ب الإتصاف في حقيقة الاولياء
واين الأعرابي وابن أبي الدنيا واللالكائي وغيرهم .
وقد انقسم الناس في هذا الأصل إلى أقسام ثلاثة طرفين
ووسط © :
الحد - وهم المتصوفة - حيث ادّعوا باسم الكرامة للأولياء ما هو
من اللَّه ألا يقيم القيامة لما أقامها ؛ وقول بعضهم : إنّه يعطى في
أي شيء أراده قول كن فيكون » وقول بعضهم : لا يعزب عن
قدرته ممكن كما لا يعزب عن قدرة ربه محال إلى غير ذلك من
باسم الكرامة .
- قسم جفوا في شأنها وفرّطوا » فقالوا بإنكار الكرامة
ونفوا وقوعها - وهم المعتزلة ومن تأثر بهم - وزعموا أن
الخوارق لو جاز ظهورها من الأولياء لالتبس الي بغيره إذ فرق ما
ظهور خارق إلا لني .
ولي في هذا رسالة بعنوان (ر كرمات الأولياء بين الغلو والجفاء » يسر اله إكمالها
ونشرها .
الإتصاف في حقيقة الأوليا. حئىد
© - قسم أهل وسط واعتدال » وهم الخيار العدول ؛
المفرطين » ولم يلحقوا بغلو المعتدين » وهم أهل السنة والجماعة ©
فأئبتوا الكرامات للأولياء على ضوء النصوص ووَفي الأدلةٍ دون
غلو أو جفاء أو إفراط أو تفريط .
وفي هذا الموضوع الهم كتب الإمام الصنعاني رحمه الله هذه
الرسالة الي بين أيدينا والق أسماها « الإنصاف في حقيقة الأولياء
وما لهم من الكرامات والألطاف » صنفها رمه الله رد على
عصري له غلا في شأن الأولياء وكرامتهم » ولأعى ألم ما
يريدون » وأنهم يقولون للشيء كن فيكون ؛ وأنّهم يخرحون من
القبور لقضاء الحاحات » وأنّهم في قبورهم يأكلون ويشربون
وينكحون » إلى أمور أخرى عجيبة تمجّها الأسماع ؛ وتقذفها
الأفهام » وينكرها من لديه بالشرع أدنى اطلاعة أو إمام .
وقد بين الصنعاني رحمه الله في ردّه هذا ما في كلام هذا
المبطل من تناقض وأوضح ما فيه من غلو في الأولياء الزعومين
[ من أوتاد وأنجاب وأقطاب وأغواث ] وما خالف فيه بهذه
البدعة من أدلة الكتاب والسنة .
ب الإنصاف في حقيقة الأولياء
أبي إسحاق الإسفراي ومن قبله المعتزلة من أن الكرامة إنما تكون
في غير الأمر الخارق للعادة ؛ وهو قول باطل بلا ريب ؛ وسيأتي
الكلام عليه ومناقشته وبيان بطلانه في الدراسة الآتية عن موضوع
الكتاب (0.
في الأولياء ؛ مع التنبيه في هامشه إل ما يحتاج إلى تنبيه .
وقد كنت بادئ الأمر مزدّداً في تحقيق ونشر هذا الكتاب
نظراً لما فيه من أخطاء ومخالفات ليست باليسيرة غير أنّه دنع
لذلك أمران :
الثاني : خحشية أن تقوم بعض دور النشر بطبعه على علاته
مكانة مؤلفه .
هذا وقد جعلت بين يدي الكتاب دراسة موجزة للمؤلف
وأخرى للكتاب نّّهت فيها على جوانب مهمة في الموضوع »
الإنصاف في حقيقة الأوليا. نهد
راجياً من الله الكريم القبول والتوفيق ؛ كما أرحوه سبحانه أن
والمؤمنين والمؤمنات » الأحياء منهم والأموات » إنه سميع الدعاء +
وأهل الرجاء » وهو حسبنا ونعم الوكيل ٠
ل الأولياء
_ الإنصاف في حقيقة
دراسة موجزة عن المؤلف
هو محمد بن إجماعيل بن صلاح بن محمد بن علي بن حفظ
الدين بن شرف الدين بن صلاح بن الحسن بن المهدي بن
محمد بن إدريس بن علي بن محمد بن أحمد بن يحبى بن حمزة بن
سليمان بن مزة بن الحسن بن عبد الرحمن بن يخيى بن
عبد الله بن الحسين بن القاسم بن إيراهيم بن إسماعيل بن
إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب له .
الكحلاني ثم الصنعباني المعروف بالأسير ؛ ويكنّى بأني
إبراهيم -
ولد ليلة الجمعة نصف جمادى الآخرة سنة 1088ه
وأخذ عن علمائها .
أخذ الصنعاني العلم عن شيوخ كثيرين منهم :
١ - زيد بن محمد بن الحسن .
الإنصاف في حقيقة الاولياء.
© - عبد الله بن علي الوزير .
؛ - علي بن محمد العنسي .
رحل إلى مكة والمدينة وقرأ الحديث على العلماء فيهما .
له رمه الله من التصانيف ما يربو على المائتين ؛ منها :
+ سبل السلام شرح بلوغ المرام - ١
؟ - منحة الغفار على ضوء النهار .
© - العدة شرح العمدة .
؛ - التدوير شرح الجامع الصغير ٠
- قصب السكر نظم نخبة الفكر .
+ - تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد .
ةرطفلا إيقاظ الفكرة لمراجعة - ٠
وقد اعتنى غير واحد بجمع مؤلفات الصنعاني رحمه الله »
متهم الدكتور عبد الله شاكر الجنيدي في تحقيقه لكتاب « إيقاظ
الفكرة ...» وبلغ عدة ما ذكر (375) مؤلفاً ٠
ح الإنصاف في حقيقة الأولياء
تلقى العلم على الصنعاني رحمه الله جم غفيرٌ من طلاب
العلم منهم :
. عبد القادر بن أحمد - ١
؟ - أحمد بن محمد قاطن .
؟ - أحمد بن صالح بن أبي الرجال .
4 - الحسن بن إسحاق بن المهدي +
. محمد بن إسحاق بن المهدي - ٠
- ثناء العلماء عليه :
واكتفي هنا بإيراد نقلين :
١ - قال الشوكاني رحمه الله : «الإمام الكبير المجتهد
المطلق صاحب التصانيف ... برع في جميع العلوم وفاق الأقران
وتفرد برئاسة العلم في صنعاء» 0 .
؟ - قال الشيخ عثمان بن بشر : «... فريد عصره في
قطره » عالم صنعاء وأدييها الشيخ المحقق محمد بن إسماعيل - رحمه
+ )177/7( البدر الطالع »١(
الإتصاف في حقيقة الاولياء
الله تعالى - وكان ذا معرفة في العلوم الأصلية والفرعية ؛ صنف
عدة كتب في الرد على المشركين المعتقدين في الأشجار والأحجار
والرد على أهل وحدة الوحود وغير ذلك من الككب
كان رحمه اللّه على عقيدة السلف الصالح ؛ وهذا أمر
الي قام بها نصرة للسنة وذوداً عن حماها ورداً للبدع والأهواء .
الباب العظيم » ولا سيما كتابه العظيم « تطهير الاعتقاد عن أدران
الإلحاد » الذي فد فيه شبه القبورتين وزيّف فيه باطلهم ؛ ونصر
الحق ويه أحسن بيان ؛ بل لقد لقي في سبيل ذلك الأذى الشديد
به إلى السلطان غير مرة » وتآمروا على قتله ؛ وتسبيوا في سجنه ©
ورموه بالنصب لكونه عاكفاً على الأمهات وسائر كتب الحديث
+ وانظر تفاصيل ذلك في البدر الطالع للشركاني (7-177/7؟1) »(
ل الإنصاف في حقيقة الأوليا.
قال رمه الله َ
ويحذر من البدع والأهواء ؛ ويحث الناس على لزوم الكتاب
والسنة » ومن جميل شعره في هذا قوله :
وقد أخذ الرحمن جل جلاله
ينصح جميع الخلق فيما ينويهم
وناصح بي الدنيا بنرك ابتداعهم
وقد فتحوا باب العداوات بينهم
فجانب مهاوي الابداع متابعاً
فما الحق إلا ما أتى عن محمد
على من حوى علم الرسول وعلما
على حرف هار بناءاً تهدما
فقد صيّرُوا نور الشريعة مظلماً
على بدع كل بها قد تحكما
لما ته العخار فيا مسلا
البالغ في نصرة العقيدة ونشر السنة ورد البدع والأهواء » إلا أنه
(» ديوان الأمير (ص )٠٠# +
(» كذا في الأصل ولعلها (( ييتغي العبد سلما»
© ديوان الأمير (ص 741-750 2