فتجعل من معاوية رضي الله عنة «باغياً» أو تقول لا نترضى عنه؟).
وليس هذا خوض في جوهر هذه المواضيع » وإنما هو سؤال عن مدى
أهمية هذه المواضيع بالنسبة لأناس يجهلون الكثير من أولويات هذا الدين
ومعرفة: هل هذه المواضيع هي أول ما بجب على العبد معرفته؟
الأمر لا يخلو أن تكون موافقاً هم في العديد من آرائهم وعقائدهم
الكثير من المسائل التي توافق فيها المعتزلة وإن كنت حاملاآ عليهم .
وبهذا تكون قد إبتدأت بتعليم الناس ما يقسي قلوبهم؛ في حين أنه
ولم تكتف بذلك فحسب. بل إنك ربيتهم على التكلف والتحايل
على أوامر الله ونواهيه فترك العديد منهم صلاة الجمعة بعد أكلهم الثوم
والبصل» وتكلفوا في إخراج أحرف الصفيرء إذ بعد أن طلبت متهم
إخراج الحرف مع صوت يشبه صوت العصافير» أصبحوا عندئذ يخرجون
أما عن تسميتك لكتابك ب «الدليل القويم على الصراط المستقيم»!
ففي محتوى هذا الكتاب ما لا يوافق غلافه. لأن الصراط المستقيم عندنا لا
الجليل» ولسنا نعتقد أن يكون الحبشي أفضل من البخاري ومسلم وغيرهما من رجال الحديث
باب مناقب أصحاب الني َه
يكون إلا من كتاب أو سنة؛ أما الصراط المستقيم الذي عندك فهو من
مصدر يوناني فلسفي بحث على الخوض في ذات الله والعبث بآياته؛
وابتعاث الفتن الحاصلة في عهد صحايتة وبحث كذلك على الخوض في
وهذا كله مخالف للطريق الذي سار علية الراسخون في العلم»
العلم في قضايا العقائد التي هي باب هذا الدين؟ لماذا خالفتهم في
منهجهم من الصفات الإلهية وفي منبجهم من طريقة الإثبات والتنزيه» وفي
منبجهم وموقفهم من الفتن التي وقعت في عهد الصحابة؟
وحتى طريقتك في تنزيه الله هي مالفة لطريقة تنزيه الراسخين في
أنت» والذي إضطرك في آخر الأمر أن تقول: «ومن قال زب الله فقد
كفر» و دومن قال دخيل رجلين الله فقد كفر» 2١ ها
وتنبههم إلى ما لا ينبغي لفت نظرهم إليه. فلو إفترضنا أن رجلا استوقف
على الطريق من أجل أن بشي عليها كأن
التنزيه عن الرذيلة هو رذيلة يغضب هذه المرأة وهي مخلوقة فكيف الله
144 الدليل القويم -١
هل يجوز عليه هذا التنزيه القبيح » الذي هوليس في الحقيقة تتزيباً؟
أما عن ادعائك بأنك من المحبذين لطريقة أبي الحسن الأشعري
إثنانذ من يعذلني فيهما | فهو على التحقيق مني بري
حب أبي بكر إمام الهدى .ثم اعتقادي مذهب الأشعري
فقد فصلت في هذا الكتاب كثيراً من الأمور التي تعتقدها والتي
تالف فيها مذهب الأشعري . بل والتي لأجلها حارب الأشعري المعتزلة.
خالفت الأشعري في مذهبه في الصفات وفي عدم التأويل وفي ترضية عن
كل الصحابة «ما فيهم معاوية رضي الله عنه»؛ فيلزمك من هذين البيتين
من الشعر أن تتبرأ من نفسك لأنك لا تعتقد مذهب الأشعري.
بل إن طريقك ومذهبك قد سبب الفرقة بين المسلمين» وكأني أرى:
بداية تشيع أبنالك وانسلاخهم عن بقية المسلمين» وهذا ما أخاف؛
فالحبشية لا ترتضي زوج إلا أن يكون حبشياً! ! والعكس . . وكل ما سوى
العلماء (قديمهم وحديثهم) تكفيراً وتفسيقاً وقلّما سلم عالم من هؤلاء
لما أهل الإسلام في لبنان من مؤمرات جماعية وحرب شنيعة لإيادتهم في
9 الدليل القويم -١
هو واحد» وهو يوناني فلسفي » وأما اختلافهم فسببه ابناء فلسفة اليوناذ»
إذ منهم من تبنى قول آرسطو» » ومنهم من تبن قول افلوطين ومنهم من تبن
فهذه العلوم تفرق ولا تجمع!!
والحالة التي يعانيها أبناء المسلمين في لبنان تتطلب شيئاً يجمع لا شيئاً
فقد كفاهم هذا التمزيق الذي أحدثته الأحزاب والقوميات
وكفاهم التمزيق الذي كان نتيجة توجية الضربات القاصمة التي
وليسوا بعد ذلك بحاجة إلى ما يؤدي إلى تمزيق حدتهم من الداخل
فاتق الله فى أبناء هذه الأمة وأعلم أن هذا لن يشفع لك في موتفك
صغيرة وكبيرة؛ واعلم أن كل وزر يقع به أبناؤك مما علمتهم إياه فإن لك
ينثا
قوله تعالى : (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى اللهء ثم توفى كل نفس ما كسبت
وهم لا يظلمون) [البقرة ١78؟]
وفي الخاتمة أدعو الله لي ولك بالهداية واتباع طريق الحتى» وهذا والله
سب الاحباش لمعاوية بن أبي
سفيان رضى الله عنه
ولست أدري ما الذي دفع الحبشي إلى سب هذا الصحابي الجليل
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه؛ وإبلاغ الناس بأنه فاسق !! .2 .
هل هذا من المعلوم من الدين بالضرورة. هل من الضرورة أن
المحكمة بين معاوية وعلي رشي الله عناء وخاض فيهيا ما خاضه
الروافض والشيعة من قبله. ولست ارى في معرض إسهابي لهذا الموضرع
أجمل من أن أذكر هذه الجملة الرائعة التى قالها عمر بن عبدالعزيز حين
ثم إن إحياء الفتئة وإيقاظها بعد ان ماتت وحمدت هو أشد عند الله
بين الصحابة هو فتنة فالفتثة نائمة ولعن الله من أيقظها».
-١ الحلية 4/ ١14 - آداب ومناقب الشافعي 3٠4 ومناقب الفخر 44 وعن طريق الشافعي وعن
غيره في جامع بيان العلم 983/7 وصون المنطق 134
بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولانصيفة(0.
وكان الامام احمد يروي هذا الحديث الأثور عن رسول الله فقة:
وكان يقول: «من انتقص أحداً من أصحاب رسول الله أو أبفضه
ويكون قلبه هم سلياً. . . رحمهم الله أجعين ومعاوية. وعمر وابن
الله مما وصف به نفسه. واحذروا الجدال مع أصحاب الأهواء. والكف
عن مساوىء أصحاب رسول الله كَلِه !©
وعن عبدالله بن الامام احمد بن حنبل قال: «سألت أبي عن رجل
- أخرجه أبو داود ح (4708) والترمذي في كتاب المناقب ح (8731©) ومسلم في باب تحريم
سب الصحابة رقم (7645) 1437/4 وأحمد ١١/3 والبخاري 8/8
أخرجهوالترمذي في كتاب المناقب ح (7837)» ورواه أحمد في مسنذة 4/ لام و8/ 54
لاف
؟- أحمد بن حنبل (سلسلة اعلام المسلمين) عبد الغني الدقر 158 - 151 طبقات الحنابلة
7 مقدمة ابن تميم
4 - مناقب الإمام أحمد «لابن الجوزي» ص 154 ط دار الآفاق الجديدة
- المناقب «لابن الجوزي» 111 134
+- المناقب «لابن الجوزي؛ 176
يشتم رجا من أصحاب رسول الله ل فقال (أي الامام احمد) : «ما أراد
يتناول بعض المهاجرين فقرأ عليه: «للفقراء المهاجرين» الآية. ثم قال:
الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم» الآية ثم قال «هؤلاء
وقد كان أحد التابعين يقول: «إن معاوية ستر لأصحاب رسول الله
وقال الامام أحمد في كتابه «السنة»: «ومن السنة ذكر محاسن
فمن سب أصحاب رسول الله كَيةِ أو واحداً متهم فهو مبتدع رافضي؛ ولا
يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساوثهم ولا يطعن على أحد منهم».
وقال ابو بكر المروذي : قيل لآبي عبدالله (احمد) ونحن بالعسكر وقد
-١ أحمد بن حنبل (من سلسلة اعلام المسلمين) 151؛ ومناقب الإمام أحمد 0136 والذهبي في
مقدمة المسند ص 8 الأئمة الأربعة لمصطفى الشكعة 747
» الذهبي عن مقدمة المسندا ص له
أصحاب رسول الله بسوء فاتهمه على الإسلام!0».
وذكر بين يدي مالك رضي الله عنه رجل ينتقص من أصحاب
معه أشداء على الكفار رحماء بينيم» الى قوله تعالى «ليغيظ بهم الكفار
[الفتح 14] ثم قال: «من أصبح من الناس في قلبه غل على أحدٍ من
أصحاب النبي يَيةِ فقد أصابته هذه الآية». واذا ذكرنا أقوال التابعين
رضي الله عنهم وآراءهم في الصحابة وحكمهم فيمن يسبهم ويذكر
مساوئهم» علمنا عندئذ أن الخوض في فتن الماضي ليس من المعلوم من
الدين بالضرورة» بل هو من المعلوم فساده بالضرورة. وليس لأحد أن
يدعي ويزعم بأنه من أهل السنة وعلى مذهب أهل السنة وهو يسب
ويفسق بعض من أسهموا بنقل السئة إلينا - بل وبنقل كتاب الله - فكيف
فضائل معاوية رضي الله عنه
يرى الحبشي أنه لم يثبت شيء في فضائل معاوية فقد قال: «ومن قال
بأن القتلى والقاتلين كلاهما في الجنة فهو مخطىء ولا دليل على ذلك. إذ أن
معاوية كان زعيم الفئة الباغية وقد قال رسول الله جَيةٍ: «عمار تقتله الفئة
-١ المناقب 136