الات
امن العوامل القربة التى حفزتى للمكتابة فى هذا الموضوع ؛ لأسا وأن
كثيرين من الناس حتى المتصلين منهم بالثقافة الديقبة + لم يعرفوا بعد ابن
تيمية إلا كا يعرفون أحد علياء الاسلام العاديين ٠
وكثير مهم أيضا إنما عادى الرجل عن تقليد وعصبية دون دراسة
خرج على كل ماكان مألوفا فى عصره من مذاهب وآراء ؛ فقد كان رجلا حر
الوأى مستقل الفسكر غير مقلد امذهب ولا مشايع لفرقة فى عصر ساد فيه
التقليد والجود ,تبينلنا مدى خطر المكتابة فى هذا الموضوع + وأنه جد بأن
يكون مجالا تصول فيه أقلام البائين .
ان ابنتيمية يمثل فىنظرنا دوراً هاما من أدوار الثقافة العقلية فىالاسلام
فى دور بمتاز بالنقد والاحياء والتجديد.
الآن لايعدو أن بكون دراسات قاصرة على مسائل معينة ٠
وكان أحدث ما ظبر فى ابن تيميةكتاب لفضيلة الأستاذ الشيخ عبد
وى هذا اللكتاب عنى المؤلف بان عصراين تيميةمنناحيتيه الاجتماعية
والسياسية مم تكلم عن موقف ابن تيمية من علساء الكلام والرافضة
والصوفية والفقهاء
والذى بهمنا هنا هو موقفابنتيمية منعلماء المكلام وقد أشار الأستاذ
الى ذلك إشارات مجملة فتك عن الخصومة بين الحنابلة والاشاعرة وبين أن
كا بدعى عليهم خصو ميم مشببين أو مجسمين
ثم ذكر طرف من آيات الصفات وأحاديثهاء وهى الى وقع فها الثزاع بين
وساق جلة من الآثار المنقرلة عن الداف مستشهداً بها على مايقول|
واذا كان الاستاذ المراغى قد أوجز القول فى م.ذه الناحية التى يدول
تبمية فى العقيدة وموقفه من مناهج المتكلمين والفلادفة ؛ وطريقته فى دفع
آراء الخصوم ومناقشتها وغير ذلك مما يتصل بتلك الناحية الكلامية ؛ فعذره
أنه يكتب عن ابن
والآن ونحن ريد أن نسكتب عن ابن تيمية » أو بالأحرى عن ناحية
ية بصفة عامة وفى كتاب سائر
من أمم نواحى ابن تيميه » أعنى منهجه فى بحث المسائل الاعتقادية 8 ومدى
سنقف من الرجل موقف الحبدة الصحيحة لا غالين ولا مقصرين
وسنصدر حكننا له أو عليه ؛ وفق ما يقتضيه البحث العلى من غير حير ولا
الذى يحب أن بكرن رائد كل باحث يبحث للع والعلم وحده
ولا بفوتى فى هذا المقام أن أتوجه بخالص الشكر وعاطرالثناء الى
أستاذنا اللكبير دكتور عمد الهى ؛ الذى كان لحسن توجمهه ؛ وكريم معاوئته
أكبر الآثر فى ظرور هذه الرسالة بالمظبر اللائى بخطر الموضوع الذى تمالجة
حمني ونعم الوكيل
المطمها
الباب الاول
لقدأثبت البحث العلى الآن أ كثر من ذى قبل » أنالظروف الي تحبط
بالشخص والبيئة الى يعيش ها لها دخل كير نكيف حاته وطبعها بطابع
تى يتلقاها فى البيت وفى المدرسة ؛ والروح الى تسود
القائمة فىعصره . . كل أو لاك عناصر هامة فىتكوين الشخصية وتعييناتجاهها
لذلك كان من الضردى عند دراسة شخصية من الشخصيات النى كان لما
أثر بارز في ناحية من فواحى الحياة ؛ أن تدرس الظروف والبيشة المحبطة
وابن تيمية أحد مؤلاء الأشخاص النابين الذين ظهروا فى أمهم بآراء
حرة وجديدة . وكان له فى الناحية الفسكرية ق الاسلام آثار خالدة كا تشبد
وأن ندرس تلك الناحية منه دراسة صحيحة ؛ كان لابد لنا من أن ثلق نظرة
على ماهنالك من مذاهب وآراء
وقد رأينا أن نعالج هذا العصر من ثلاث نواح : (أ)- الناحية السياسية
(ب ) - الناحية الاجتماعية . (ج ) - الناحية العلمية .
م نذكر بعد ذل ككاءة عن حالة علم اللكلام فى عصره بصفة خاصة .
-١ الناحية السياسية
كانت البلاد الاسلامية فى تلك الفقرة من التاريخ , وهى الى يطلق علها
فى الشرقى والغرب اسم « العصور الوسط » عبارة عن مالك صغيرة يحكها
أسراء من العم غير عاضمين لسلطان الخلافة فى بغداد ؛ وكثيراً ناكس
بحقزيم الطامع فى سعة املك وعظمة السلطان الى مقائلة يعضيم بعضاً
كان بعضيم لا بتورع فى سبيل ذلك أن يستعين بالروم وغيرمم من اعداء
الاسلام على غزو من جاورمم من المسابين
ول يكن مركر الخلافة فى بغداد قوباً الىالحد الذى يستطيع معه إغضاع
هذه الأطراف وضمبا الى حوزته ؛ فقد ضعف الخلفاء العباسيون إرإات
وعزل وتعذيب وتمثيل
كان ذا التفشكك والانقسام بين أمراء الاسلام أثره اللازم وتقيجته
واستمرت نار هذه الحرب مستعرة ينهم وبين المسلمين نحو قرئين من
الزمان كان فيهما من أسرمم ما كان » الى أن أذن الله بانقضاء دولئهم وزوال
خطرم على بد الأشرف خليل بن المنصور قلاوون
رسائله الدهذه الحروب الصابيية والاسباب
الى أدت اليها فى نظره ؛ فقال فى رسالة الفرقان :
« فليا ظهر النفاق والبدع والفجور الخالف لدين الرسول سلطت عليهم
الأعداء رجت الروم النصارى الى الشام والجزيرة مر بعد مرة وأخذوا
وقد أشار |بنتيمية
الرابعة ( ؛ وبعد هذا بمدة حاصروا دمشق ؛ وكان أهل الشام بأسواً حال
بين الكفار النصارى والمنافقين الملاحدة (0)».
ديينما كان الممسلدون فى غاية الرعب من الصلييين ومشغولين بق الم ,
دهمهم خطر التنار ؛ الذين قدموا بقيادة زعيمبسم ( جانكيزعان ) يجتاحون
البلاد الاصلامية ؛ وكا نرا قوماً غلاظ الأكباد ؛ متعمطشين الى فك الدماء
ونهب الأموال وتخريب الديار ؛ وقد أسرفوا فى ذلك أبما إسراف
ول يدل خطر هؤلاء التتار بدداد وأم م يستفحل ؛ وتسقط فى أيديهم
(7) مجوعة الرسائل اللكيرى سن ١88
بلاد الاسلام بلدا بعد بلد . حتى استولوا على بغداد عاصمة الخلافة فى سنة
وبصف لنا ابن كثير . وصفاً مؤثراً حالة هذه المديئة بعد استيلاء النقر
علها فيقول :
« ولا انقضى الأمر المقدر ؛ وانقضت الأربعرن يوما ؛ بقيت بغداد
خاوية على عروشها ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس والقتلى فى الطرقات
كائنها التلول ؛ وقد سقط علهم المطر فنغيرت صورم ؛ وأنقنت من جيقهم
البلد وتغير الحواء فصل بسييه ا لوباء المهديد ,حت تعدى وسرى فى الحواء
الى بلاد الشام مات خلتى كثير من تغير الجو وفسداد الريح » فاجتمع على
الناس الغلاء والوباء والفناء ؛ فإنا قه وإنا اليه راجعون (0)
وقد كان لابن تيمية مشاركات جدية فى حرب مؤلاء التقار , الذين
فكان يعقد المجالس فى المسجد الجامع لحض الناس على الجهاد والنفقة .
ولما حاصر النقر دمشق ؛ خرج ابن تيمية فى جماعة من أعيانها لقابة
قائد النتر , غازان » للك بأخذوا منه الامانلاهلها ؛ وكان الذىتولى الكلام
تيمية وأغلظ له فى القول حتى أيقن من كان معه من القضداة
معه هو ابن
والفقباء بأنه مقتول لا محالة .
وفى سنة سبعائة من المجرة طلب اليه نائب دمشق وأمراؤها أن يركب
(©) الدررالكامتة في أعيان الماثة الثامنة لابن حجر ع ١ سن 189 +
هادي
على البربد الى مصر ليستحث السلطان والناصر » على الروج لقتال النثر ,
الى الشام ( .
وقد حضر ابن ثيمية بعض الفزوات (0) وباشر الفتدال بنفسه ؛ وكان
رأقام بالفطر فى رمضان لدكى يقووا على اقاء العدو .
بالأحداث الجسام والممائب المتلاحقة التى روعنهم دوقم فى قلوبهم أن
مصدر ذلك كله إنما هو الانقسام وتفرق الدكلمة بسيب الانحراف عن تعاليم
الدين » فتريأت بذلك أذماءم لقبولدعوة إصلاحية جديدة تقو معل الوحدة
وذ الخلاف
الفرصة سانحة لتوجيه الشعب الى إصلاح الأسلام بالعودة الى السنانى كان
الخروج منها مدعاة لفضب الله » ,
)١( البداية والنهاية ع 14 سح
(©) كانت الغزوة التي حشرها ابن تيمية أسمي وافدة شتحبار فى 07 م ونها التمر
المسلحون على التعار
ب - الناحية الاجتماعية
كان من الطبيعى والحالة السياسية ماذكرنا , أن لا تسكون هناك حياة
اجتماعية مستقرة ؛فقد أدى تنازع الامراء المسلدين فيا بينهم؛ وكثرةالغارات
على البلاد الاسلامية الى اضطراب حبال الامن فى ربوع هذه البلاد ووجود
حالة من الرعب والفزع فى قلوب الناس ؛ بحيث أصبح لا يطمن أحد على
كا أدى نقص الاءوال والقرات بسبب أعمال التخريب,واشتغالالناس
بالحروب الى سوء الحالة الاقتصادية وانتشار الفاقه . ففكثراللصوص وقطاع
للطريق واشتد الغلاء فعمد الناس الى الفش فى المبابعات واحتكار الاقوات
وتطفيف المسكيال والميزان وغيرذلك مز العيوب الاجتماعيةالنى تحب دائما
يوجب فيه على الولاة والمحتسبين النظر فى مصال العامة بمنع الغش والعقوبة
عليه ؛ وفرض التسعيرات الجبرية عند اشتداد الغسلاء والضرب على أيدى
المطففين وا محشكر ين .
وزاد الأ سوءاً ماكان يقع من الفتن والمنازعات بين أرباب المذاهب
والمقالات» وما كان من تحيز الدولة لفريق دون آخر ؛
فالعزيز صاحب مصر وهو ابن صلاح الدين كان قد عزم فىالسنة الى
توف فها ؛ وهى سنة مه مجرية ؛ على إخراج الحنابمة من بلاده ؛ و أنيكتب
الى بقبة إخوانهبأخراجهم من البلاد. (
1١ البداية والنهاية م ؟١ سن )١(