منتشر موجود في السنن المأثورة عنه صلوات_ربي وسلامه
وقد جمع العلماء رحمهم الله جوامع من كلماته
صلى الله عليه وسلم الجامعة الوجيزة وصتَّفُوا ما لا يحصى
من المصنفات في هذا البابء وقد دأبوا على الغوص في
استطاعوا من خلالها إثراء المكتبة الإسلامية بل المكتبة
الإنسانية بأغنى ما عرفه الإنسان على مرّ تاريخه الطويل على
ومن هذا الثراء العلمي الذي لا يكاد يُحصى تبرز بعض
أربعون حدينًا كل حديث في خصلتين
الأسماء والعناوين لمؤلفين ومؤلفات في شروح الحديث
في العقائد والآداب» ومنهم من خصٌ التصنيف في جوامع
الآثار ومنثور الأخبار» ومنهم من صف في الأخلاق والآداب
وكان من الأسباب التي دفعتهم إلى تخصيص الأربعين
بالتصنيف والشرح والتعليق قوله صلى الله عليه وسلم فيما
رواه علي بن أبي طالب» وعبدالله بن مسعود؛ ومعاذ بن جبل»
هريرة؛ وأبو سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهم من طرق
أمر دي له يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء؛ وفي
وقد اتفق الحفّاظ على أنه حديث ضعيف؛ وهذا
الحديث مع الاتفاق على ضعفه لكن أكثر أهل العلم على
جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال» ومع هذا
ب أربعون حديثًا كل حديث في بخ
عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة: اليبلغ الشاهد منكم
وقد استخرت الله تعالى في جمع أربعين حديثاً اقتداءً
بهؤلاء الأئمة الأعلام وحفاظ الإسلام.
القاريء إلى التخصيص بهذا الوصف فإنه يتشوف إلى معرفة
هاتين الخصلتين فإن من المعلوم أن ذكر العدد يُنيء بشرف
المعدود وبأهميته وقد تخيرت منها ما اشتمل على عقائد نافعة
أو أصول جامعة؛ فضلاً عن الأحكام المتنوعة والآداب السامية
والعلوم الجمّة التي تكسب الإنسان هدىّ ورشدًا وتزيده بصيرة
)١( جزءٌ من حديث صحيح» وهو خطبته عليه الصلاة والسلام في حجة
الوداع بمنئل» خرجه البخاري في «صحيحه» في مواضع متفرقة؛ ورواه
أيضًا مسلم في «صحيحه» برقم (1374)
)١( حديث صحيح رواه الترمذي في «جامعه» (77559) وغيره» وقد عني
بطرق هذا الحديث وشواهده الحافظ أبوعمرو أحمد بن محمد بن
إبراهيم بن حكيم المديني المتوفئ سنة (7*77ه) في جزء مستقل؛
وقد طبع في بيروت بدار ابن حزم بتحقيق بدر بن عبدالله البدر.
أربعون حديئًا كل حديث في خصلتين ات
لإرضاء ربه ثم لتنقية عرضه» فهي بين ترغيب وترهيب. مأمور
عقائد وآدابء فضائل وسلوك؛ ورع وزهدء وعظ وإرشادء
نصح وتوجيه .
وهذا العمل الذي أسأل الله تعالى أن ينفع به هو باكورة
في سلسلة حديثية مباركة إن شاء الله أولها: أربعون حديثًا
في خصلتين» وسيليها - بإذن الله - أربعون حديثًا في ثلاث
خصال؛ ومثلها في أربع» وهكذا يستمر العطاء مادام في العمر
بقية؛ واقترن ذلك بتوفيق الله تعالئ وتسديده.
إنه خير مأمول وأعظم مسؤول؛ وهو حسبي عليه توكّلت وإليه
وكتبه الفقير إلى عفو ربه المنان
صالح بن غانم السدلان
أربعون حديئًاً كل حديث في خصلتين
الحديث الأول
التثبت في الأمور
عن ابن عباس رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال لأشج عبد القيس: ١ إن 8
أشج عبد القيس”": المنذر بن الحارث العبدي» روى
معنى الحديث:.
«الحلم من أشرف الأخلاق وأحقّها بذوي الألباب؛ لما
فيه من سلامة العرض وراحة الجسد واجتلاب الحمد. وَحَدُهُ:
© أخرجه مسلم برقم )٠١( كتاب الإيمان. باب الأمر بالإيمان بالله تعالى
ورسوله صلى الله عليه وسلم .
الإصابة في تمييز الصحابة (51/1).
© ينظر: شرح مسلم للنووي (07/1).
ام أربعون حديئا كل حديث في خصلتيو
ضبط النفس عند هيجان الغضب» ومن بواعث ضبط النفس
الهكّة؛ فينبغي لذي اللب السوي» والحزم القوي أن يتلقى قوة
الغضب بحلمه؛ فيصدّها ويقابل علو ذي شرته بحزمه فيردهاء
ويسعد بحميد العاقبة. وتتفاوت درجات الناس في الثبات أمام
الشدائد» فالأول يحمق على عجل» والثاني يحتفظ برجاحة
فكره وأصالة طبعه» ولن تتحقق هذه الغاية إلا إذا هيمن العقل
الراشد على غريزة الغضب. وكثيرة هي تلك النصائح التي
أسداها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لأمته كانت تنتهج
القرآن الكريم» وتحلَلاً من القيود التي ربط بها أواصر
الجماعة المسلمة؛ والمحفوظ من سيرته صلى الله عليه وسلم
ما يوقد إآية الصية”'؛
الغرور» وكان فيه ترغيب لغيره بمثل صفاته .
كل حديث في خصلتين
أربعون
"- الترغيب في الحلم والأناة؛ والتثبٌت في الأمور» والنظر
*- إثبات صفة المحبة بما يليق بجلال الله وعظمته؛ كما
أربعون
الحديث الثاني
من أمور الجاهلية
عن أبي هريرة رضي الله عنه - قال: قال رسول الله
لغة الحديث:
اثنتان: أءٍ ي جبصلتان؛ اغنا م أكفر: أي من أعمال
الكفر وأخلاق الجاهلية! والطعن في الأنساب: هو التنشّس
لأنساب الناس وعيبها على قصد الاحتكار والذم لهم
والنياحة: رفع الصوت بالبكاء على الأموات» وهي محرمة.
معنى الحديث:
حذّر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من خصاتين
ذميمتين من خصال الجاهلية وعمل الكفار» وهما:
الطعن في الأنساب: أي: الوقوع في أعراض النا
)١( أخرجه مسلم )77١( كتاب الإيمانء باب إطلاق اسم الكفر على
الطعن في النسب والنياحة.
0 شرح مسلم للنووي (417/1).
أربعون حدينًا كل حديث في خخ
بنحو القدح في نسب ثبت في ظاهر الشرع؛ أو التنشّص؛ أو
التفاخر عليها .
جيب» ويكون برفع الصوت بالندب بتعديد شمائل الميت
وفضائله» ذلك لأن من طعن في نسب غيره فقد كفر نعمة
سلامة نسبه من الطعن؛ ومن ناح فقد كفر نعمة الله حيث لم
كفر» والمراد أنهما من أعمال الكفار لا من خصال الأبرار. أو
المراد كفر النعمة أو سُمّي ذلك كفرًا تغليظًا وزجرًالا'؟.
-١ تغليظ تحريم النياحة والطعن في النسبء حتى جُعِلاً من
أعمال الكفار وأخلاق أهل الجاهلية.
7- الناس مؤتمنون على أنسابهم» فلا يجوز الطعن فيها.
7 أهمية العناية بهذه المسألة؛ وما ينبغي من تبصير الناس
بهاء وذلك لأهميتها وشدة خطرها وكثرة من يتهاون بها.
»)0 فيض القدير (186/1) (ح:11).