ثم لا يفوتني أن أتقدم بالشكر والتقدير لهذه الجامعة المباركة ولرجالمها
المخلصين على ما يقذمون لطلابها من تسهيلات ورعاية وتوجيه في سبيل
العلم والمعرفة. وعلى رأسهم معالي رئيس الجامعة وفضيلة رئيس قسم
وأثناء إعداد الرسالة. وأخص بالذكر منهم فضيلة الشيخ حمادين محمد
الأنصاري حفظه الله تعالى الذي يرجع إليه الفضل في اختيار هذا
العلم وطلابه خير الجزاء وأطال في عمره وبارك في
كما أشكر كل من قدم لي يد العون والمساعدة في إنجاز هذه الرسالة
من قريب أؤمن بعيذ فجزى الله تعالى الجميع خبر الجزاء وأجزل مثوبتهم
هذاء وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
أشرف الخلق وسيد المرسلين.
التمهيد
سبب اختيار الكتاب :
إن من أصعب المراحل وأخطرها التي تمر بها الطالب في مرحلتي
الماجستير والدكتوراه مرحلة الاختيار. فلو لم يكن يرافقه بعد توفيق من الله
المختصين لضاع في خضم تلكم الموضوعات الكثيرة» وتاه في وديان
المخطوطات النادرة. ول يستطع أن يختار منها واحدة تستحق أن تكون
ولكن الله تعال جلت قدرته ذلل تلك الصعوبة بوجود الأساتذة
المختصين الذين لا ييخلون على تلاميذهم بما يوجد لديهم من المعارف
والخبرات ويولونهم باهتمامهم وعنايتهم وإرشاداتهم مما يسهل عليهم
سهم كبير لفضيلة شيخنا حماد بن محمد الأنصاري. حفظه الله تعال
وأمدنا طلاب العلم بطول بقائه.
فإنه هو الذي أشار علي أن آخذ هذا الكتاب عندما كنت أتخبط خبط
يكون موضوعاً لرسالة الماجستير» وبالفعل قد تمت الموافقة من قبل مجلس
الدراسات العليا على الكتاب. ولكن بعدما قطعت شوط غير بعيد في
المشهورين» ولم يبق في خروجه إلى عالم الأسواق إلا بضعة أيام» وظلِبَ مني
تغيير الموضوع فذهبت أبحث من جديد عي يصلح ليكون موضوعاً لرسالتي
فكنت أقلب فهارس المكتبات وأتصفح الكتب المعنية بالخطوطات
السلفية, وأسأل العلماء المختصين» فأسعفني فضيلته بكتاب العظمة؛ وكان
لتوه قد دحل في قسم المخطوطات؛ وشجعني عل اختياره ببيان أهميته
العال وقد مضى عليه قرابة أربعة أعوام» وهذا شيء تعودناه من قبل
القيمة النادرة بدعوى أنهم يقومون بتحقيقهاء ويعملون له من الدعاية
ما يستطيعون» ثم يمكث الكتاب لمدة غير يسيرة تحت رهنهم قد يخرج وقد
طلاب العلم.
وعلى كل هكذا وقع الاختيار على كتاب العظمة» وتمت الموافقة
دفعت إلى اختيار هذا الكتاب فأقول: إنها تتقسم إلى قسمين:
١ - إني أجد في نفسي هواية للاشتغال بالمخطوطات من تراث
الرابعة منها كتاباً مخطوطاً وحققته كبحث مقدم لنيل شهادة الليسانس.
وليس السبب في ذلك هو سهولة الأمر وبساطته كما يرى البعض ويقول:
إن التحقيق عمل يقدر عليه كل واحدء ولوكان رجلا عادياً ذا ثقافة
عادية. وهذا كلام قد يكون له شيء من الصحة ولكن لا يمكن أن يؤخذ
المحقق ما لا يأخذه البحث من الباحث من الجهد وعناء البحث والوقت.
فإنها تتطلب من الطالب أن يوليها من الدقة والعناية والبحث والتنقيب شيئاً
كثيراً؛ حيث لاتفوت عليه قضية من القضايا تخالف منبج السلف
- الاشتغال بالمخطوطات تحقيقاً ودراسة بيسر للطالب أو المحقق
فرصة ليعيش برهة من الزمن مع أولئك الذين بذلوا في خدمة الشريعة
الإسلامية الغالي والنفيس» وتجشموا في سبيل تحمل الأمانة وتأديتها إلى من
بعدهم على وجه صحيح من المشقات واللمتاعب مالايوجد له نظير
علينا نحوهم . ويزداد الأمر وجوباً وأهمية عندما نسمع أو نقرأ في الفهارس
أو الكتب المعنية بالمخطوطات ثراء المكتبات الإسلامية بالكنوز الثمينة من
الكتب القيمة التي لم تخرج من الظلام المتراكم بعضه فوق بعض إلى نور
الشمس وضيائها.
© الرغبة في اكتساب الخبرة والتجربة في مجال تحقيق
المخطوطات؛ لعل أتدرب بذلك» فاستطيع مستقبلاٌ أن أقوم مستفيداً مما
التراث الإسلامي ونشره» كما سبقت الإشارة إليه في البند السابق.
وأما الدوافع الخاصة التي دفعتني إلى اختيار هذا الكتاب بالذات.
كان يدرسنا في كلية الحديث بعض الكتب التي تتحدث عن. العقيدة
وكتاب السنة لأبي الشيخ الأصفهاني. كان ذلك أيضاً مما شجعني في
- ما ذكره بروكلمان وفؤاد سزكين من كثرة النسخ الخطية له.
إذذكر الأول سبع نسخ للكتاب بينا زاد عليها الأخبر ثلاث نسخ أخرى
كان أيضاً أحد الأسباب التي دفعتني إلى اختياره. فإن كثرة النسخ تساعد
كثيراً في إخراج الكتاب على وجه صحيح وبنص قريب مما وضعه المؤلف
عليه. وإن كان قد تبين في الأخير أن ما كنت أزعمه ذهب أدراج الرياح.
التفصيل في ذلك.
من كتاب العظمة الذهبي وابن القيم في كتابيهها العلو واجتماع الجيوش
؛ - استخدام المؤلف رحمه الله تعالى في الكتاب أسلوب المحدثين
الني تتعلق بموضوع الكتاب. وعلى الأحاديث والآثار مما يجعل الاشتغال فيه
بيِئْ للطالب مثليٍ الفرصة للتدرب في فن التفسير والحديث ورجاله ومعرفة
تحقيقه . فإنه لا يوجد بهذا الاسم وبهذا الأسلوب كتاب من كتب المتقلمين
الموجودة الآن. وهويعتبر فريدا في نوعه. فإنه تعرض لإثبات وجوده
من عزمي عن تحقيقه.
والاشتغال في مثل هذا الكتاب يهيىء للطالب فرصة أكثر من غيره
للتدرب واكتساب الخبرات.
خطة الرسالة:
قسمت الرسالة إلى قسمين:
وجعلت لقم الدراسي في مقدمة وبابين:
في العقيدة السلفية على أيدي العلماء الأصبهانيين.
© والباب الأول: في ترجمة المؤلف: ومن المعلوم أني قد سبقت إلى
الدراسة عن المؤلف وعن سيرته. فقد قام الأخ الفاضل عبدالغفور
ترجة المؤلف في فصلين:
إلى خلطه بين المؤلف وبين ابن حبان البستي.
ما خلف من أولاد.
رحلاته في طلب العلم .
مشابخه. ولم أسرد فيه أسماء مشايخه. وإنما اكتفيت بذكر عدد
الذين روى عنهم المؤلف. وذلك لأن عبدالغفور سردهم حسب
حروف المعجم فلم أر في إعادة أسمائهم فائدة سوى التكرار.
ذكره عبدالغفور ببعض الإضافات إليه.
مؤلفاته: لم أسرد فيه أيضاً أسماء مؤلفاته فإن المذكور ذكرها
حسب حروف المعجم» فلم أر في إعادتها فائدة سوى التكرار.
ولهذا اكتفيت يذكر المطبوع منهاء
© الباب الثاني: في دراسة الكتاب والنسخ الخطية له وبيان منهج
التحقيق. وجعلت هذا الباب في ثلاثة فصول:
© الفصل الأول: التعريف بالكتاب. وتناول هذا الفصل من المباحث
اسم الكتاب وموضوعه: ذكرت فيه ما وقع عند بعض المترجين
للمؤلف من خطأ في وصف الكتاب وتحديد موضوعه مع بيان
توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف.
المؤلفات الأخرى بهذا الاسم.
منهج المؤلف في الكتاب.
أهمية الكتاب.
المآخذ على الكتاب. ريما أن المؤلف قد أكثر من إيراد