1 عوالي المجيزينز
وهذا الإسناد أصبح سُنّةٌُعَةٌ واجبةٌ في التلقي » والسعيٌ في طلب في
الإسناد العالي قربة إلى الله ورسوله » والإسناد النازل قرحة في الوجه كما
قال الإمام يحبى بن معين +
قال العلامة ابن الصلاح : الإسناد خصيصة فاضلة من خصائص هذه
الإسناد قرب من رسول الله تل » ويزداد علواً برواية الثقات عن الثقات .
وكان من عادة العلماء في التلقي أن يأخذوا عن شيوخ بلادهم وما
جاورها » فإذا نالوا بغيتهم منهم شدوا الرحال في الرحلة شرقاً وغرباً »
وحملوا العلم عن أهله ؛ واستكثروا من السَّمَّاع من العالم به الأمين » قرب
عزيز صار في غربته كالبائس المسكين ؛ ودونوه عن أئمتهم وشيوخهم
من هؤلاء العلماء الحافظ ابن حجر العسقلاني الذي جاب الآفاق
شرقاً وغرباً ؛ فرحل إلى اليمن والحجاز وبلاد الشلام » فأخذ فيها عن كبار
شيوخها المحدثين والمسندين ؛ عاد بعلم وافر » وسند عال ؛ مع كتب وأجزاء
نادرة .
وفي رحلته إلى الحجاز التقى بمحدثها وشيخ علمائها ومسندها الإمام
أبي بكر بن الحسين المراغي نزيل المدينة على صاحبها أفضل السصلاة وأتم
التسليم » وأخذ عنه في منى وعرفات ومكة ؛ وأُعْحِبَ به ووجد ضالته في
السند العالي + مع الثقة والتقوى والعلم الوافر » فسمع مشه الكشير ووفاء
عوالي المجيزيز 47
فكانت هذه الأربعون عن أربعين شيخاً من أصحاب الأسانيد العالية
مسنداً إلى رسول الله له وبيان درجته وعلو الشيخ في هذه الرواية ؛ ثم
تعريفاً لحياة الشيخ متضمنة أهم الكتب الي تلقاها عن شيوخه .
كثيرون؛ منهم أبناء الشيخ » وكشير من الوافدين إلى مكة والمديئة المدورة
لطلاب العلم والحديث » وقد قَدَّمْتُ لها بمقدمةٍ نافعةٍ - إن شاء الله -
معرَّضاً فيها بالتأليف في الأربعينات وأهميته علو السند » والتخريج في
المصطلح ؛ ودراسة موجزة عن حياة الإمام المراغي » والحافظ ابن حجر.
أسأل الله العلي القدير أن ينفع بها ؛ وأن يجعل عملي خالصاً لمرضاة
الله ؛ وأن عن علي بالقبول ؛ عسى الله أن يحشرني في زمرة خدمة العلم
والحديث ممن أحبهم الله ورضي عنهم تحت لواء سيدنا رسول الله عه .
وكتب محمد مطيع المافظ
دبي ٠١ رجب الفرد 416 1ه
0 عوالي المجيزين
التاليف في الاربعينات
سلك كثير من علماء الحديث في التأليف بالأربعينات منذ القرن الثاني
للهجرة حتى عصرنا الحاضر .
قال الحافظ ابن عساكر: صنف جماعة منهم أربعينات!') سُمعت منتهم؛
واشهرت بهم ونقلت عنهم » واختلفت مقاصدهم في تصنيفها ؛ ول يتفقرا
عدّها وتبويبها ؛ فمنهم من اعتمد على ذكر أحاديث التوحيد ؛ وإثبات
الصفات لله عز وجل والتمجيد ؛ ومنهم من قصد ذكر أحاديث الأحكام لما
فيها من التمييز بين الحلال والحرام » ومنهم من اقنصر على ما يتعلق
بالعبادات ويكون سبباً للاكتساب القرب والطاعات » ومنهم من اختار
سلوك طريق أصحاب الحقائق في إيراد أحاديث المواعظ والرقائق » ومنهم من
قصد إخراج ما ص سَندهٌ وسَّلِم من الطعن عند الأئمة مورُه ؛ ومنهم من
كان مقصدُه ومراده إخراج ما علا عنده إسناده » ومنهم من أحب تخريج ما
قصدرها ؛ والأغراض ابي سنحت لحم وأرادوها ء وكلٌ منهم لم يأل في
طلب الأجر » ولم يُقَصّر في اقتناء الغواب والذخر ؛ وى كل واحد منهم
كتابه يكتاب الأربعين» فرحمةٌ الله ورضوانه عليهم أجمعين ؛ كما نشروا
© كتاب الأربعين البلدانية للحافظ ابن عساكر - تحقيق محمد مطيع الحافظ ص 37 +
الدين وأظهروا الحق المبين » وفيهم لمن بعدهم أسوة ؛ وهم لمن اقتفى آثارهم
القدوة .
فمنهم :
محمد بن أسلم الطوسي الطابراني [ المتوفى سنة 47 لاه]
وأبو العباس الحسن بن سفيان النسوي الشيباني [التوفى سنة 7+ 1ه ]
وأبو بكر محمد بن الحسين الآحري [المتوفى سنة 1١ 1ه]
ومحمد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ [المتوفى سنة ١اه]
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الجوزقي [المتوفى سنة 7/84ه]
وأحمد بن الحسين بن علي البيهقي [المتوفى سنة 40578ه]
وأبو الخير زيد بن رفاعة الهاشمي [ المتوفى بعد سنة 406ه]
وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي [المتوفى سنة 417ه]
وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري [المتوفى سنة 06 4ه]
وأبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري [المتوفى سنة 476ه]
وأبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الخليل الماليي [المتوفى سنة 417ه]
وأبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الفلسطيي [المتوفى سنة 1446ه]
وأبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني [المتوفى سنة ٠ 47ه]
وأبر سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ المهراني زات ؟ ]ل
وأبو نصر محمد بن علي بن ودعان الموصلي [المتوفى سنة 484ه]
وأبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الحنبلي [المتوفى سنة 4ه
ذكره ابن حجر في الجمع المؤسس وذكر كتابه الأربعين 197/7 +
أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي الشهرستاني [التوفى سنة ١ 7ده]
وأبو سعد إسماعيل بن أبي صال المؤذن الكرماني [المتوفى سنة 77ده]
ولغي مَنْ سميت من قوم آخرين من المتقدمين من أصحاب الحديث
والمتأخرين في هذا المعنى ما كفى وأغنى » وقد وقع إل من أربعيناتهم نحر
وقد جمعت أنال'؟ : الأربعين الطوال
والأربعين في الأبدال العوال
والأربعين في الاجتهاد في إقامة فرض الجهاد!"؟
ثم قال رص 34 : « فأول ما أبدأ به ذكر أحاديث في الحث على
حفظ أربعين حديثاً من السنة وأن من حفظها يكون فقيهاً مستوجباً للشفاعة
ودخول الجنة » .
© أي الحافظ ابن عشاكر .
ثم تتابع العلماء في تأليف الأربعينات فمنهم أب سعد عبد الله بن عمر القشيري المتوفى
سنة 100 هاء والحافظ العراقي أبو الفضلت 809 ) والحافظ ابن حجر ات 887 »
ومنهم أبو للفضل المقدسيت 31١ » والإسام المنذري ت 181 » والإمام الدووي ت
7ه » ومحمد بن علي بن طولون ات 487 وغيرهم » وللتوسع في معرفة أسماء كتب
هولاء المولفين انظر مقدمة د. عامر حسن صسبري لكتاب الأربعين عن المشايخ الأربعين
صحاياً وصحانية للإمام الطوسي ص 30 - 7
ثم أورد ابن عساكر هذه الأحاديث بأسانيدها وإاماً للفائدة أورد
متنها خوف الإطالة وهي :
-١ عن أبي الدرداء تبتنئن: قال : قال رسول الله تنه : [ من حفظ على
"- عن معاذ بن جبل من قال : قال رسول الله م : [ من حفظ على
أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها بعئه ا لله يوم القيامة في زمرة الفقهاء
والعلماء ع .
ب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ب :[ من حفظ
؛- عن عبد الله تجتن قال : قال رسول الله نه : [ من حفظ على أمتي
أربعين حديثاً ينفعهم الله بها ؛ قيل له : ادخل الجنة من أي أبواب
ثم تحدث ابن عساكر عن أسانيدها وقال : فيها كلّها مقال » ليس فيها
ولا فيما تقدمها للتصحيح محال » لكن الأحاديث الضعيفة إذا ضُمٌ بعضُها إلى
بعض أخذت قوة لا سيما ما ليس فيه إثبات فرض .
العلوفي الإسناد
قال الإمام النروي”" : الإسناد خصيصة لذه الأمة ؛ وسُنَةٌ بالغةً من
قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - : طلب الإسناد العالي سنة
عمّن سلف ؛ وعلّوه يعده من الخلل المتطرق إلى كل رارٍ .
والعلو المطلوب في الحديث خمسة أقسام : ً
أجلّها : القرب من رسول الله يل بإسناد صحيح نظيف +
قال العالم الزاهد محمد بن أسلم الطوسي - رحمه الله - : قرب
الإسناد قربٌ أو قربة إلى الله تعالى عز وجل .
الثاني : القرب من إمام من أئمة الحديث ؛ وإن كثر العدد من ذلك
الإنام إل رسول الله به .
الغالث : العلو بالنسبة إلى رواية البخاري ومسلم أو أحدهما في
صحيحه » أو غيرهما من أصحاب الكتب المعتمدة ؛ وذلك ما اشتهر آخراً
من الموافقات والأبدال والمساواة واللصافحة ؛ وقد كثر اعتداء المحدثين
المتأخرين بهذا النوع +
أما الموافقة: فهي أن يقع لك حديث عن شيخ مسلم من غير جهته
بعدد أقل من عددك إذا رويته عن مسلم عنه .
إرشاد طلاب الحقائق 21776
وأما البدل : فأن يقع لك هذا العلو عن مثل شيخ مسلم ؛ وقد يُسمى
هذا موافقة بالنسبة إل شيخ شيخ مسلم .
وأما المساواة : فهي في أعصارنا فِلة عدد إسنادك إل الصحابي أو من
قاربه ؛ بحيث يقع بنك وبين الصحابي مثلاً من العدد مثل ما وقع بين مسلم
والصحابي في ذلك .
وإن كانت المساواة لشيخ شيخ شيخك فالمصافحة لشيخ شيخك ؛ فتقول :
واعلم أن هذا العلو تابع لتزول » إذ لولا نزول مسلم وأشباهه في ذلك
الإسناد لم تَعْلٌ أنت فيه والله أعلم .
الرابع : العلو بتقدم وفاة الراوي » مثاله : ما أرويه عن ثلاثة : عن أبي
بكر البيهقي ؛ عن الحاكم أبي عبد الله أعلا مما أرويه عن ثلاثة عن أبي بكر
ابن خلف » عن الحاكم لتقدم وفاة البيهقي على وفاة ابن خلف بنحو تسع
وعشرين سنة .
وأما علوه بسبب تقدم وفاة شيخك فقد حدّه الحافظ أبو الحسن بن
جَرصا أحد أركان الحديث بمضي خمسين سنة من وفاة الشيخ ؛ وحدّه
1 عوالي المجيزينز
الحافظ أبو عبد الله بن منده بثلاثين سنة .
الخامس : العلر بتقدم السماع » وكثير من هذا يدخل في الذي قبله 6
ونما يمتاز به عنه أن يسمع شخصان من شيخ وسماع أحدهما من ستين سنة
مثلا » وسماع الآخر من أربعين سنة » فإذا تساوى العدد إليهما فالأول أعلى.
التخريج في مصطلح علماء الحديث
قال الحافظ أحمد بن محمد بن الصديق الغماري”"؟
التخريج : هو عزو الأحاديث الي تذكر في المصنفات معلقةٌ غير
إلى الأصول .
وقد يترسعون فيه يخ رجون بعض الكتب الي وقعت فيها الأحاديث
ويقال في
كذا ؛ ولا يقال فيه أخرج بالألف .
ويُطلقون لفظ «التخريج» أيضاً على معنى آخر » وهو تصنيف معجم
: « خرّج» بالتضعيف [ أي بتشديد الراء ] أحاديث كتاب
© حصول التفريج بأصول التخريج أو كيف تصير محدثاً للشيخ أحمد بن محمد بن الصديق
الغماري » مكتبة طبرية » الرياض +