فَإِنَّهُ لما كان علم العقيدة أشرف العلوم وأفضلها وأعلاهاء إذ شَرّفٌ العلم
بشرف المعلوم؛ وهو علم أصول الدين؛ وهو الفقه الأكبر» لانه لا حياة للقلوب
ولما كان من المحَال أن تستقلٌ العقول بمعرفة ذلك وإذراكه علي ٠
التفصيل اقتضت رجمة أرحم الراحمين أن يبعث الرسل «به مُعَرّفين» وإليه
داعين ولمن أجابهم مُبَشرين» ولِسَن خالفهم مُنذرين» وجعل مفتاح دعوتهم»؛
وزبدة رسالتهم معرفة المعبود سبحانه باسماثه وصفاته وافعاله؛ إذ على هذه
المخرفة تُْنى مطالب الرسالة كلهاء من أولها إلى آخرها» ١! وتقوم سغادة
الدنيا والآخرة.
واقتضت حكمة أحكم الحاكمين أن جعل خاتمهم وآخرهم وافضلهم
باقية إلى يوم القيامة؛ شاملة لكل صغيرة وكبيرة . فط وا
وجعل طاعته طاعة له» ومعصيته معصية له» وأقسم بنفسه سبحانه أنهم
() النحل
(©) النحل : آية 84
ناكمل الله تعالى به الدين؛ وأقام به الحجة؛ وأوضح به المحجة؛ وترك
آمته على البيضاء؛ ليلها ونهارها سواء »(") لا يزيغ عنها إلا مالك .
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فى قوله تعالى : الوم
نبيَّه والمؤمنين انه اكمل لهم الدين»فلا يحتاجون إلى زيادة أبداء وقد اتح الله
فبعد هذا الإكمال والإتمام والرضاء لا يجوز لمسلم بحال أن يبحث عن
مصدر آخر غير كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ يستقى منه معرفقة "
بل إن من سلك هذا المسلك داخل فيمن قال الله تعالى فيهم: ل ومن
غَيْرَالإسلام دين فلن يُقلَ من وهر في الآخرة من الَْاسِرِينَ
وعلى منهاج النُوة في فهْم العقيدة سار خير القرون؛ بديًا بصحابة رسول
الله صلى الله عليه وسلم الذين اصطفاهم الله تعالى واختصهم بصحبة نبيه
الهدى والدين.
ثم خلف من بعدهم خلف اتبعوا أهواءهم» وانَخَذوا لهم مشارب أخرى
غير كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ يستقون منها عقيدتهم
ابن ماجه عن أبي الدرداء يرفعه . انظر السئن المقدمة: ح:
)١( من حديث روا
ومعرفتهم برنهم عز وجل» فكان ذلك داعيًا إلى الممرق والاختلاف» وكثرة
عن الجادة من يحفظ عليها أصول دينها بالعمل على نفي « تحريف الغالين»
وانتحال المبّطلين» وتاويل الجاهلين؛"؟ كما أخبر بذلك الصاذق صلى الله
خذلهم ...9(6) . وهم الذين عناهم الإمام أحمد بقوله : 3.. يدعون من
الموتى :ويُمَصْرُون بنور الله َل العمى» فكم من قتيل لإبليس قد اَحْمَوةُ» وكم
من ضال تَائِ م قد هَدَوَهُ؛ فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس
عليهم ..5)
وممن قام بهذا الحق من علماء السنة والجماعة: الإمام أبو بكر محمد بن
الحسين بن عبد الله الآَجُرّي تغمده الله تعالى بواسع رحمته؛ وأسكنه فسيح
() الأتعام
(4) رواه البخاري - بنحوه - في المناقب. ح: 171/1(77141) ومسلم <
01/17 ) وأحبد في المسند (477/2)و(177/4) و(/ لاق 1١٠ ©
و(ه/ 74 07٠5 174) والحاكم في المستدرك (444/6)+
ويدافعون الحق وِيَرُدُونه
وفي هذه الفترة من الزمن تاصلت الفرق» وكثر أتباعهاء وأصبح لكل فرقة
دعاتها ومؤلفاتهاء واندرس كثير من علم الرسالة؛ وب للناس ما تُزل إليهم»
فسموهم زور وبُهْتانًا بالحخشنوية؛ والمشّهة والمجَسّمة والمبتدعة؛ وصدق
فيهم المثل «رمتني بدائها وانسلت ؟(١؟
له» وفيه عَرّضِ العقيدة الإسلامية الصحيحة مستمدة من أصولها الثابتة
ومصادرها الوحيدة؛ كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على
مفه ؤم السلف الصالح والرعيل الأول من صحابة وتابعين؛ وأتباعهم من أئمة
الديل المشهود لهم بالفضل والسبق في هذا الميدان.
كيدهم في نحورهم» ومُزِيلاً غبار الشبهات التي أثاروها على بعض النصوص
)١( مجمع الأمثال الميدانى (7/ 17) وهو مثل يضرب لمن يُيِّر صاحبه
كُلٌُ ذلك بتاصيل وتمحيص» وإسناد كُلٌ قول إلى قائله؛ ليسهل التثبت
والتحقق من صحة نسبة هذا القول إلى صاحبه. وهذه أعلى درجات التوثيق
حمَايَة العقيدة وهم سُرَافُها؛ وبعد أن استرسلنا في نوم عميق في أحضان
البدعة والخرافة والجهل» وبفضل الله سبحانه وتعالى» ثم بفضئل الحركات
الإصلاحية المتعاقبة؛ والدعاة المخلصين في كل زمان ومكان؛ رأينا بوادر
اليقظة تسير في الامة؛ للعودة إلى حياض دينها والاستيقاظ من نومها الطويل .
ومعلوم أنه لاب للامة في طريق عودتها هذه إلى الله تعالى؛ من مُعالم
واللبنة الاولى لبناء المجتمع الإسلامي السليم
وما لم يكن المنهج الذي يُتبَعُ صحيحًا فإ اليقظة الإسلامية لا محالة
يحدث الانحراف والثفرق إلا بعد حصول الزيغ عن هذا المنهج +
ومن منطلق إيماني الجازم بأن منهج أهل السنة والجماعة؛ في فهم
اليوم» لكي تصبح بخ «آمة مسلمة؛ تستحق نصر الله ورضوانه والتمكين في
-من هذا المنطلق اخترت دراسة هذا الكتاب وتحقيقه؛ اظروحة لهذة ,
المرحلة العلمية؛ علّني اسهم بجهد المقل - فى إيراز جوانب من هذه
ساد
المعالم؛ وتبصير الناس بأصول عقيدتهم الصحيحة»؛ حتى تأمن هذه اليقظة من
الانحراف» وتسلم من الرُلّل؛ وتكون هذه الرجعة عودة صادقة حميدة إن شاء
ومن المعلوم أل الكتاب قد طبع قبل هذه المرّة؛ وقام بنشره الشيخ
العلامة محمد حامد الفقي رحمه الله تعالى . وكان هذا من أكبر العوامل التي
جعلتني أتردد فى البداية في الإقدام على تحقيقه؛ بل كدت أن لح ين
ذلك» ولكني استخرت الله تعالى» وشجعني ماذكره الناشر في مقدمته: أنه
نشره بناءٌ على نسخة واحدة؛ مجهولة الناسخ وتاريخ النسخ» وفيها من النقص
الشيء الكثير. فقمت ابحث عن نسخ أخرى» لعلي أجد ما يكون حافرا لي
الكاملة» ورأيت القدر المطبوع لا يساوي إلا قرابة النصف من الكتاب؛ مع
مافيه من نقص في ثناياه؛ رأيت من المحم عل الإقدام على تحقيقه» وشرح
خطة البحث:
قسمت البحث إلى قسمين:
الباب الأول: التعريف بالمؤلف»
الفصل الأول : عصر المؤلف من مختلف جوانبه.
ويشتمل على المباحث التالية:
المبحث الاول: الحالة السياسية.
المبحث الثاني : الحالة الاجتماعية.
المبحث الثالث: الحالة العلمية. وذكرت فيه أشهر
العلماء الذين عاصروه في مختلف جوانب الفتون. ثم
الفصل الثاني : حياة المؤلف الشخصية.
ويشتمل على المباحث التالية:
المبحث الاول: اسمه وكنيته ونسبته والمشاركون له
في النسبة .
المبحث الثاني : مولده.
المبحث الثالث : موطنه ونشاته.
الفصل الثالث : حياة المؤلف العلمية.
ويشتمل هذا الفصل على المباحث الثمانية التالية:
المبحث الأول: طلبه العلم.
المبحث الثاني : شيوخه.
المبحث الثالث: تلامذته.
المبحث الرابع: ثقافته ومؤلفاته.
المبحث الخامس: مكانته العلمية؛ وأقوال العلماء فيه.
المبحث السادس: عقيدته.
المبحث السابع: مذهيه.
المبحث الثامن: دعوته الإصلاحية.
الباب الثاني: التعريف بالكتاب ونسخه. وفيه فصلان:
الفصل الأول : التعريف بالكتاب.
ويشتمل على تسعة مباحث:
المبحث الأول: اسم الكتاب.
المبحث الثاني : موضوعه .
المبحث الثالث: سبب تصنيفه.
المبحث الرابع: أجزاؤه.
المبحث الخامس: توثيقه.
المبحث السادس: قيمته العلمية.
المبحث السابع: منهج المؤلف فية.
المبحث الثامن: مصادرة.
على عمل المصنف رحمه الله.
الفصل الثاني : التعريف بنسخ الكتاب.
المبحث الأول : عدد النسخ.
المبحث الثاني : التعريف بالنسخة الأضلية وسبب +
اختيارها .
المبحث الثالث: التعريف بالنسخ الخطية الاخرى:
المبحث الرابع: التعريف بالنسخة المطبوعة وتقويمها.
المبحث الخامس: التعريف بكتاب التصديق بالنظر إلى