أجمعين - ثم يختم كل باب بما فيه من المسائل أكثرها ثلاثون مسألة
في الباب» وأقلها مسألتان في الباب» فتناوله العلماء في أكثر من
مطبوعة؛ متداولة. وكان أولها شرح حفيده الشيخ سليمان بن
عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب المتوفى اسنة ١777 باسم: «تيسير
العزيز الحميد» لكن لم يكمله؛ وأشهرها على الإطلاق: «فتح
المجيد» لحفيده الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن
عبدالوهاب المتوفى سنة 1780 وكانت طبعته الأولى اسنة 17١١
ومن بين هذه الشروح هذا الكتاب: «فتح الله الحميد المجيد
شرح كتاب التوحيد» لمؤلفه الشيخ/ حامد بن محمد بن حسن بن
محسن. المطبوع سنة 17١7 في أمرتسار من عمل الهندء وهو أول
شرح يُطبع كاملا لكتاب التوحيد.
والمؤلف - رحمه الله تعالى - لا نعرف عنه شيئاً أكثر مما ذكر
حمدناً ونحن الحامدون لربنا . لنا ملجأ ذخر لنا ورجاء
0 هدية من المدرس بالمسجد الحرام الشيخ علي بن محمد بن
عبدالعزيز الهندي الحائلي ثم المكي - أثابه الله-.
وكان في أوله نقص»؛ فوجدت نسخة منه في : «المكتبة السعودية
وبعث بها إلي فكمل بها النقص في الأولى والحمد لله -.
لمؤلفه رحمه الله تعالى -.
طريقة المؤلف في الشرح:
هي أنه رحمه الله تعالى - يمزج المتن بالشرح» ويربط بينهما
بما يوضح مقاصده»؛ ويزيد في إفادة قارثه.
وقد شرح مقدمة الكتاب وجميع أبوابه سوى الباب السادس
والعشرين وهو:
(باب ما جاء في النشرة) فقد ساقه دون تعليق عليه .
7 تفسير الآيات.
7# شرح الأحاديث والآثار.
أما المسائل التي في آخر كل باب من المتن: (كتاب التوحيد)
ولهذا: رأيت أن أذكر كل باب من المتن قبل الشرح. وأن
أجعل عناوين بداية شرح كل باب في أعلى يسار الصفحة عند بداية
- وفيه بعض ألفاظ وتراكيب قد يستنكرها العربي الفصيح ١
كل باب. واقتصرت خدمة التحقيق بالمقابلة؛. والتصحيح» وتخريج
مختصر للأحاديث والآثار؛ وعزو النقول إلى مصادرهاء ما أمكن
محمد وآله وسلم.
بكر بن عبدالله أبو زيد
في مدينة النبي
بسم الله الرحمن الرحيم
والجبروت» بقهره وعزته؛ خلق السموات والأرض وما بينهماء وجعل
الملا أن لا نشرك بالله في ربوبيته ووحدانيته؛ فأنذر يل بصوته الأعلى
على الصفا من سمع النداء أن لا وَاقِيَ من عذاب الله ونقمته؛ عَم
شيئاء!ا". في دنياه وآخرته» فأبى المشركون إلا التبرك باللات؛
والعُرّى» ومناة؛ والصالحين في مدة دعوته» فأذن الله له بقتال من أبى
عن التوحيد بماله ونفسهء وحجته) بجهدته؛ فحينذ آَل الله
المشركين فأذعنوا بوحدانية الله وألوهيته؛ وأكمل الله الدين على يده
َي فليس لأَحَدٍ يَدّعِي متابعته أن يحيد عن شريعته؛ فلما أراد الله أن
مقدمة الشرح
محمد امتثلوا وصيّته؛ وإلَهُ لا توفي ييل ووقع بعض الخلل في ما ورد
الله على العباد بالراسخين في العلم» فاجتهدوا في جمع ما ورد عنه
جاء عن الرسول ف كل على حِدَيّه؛ الأئمة المتقنون» والثقات
الراسخون» مثل محمد بن إسماعيل البخاري؛ وأبي الحسين مسلم بن
الحجاج القشيري؛ وأبي عبدالله مالك بن أنس الأصبحيء وأبي عبدالله
داود سليمان بن الأشعث السجستاني؛ وأبي اس أحمد بن
شعيب النسائي» وأبي عبدالله محمد بن يزيد القزويني؛ وأبي [محمد]
عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي؛ داي الحسن علي بن عمر الدارقطني
ا 5 شرك ترا 3 03 ْ
وقد اجتهد في جمعه وجذّ محمد بن إسماعيل البخاري؛
ومسلم بن الحجاج» واتفق على صحة ما فيهما علماء الأمصارء وأهل
الدراية بالرواية من الراسخين في العلم»؛ وسائر الأنواع ذكرها الثقات
ويردوا إلى كتاب الله وسنة رسوله قي الثابتة عنه» قال الله تعالى:
(1/ 177) رقم فلم
تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم
الآخر». [النساء: 84]. فبان من منطوق الآية فرضية الرد إلى كتاب الله
وسنة رسوله بعد وفاته كي وبان من مفهوم الآية عدم إيمان مَنْ لم
يَرِدِ الأمر عند التنازع إلى كتاب الله وسنة رسوله» فإذا وُزْنَ الأمر
ولَمًا غفل أكثر الناس عن كتابه؛ وسنة رسوله؛ وتدبر ما فيهما
كتاب الله وسنة رسوله 8 لما ذُكَرُوا بهماء وَحْضُوا على الرجوع
إليهما عند التنازع لما رأوا من غربة ما في الكتاب والسنة لما بينهم؛
لمخالفتهم الكتاب والسنة فى أكثر الأمور قصداً وفعلا وقولاً؛ وذلك
مصداق قول الرسول الضادقئ المصدوق «بدأ الإسلام غريباً وسيعود
ما أفسد الناس»!"". وقال كن ايأتي على الناس زمان لا نَ
الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمهء مساجدهم عامرة وهي
خراب من الهدي؛ علماؤهم شر من تحت أديم السماء» منهم تخرج
الفتنة وفيهم تعود». الحديث رواه علي بن أبي طالب رضي الله
حديث عبدالرحمن بن حسنة
صحة ما هم عليه من مخالفة الكتاب والسنة فعل آبائهم ولو طلب
منهم برهاناً أو حجة لم يأتوا بغير هذاء كما قال تعالى: «أم آنيناهم
كتاباً من قبله فهم به مستمسكون بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا
أمة وإنا على آثارهم مقتدون». [الزخرف: 13]. يخبر تعالى رسوله
ويسليه أن كل قوم قالوا لنبيهم هذا المقال» فلا تعجب من قومك في
هذا ولكن العجب كل العجب من ناس يدعون الإيمان بالله والكتاب
واليوم الآخر وهم كاذبون» قال تعالى: ومن الناس من يقول آمنا
يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً
كانوا صادقين في الإيمان لقدموا أمر الله ورسوله على غيرهماء قال
أن يحكما به؛ فإذا كان هذا أمر اللهء فكيف يتصور ويسوغ التشريع بما
لم يأذن به الله ورسوله؟ وقد قال تعالى: #أم لهم شركاء شرعوا لهم
)١( أخرجه الديلمي في «مسنده» (107/1) بإسناد ضعيف جداً. وانظر «السلسلة
الضعيفة» للألباني (1477).
من الدين ما لم يأذن به الله*. [الشورى: .]1١ كيف وقد قال الله
سبيله». [الأنعام: *15]. عن عبدالله بن مسعود قال: خط لنا رسول
كتاب الله ثم اتبع ما فيه هداه الله من الضلالة في الدنيا ووقاه يوم
القيامة سوء الحساب». وفي رواية قال: «من اقتدى بكتاب الله لا يضل
على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا فرقة واحدة؛ قالوا: من هي
يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي»!". ومعلوم بالضرورة أن
الله
(1) أخرجه أحمد (170/1 و455) والدارمي (17/1) والحاكم (018/1) وصححه
ووافقه الذهبي؛ وله شاهد من حديث جابرء
(©) أخرجه الفريابي وسعيد بن منصور وابن
(©) روى من حديث أنس وأبي هريرة ومعاوية وعوف بن مالك وابن عمرو بمعناه؛
وبعضها يقوي بعضاً. فأخرجه عن أنس أحمد 149/9 وابن ماجه (7447)
شيبة وغيرهم عن ابن عباس قوله
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله كلةٍ: «من
تمسك بسنتي عند فساد أمتي» فله أجر ماثة شهيد»'". فعلم من هذا
الحديث أن أمته تفسدء فحينئذ لازم على المسلم أن يتبع الكتاب
والسنة ويترك الأهواء والآراء كيف لا وقد ورد عن جابر عن النبي
َيِه حين أتاه عمر فقال: إنا نسمع أحاديث من اليهود تعجبنا أفترى أن
نكتب بعضها؟ فقال: «أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى+
الرسول فيما يقول» فكيف بغيره يسوغ له أن يزيد أو ينقص عما أمر
الله ورسوله» كيف وقد ورد أن أبا بكر الصديق وابن مسعود والمقدام
وسلمان الفارسي وهم عشرة أنفار اجتمعوا في بيت عثمان بن مظعون
وذلك بعد وعظ وعظهم الرسول كيه وقالوا: تعالوا نتعاهد ونتحالف
الليالي ولا نرقدء ونعتزل النساء ونتزهد في الدنياء ونترك اللحم
بذلك» إني أصوم وأفطر؛ وأصلي وأرقد؛ وأتزوج النساء؛ وآكل اللحم
والدسم ومن رغب عن سنتي فليس مني». فقالوا: كيف نفعل بحلفنا يا
الحاكم .114/١ وأما حديث عوف بن مالك فأخرجه ابن ماجه (3447). وانظر مجمع
واه ابن عدي في «الكامل» (1/ 40) وسنده ضعيف جداً؛ وانظر «السلسلة الضعيفة» (17؟)
أخرجه بهذا اللفظ البيهقي في شعب الإيمان (174/1» 448)؛ وأخرجه بنحوه أحمد في
المسند 2897/3 وانظر : الإرواء 1884