هذا العمل تحقيقه لكتابين تودمين في موضوعين هامينء أحدها
كتاب الصفات؛ والآخر كتاب النزول . كلاه للحافظ الشهير أبي
الحسن علي بن عمر الدارقطني فوجدته في تحقيقه هذا قد بذل
مجهوداً مشكوراً في احياء هذا النوع من التراث الإسلامي» لا سها
والكتابان في موضوع هو أشرف الموضوعات ألا وهو معرفة
أسماء الله وصفاته وفق الأدلة الشرعية من القرآن والسنة النبوية .
أحاديثه؛ وترجم الرواة التي وردت في ثناياه. وقد أسهم بده
الخدمة الجليلة في اظهار بعض آثار السلف التي كانت في زوايا
هذا وقد سبق هذه الخدمة خدمته السنية لكتابين آخرين لم يقلا
أهمية في هذا الموضوع من هاتين الرسالتين النفيستين أحدهيا
« كتاب الإيمان» للحافظ ابن مندة» من أشمل الكتب المؤلفة في
هذا الباب . وقد حققه باسم الدكتوراه « الشهادة العالمية» والآخر
من يهمه تحقيق هذا النوع من التوحيد الذي زلقت فيه أقدام
كثيرين من المعطلة والمؤولة والممثلة؛ ويعد هذان الكتابان مع
رسالتي الدارقطني اللتين نحن بصدد الكلام عليهما شجى في جلقوم
كل معطل وكل مشبه .
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره؛ ونعوذ بالله من شرور
فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن مداً عبده ورسوله . أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره
على الدين كله ولو كره الكافرون . . وبعد
فإن العقيدة الإسلامية التي هي قوام المجتمع الإسلامي الذي
بدونبا لا يمكن أن يقوم له بناء - كانت ولا تزال هدفاً لأعداء
الإسلام والطاعنين عليه .
صفوفه فتسموا بإسم الإسلام ليتمكنوا من الطعن فيه؛ فابن سبأ
اليهودي الذي أدخل على الإسلام عقائد تشوه جاله؛ وتحطم بنيانه
تحطم كيان الأمة الإسلامية .
وتبعه آخرون منهم بشر المريسي وهوابن يهودي صباغ كما قال أبو
نعم فقد أورد قوله الدارقطني في آخر الكتاب هذاء وكيا يجد
القارىء ترجته في الأثر رقم ١33
وقد كان طعن هؤلاء منصباً على صفات الذات الالهية
ليقوّضوا العقيدة من أساسها .
ولكن بحمد الله فقد هيا الل من يرد كيد هؤلاء الماكرين إذ
القاطعة من كتاب الله وسنة رسوله الثابتة عنه؛ كالإبام أمد
والبخاري وغيرهماء ومن مؤلاء العلاء الإمام الحافظ أبو الحمن
الأحاديث الثابتة عن المصطفى حل . وآثارا عن التابعين تبين
احتجاجهم بالسنة في اثبات امماء الله تعالى وصفاته» وموقفهم من
وتسعين حديثاً وأثراً . معظمها في الصحيحين .
نسأل الله تعالى أن يثيب مؤلفهيا ؛ وأن ينفع بهما ظلاب العام
المحقق
هو الإمام شيخ الإسلام الحافظ أبو الحسن علي بن عمر بن
أحمد بن مهدي البغدادي الحافظ الشهير صاحب السنن .
ولد سنة ست وثلانما
اتجه إلى طلب العام وتحصيله في صباه في بلده فقد حضر مجلس
الصفار في حداثة سنه .
وقد سار الدارقطني على سنة المحدثين قبله فرحل إلى أشهر
المحدثين فزار البصرة والكوفة وواسط» والشام .
وقد سمع من عدد كبير من الاعلام منهم أبو القاسم البغوي
وابن صاعد وأحمد بن اسحاق بن البهلول وغيرهم .
والحافظ عبدالغني وخلق سواهم .
قال الحائم: صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والفهم
والورع» قال: وقد أقمت سنة سبع وستين ببغداد أربعة أشهر»
وكَثر اجتاعنا فصادفته فوق ما وصف لي ؛ وسألته عن العلل
والشيوخ وله مصنفات يطول ذكرها .
الأثر والمعرفة بالعلل وأسماء الرجال مع الصدق والأمانة والعدالة
وصحة الاعتقاد» وسلامة المذهب, والاضطلاع بعلوم سوى عام
الحديث» منها القراءات ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء فان كتاب
يقدر على جع ما تضمن ذلك الكتاب إلا من تقدمت معرفته
بالاختلاف في الأحكام. وكان يبغض عام الكلام؛ قال السليمي:
سمعت الدارقطني يقول : ما شيء أبغض إلي من علم الكلام .
ومما يذكر عن حافظته قول الخطيب: وحدثني الأزهري قال:
بلغني أن الدارقطني حضر في حدائته مجلس اسماعيل الصفار وقعد
ينسخ جزءا والصفار يمل فقال رجل: لا يصح مماعك وأنت
تنسخ.؟فقال: فهسي للإملاء خلاف فهمك؛ أتحفظ كع أملى
الشيخ .9 قال: لا أدري . قال: أملى ثمانية عشر حديثاً الحديث
على ترتيبها في الإملاء حتى أتقى على آخرها ء فتعجب الناس منه .
وقال الخطيب في ترجة الدارقطني أيضاً: سألت البرقاني: هل
وإذا شئت أن تتبين براعة هذا الامام الفرد فطالع العلل له
فانك تندهش ويطول تعجبك!''.
ثناء العلماء عليه
قال الخطيب سمعت القاضي أبا الطيب الطبري؛ يقول:
الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث . وما رأيت حاففقاً ورد بغداد
إلا مضى إليه وسلم له؛ يعني فسام له التقدمة في الحفظ وعلو المنزلة
١) تذكرة الحفاظ 841/32 - 440 الطبعة الثالثة دائرة المعارف بحيدر آباد
الدكن ١3177 ه/لاف ١م تأريخ بغداد 4/17 قا ةلالا
في العلم» قال الخطيب: حدثني الصوري قال سمعت عبدالغني بن
سعيد الحافظ بمصر يقول: أحسن الناس كلاما على حديث رسول
الله يَلِثدٍ ثلاثة؛ على ابن المديني في وقته؛ وموسى بن هارون ف
اسمع عبدالفني بن سعيد الحافظ كثراً إذا حكى عن أبي الحسن
الدارقطني !"' .
منها: السئن. كتاب العلل خ» المجتبى من السان المأثورة خ .
المختلف والمؤتلف؛ الضعفاء؛ خ . ذُكِرت هذه المؤلفات في
الأعلام للرركل!" ٍ
وهناك مؤلفات أخرى » منها كتاب الرؤية!"" .
والالتزامات على الصحيحين» والاستدراكات والتتبع
( والصفات والنزول) وغيرها من المؤلفات .
)0 تأريخ بغداد 37/17 +
(7) الاعلام للزركلي ٠3٠١/8 الطبعة الثالثة .
(©) يحقق رسالة دكتوراه في الجامعة الاسلامية .
توفي رحمه الله سنة خمس وثانين وثلائماثة؛ وقد بلغ ثمانين عاما
مؤلفات جليلة سينال بها إن شاء الله الأجر الجزيل والشواب
المستمر الموعود به من خلف علا ينتفع به كما جاء عن المصطفى
الذي نقدمه للقراء؛ للاطلاع على ما خلفه علماء سلف هذه الأمة
في مجال العقيدة الصحيحة المأخوذة من كتاب الله تعالى. وما صح
من سنة نبيه تل .
نسبة كتاب الصفات وكتاب النزول للدارقطني:
وجدت هذه النسخة ضمن مجموع رقم 0٠ ريغان كوشك
ذكرها فؤاد سزكين تأريخ التراث ص 0738 ؛ وقد صورت
المجموع من مكتبة المتحف بتركيا استامبول حينا كنت أبحث عن
مؤلفات الحافظ «ابن مندة» وتقع نسخة الصفات في خمس ورقات
نسخت عام ٠١86 ه وكان هذا المجموع يشمل عدداً من
الرسائل في العقائد . من ضمنها أحاديث النزول للمؤلف» ويقع في
تسع ورقات وصفحة؛ في الصفحة ثلاثة وثلاثون سطراً .
أما كتاب الصفات فقد اشتمل على ثمانية وستين حديثاً وأثراً »
معظم أحاديثه في الصحيحين .