وحيث لم أجد في بعض تلك الأبواب التي في فتح المجيد ذكر
لمقصود المؤلف في الترجمة فإني نقلت ما لم أجده من كتاب (القول
الإسلام) فإني أقصد به أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية؛ وحيث قلت
(المؤولف) فإني أقصد به سليمان بن عبدالله رحمه الله صاحب الشرح»
وحيث قلت (المصنف) فإني أقصد به الشيخ محمد بن عبدالوهاب
وقد ذكرت أرقام الصفحات للأبواب على طبعة المكتب
الإسلامي لكتاب (تيسير العزيز الحميد).
وسميت هذا المكتوب : «التعليق المفيد على كتاب التوحيد»
لوجهه إنه سميع الدعاء وأن ينفع به.
بسم الله الرحمن الرحيم
)؛١6ص[( كتاب التوحيد -١
لم يذكر المصنف رحمه الله مقدمة لهذا الكتاب المفيد القيم؛
اكتفى بدلالة الترجمة الأولى على مقصوده. فإنه صذّره بقوله «كتاب
قال : قصد جميع أنواع توحيد الألوهية التي وقع أكثر الناس في
الأشراك فيها وهم لا يشعرون وبيان شيء مما يضاد ذلك من أنواع
الآية دالة على وجوب اختصاص الخالق تعالى بالعبادة أقول :
دون سواه فتكون العبادة له وحده لا شريك له وهذا المعنى بعينه هو
معنى ترجمة المصنف رحمه الله وهو معنى لا إله إلا الله.
ا على أن الحكمة من إرسال الرسل هو عبادة الله وحده
وترك عبادة ما سواه وأن أصل دين الأنبياء واحد وهو الإخلاص في
العبادة لله وإن اختلفت شرائعهم.
قال: قوله تعالى : وفص رن
فقير محتاج إلى رحمة ربه يرجوها كما ترجونهاء وإمّا جماد لا
ذآيات المحكمات بتحريم الشرك والنهي عنه»؛
أباح تعالى لعباده أن يشركوا به شيعاً فإن ذلك أظلم الظلم وأقبح
قال : ابن مسعود «من أراد أن ينظر!
يرض إلا بكتاب الله كما قال فيما رواه مسلم «وإني تارك فيكم ما إن
تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله».
قال : وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : «كنت
رديف النبي كَلةٍ ... الحديث».
قال : قال الحافظ : اقتصر على نصي الإشراك لأنه يستدعي
التوحيد بالاقتضاء ويستدعي إثبات الرسالة باللزوم إذ من كذّب رسول
والمقصود في الباب : الحث على إخلاص العبادة لله تعالى؛
وأنها لا تنتفي مع الشرك بل لا تسمى عبادة شرعاً وذكر معنى التوحيد
الصحيح في الجملة ويأتي التفصيل.
"- باب : فضل التوحيد وما يكفر الذنوب (ص174)
لما ذكر المصتف معنى التوحيد ناسب ذكر فضله وا
قال : وقول الله تعالى «َألَآِنَ مثا
فدلت على فضل التوحيد وتكفيره؛ لأن من أتى به تاماً فله الأمن
التام والاهتداء التام ودخل الجنة بلا عذاب ومن أتى به ناقضاً بالذنوب
التي لم يتب منهاء فإن كانت صغائر كُفِرت باجتناب الكبائر لآية
(النساء) و (النجم) وإن كانت كبائر فهو في حكم المشيئة إن شاء الله
قال : وعن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله كَيةٍ
فقرن بالشهادتين حقيقة الإيمان والتوحيد فيكون له من الأجر ما
يرجح على سيثاته»؛ ويوجب المغفرة والرحمة ودخول الجنة لأول وهلة.
قال : «ولهما من حديث عنيان : «فإن الله حرم على
وفي الحديث تحريم الثار على أهل التوحيد الكامل.
قال وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول
الله كي قال : «قال موسى يا رب علمني شيئاً ... الحديث».
والحديث يدل على أن لا إله إلا الله أفضل الذكرء وذلك لما
اشتملت عليه من توحيد الله الذي هو أفضل الأعمال وأساس الملّة
ورأس الدين.
قال وللترمذي وحسنه عن أنس سمعت رسول الله َيه
يقول : «قال الله تعالى يا ابن آدم لو أتيتني ... الحديث».
فمن تحقق بكلمة التوحيد قلبه» أخرجت منه كل ما سوى الله
وفي هذه الأحاديث كثرة ثواب التوحيد وسعة كرم الله وجوده
ورحمته حيث وعد عباده أن العبد لو أتاه بملء الأرض خطايا وقد
مات على التوحيد فإنه يقابله بالمغفرة الواسعة التي تسع ذنوبه؛ وهذا
هو مقصود إيراد المصنف لهذا الباب.
*- باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب
وحقيقة ذلك هو انجذاب الروح إلى الله محبةٌ وخوفاً وإنابةٌ
وتوكل ودعاء وإخلاصاً وإجلالاً وهيبة وتعظيماً وعبادة. وبالجملة فلا
يكون في قلبه شيء لغير الله ولا إرادة لما حرم الله ولا كراهة لما أمر
اللهأقول : ولما ذكر المصنف المتقدمين في التوحيد والآخر في فضله
تطبيق هذا التوحيد الخالص..
مناسبة الآية للترجمة من جهة أن الله تعالى وصف المؤمنين
السابقين إلى الجنات بصفات» أعظمها الثناء عليهم بأنهم لا يشركون
شيئاً؛ فإن الأيمان النافع مطلقاً لا يوجد إلا بترك الشرك مطلقاً. ولما
كان المؤمن قد يعرض له ما يقدح في إيمانه من شرك جلي أو خفي
نفى عنهم ذلك ومن كان كذلك فقد بلغ من تحقيق التوحيد النهاية وفاز
بأعظم التجارة ودخل الجنة بلا حساب ولا عذاب.
سعيد بن جبير فقال : «أيكم...ا لخ الحديث»
ذكر الأصل الجامع الذي تفرعت عنه هذه الأفعال وهو التوكل
على الله وصدق الالتجاء إليه؛ والاعتماد بالقلب عليه الذي هو خلاصة
التفريد» ونهاية تحقيق التوحيد الذي يثمر كل مقام شريف من المحبة
والخوف والرجاء والرضى به رباً إلهاً والرضى بقضائه بل ربما أوصل
العبد إلى التلذذ بالبلاء وعدّه من النعماء» فسبحان من يتفضل على من
؛- باب الخوف من الشرك (ص؟١١)
لما كان الشرك أعظم ذنب عُصي به اللهء ولهذا رتب عليه من
عقوبات الدنيا والآخرة ما لم يرتب على ذنب سواه من إباحة دماء أهله
وأموالهم وسبي نسائهم وأولادهم» وعدم مغفرته من بين الذنوب إلا
بالتوبة منه ؛ نب المصنف بهذه الترجمة على أنه ينبغي للمؤمن أن يخاف
وهذا يوجب للعبد شدة الخوف من هذا الذنب الذي هذا شأنه
عند الله وإنما كان كذلك لأنه أقبح القبيح وأظلم الظلم إذ مضمونه
تنقيص رب العالمين وصرف خالص حقه لغيره» وعدل غيره به.
قال: وقال الخليل عليه السلام وَتََجبْقي
إبراهيم عليه السلام يسأل الله أن يجنبه وبنيه عبادة الأصنام فما ظنك
بغيره ؟وهذا يوجب للقلب الحي أن يخاف من الشرك لا كما يقول
فيه؛ هذا وجه مطابقة الآية