه العامية؛ وليكون أقرب إلى فهم المراد
شرح لمعة الاعتقاد ١ه
من كلام المؤلف ؛ وما أضيف إليه ؛ وبعد أن أكملنا تصحيحه التزم
الشيخ محمد بن منيع - وفقه
الأحاديث التي نوردها ؛ وتصحيحها على مراجعهاء واختيار الألفاظ
التي تكون أقرب إلى ما ذكر في الشرح .
متواصلاً ؛ واضطر إلى التغيير الكثير في ألفاظ الأحاديث ؛ لتوافق ما
في كتب الحديث » حيث إن مع الارتجال يقع الخطأ في الألفاظ +
والرواية بالمعنى القريب؛ وقد أعانه الله تعالى فأكمل التخريج مع
الاختصار وعدم التوسع بذكر أكثر المخرجين ؛ حيث إن القصد الأكبر
هو ذكر مراجع الحديث ومن رواه بالإسناد المتصل؛ فحصل المقصود
ولاشك أن الاشتغال بتخريج الآثار » وذكر مراجع النقول مما
المقصود من خدمة هذا المتن الذي لم يلق الكثير من خدمة في سابق
الزمان » ويحصل المطلوب من نفع الإخوان وطلبة العلم ؛ ومن
أراد الله به خيرًا ؛ وقد أذنت بنشره وتعميمه ؛ رجاء أن ينفع الله به كما
نفع بأصله ؛ وأعتذر عما يوجد فيه من الأخطاء والزلات ؛ والخلل
والنقص والسهوء مما لايسلم منه نوع الإنسان الذي محل النسيانء
- أن يقوم بعزو الآيات» وتخريج