تصتّدير
فعلى طريق الاعتزاز بجهود العلماء الكويتيين» كان هذا
الإصدار الذي يكشف عن مدى عنايتهم بعلوم الفقه والحديث
التواصل مع علماء الجزيرة العربية من أمثال العلامة الشيخ
عبد الرحمن بن ناصر السعدي الذي وُلِد في منطقة عنيزة بالمملكة
العربية السعودية عام 07 17ه؛ وعد له صاحب كتاب «علماء نجد»
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله الذي كان مضرب الأمثال
في قرّة الاستدلال» والشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل
على مستوى مدن المملكة جميعهاء فضلاً عن وعيه التام بمقاصد
الشريعة في رعاية مصالح المسلمين فسبق علماء عصره جميعاً وأفتى
بجواز نقل الأعضاء البشرية من إنسان إلى آخر» فأخذ بفتواه بعد ذلك
الكثير من العلماء المجتهدين في هذه الأيام. وكانت له رسائل
وإجابات متبادلة مع بعض مشايخ الكويت من أمثال الشيخ محمد
عبد المحسن الدعيج+ والشيخ عبد الرحمن الدوسري» والشيخ
محمد بن سليمان الجرّاح رحمهم الله ورضي عنهم جميعاً.
وأهمية هذا الكتاب بما يحويه من مسائل الفقه والعقيدة -
تعود إلى الجهود الحثيثة التي كان يبذلها علماء الكويت للوقوف على
الإجابات الدينية الشافية لما يحفظ على أهل الكويت دينهم
الفصل فيما يكثر السؤال عنه من أمور الدين والدنياء أو يعرض لهم
من مسائلهما في مجالس العلم والعلماء.
ومع أنَّ بعض هؤلاء العلماء لم يكن يقتصر على الرسائل التي
كان بعضهم حريصاً على الهجرة في سبيل العلم ليلتقي العلماء في
مواطن إقامتهم أو يصحبهم في رحلات الحج وغيرها لينهل من فيض
علمهم وعذب مواردهم ما ينفع المسلمين في الكويت حين يعود
وفي هذا التواصل العلمي ما سد حاجة الناس في حينه إلى هذا
ترسيخ قواعد العلم الديني ونشره بين ربوع الأمتين العربية
والإسلامية قبل أن تشيع بين ربوعهما وسائل الاتصال والنشر
ولقد كانت جهود الدكتور وليد المنيس في جمع هذه الرسائل
من نصوص الرسائل والإجابات حيث حافظ على نصها وشكلها
المكتوب» وفيما ألحق بالكتاب من فهارس شاملة ومنوعة جديرة
بأن تقع جميعها في نفوسنا موقع التقدير والشكر على ما بذل من
جهد؛ وما قدم من عمل خالص لوجه الله تعالى .
ولنا أمل كبير في أن تعمّ فائدة هذا الإصدار بقيام مركز البحوث
العلم والمعرفة من أبناء الكويت» ودفعاً لهمم الباحثين والعلماء إلى
مزيد من البحث والتنقيب عن فرائد التراث الإسلامي» الذي تجتمع
دينهم ودنياهم .
والله من وراء القصد يهدي إلى سواء السبيل .
رئيس المركز
مقدمة تلميذ العلامة ابن سعدي رحمه الله
فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل العقيل”'"
حفظه الله
ولد في عنيزة عام 778١1ه» ونشأ في بيت علم وفضل. فوالده الشيخ
يخ عقيل بن عبد العزيز» قاضي مدينة العارضة في جيزان. وعمه
الشيخ عبد الرحمن بن عقيل» فاضي مدينة
درس العلوم الأولية في مدرسة ابن صالح» ثم في مدرسة الداعية الشيخ عبد الله
القرعاوي. حفظ القرآن الكريم؛ وعددًا من متون العلم؛ مثل «عمدة الحديث»»
و «متن الزاد»» و «ألفية ابن مالك» في النحو وغير ذلك
ثم التحق بحلقات علامة القصيم الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي؛ فلازمه
وتعلم عليه القرآن الكريم؛ والتفسير» والتوحيد» والحديث» والفقه واللغة
وغير ذلك
واستفاد من مشايخ عنيزة؛ مثل المعمر علي بن ناصر أبو واديء فقرأ عليه
الصحيحين؛ والسنن» ومسند أحمدء ومشكاة المصابيح » وأجازه بسنده العالي <
الشيخ الفقيه القاضي عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل بن عبد الله
عن شيخه محدث الهند نذير حسين (ت 1744ه).
كما استفاد من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ أثناء عمله قاضيًا في
الرياض» وأيضًا أثناء العمل معه عضوًا في دار الإفتاء لمدة خمسة عشر عامًا
كما استفاد من العلماء الأجلاء الذين وفدوا على الرياض» مثل الشيخ محمد الأمين
التق صاحب «أضواء البيان»؛ والشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمهما الله
تقلب في مناصب عديدة وتقلد وظائف تدل على علو همته أغلبها في سلك
القضاء والإفتاء؛ نذكر منها: توليه القضاء في محاكم فرسانء وأبو عريش»
والخرج في عام 6 ه؛ ثم المحكمة الكبرى في الرياض في عام 775١ه
إلى عام +/177ه»؛ ثم قاضيًا لعنيزة إلى عام 177/5ه» فأخذ يتردد على شيخه
ابن سعدي» ثم عضوًا في هيئة التمييز عام ١174ه؛ ثم عضرًا في الهيئة
القضائية العليا عام 1747ه؛ ثم عضوًا في مجلس القضاء الأعلى في أواخر
عام 17497ه؛ ثم رئيسًا للهيئة الدائمة في مجلس القضاء الأعلى الذي يرأسه
الشيخ عبد لله بن حميد» ثم عضرًا في مجلس الأوقاف في عام 1781ه إلى
تقاعده في عام 468 1ه.
ولم يمنعه تقاعده من مواصلة أعماله النافعة» فهو يترأس الهيئة الشرعية للنظر
في معاملات شركة الراجحي المصرفية.
الفقه وأصوله والحديث والتوحيد والنحو» أو يقابل نضا ليصححه»؛ أو يراجع
مسألةء بنفس لا تعرف الكلل» بتوفيق الله؛ مع كرم ضيافة وحسن استقبال
وتلطف لكل من يفد إليه؛ نفع الله يعلمه وبخلقه.
له حفظه الله ترجمة حافلة في «فتاوى ابن عقيل» له (ط 1471ه)؛ وفي
«الأجوبة النافعة» بعناية هيشم الحداد؛ وترجمة مختصرة في «علماء نجد؟
لابن يسام (1744/7 ط 748اه)ء
ومن ذلك ما عرضه علينا فضيلة الأخ الدكتور وليد عبد الله
المنيس من مراسلات شيخنا السعدي لثلاثة من كبار علماء الكويت؛
وهم: الشيخ محمد بن عبد المحسن الدعيجء والشيخ
عبد الرحمن بن محمد الدوسري؛ والشيخ محمد بن سليمان
فقد أحضر إلينا الدكتور وليدٌ صورّ تلك الرسائل وطلب مني
الأصول التي هي بخط شيخنا أعرفه يقيئًا ونصحح ما فيها من غلط
أو سقط» وذلك في منزلنا في الرياض» بحضور جمع من الإخوان
في 148 ربيع الآخر 477 ١ه.
والمباحث العقدية. واستوقفنا قوله في رسالته السادسة للشيخ محمد
وقد أعجبت بحرص إخواننا في الكويت على تحصيل المسائل
كما أعجبت بعناية الدكتور وليد عبد الله المنيس بهذه الرسائل
والطابع والقارىء والسامع» كما نفع بسابقتها المطبوعة في كتاب
«الأجوبة النافعة». ..
وفي الحديث الشريف: «إنَّ الله تعالى يُدخل بالسّهم الواحد
ثلاثة نفر الجنة صانعه والرامي به ومُبَلَه. رواه أبو داود.
قال ذلك ممليه الفقير إلى الله
عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل »
رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى سابقًا .