3 عقيدة ابن كثير في التفويض والتأويل
مبببببببببببسجمبيت
ذلك» ومن خلال ذلك أبين ما وقع في كلام الكاتب من أخطاء ومخالفات
لعقيدة السلف الصالح رضوان ١ :
وقد جعلت هذه الدراسة في
«الأول : يان عقيدة السلف في مسألة الصفات
« الثاني : ابن كثير بين التغويض والتأويل
والله سبحانه أسأل أن يتقبل عملي هذا وأن ينفع به ويجعله خالصاً
لوجهه الكريم . آمين .
عبد الآخر الغنيمي
الباب الأول
بيان عقيدة السلف الصالح في الصفات
السلف الصالح في موضوع الصفات 4
الفصل الأول
مجمل عقيدة السلف الصالح
في موضوع الصفات
مجمل العقيدة السلفية في باب الصفات أن نثبت لله سبحانه ما أثبته
لنفسه وما أثبته له رسوله نه من صفات الكمال من غير تشبيه ولا تعطيل
فإن الله قد وصف نفسه في كتابه بصفات كصفة البدين في قوله
تعالى : ف ها منعك أن تسجد لما خلقت بيدي » (سورةص: 15 » وكصفة
الوجه في قوله تعالى : ل( وييقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام (سورة
الرحمن:77)» وصفة الكلام في قوله تعالى : ف وكلم اللَهُ موسى تكليماً »
(سورة النساء : 164) » وغير ذلك .
وكذلك وصف رسول الله #ة ربه بصفات» منها إثبات صفة القدم في
مثل قوله #: ؛ لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها
قدمه فتقول قط قط "١ وصفة النزول في مثل قوله كه ١: ينزل ربنا تبارك
0١ أخرجه البخاري (5844) و(1331) و1744 ) ومسلم (1844 ) من حديث أنس بن
مالك رضي الله عنه .
1 بيان عقيدة السلف الصالح في الصفات
وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ؛ يقول: من
وغير ذلك مما ورد في كتاب الله وسنة رسوله #ه .
وأهل السنة والجماعة لا يعدلون عن النصوص الشرعية ولا يحيدون
عنها ؛ فإذا كانت نصوص الشرع الحنيف تثبت لله تعالى يدين ووجهاً وعينين
غير معناها المعروف من لغة العرب » ثم لا يأتي دليل شرعي واحد ينبه
) 1777( أخرجه البخاري (1148) (3771) و(17444) ومسلم (1980) وأبو داود )١(
رضي الله عنه.
وسطية أهل السنة في باب الصفات ١١
أهل السنة والجماعة وسط في باب الصفات بين المشبهة والمعطلة +
تعالى الله عن ذلك علواًكبيراً ٠
وأما أهل التعطيل فإنهم في جملتهم قد ظنوا أن إثبات صفات الله
وهو التعطيل ؛ والتعطيل هو نفي الصفات الإلهية وإنكار قيامها بذاته
تعالى .
* فمن صور التعطيل ما يسمى بالتفويض وهو القول بأنه: لا يعلم
معنى تلك الصفات ؛ وبالتالي فإنهم يفوضون المراد منها إلى الله تعالى +
* ومن صور التعطيل إثبات بعض الصفات دون البعض كقول
* ومن صور التعطيل إثبات الأسماء دون الصفات كقول المعتزلة ؛
فإنهم يثبتون لله سبحانه أنه عليم ولكن بغير علم » قدير بغير قدرة وهكذا .
17 بيان عقيدة السلف الصالح في الصفات
* ومن صوره أيضاً نفي الأسماء والصفات كقول الجهمية الذين يرون
أن تلك الأسماء والصفات إنما هي من قبيل المجاز لا الحقيقة +
وكل هؤلاء المعطلة ليس لهم من دليل إلا أنهم خافوا التشبيه فلجأوا إلى
ولو أنهم فصوا كما فصل أهل السنة والجماعة لهدوا إلى سواء السبيل»
سبحانه » فنجوا من التشبيه والتعطيل معاً ؛ والله سبحانه وتعالى يقول :
«ؤليس كمثله شيء وهو السميع البعسير (الشورى )١١: فقوله : ( ليس
المعطلة ؛ فقد نفى سبحانه المثل وأثبت السمع والبصر » وما أحسن المثل
المضروب للمثبت للصفات من غير تشبيه ولا تعطيل : « باللبن الخالص
السائغ للشاربين يخرج من بين فرث التعطيل ودم التشبيه + والمعطل يعبد
7*7: شرح العقيدة الطحاوية. لابن أبي العز الحنفي . تحقيق التركي والأرناؤوط ص )١(
ليس المقام هنا مقام الرد الملفصل على المخالفين لمنهج أهل السنة
والجماعة» ولكننا ننبه إلى أصلين مهمين ذكرهما شيخ الإسلام ابن تيمية في
« الفتوى الحموية 6( .
* الأصل الأول :
الآخر :
فإنه يقال لمن أثبت لله بعض الصفات دون البعض الآخر فراراً من التشبيه
يقال له: لقد أثبت لله سبحانه صفة الحياة والقدرة والكلام » والمخلوق
يوصف بالحياة والقدرة والكلام . وقلت أن حياته سبحانه وقدرته وكلامه
ليست كحياة وقدرة وكلام المخلوقين فلم لا تقول في بقية الصفات
مثل هذا؟
وكذا يقال لمن أثبت الأسماء ونفى الصفات خوفاً من التشبيه : إن كان
إثبات الصفات يوهم التشبيه فكذا إثبات الأسماء فإنك أثبت لله أنه سميع
وبصير والمخلوق يسمى بالسميع والبصير ولم يوجب ذلك التشبيه عندك
-)16-11/6( انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية )١(
بيان عقيدة السلف الصالح في الصفات
فكما قلت في الأسماء قل في الصفات +
وكذا من نفى الأسماء والصفات وقال: إنها مجاز لا حقيقة» يقال له :
فكما قلت في الوجود فقل في الأسماء والصفات .
*الأصل الثاني +
هو؟ فإذا قال : لا أعلم كيفيته سبحانه . قلنا : ونحن لا نعلم كيفية نزوله
سبحانه إذ العلم بكيفية الصفة يستلزم العلم بكيفية الموصوف ؛ فمن لم
يعرف كيفية الموصوف لا يعلم كيفية الصفة ٠
بعض أقوال السلف في إثبات الصفات ن
بعض أقوال السلف
في إثبات الصفات
هذا المنهج الذي ذكرناه في إثبات صفات الباري سبحانه على الوجه
الذي يليق به هو قول السلف الصالح قاطبة ؛ وقد أمهل شيخ الإسلام ابن
مخالفيه ثلاث سنين إن جاء أحدهم بحرف واحد عن السلف يخالف
وإني أثبت هنا بعض نصوص علماء السلف رضوان الله عليهم في إثبات
الصفات حتى لا يبقى مجال للشك فيما ذكرناه :
-١ قال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري : « من شبه الله بخلقه فقد
كفر» ومن أنكر ما وصف به نفسه فقد كفر ؛ وليس ما وصف به نفسه ولا
رسوله نه تشبيهاً (١
تعالى عن مذهب أهل السنة في أصول الدين فقالا: « أدركنا العلماء في
جميع الأمصار فكان من مذاهبهم أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص »
والقرآن كلام مخلوق. . . وأن الله تعالى على عرشه بائن من خلقه
+ انظر فصل إبطال التأويل : مبحث ليس في كلام السلف تأويل )١(
(1) أورده الذهبي في العلو ( انظر مختصر العلوص 184) +