يقول ذو الرمة:
الجاهلية القديمة منها والحديثة؛ فسنة رول الله بل ظاهرة وواضحة لا
وقد استعمل القرآن الكريم كلمة السنة بهذه المعاني وغيرها:
كقوله تعالى : لمن الله التي قَدْ َ
تبْدِيلا» [سورة الفتح : ؟1].
وكقوله تعالى : «َُِة اله في الَّذِينَ خَلَوا مِنْ قبل كان أثْر الله قرا
قبل ون جد ِة لله
وفي «صحيح مسلم» عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال
وفيه أيضاً عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله 5 : من سن في
الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده؛ كتب له مثل أجر من عمل بها؛ ولا ينقص
من أجورهم شيء» ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده. كتب عليه
مثل وزر من عمل بهاء ولا ينقص من أوزارهم شيء؟".
وفي «صحيح البخاري»: قال رسول الله وز : «فكان خبيب هو الذي
وفي «موطأ الإمام مالك»: قال رسول الله بق في أمر المجوس: «سنوا
يهم سنة أهل الكتاب0)
وفي «صحيح البخاري» : قال رسول الله بق : «أبغض الناس مُنْ
الإسلام سنة الجاهلية:»
وأنت تلاحظ أيها القارىء الكريم أن كلمة السنة في هذه الأحاديث
استُعيلت يمعنى الطريقة التي ابتدعها الناس للسير عليهاء فكذلك السنة في
الإسلام؛ وهي الطريقة التي وضعها رسول الله كثة للمسلمين؛ وسار عليها
الصحابة والتابعون من بعدهم .
, «صحيح مسلم؛. كتاب العلم» باب : اتباع سئن اليهود والنصارى )١(
#«صحيح ملم». كتاب العلم» باب: من سن سنة حسنة أوسيئة )1(
)18 0٠0( «صحيح البخاري». الجهاد (17)؛ والمغازي )©(
(4) . «موطأ مالك الزكاة (49).
فيختلف مفهومها باختلاف الأغراض والمقاضد. فالسنة بالنسبة إلى
القرآن على ثلاثة أقسام:
الأول: أن تكون مؤيدة وموافقة لأحكام القرآن من حيث الإجمال؛
كالأحاديث التي تفيد بوجوب الصلاة؛ وأداء الزكاة» وفرض الحج والصوم من
غير تعرض لتفاصيل أركانها وأحكامها .
فقول النبي ها : بي الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله
البيت من استطاع إليه سبيلا»:
فهذا الحديث الشريف موافقٌ لقول الله عز وجل : الإوأقيموا الصَّلاة
وقوله 38: «لا يُجِلٌ مال امرىء مسلم إلا بطيب نفسهه» موافق لقول
راض بْكُمْ»:
مجمل.؛ أو تخصيص عام . كالأحاديث التي فصلت أحكام الصلاة؛ والزكاة؛
ومشرعاً للأحكام .
ينفه؛ كالأحاديث التي أثبتت حرمة الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتهاء
وأحكام الشفعة؛ وتحريم أكل الحمر الأهلية. وتوريث الجدة؛ وغير ذلك.
والسنة عند المحدثين: ما أثرٌ عن النبي َيِه من قول أو فعل أو تقرير أو
نية أو خُلْقية ؛ قبل البعثة
وصف من أوصاف رسول الله ب سواء أكانت
مثل قول علي بن أبي طالب الذي أخرجه الترمذي وغير»: «لم يكن
عي عو ازول ال اتبيه نكر اليو وعدن ضخم الرأسء
ضخم الكراديس» طويل المسربة؛ إذا مشى تكفُواًتكفياً كأنما ينحط من
قال الريني: «هذا حديث حسن صحيح 00١
ووافقه الذهبي .
وقيل : هي ملتقى كل عظمين ضخمين كالركبتين والمرفقين والمنكبين؛ أراد
أنه ضخم الأعضاء
وقوله: «طويل المُسْرّية»: بفتح الميم. وسكون السين» وضم الراء:
الشعر المستدق الذي يأخذ من الصدر إلى السرة.
وقوله: مقطا صبب»: أي : موضع متحدر من الأرض» يريد به
قال: «ما رأيت من ذي لِمَّةٍ في حلة حمراء أحسن من رسول الله بل ؛ له شعر
يضرب منكبيه؛ بعيد ما بين المنكبين» لم يكن بالقصير ولا بالطويل»
لذا نرى أن المحدثين قد اهتموا في جمع شمائل النبي بل ؛ سواء في
الكتب الحديثية كالجوامع والسئن والمسانيد أو في مصنفات خاصة اسم
قول أو فعل أو تقرير» لأن جل اهتمامهم أن يدوروا حول الأوامر والنواهعي
ليستنبطوا منها الأحكام والمسائل .
وكان الصحابة رضي الله عنهم أحرصل الناس على اتباع حديث رسول
الله كي في الحياة كلها فهذا أبو بكر الصديق خليفة رسول الله بق قد كان
أحرص الناس على العمل بالحديث» وبأل دائماً أصحاب النبي كِيةٍ عن
٠ حديث رسول الله بثلة في المسائل التي عرضت له
رسول الله بق شيئاًء. فارجعي حتى أسأل. فسأل الناس»ء فقال المغيرة بن
أحد. فقام محمد بن مسلمة؛ وشهد على ذلك وقال مثل ما قال المغيرة بن
وجاء في حديث طويل في «مسند الإمام أحمده : «يقول أبو بكر رضي
فكأنه رضي الله عنه بطلبه الإشهاد على قول المغيرة بن شعبة وضع
أصلاً من أصول الدين» وهو التبّت والتاكّد من سنة رسول الله عليه أفضل
الصلاة والتسليم؛ حتى لا يتلاعب الناس بستته التي هي مصدر من مصادر
التشريع .
ونشاً من هذا التثبت والتأكد ظهور علم جديد؛ وهو علم الجرح
والتعديل؛ وعلم إسناد الحديث» ثم صار فيما بعد هذا العلم عمدة في معرفة
الحديث الصحيح من السقيم» وهو أصل من أصول الدين.
قال الإمام مالك بن أنس : «إن ههذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون.
دينكم» لقد أدركتٌ سبعين مم يقول: حدثني فلان قال: قال رسول الله
كقة. عند هذه الأساطين وأشار إلى.أساطين المسجد النبوي فما أخذت
عنهم شيئاً؛ وإن أحدهم لو اؤتمن على بيت المال لكان أميناً. وقدم علينا اين
وروى الإمام مسلم في مقدمة «صحيحه» بإسناده عن عاصم الاحول
أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم».
وفي رواية أخرى كما ذكرها الحافظ ابن الأثير في مقدمة «جامع
الأصول»: قال ابن سيرين: «كانوا في الزمن الأول لا يسألون عن الإسناد
حديث أهل البدع» فإن القوم كانوا أصحاب حفظ واتفاق» ورب رجل - وإن
وروى الحافظ ابن عبد البر في مقدمة كتابه «التمهيد لما في الموطأ من
العلم إلا بذهاب الإسنادة
وروى الخطيب البغدادي في كتابه «الكفاية في علم الرواية»: «عن
() «المحدث الفاصل» (ضص -)41١6
أمرتي أن أصعد فوق البيت بغير درجة؟01.
لعلم الحديث؛ حتى لا يتقول أحدٌ على رسول الله بل .
وقد اهتمٌ المحدّثون بذكر تاريخ المواليد والوفيات لرواة الحديث» ليتع
البحث عن أحوالهم؛ ومعرفة ما يذُعونه من السماع واللقاء بالمشايخ؛ كما
ضبطوا أيضاً قدوم الراوي البلد الفلاني في رحلة طلب الحديث؛ ونشأ من
تدقيقهم هذا ظهور مؤلفات خاصة في ضبط مواليد المحدثين ووفياتهم .
وإليه يشير قول سفيان الثوري كما ذكره الخطيب في كتابه «الكفاية»:
يقول حفص بنغياث : «إذا اتهمتم الشيخ فحاسيوه بالسنين». يعني :
يذكر ابن الجوزي في مقدمة كتابه «الموضوعات؛ عن حسان بن
يقول: «لم يستعن على الكذابين بمثل التاريخ + يقال للشيخ : سنة كم
قال الحاكم أبوعبد الله : «قدم علينا محمد بن حاتم الكشي؛ وحدث
عن عبد بن حميد» فسألته عن مولده» فذكر أنه ولد سنة ستين وه
لأصحابنا: سمع هذا الشيخ من عبد بن حميد بعد موته بثلاث عشرة
2 ١ فتح المغيث» (© / 187). ولكن بهذا تكون وفأة عبد بن حميد سنة (410؟ه)ء )١1(
والتعديل - أن ينوا الكذب عن أحاديث رسول الله َي .
وقد امتنع العلماء من قبول أي حديث ما لم يكن له إسناد. وذلك
بانتشار الكذب على النبي كن
وكتب الحديث والسئة تتألف الآن على قسمين أساسيين:
فالسند أو الإسناد: هو الطريق الموصلة إلى المتن» ابتداء من مؤلف
ألفاظ صادرة عن النبي فَقْةٍ أو يمعناها .
فالسنة باعتبار طريقة وصولها إلينا تنقسم إلى متواتر وآحاد.
والمتواتر: هو في اللغة: مجيء الواحد بعد الواحد. وهو مأخوذ من
وفي الاصطلاح : خبر جمع يستحيل عادة وعقلاً تواطؤهم على الكذب
ويشترط فيه أربعة شروط :
والصواب أنه مات سنة (744ه) كما ذكر الذهبي في «تذكرة الحفاظ» (» /