الطبعه الأولى
جميع حقو الطيع محفوظة
أليت مطا ةا الات انظ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد : فقد أنشئت كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى لتكون صرحا
من صروح العلم والمعرفة والدعوة إلى الالتزام بهذا الدين الحنيف» وقد قامت
بحمد الله بخدمة هذه الأهداف الجليلة عن طريق التعليم وإعداد الرسائل القيمة
والبحوث الجيدة؛ ولكن هذه الرسائل والبحوث تبقى فائدتها مقصورة على فثة
حتى تنشر فى المجتمع على نطاقى واسع ٠
إن المهمة العلمية من كتابة الرسائل لا تنتهى بمناقشتها ونيل الدرجة العلمية
وإنه ليسر كلية الدعوة وأصول الدين أن تقدم هذه الرسالة (موقف الإمام ابن
تيمية من التصوف والصوفية) للطباعة وهى أول ما تقدمه الكلية من رسائل للنشر
باسمها على أمل أن يتبعها بإذن الله رسائل وبحوث عديدة تساهم فى نشر العلم
الناقع الذى يبث الوعى ويثير الطريق .
عميد كلية الدعوة وأصول الدين
د. عبدالعزيز الحميدى
تقريظ للكتاب
هذا التقريظ تفضل به أحد رواد الفكر الكبار في العالم الإسلامى أجزل الله
والجزاء يوم الدين با فيها من نياتٍ ومقاصدّ وغايات؛ لتقويم ظواهر الأعمال في
القسط عنده . وجمل يوم الدين هو اليوم الذي يُحْصَل
وجعل أشرف الأعمال وأكملها أعمال القلوب. ذاتَ الآثار في السلوك الظاهر»
والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين» وإمام المرسلين» الذي أعدّه
وكفٌ عنه وساوسه. وسلّم له في طريق الحقّ والخير والبرّ والإحسان مُراده.
فكان صلوات الله عليه أكمل المربين من النّاس» يرن الإياذ. وفضائل
ودلّ بذلك على حقيقة الدين. و- نّ والصدق مع الله وأبان صلوات
ونيات صالحات مرضيات له عر وجل والتزام بشريعة الله وسنة رسوله؛ فهي
أعمال تتردّد بين الرّياءِ والشرك والابتداع المردود. وهي عند الله حابطة لاقيمة لهاء
الطاعات والمعاصي بمواء
وأبان صلوات الله عليه أنّ ادّعاء صلاح الباطن دون آثار ظاهرة في السلوك
ملتزمة بيا شرع الله ورسوله, ادّعاء كاذب» أو مستند إلى جهل بدين الله؛
وانحراف عن منباجه» أو تغيير في النسب التي يجب فيها إعطاء كلّ في حقّ
جانب من الجوانب لوازم تفريط من جوانب أخرى» وتدخل بدع ما أنزل الله بها
بالصغائر» وتنتقل إلى الكبائر, ومع الإصرار والإستمرار نُفَكُ آخر عروة من
وقد دخل على المسلمين بعض مادخل على الأمم السابقة من انحراف عن
صراط الإسلام وراء شاطىء اليمين» أو وراء شاطىء الشمال.
معاصي أو تقصبرات» أو ارتكبوا ضلالات في المفاهيم أفسدوا بها حقيقة الدين .
الأخلاق وحركات النفس الباطئة؛ فصار الدين عندهم أشكالاً ورسوماً ظا
غير موصولة بالصدق مع الله. والتزام فضائل الأخلاق النفسية وفضائل خلائق
القلوب وحركاتها.
وتهاون آخرون بالظواهر وبالسرائر معاً؛ وانمُوا خطوات الشياطين.
ويُلَبْس الغالون المتعمّفُون بأنهم يلتزمون الحقيقة؛ ويزعم المعتنون بمجرّد
الظواهر بأنم يلتزمون الشريعة» وبهوّن المهونون من شأن الالتزام بالدين كلّه.
وتتوارد من ختلف الأصناف شبهاتٌ وشوائب؛ يجب أن يتصدّى لتعرية زيوفها
وكشف أخطائها وأغاليطها أهل علم وبصيرة.
تيمية؛ فوقف في وجه الغالين» المعروفين باسم الصوفية» والمتذرّعين بالاهتام
بأعمال القلوب والنفوس. ووقف في وجه علماء الرسوم الذين لاهمٌ لهم إلا
وفي هذه الدراسة التي قدّمها الابن والأخ والزميل العزيز الدكتور
«أحمد محمد البناني» عضو هيئة التدريس في كليّة الدعوة وأصول الدين
بجاممة أم القرى» ورئيس قسم الإعلام فيهاء التي نال بها شهادة
الماجستير في العقيدة؛ تتبع الإمام أحمد بن عليه رحمه الله
الموضوع امهم ٠+ الذي تناوله الإمام ابن تيمية باهتمام بالغ في حركته
الحق ومنصفاً ومعتمداً على المفاهيم المقتبسة من كتاب الله وسئة
أخرجت للناس .
وذ أكتب هذه الكلمة تقريظاً لهذه الرسالة الطيبة أسأل الله العليّ
القدير أن ينفع بهاء ويجعلها في سجل صالح العمل لكاتبها» ويمنحه
الأجر والمثوبة؛ ويزيده من فضله في خدمة الإسلام والمسلمين.
مكة المكرمة
غرة جمادى الأولى ١409 هجرية
عبد الرحمن حسن حبتكه الميداني
عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات العليا
بجامعة أم القرى
بسم الله الرحمن الرحيم
السداء
إلى الذين قليلا من الليل مايهجعون وبالأسحار هم يستغفرون.
إلى كل أرباب القلوب الطاهرة الملينة بحب الله عز وجل وخشيته.
أقدم جهدي هذا هدية متواضعة محتسبا التوفيق والأجر عند الله تعالى.
المؤلف :
أحمد محمد البناني
هذه الرسالة (موقف الامام ابت تيمية من التصوف والصوفية) تتناول - كما هو
واضح من عنوانها بعضا مما كتبه الصوفية من موضوعات وماجرى بينهم من أبحاث
ومناقشات فتعرض ذلك من وجهة نظرهم وما استدلوا به على آرائهم» ثم تبين موقف
الامام ابن تيمية فى ذلك الموضوع من نقد أو تأييد واجمال أو تفصيل .
وفى أثناء ذلك يتضح الرأى الصحيح المستحق للتأييد؛ من الرأى السقيم
المستحق للانكار. ومن مجموع كل ذلك يتضح موقف الامام ابن تيمية الاجالي من
التصوف والصوفية
وقد ظهر لي ان الامام ابن تيمية لم يكن يعادي التصوف على اطلاقه بل أنكر منه
وقد تبين لنا في موضوعات البحث المسماه عند الصوفية بالمقامات والأحوال ان
ولم يفته التنبيه إلى المعاني الدقيقة واللطائف النادرة التى تظهر له أثناء معالجته لتلك
النزيهة التى لاتعصب فيها ولاحاباة بل لقد بين فى كثير من الأحيان أسباب الاشتباه
ثم تبين لي فى موضوعات السلوك أن الامام ابن تيمية اختار فى السلوك الطريق
الصحيح المؤيد بالكتاب والسنة موافقا فى ذلك فريقا من المعتدلين من الصوفية
ومعارضا الفريق الآخر الذين اتخذوا طريقا لايعتمد عليهها.
ثم بين الامام ان علم السلوك موجود فى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة؛
أوضح مما هوفى كتب الصوفية وغيرهم وأن تعلمه من القرآن والسنة أسهل من تعلمه
من غيرهما ولذلك فإن تصوير الحاجة إلى الشيخ بالدرجة المبالغ فيها عند الصوفية غير
مقبول أصلا عند الشيخ ابن تيمية؛ كما أن درجة الطاعة التى يطلبون من المريد
لشيخه قد بالغ فيها بعضهم إلى حد غير مقبول وأخيرا أثبت الامام ابن تيمية
الكرامات لأولياء الله الصالحين ونفى الالتباس بينها وبين المعجزات من جهة وبينها
وبين السحر والشعوذة من جهة أخرى ولكنه نبه إلى عدم الاغترار بظهور الكرامات
على يد شخص وادعاء العصمة له فإن العصمة لاتكون إلا للأنبياء ثم بين الامام
سوء ماوقع فيه بعض المسلمين من اعتقاد في اناس من المرضى بالأمراض النفسية
والعصبية ونحو ذلك وعدهم فى جلة الأولياء الصالحين الذين بجب الاقتداء بهم
وطاعتهم وعدم الاعتراض عليهم ونحو ذلك فأظهر حقيقة أمر هؤلاء ومايجب أن
يعتقد فى شأنهم فكشف بذلك عن عقلية جبارة منحها الله له ونفع الله بها الأمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
أما بعد فإن التصوف موضوع واسع الجوانب متعدد الصور متشعب المباحث
لابخوض فيه الباحثون إلا بحذر شديد؛ وذلك لأن الكلام فيه يتعلق من جهة بأولياء
الله الصالحين الذين قال الله فيهم في الحديث القدمي:
«من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب». كما يتعلق من جهة أخرى بأولياء الشيطان
الذين حملوا على عواتقهم مهمة اغواء بنى البشر مشاركة لوليهم ابليس اللعين في هذه
المهمة الحقيرة التى نذر نفسه لها وأقسم على ذلك بعزة الله عز وجل «قال فبعزتك
يتحاشى التطرف والتهجم الذى لامبرر له وأن ينظر بعين الانصاف في كل مسألة من
المسائل المتعددة التى تطرق إليها البحث.
ولعل مما تجدر الاشارة إليه أن أولياء الله الصالحين منذ عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم وعصر صحابته الكرام لم يتسموا باسم صوفية ولا عرفوا هذه التسمية
ولقد تطرق البحث إلى فترة ظهور هذه الكلمة وأول من تسمى بها لكن انتساب
الصوفية اليهم وتعمدهم ذكر أسمائهم فى سلسلة رجالهم» واستشهادهم بأقوالهم
وأحوالهم ؛ ومسك بعضهم بنسبة التصوف إليهم» جعل من الواجب على الباحث
أن يتطرق إلى توضيح الحق فى كل ماذكر وأن يثبت ماصحت روايته ويصحح ماغلط