و التوحيد لابن متده «
-١ دراسة المؤلف الشخصية
هو الإمام الحافظ الجوّال صاحب التصانيف» محدث الإسلام؛ أبو عبدالله
محمد بن الشيخ اللحدث أبي يعقوب إسحاق بن الحافظ أبي عبدالله محمد بن
واسم منده: إبراهيم بن الوليد بن سندلا بن ب بن استندار بن جهار بحُت .
وقال ابن خلكان: ابن بطه بن استندار بن جهار بخت بن الفيرزان -
قال أبو نعيم الأصبهاني : واستندار سمة للجيش!؟'.
)١( في وفيات الاعيان (منده).
(1) سير أعلام النبلاء 118/17
(7) وفيات الأعيان 178/1 ١
(4) تاريخ أصبهان 777/1
(*) انظر ترجمته في:
# سير أعلام النبلاء للذعبي * تذكرة الحفاظ للذهبي
«ميزان الاعتدال للذهي دول الإسلام للذعي
« العبر في خبر من غبر . للذهمي *العلو للعلي الغفار للذهبي
لابن حجر #النهج الاحمد للعليمي
لابن أبي يعلى * طبقات القراء لابن الجزري
#شذرات الذهب لابن العماد * النجوم الزاهرة لابن تغري بردي
٠ التوحيد [ابن مندا
واستندار: هو الذي أسلم حين افتتح اصحاب رسول الله كي أصبهان؛ وولاؤه
لعبد القيس » وكان مجوسيً فأسلم» وناب على بعض أعمال أصبهان(١) .
لقد اهتم بنو منده برواية أحاديث رسول الله كي وحفظه فبرز فيهم علماء أجلاء
وحفاظ مع معرفة تامة ودراية بأحاديث رسول الله كَل فقهًا .
يقول الذهبي : وقد أفردت تآليف بابن منده وأقاربه وماعلمت في الرواة مثل
بني منده» بقيت الرواية فيهم من خلافة المعتصم إلئ بعد الثلاثين وستمائة .
وقال أبو علي الحافظ : بنو منده أعلام الحافظ في الدنيا قدا وحديثًا الاترون
إلى قريحة أبي عبدالله .
ويقول ابن خلكان في ترجمة يحيئ بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن
وقال اللفتواني أبن منده بدئ بيحيئ وختم بيحيئ» يريد في معرفة
الحديث والعلم والفضل""؟» ولا يقصد أن بيت آل منده لم يظهر فيه محدثون بعد
وهو يرئ اهتمام أهل بيته وأعمامه بحديث رسول الله كَيةِ حفظًا ورواية ودراية
#ذكر أخبار أصبهان الأبي نعيم *المنتظم لابن الجوزي
* البداية والنهاية لابن كثير *الكامل لابن الأثير
* الوافي بالوفيات للصفدي * تاريخ دمشق لابن عساكر
* هدية العارفين. إسماعيل باشا «الدخل لابن بدران
* تاريخ التراث العربي . فؤاد سزكين * تاريخ الأدب العربي بروكلمان
134/17 سير أعلام النبلاء )١(
١78ص وفيات الأعيان )1(
2170 (؟) المصدر السابق ص/
» التوحيد [أبن منده «
وقد ساعد علئ ذلك ما جبل عليه من الذكاء والفطنة والحفظ فسمع الحديث منذ
صغره فقد كان أول سماعه في سنة ثماني عشرة وثلثماثة أي وعمره آنذاك بين سبع
ويلقب أغلب الحفاظ الذين ينتسبون إلئ هذه الأسرة بابن منده . فمن هؤلاء الذين
-١ محمد بن يحيئ بن منده جد المؤلف . قال الذهبي : وهو الإمام الحافظ
الرحال جد الحافظ الشهير أبي عبدالله محمد بن إسحاق بن منده توفي سنة إحدئ
"- إسحاق بن محمد «أبو يعقوب»_والد المؤلف -. قال أبو نعيم : كان من
أهل بيت الحديث والرواية توفي في رمضان سنة إحدئ وأربعين قد رأيته وشاهدته
٠ عبدالرحمن بن محمد ابن المؤلف -. قال فيه الذهبي : هو الحافظ العالم
المحدث أبوالقاسم . . . قال أبوزكريا يحبئ بن عبدالوهاب بن محمد بن منذه: كان
14/11 سير أعلام النبلاء )١(
41/7 تذكرة الحفاظ )1(
771١ تاريخ أصبهان )©(
حر م » التوحيد [ابن منده «
بالمعروف ناهيًا عن المنكر لله في الغدو والأصال ذاكراً ولنفسه في المصالح قاهرا
أعقب الله من ذكره بالشر الندامة؛ وكان عظيم الحلم .
ولد سنة ثلاث وثمانين وثلاثماثة. . . ومات في سادس شوال سنة سبعين
4 - يحيئ بن عبدالوهاب بن محمد حفيد المؤلف_. قال الذهبي : هو الحافظ
العام المسند أبو زكريا؛ سمع كتاب المعجم الكبير من ابن ريده ذكره أب سعد
السمعاني وقال: هو جليل القدر وافر الفضل واسع الرواية» ثقة حافظ مكثر صدوق
كثير التصانيف حسن السيرة بعيد من التكلف» أوحد بيته في عصره؛ خرج التاريخغ
قرأت بخط اليورنارتي : مولد يحيئ بن منده في شوال سنة أربع وثلاثين
وأربعماثة وكتب إلى معمر بن الفاخر أنه توفي يوم النحر سنة إحدئ عشرة
ابن الحافظ أبي عبدالله بن منده العبدي . توفي بأصبهان تحت السيف رحمه الله رحمة
7- أحمد بن إبراهيم بن منده؛ أبو سعد» كان يختلف إلى الحديث إلى أن
فارق؛ سمع الكثير من محمد بن عمر بن حفص وعبدالله بن جعفر وطبقته؛ كان من
المذكورين بالفضل والمشهورين بالطول ينفق على أهل الدين» ومن يقدم من الغرباء»
من الرحالة والكتبة؛ توفي سنة إحدئ وخمسين وثلاثماثة!9).
)١( تذكرة الحفاظ ؟//1139
() المصدر السابق 4/ 017660 1701
(؟) المصدر السابق 1668/4
(4) تاريخ أصبهان 166/1
و التوديد لابن مندة « ا
كان مولد محمد بن إسحاق سنة عشر وثلاثمائة!. أو إحدئ عشرة!".
وقال ابن حجر : ولد ابن منده سنة ست عشرة "ثماثة؛ وسمع سنة ثماني
إليها «علي محمد البجاوي» ب (ل) ذكرت أنه ولد سنة ست عشرة وثلاثماثة وسمع
سنة ثماني عشرة!*". فلعلها خطأ من الناسخ ولعل ابن حجر نقل تاريخ الولادة من
هذه النسخة والله أعلم.
عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها؛ وهي من نواحي الجبل» وكان فتح
وقد أخذ أهل هذه البلدة العلم بقوة؛ والي هذه البلدة ينسب الكثير من العلماء
كأبي نعيم الاصبهاني صاحب الحلية؛ وأبي منصور الاصبهاني» وداود الظاهري
الاصبهاني» وقوام السنة الأصبهاني» وقد أفرد أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان كتابًا
من مجلدين وقد طبع ٠
وبهذه البلدة العامرة نشاً ابن منده وتعلم العلم والخلق والفضيلة وأخذ من
+ 4714/7 طبقات الحنابلة 0139/1 سير أعلام النبلاء /74/17» ميزان الاعتدال )١(
17/ سير أعلام النبلاء )1(
(©) لسان الميزان 101/8
(4) ميزان الاعتدال ؟/47/4 .
(ه) معجم البلدان 707/1
» التوحيد [ابن منده » -
علمائها كمحمد بن القاسم الكراني»؛ ومحمد بن عمر بن حفص» وعبدلله بن
يعقوب بن إسحاق الكرماني؛ وأبي علي الحسن بن محمد بن النضر - وهو ابن أبي
هريرة وعبدالله بن إبراهيم المقرئ+ ومحمد بن حمزة بن عمارة؛ وأبي عمرو بن
حكيم» وأحمد بن محمد اللنباني . وغيرهم ١!
وسمع الكثير حتئ تهياً للرحلة الطويلة في طلب الحديث فبداً رحلته سنة ثلاثين
وثلاثماثة إلى نيسابور!"). وبقي في الرحلة أربعين سنة ثم عاد إلى وطنه شيخا وقد
كتب عن ألف وسبعمائة شيخ ومعه أربعون حملا" .
أصبهان9). ورحل إليه الطلاب لسماع حديث رسول الله كَل
وبأصبهان وبعد أن جاوز الستين
أبي عبدالله هي أسماء بنت أبي سعد محمد بن عبدالله الشيباني ولها بنتان من أبي
منصور الأصبهاني*.
وقد ولد له أربعة
ن(": عبدالرحمن وهو أبوالقاسم وقد تقدمت ترجمته»
وعبدالوهاب وستأتي ترجمته وعبدالرحيم» وعبيد الله .
وقد وجدت الذهبي في سير أعلام النبلاء يذكر من ضمن من روئ عنه أولاده
وسمئ من ضمنهم إسحاق!. وكذلك ذكر ابن الجوزي في طبقات القراء من
ضمن من سمع القراءة من ابن منده ابن إسحاق(" .
14/177 سير أعلام النبلاء )١(
47/4 ميزان الاعتدال ؟/ )1(
(©) طبقات القراء 48/1
(4) أدب الإملاء والاستملاء ص7
() سير أعلام النبلاء 4/11
(7) المصدر السابق /17/ 1 7
(0) المصدر السابق /18/17.
« التوحيد [ابن منده «
عالم يكون أول طلبه في موطنه الذي تربئ فيه ؛ وقد كانت أصبهان قبلة للعلماء فهي
كما وصف رسول الله قل أهلها حيث قال : «لو كان الإيمان عند الشريا لثاله رجال من
وفي رواية : «لو كان العلغ بالثريا لتاوله رجال من أبناء فارس»("؟
ويروئ عن التابعي الورع الزاهد سعيد بن المسيب أنه قال : لو لم كن رجلاً من
قريش لاحببت أن اكون من أهل فارس أو من أهل أصبهان!.
ولقد كان ابن منده من هؤلاء الرجال الذين وصفهم الرسول قَقةِ وشهد لهم
بانهم يأخذون الإيمان والعلم ولو كان مناطًا بالشريا. وذلك كناية عن الشغف الشديد
بحب الخير والعلم النافع والتمسك بالسنة.
ولقد كان ابن منده مشال العالم الفارسي المؤمن فهو الصابر الدؤوب الجاد في
تحصيل العلم والإيمان والذي سار إلى سائر الأقطار في اقتفاء أثر الرسول قل وجمع
أقواله وأفعاله ورتبها . فطاف المشرق والمغرب مرتين فقد خرج من بلده أصبهان شابًا
بعد الستين من عمره + حتئ استقر ببلده وتزوج بعد هذا العمر الطويل من الكفاح
)١( رواء مسلم في صحيحه عن أبي هريرة فضائل الصحابة-باب: فضل فارس . ح(+ 17) و1717
(1) تاريخ أصبهان /١ 4 وفي إسناده شهر بن حوشبء
(© المصدر السابق 14/1
» التوحيد لابن منده « -
و عاق
وتلقئ أحاديث رسول الله كه حيث رحل إلئ نيسابور والعراق ودمشق وبيروت
وغزه وبيت المقدس وقيساريه ومصر ومكة والمدينة وغيرهاء وكلما حط ببلد سأل
عن علمائها فأخذ عنهم العلم وسمع منهم الكثير مع المعرفة والدراية التامة بما
وبعد مرجعه إلئ بلده جلس للتدريس والإملاء فاجتمع إليه طلاب العلم
والإيمان من كل مكان للسماع منه.
مهتمًا بالتفسير" والقراءات» أخذ القراءة عن جمع من العلماء بمصر» وأخذ عنه
القراءة ابنه إسحاق وآحمد بن الفضل الباطرقاني!.
لهم يقول عن نفسه : طفت الشرق والغرب مرتين فلم اتقرب إلى كل مذبذب. ولم
أسمع من المبتدعين حديثًا واحدً(").
الجهمية وكتاب في النفس والروح وغيرهاء كما ألف كتبًا في تقرير العقيدة
الصحيحة ككتاب التوحيد الذي بين أيدينا والإيمان وغيرها. وستناول هذه
الكتب في دراسة مؤلفاته وآثاره إن شاء الله
)١( طبقات القراء 4/8/1 .
(1) كتاب الإيمان؛ لابن منذه 310//7.
(©) طبقات القراء 7/فق 44
(4) طبقات الحنابلة 1397/9
(0) سير أعلام النبلاء /ا1/ +1
-< و التوحيد لابن متده »«
الرحلة أمر معهود من لدن الصحابة رضوان الله عليهم» والرحلة كانت نتيجة
حتمية لانتشار الصحابة رضوان الله عليهم في أقطار الأرض بعد ما تحولت إلى دار
إسلام بعد توسع الفتوحات الإسلامية. فكان الصحابة هم مصابيح الدجئ لهذه
الديار الإسلامية الجديدة يعلمون الناس الإسلام ويدارسونهم القرآن الكريم
ولم يجتمع لاحد من الصحابة رواية أخبار الرسول كَل كلها بل إن ما يرويه هذا
الرحلة في طلب الحديث لنشر ما خفي من أحاديث الرسول َه
وكذلك كان في عصر التابعين وتابعيهم حتئ أن بعضهم يركب جواده ويسافر
المسافات الطويلة جد من أجل حديث واحد كجابر!'" بن عبدالله» وشعبة بن
الحجاج! » والإمام البخاري رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته -. وبقيت الرحلة
إلى عهد ابن منده (محمد بن إسحاق). يقول الذهبي : «وكان ختام الرحالين وفرد
المكثرين مع الحفظ والمعرفة والصدق وكثرة التصانيف»(.
وقد أخذ ابن منده بسئن من قبله من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان فتتبع
آثار النبي كَل وسنته وأقواله وأفعاله؛ فطاف آفاق الدنيا وكان برحلته الطويلة الشاقة
جتنا البدع وأهلها .
يقول عن نفسه : «طفت الشرق والغرب مرتين فلم أتقرب إلئ كل مذبذب ولم
أسمع من المبتدعين شيئا)(5).
(1) للحدث الفاضل بين الراوي والواعي عض 717+ ٠8 1» الرحلة في طلب الحديث 181-1١84
(©) تذكرة الحفاظ 1077/9
() طبقات الحنابلة ؟/ 137