وذكر خلاصة عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة
والجماعة. وذكر توحيد الأنبياء والمرسلين المتضمن تنزيه
وصفاته العلا وبيان الطريق إلى العلم بأنه لا إله إلا الله
وبيان حكم الإيمان بالقدر وصفته ومراتبه وأنواع التقادير
وذكرت. أرقام الآيات القرآانية من سورها من المصحف
وذكر فيها الأدب مع الله تعالى وبماذا يكون؟
وبيان الأمور التى يستمد منها الإيمانء وفوائد الإيمان
وثمراته؛ والإشارة إلى البراهين العقلية الفطرية على
وأضيف إلى ذلك من السنة النبوية (باب معرفة الله عز
وجل والإيمان به) وباب قول الله تعالى ( حَنَّ إنَا فَيْعَ
يتصل بذلك من أحاديث تفسر هاتين الايتين الكريمتين مما
من كلام الله تعالى وكلام رسوله عَكْثَهِ وكلام المحققين من
أهل العلم وسميتها (إتحاف الخلق بمعرفة الخالق) سبحانه
وتعالى أسأل الله تعالى أن ينفع بها من كتبها أو طبعها أو
أسباب الفوز لديه بجنات النعيم وهو حسبنا ونعم الوكيل
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم
على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين +
+ 57 سورة الزمر آية )١(
مقدمة
تشتمل علح صفوة عقيدحة أهل الستة
وذلك أنهم يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم
الآخر والقدّر خَيرِه وشرٌّه: فيشهدون أن الله هو الربُ الإله
المعبود؛ المتفرد بكل كمال فيعبدونه وَحدّه؛ مخلصين له
الدين ٠
فيقولون: إن الله هو الخالق الباريء المصوّر الرزاق
المعطي المانع المدبر لجميع الأمور -
وأنه على العرش استوى استواءٌ يليق بعظمته وجلاله»
ومع علوه المطلق وفوقيته؛ فعلمه محيط بالظواهر
والبواطن والعالم العلوي والسفلي؛ وهو مع العباد بعلمه»
يعلم جميع أحوالهم؛ وهو القريب المجيب .
مفتقرون في إيجادهم وإيجاد ما يحتاجون إليه في جميع
الرحيم؛ الذي ما بالعباد من نعمة دينية ولا دنيوية ولا دفع
نقمة إلا من الله فهو الجالب للنعم» الدافع للنقم +
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير +
وقتره؛ فما خلق شيئاً عبثاًء ولا شرع الشرائع لأ للمصالح
والحكم .
وأنه التواب العفر الغفورُء يقبل التوبة ِن عباده ويعفو
عن السيئات؛ ويغفر الذنوب العظيمة للتائبين والمستغفرين
والمنيبين ٠
وهو الشكور_ الذي يشكر القليل مِن العمل ويزيد
وكمال القدرة والعظمة والكبرياء؛ والمجد والجلال
والجمال» واتجمد املق(
وَمِن صفات الأفعال المتعلقة بمشيئته وقدرته كالرحمة
والرضاء والسخط والكلام؛ وأنه يتكلم بما يشاء كيف يشاء
وكلماته لا تنفد؛ ولا تبيد .
وأن القرآن كلام الله غير مخلوقء منه بَدَا؛ وإليه يعود +
ويتكلم بما شاءً؛ ويحكم على عباده بأحكامه القدرية»
ومن سواه مملوك محكوم عليه؛ فلا خروجّ للعباد عن ملكه
والفوز برضوانه أكبر النعيم واللَدةِ .
وأن من مات على غير الإيمان والتوحيد فهو محل في
نار جهنم أبداً؛ وأن أرباب الكبائر إذا ماتوا على غير توبة
النار لا يخلدون فيهاء ولا يبقى في النار أحد في قلبه مثقال
حبة خردل من إيمان إلا خرج منها +
وأن الإيمان يشمل عقائد القلوب وأعمالهاء وأعمال
الجوارح وأقوال اللسان. فَمَن قام بها على الوجه الأكمل
كان الإيمان يزيد بالطاعة وفعل الخير؛ وينقص بالمعصية
والدنيا مع الاستعانة بالله . فهم حريصون على ما ينفعهم
حركاتهم؛ ويتبعون رسول الله - تنه . في الإخلاص
للمعبود والمتابعة للرسول؛ والنصيحة للمؤمنين واتباع
)١( كتاب القول السديد في مقاصد التوحيد لابن سعدي رحمه الله تعالى
التوحيد الضي دعت إليه الرسل
التوحيد الذي دعت إليه رسل الله ونزلت به كتبه
نوعان: توحيد في الإثبات والمعرفة؛ وتوحيد في الطلب
والقصد .
فالأول: هو إثبات حقيقة ذات الرب تعالى وصفاته
به عن نفسه؛ وكما أخبر رسوله عِل. وقد أفصح القرآن
وآخر «الحشره وأول «ألم تنزيل السجدة؛ وأول «آل عمران»
والثاني: وهو توحيد الطلب والقصد؛ مثل ما تضمنته
م (آل عمران 15) وأول
سورة «(تنزيل الكتاب» واخرهاء وأول سورة «يونس»
(*) وهذا النوع يشمل توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات +
وأوسطها وآخرهاء وأول سوزة «الأعراف» وآخرهاء
وجملة سورة «الأنعا» .
وغالب سُوَرٍ القرآن متضمنة لنوعي التوحيد؛ بل كل
سورة في القرآن. فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه
وصفاته؛ وهو التوحيد العلمي الخبري. وإما دعوة إلى
التوحيد الإرادي الطلبي وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته»
فذلك من حقوق التوحيد ومكملاته. وإما خبر عن إكرامه
(قاعدة) يسمى دين الإسلام توحيداً لأن مبناه على أن
)١( عبر بقوله: «وما فعل» بصيغة الماضى - لأن ما توعد اللدبه أهل الشرك
متحقق ثابت بموتهم مشركين. فكأنه وقع فعلاً -وذلك التعبير - بصيغة
الماضى الواقع عما سيكون يوم القيامة كثير في القرآن +
(") شرح العقيدة الطحاوية بتحقيق الشيخ أحمد شاكر ص 74 .