الي ذكرها المصنفون إلى نهاية القرن الخامس الهجري فبلغت ما يقرب من
التوجه رأيت أن أسهم في هذا الميدان يجهد المقل وأن أبرز عقيدة علم من
أعلام اللغة العربية يشار إليه بالبنان ويرجع إلى كتبه في اللغة أغلب الباحئين
تزكية عظيمة » وذلك لكي يتضح للقاريء أن أغلب علماء الأمة الذين
لمحم لسان صدق وقبول عند الناس في شتى الفنون قبل ابن تيمية وابن القيم
هم على عقيدة سلفية أثرية والحمد لله وإن عقائد الفرق المبتدعة إنما هي
على الكتابة عن عقيدة هذا العلم ما رأيته من اتهام بعض الكتاب في زماننا
هذا هذا العلم الجهبذ بالتشيع فأردت أن أسبر غور الحقيقة ؛ وأظهر
ومن أعان على نشره يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى اله بقلب سليم
وقد قسمت البحث إلى بابين وخانمة كما يتضح من فهرس الموضوعات +
وأحب أن أشير هنا إلى مسألة تتعلق بمتهجي في هذا البحث وهي أن
الأزهري يورد بالسند أحاديث منسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم أو إلى أحد من الصحابة أو إلى كتاب من كتب العلماء السابقين
حتى الأشعار والأخبار يوردها بالسند وليس تتبع صحة هذه الأحاديث
والآثار والأقوال من أهداف هذه الدراسة فإن هذا أمر يطول جدا ولكن
الحديث الذي يذكره والأثر الذي يسنده والقول الذي يأتي به أعتبر أن
بالسند الذي رواه به غير صحيح ولكن المعنى صح من طرق أخرى أو في
الاعتقاد ومنهج أهل السنة والجماعة وبين ما يعتقده تفصيلاً وما يعتقده
عليه الاعتماد في استنباط عقيدته إنما هو كتاب لغة فهو لا يورد الأدلة في
المسألة ويحتج لها من كل وجه وإنما يذكرها عرضا عند ذكره لمعنى المادة
اللغوية الي يريد تفسيرها ولكنه يتميز عن غيره من علماء اللغة بكثرة
الترجيحات والإفصاح عن عقيدته والاعتماد على تفسير القرآن والسنة
النبوية وأقاويل السلف الالح بما أثرى هذا البحث وأعاني على تمييز
بملحوظاته ونصحه فإن الدين النصيحة والعلم رحم بين أهله وسبحانك
اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك وصل الله
وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه في بلد الله الحرام
قسم العقيدة . جامعة أم القرى
ألباب الأول . عصرد وحياته
الفصل الأول : عصره
اللبحث الأول : الجانب السياسي
المبحث الثاني : الجانب العلمي
الفصل الثاني : حياته
المبحث الأول : اسمه ومولده ونشأته ووفاته
الملبحث الثاني : شيوخه وتلاميذه
المبحث الثالث : علمه ومؤلفاته
اللبحث الأول : الجانب السياسي
إن الحديث عن أهم الجوانب في عصر أي عالم من العلماء يكشف للقاريء
شخصية ذلك العالم وييين مدى فقهه وحسن اختياره للمنهج الذي يسلكه
تحاه الواقع الذي يعيش فيه وقد عاش الأزهري ما بين عام 87لاه »؛ تاريخ
فيها الخلفاء العباسيون في الشرق الإسلامي فقد تولى الخلافة المعحضد يالله
المقتدر بالله عام 85؟ وي أيامه خرجت المغرب عن دولة لة الخلافة " ثم
القاهر بالله عام 37٠ وهو أول من سملت" عيناه من الخلفاء عام 7ف
ثم الراضي با لله عام 77+ه وف عهده ازداد ضعف الخلافة ازديادا كبا ١
يقول ابن كثير في حوادث عام 274 : " وفيها ضعف أمر الخلافة جدا
وبعث الراضي إلى محمد بن رائق وكان بواسط يدعوه إليه ليوليه إمرة
الأمراء ببغداد وأمر الخراج والمغل في جميع البلاد والدواوين وأمر أن يخطب
له على جميع المنابر وأنفذ إليه بالخلع . فقدم ابن رائق إلى بغداد على ذلك
4498 انظر تاريخ القضاعي )١(
(1) أي فقنت بحديدة حماة في النار
مرداويج واستحوذ ابن رائق على أموال العراق بكماله ونقل أموال بيت
امال إلى داره ولم ببق للوزير تصرف في شيء بالكلية ووهى أمر الخلافة
جداً واستقل نواب الأطراف بالتصرف فيها ولم ببق للخليفة حكم في غير
بغداد ومعاملاتها ومع هذا ليس له مع ابن رائق نفوذ في شيء ولا تفرد
بشيء ولا كلمة تطاع وإنما يحمل إليه ابن رائق ما يختاج إليه من الأموال
والنفقات وغيرها وهكذا صار أمر من جاء بعده من أمراء الأكابر كانوا
لا يرفعون رأساً بالخليفة وأما بقية الأطراف فالبصرة مع ابن رائق هذا يولي
فيها من شاء وخوزستان إلى أبي عبد الله الريدي وقد غلب ابن ياقوت
وشمكير أخو مرداويج » وكرمان بيد أبي علي محمد بن إلياس بن اليسع ©
وبلاد المرصل والجزيرة وديار بكر ومضر وربيعة بن حمدان ومصر والشام
في يد محمد طغج » وبلاد إفريقية والمغرب في يد القائم بأمر الله ابن المهدي
الفاطمي؛ وقد تلقب بأمير المؤمنين . والأندلس في يد عبد الرحمن بن محمد
ملقب بالناصر الأموي ؛ وخراسان وما وراء النهر في يد السعيد نصر بن
أحمد الساماني + وطبرستان وجرجان في يد الديلم ؛ والبحرين واليمامة
وهجر في يد أبي طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنابي القرمطي " !9 .
+ 1854/11 البداية والنهاية لابن كثير )١(
ثم جاء بعد الراضي بالله المتقي لله عام 274 ؛ ثم المستكفي بالله عام
*7+*ه ا ثم المطيع لله عام 334 ؛ وفي أيامه خرجت مصر والشام
والحجاز عن دولة ب العباس '" ؛ ولم يكن له من الخلافة إلا الاسم والمدير
للأمور والحاكم على الجمهور معز الدولة أحمد بن بويه الديلمي”""
والبويهيون من المعروفين بالرفض والفساد " وكذلك الحمدانيون ؛ يقول
ابن كثير مبينا أسباب تسلط النصارى على البويهيين بسبب رفضهم ولعنهم
للصحابة ومحاربة أهل السنة : " وكذلك سيف الدولة بن حمدان بحلب فيه
تشيع وميل إلى الروافض لا جرم أن الله لا ينصر أمثال هؤلاء بل
وكان فيهم الرفض وغيره استحوذ الفرنج على سواحل الشام وبلاد الشام
كلها حتى بيت المقدس ولم يبق مع المسلمين سوى حلب وحمص وحماء
ودمشق وبعض أعمالها وجميع السواحل وغيرها مع الفرنج والنواقيس
النصرانية والطقوس الإنحيلية تضرب في شواهق الحصون والقلاع وتكفر في
أماكن الإيمان من المساجد وغيرها من شريف البقاع والناس معهم في حصر
عظيم وضيق من الدين وأهل هذه المدن الي في يد المسلمين في خرف
540 تاريخ القضاعي )١(
. 745 أخبار الدول المنقطعة )7(
(©) انظر البداية والنهاية 117/11 +
من بعض عقوبات المعاصي والذنوب وإظهار سب خير الخلق بعد
1/١ عندما تولى القادر با لل" هؤلاء هم خلفاء بي العباس الذين عاش
هراة '" وكان قد دخله المسلمون فاتحين عام 41 ل وكان ب
الأزهري لإمارة السامانيين الذين استمر حكمهم على بلاد ما وراء النهر
من عام 171 إلى عام 384 والسامانيون أسرة عريقة يقول عنهم
السمعاني : " الساماني بفتح السين الهملة هذه النسبة إلى جماعة من
ملوك سامان المشهور متهم الأمير الماضي العالم العادل الناصح للرعية أبو
إبراهيم إماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان بن حيا بن نيار مولى أمير
كتب الحديث وقصصه في الغزو والعدل وحرمة أهل العلم وتقويتهم
مشهورة معروفة ومات إسجماعيل ببخارى في صفر سنة خمس وتسعين
)١( بداية 741/1١ .
708/11 المصدر السابق )١(
(©) هراة بالفتح مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان فيها بساتين كثيرة ومياه غزيرة إلا
أن التتار خربوها ؛ اتظر مراصد الاطلاع 1688/7 +
ومائتين » ووالده الأمير أحمد بن أسد بن سامان بن حيا بن نيار بن
توشرك بن ظهمان بن بهرام جوبين الساماني يروي عن سفيان بن عييئة
وإسماعيل بن علية و؛
يد بن هارون ومنصور بن عمار ؛ روى عنه ابته
الأمير إسماعيل ومات بفرغانة سنة خمسين ومائتين وابنه أبو يعقرب إسحاق
بن أحمد الساماني كان على مالم بخارى » حدث عن أبيه " !0.
وهذا يدل على أن أوائل الأمراء السامانيين من أهل العلم والفضل ومن
رواة الأحاديث ؛ وقد تتابعت الإمارة في هذه الأسرة فبعد إسماعيل بن أحمد
وكانت العلاقة بين السامنيين وبين الخلافة العباسية حسنة فقد كان
السامانيون يدعون لخلفاء بي العباس معهم في خطبة الجمعة ويضربون
على تلك المناطق لكي تكون ولايتهم شرعية وما دعم الصلة بيتهم وبين
الخلافة أن السامانيين أهل سنة ".
+17 -14/7 الأنساب للسمعاني )١(
+ 178/1١ المصدر السابق » وقارن بالبداية والنهاية لابن كثير )(
(©) انظر العصر العباسي الثاني لشوقي ضيف ص8 1-1
ونما تقدم من عرض الجانب السياسي في عصر الأزهري يتضح لنا أن
الخلافة العباسية في بحملها قد بلغت مرحلة سيئة من الضعف والانخطاط
فقد كان يسيطر على الخلفاء العلوج الأتراك الذين تولوا الوزارات
والولايات على الأتماليم والجيوش وكان لا هم لحم في الغالب إلا جمع
الأموال والتنافس في البذخ وزينة الحياة الدنيا وما يقومون به من إصلاحات
ومن عدل أحيانا فنما يريدون به كسب الدهماء من الناس ثم خلفهم
البويهيون في السيطرة على خلفاء ب العباس والبويهيون ليسوا أحسن حالاً
من الوزراء الأتراك بل يزيدون عليهم بأنهم شيعة رافضية نشروا البدعة
والانتهازيين تفتك في المجتمع الإسلامي فتكاً ذريعاً ولم يسلم الأزهري من
يقول ابن كثير في حوادث عام ١7 : " فيها خرج ركب العراق
من كل مكان وجانب وفج فما شعروا إلا بالقرمطي قد خحرج عليهم في
جماعته يوم التزوية فانتهب أمواهم واستباح قتاهم فقتل في رحاب مكة
وشعابها وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة من الحجاج خلقاً كثيراً
, 1/1 انظر تهذيب اللغة )١(