فإن من أعظم منن الله 8# على عباده أن بعث فيهم رسلاً مبشرين
ما أخبر به الصادق المصدوق كي من افتراق الأمة؛. كما افترقت اليهود
ينطفئ نور السنة؛ إذ كانت الدولة على خلاف السنة؛ فكانت الكلمة لأهل
الأهواء» والسلطة بأيديهم؛ حتى انتشرت كثير من البدع والأهواء عند العامة
وكان للمبتدعة مصالح ومطامح في ظل البدعة؛ وغياب السئة؛ تغيب تلك
المصالح إذا قام أئمة السنة بواجبهم؛ وحذروا من الدخائل على المعتقد
والدين؛ فنهج المبتدعة نهجاً أبعدوا فيه علماء أهل السنة عن ملاقاة الناس»؛
أهل السنة وأهل البدعة؛ فمرة تكون الغلبة لهؤلاء؛ ومرة لهؤلاء. وقد تكو
السنة أن البدعة في مكان دون مكان.
( انظر لمعرفة بدايات ظهور البدع في صدر الإسلام: الأهواء والفرق والبدع عبر تاريخغ
الإسلام للعقل .
وكان من قدر الله وتوفيقه أن يبعث على رأس كل قرن من يجدد لهذه
الأمة دينهاء كما جاء في الحديث الصحيح: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس
ومن هؤلاء الأعلام المجددين: العلامة المجاهد؛ الإمام الرباني» شيخ
الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (351 -
8له) كِأه؛ ذلك العلامة الفذ الذي لا يملك متصف من الكفار أو من
يحضر ذلك المثني من صفات وخصائص لابن تيمية كِنة؛ ولأجل أن يكون
الكلام عن ابن تيمية كته منصفاً؛ فسأذكر مثالين لوصفه كلت من قبل معاصريه
ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك» ولا يُعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه؛ ولا تكلم
في علم من العلوم سواء كان من علوم الشرع أو غيرها إلا فاق فيه أهله؛
والمنسوبين إليه؛ وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف؛ وجودة العبارة
الماثة؛ والحاكم في مستدركه 017/4 كتاب الفتن والملاحم؛ وصححه الألباني في
سلسلة الأحاديث الصحيحة 17/١
9 ابن الزملكاني: محمد بن علي بن عبد الواحد بن عبد الكريم الأنصاري الشافمي؛ ا
يبلغ أمله ومراده؛ كما يذكر ابن كثير والله أعلم بالسرائرات سنة آله
انظر في ترجمته: البداية والنهاية لابن كثير 13/16» شدرات الذهب لابن العماد 6/
والترتيب» والتقسيم والبيين)!"".
ذكر مسألة من مسائل الخلاف؛ يستدل ويرجح؛ ويجتهد؛ وحق له ذلك فإن
شروط الاجتهاد كانت قد اجتمعت فيه؛ فإنني ما رأيت أسرع انتزاعاً للآيات
نصب عينيه؛ وعلى طرف لسانه؛ بعبارة رشيقة؛ وعين مفتوحة؛ وإفحام
من أن ينبه على قدره كلمي» أو أن يوضح ناه قلمي. . .)!.
من مخالفات عقدية؛ حريصاً على تصحيح العقيدا
؛ أن الراد على أهل البدع
إلا أن من كان شيخ الإسلام يهدم ينيانهم من القواعد؛ لم يطب
لهم صنيعه؛ فحاولوا بشتى الوسائل تشويه صورته عند كل أحدء وبكل
الوسائل؛ فلم يكونوا يتورعون عن سبه وشتمه؛ ورموه بالجهل تارة؛ وبالزندقة
() انظر: الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي صض4 ٠١
(؟) الذهبي: محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي الدمشقي؛ التركماني الأصل؛ ولد بدمشق+
وطلب العلم بها؛ من تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية؛ له مؤلفات كثيرة ومشهورة في
التاريخ والسير مثل: تاريخ الإسلام؛ سير أعلام النبلاء وغيرهاء ات سنة 48لاه.
انظر في ترجمته: الدرر الكامئة لابن حجر 433/9 شذرات الذهب لابن العماد 96/
© ذيل تاريخ الإسلام (ضمن ثلاث تراجم مستلة منه للعجمي ص؟؟ - 19) بتصرف
(8) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 17/48
وجهت إليه في حياته؛ فأسهم بنصيب وافر في بيان قوله» والاستدلال له وربطه
علمه لِْثه بمناهج المخالفين؛ وأسباب تلك المخالفة؛ ولذا فقد نظر كِثَتهُ إلى
هذه المخالفة من الجانب الإيجابي» مبيناً أن وجود المناوئين والمخالفين لعقيدة
السلف؛ والرد عليهم؛ هو باب من أبواب ظهور الدين وانتشاره؛ قال كلة:
نه إذا أراد إظهار دينه أقام من يعارضه؛ فيحتى الحق بكلماته»؛
(من سنة الله:
واستمرت الردود والدعاوى ضد ابن تيمية كلت بعد وفاته إلى هذا
العصرء وهذا من سنة الله في في الحياة أن يستمر الصراع بين الحتى والباطل؛
ومن صور استمرار هذا الصراع: أن يشكك أهل الباطل بنقلة الحق وأعلامه
وأثمته» ثم التشكيك والقدح بما يحملون وما يبلغون من عقائد وعلوم؛ حتى لا
يبقى لأهل الباطل إلا باطلهم؛ ومن أبرز حملات أهل الباطل على عقيدة
بين شيخ الإسلام كته ومخالفيه. وقامت مؤسسات لأهل الباطل؛ ودور نشر
تجاه أهل الضلال ليردوا كيدهم في نحورهم» وليعيدوهم خائبين؛ ببيان
الحجة؛ ونقد الشبهة بمنهج علمي معتدل؛ فكانت هذه الرسالة جهداً من
714 مجموع فتاوى ابن تيمية 38 - 051 وانظر العقود الدرية لابن عيد الهادي )١(
الجهود التي يقوم بها أهل السنة تجاه المبتدعة؛ سائلاً الله 3 التوفيق
ينصرها ويبارك فيها؛ حيث وفقها لإحياء ما اندرس من مؤلفات ابن تيمية
تله بطبعهاء ونشرها؛ وتوزيعها؛ لتسهل الاستفادة منهاء ولتكون في أيدي
أمور دينهم ودنياهم إنه سميع مجيب.
أسباب اختياز البحث:
١ - أن الدفاع عن أحد أبرز أثمة أهل السنةء والرد على ما يرمى به من
عن المعتقد والمنهج تتعدد صوره؛ ومنها: الدفاع عن أعلام ذلك المنهج بما
بياذ ضعف شبه المبتدعة ضد معتقد أهل السنة والجماعة؛ وذلك
7 - أن التصدي للمبتدعة والرد على شبهاتهم فرض كفاية؛ فلا بد من
قيام طائفة تقوم بهذا الغرض من أهل العلم وطلابه؛ للتصدي لتلك الشبهات
4 - حرص الباحث على قراءة كتب ابن تيمية كلت جميعها؛ سراء الكتب
والرسائل العقدية؛ أو غيرها؛ ذلك أن شيخ الإسلام كلت يستطرد أحياناً - في
مباحث في غير مظانها؛ لا توجد هذه المباحث إلا في مثل هذه الاستطرادات.
9 تنوع الموضوع؛ وشموله؛ فقد فصّل البحث في بعض مباحث
الصفات؛ ومسألة إمكان حوادث لا أول لها وبداية خلق العالم؛ و- أيضاً -
فصّل البحث في توحيد الألوهية ببحث مسألة شد الرحل؛ ومسألة التوسل؛ ثم
بين البحث الموقف من الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين -» ثم انتقل إلى
مبحث من مباحث الإيمان باليوم الآخر وهو: مسألة أبدية الثار وعدم فثائهاء
واجتماع هذه الموضوعات في بحث واحد
+ - محاولة إبراز أقوال ابن تيمية كله بصورة جديدة من حيث الترتيب
والعرض» ويظهر هذا الأمر في مباحث متعددة من البحث» وبالذات في فصل
(إمكان حوادث لا أول لها).
١ تناصر أهل الباطل من أهل البدعة في الأزمان المتأخرة على دحر
السنة؛ وتغييبها في بلدان متعددة من العالم الإسلامي؛ مما جعل بعض الناس
يظن الحق باطلاً؛ والباطل حقاً؛ والسئة بدعة؛ والبدعة سئة؛ وجعل أهل
الباطل أبرز أهدافهم» وموضع رمي سهامهم الإسلام كن وهذا يوجب
على أهل السنة مجاهدة المبتدعة؛ ومجالدتهم» ومقارعتهم بالحجة والبرهان.
خطة البحث :
تتكون خطة البحث من مقدمات تعريفية بابن تيمية لثم ومنهجه؛
وهذه استغرقت التمهيد والفصل الأول
ة المسائل المنتقدة العقدية على شيخ
الإسلام ابن تيمية كته واستغرق ستة فصول.
ثم خاتمة البحث؛ والفهارس اللازمة للبحث.
وتفصيل الخطة كالتالي: تتكون الخطة من مقدمة؛ وتمهيد؛ وسبعة
أما المقدمة فتتضمن:
١ أهمية البحث؛ وسبب اختياره.
7 خطة البحث.
"- منهج البحث.
-١ ترجمة موجزة لشيخ الإسلام ابن تيمية كِثله.
7- منهج شيخ الإسلام في تقرير العقيدة؛ والاستدلال عليها .
المبحث الأول: المناوثون لشيخ الإسلام: وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: أقسام المناوثين.
المطلب الثاني: المنهج العام للمناوئين
المطلب الثالث: اعتراف خصومه بقدره.
المبحث الثاني: دعاوى المناوتين حول منهج شيخ الإسلام ابن تيمية.
الفصل الثاني: دعوى التجسيم والتشبيه: وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: قول أهل السنة في مسألة التجسيم والتشبيه.
المبحث الثاني : دعوى أن شيخ الإسلام مجسم ومشبه؛ ومناقشتها .
المبحث الثالث: دعوى أن شيخ الإسلام أخذ التشبيه ممن قبله؛
المبحث الرابع: دعوى قوله بالجهة والتحيزء ومناقشتها .
الفصل الثالث: دعوى القول بقدم العالم: وفيه مبحثان:
المبحث الأول: معتقد أهل السنة في إمكان حوادث لا أول لها: وفيه
ثلاثة مطالب.
المطلب الثاني: الصفات الاختيارية.
المطلب الثالث: شرح حديث عمران بن حصين (كان الله ولم يكن شيء
الب . لاد
المبحث الثاني: دعوى الخصوم أن قول شيخ الإسلام بإمكان حوادث لا
أول لها يستلزم القول بقدم العالم» ومناقشتها .
الفصل الرابع: دعوى نهي ابن تيمية عن زيارة القبور: وفيه خمسة
المبحث الأول: عقيدة أهل السنة في شد الرحال» وزيارة القبور-
المبحث الثاني: الزعم بأن شيخ الإسلام ينهى عن زيارة القبور+؛
المبحث الثالك: دعوى أن شيخ الإسلام ينتقص من منزلة الرسول يي
المبحث الرابع: دعوى مخالفة ابن تيمية الصحابة في قولهم بجواز بناء
المساجد على القبورء ومناقشتها .
المبحث الخامس: دعوى أن ابن تيمية يساوي في المنزلة بين قبور الأنبياء
وقبور غيرهم؛ ومناقشتها .
الفصل الخامس: مسألة التوسل: وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: عقيدة أهل السئة والجماعة في التوسل.
المبحث الثاني: دعوى جواز التوسل بالأنبياء والصالحين» وأن شيخ
الإسلام يحرم ذلك؛ ومناقشتها .
المبحث الثالث: دعوى أن شيخ الإسلام هو الذي ابتدع القول بعدم
جواز التوسل بالنبي ك4 ومناقشتها .
المبحث الرابع: دعوى بغض شيخ الإسلام الأنبياء والصالحين وإهانته
الفصل السادس: موقف شيخ الإسلام من الصحابة: وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة.
المبحث الثافي: دعوى تخطئة شيخ الإسلام الصحابة بما فيهم الخلفاء
المبحث الثالث: دعوى تكلف شيخ الإسلام الغمز على أهل البيت وتعمية
المبحث الرابع: دعوى رد الأحاديث الصحيحة في مقام المبالغة في
توهين كلام الشيعة؛ ومناقشتها .
الفصل السابع: مسألة دوام النار: وفيه مبحثان:
المبحث الأول: دلالة نصوص الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة على
خلود الثار.
المبحث الثاني: دعوى أن شيخ الإسلام يرى فناء الثارء ومناقشتها .
الخاتمة: وتتضمن أهم نتائج البحث.
ثم الفهارس اللازمة للبحث.
وقد سرت على منهج في كتابة البحث» تظهر أبرز ملامحه في
١ حرصت قدر الإمكان على تركيز المادة العلمية؛ مع سهولة العرض+
وتوضيح العبارة.
"- التركيز على ربط القضايا والمسائل التي يتحدث عنها ابن تيمية كته
بالكتاب والسنة؛ ثم بأقوال من تقدمه من سلف الأمة.
-٠ كان مقصد البحث وتركيزه على عرض الدعرى» مع بيان قائلهاء
والإحالة إلى الكتاب الأصلي لصاحب الدعوى؛ ثم الرد على الدعوى؛