الحصر لتقديم الخبر» إذ أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر!؟
وقال تعالى: ؤهل من خالق غير الله يرزقكم من اللسماء
أما ما ورد من إثبات خالق غير الله كقوله تعالى : «إفتبارك الله
أحسن الخالقين». وكقوله. ثل. يقال لهم - أي للمصورين -:
)١( قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 47/1: «وأما النوع الثاني فالشرك في الربوبية فإن
الرب سبحانه هوالمالك المدبر, المعطي المانع » النافع الضار الخافض الرافع» معز المذل»
ولكن إذا أراد التخلص من هذا الشرك فلينظر إلى المعطي الأول فيشكره على ما أولاه من
الأرزاق وقدرها وساقها إلى من يشاء من عباده. . . . وما يقوي هذا المعنى قوله َي لابن
جميع ما ذكرنا في مقتضى الربوبية
فمن سلك هذا المسلك استراح من عبودية الخلق ونظره إليهم . . . وتجرد التوحيد في قلبه
فقوي إيانه؛ وانشرح صدره. وتنور قلبه. . . ولهذا قال الفضيل بن عياض : «من عرف
الناس استراح» يريد والله أعلم أنهم لا ينفعون ولا يضرون».
(©) من حديث ابن عمر أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب اللباس/ باب عذاب المصورين
يوم القيامة 718/1١ ومسلم في صحيحه؛ كتاب اللباس والزينة/ باب تحريم تصوير
صورة الحيوان 1517/6/7
لام
للشيء من حال إلى حال» وأيضًا ليس شاملا بل محصور بما يتمكن
الإننسان منه؛ ومحصور بدائرة ضيقة؛ فلا يناي قولنا: : إفراد الله بالخلق .
وأما إفراد الله بالملك:
ملك السموات والأرض#١». وقال تعالى : إقل من بيده ملكوت كل
وأما ما ورد من إثبات الْلْكية لغير الله كقوله تعالى: إلا على
أزواجهم أو ما ملكت أيانهم فإنيم غير ملومين». وقال تقال
ماعنده قام املك ولهذا لا يتصرف فيه إلا على حسب ما أذن له فيه
فمشلدٌ: لو أراد أن يحرق ماله؛ أو يعذب حيوانه؛ قلنا: لا
وأما إفراد الله بالتدبير:
وأما تدبير الإنسان فمحصور بما تحت يده؛ ويحصور بما أذن له
وهذا القسم من التوحيد لم يعارض فيه المشركون الذين بعت
فبهم الرسول 38 بل كانوا مقرين به قال تعال: ؤولئن 5
من ا السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم"" .
ملكوت السموات والأرض .
وم ينكره أحدٌ معلوم من بني آدم + فلم يقل أحد من المخلوقين:
فلم يجحد أحد توحيد الربوبية لاعلى سبيل التعطيل» ولا على
سبيل التشريك؛ إلا ما حصل من فرعون فإنه أنكره على سبيل
التعطيل مكابرة» فإنه عطل الله من ربوبيته وأنكر وجوده قال تعالى
(وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظليًا وعلوًّا»" . وقال تعالى حكاية
وأنكر توحيد الربوبية على سبيل التشريك المجوس حيث قالوا:
الخالقين متساويين
فهم يقولون: إن النور خير من الظلمة؛ لأنه يخلق الحى
والظلمة تخلق الشر» والذي يخلق الخبر خير من الذي يخلى الشر.
وأيضًا: فإن الظلمة عدم لا يضيء؛ والنور وجود يضيء؛ فهو
أكمل في ذاته.
ويقولون أيضًا بفرق ثالث وهو: أن النور قديم على اصطلاح
الفلاسفة واختلفوا في الظلمة هل هي قديمة؛ أو محدثة؟ على قولين.
دلالة العقل على أن الخالق للعالم واحد:
قال الله تعالى : لما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذَّا
د اشام سيدا ف
إذ لو أثبتنا للعالم خالقين لكان كل خالق يريد أن ينفرد بيا خلق
ويستقل به كعادة الملوك» إذ لا يرضى أن يشاركه أحد
القسم الثاني: تو حيد الالوهية:
ويقال له: توحيد العبادة باعتبارّين» فباعتبار إضافته إلى الله
يسمى : توحيد الألوهية. وباعتبار إضافته إلى الخلق يسمى توحيد العبادة.
وهو إفراد الله عز وجل بالعبادة.
الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل 06 .
والعبادة تطلق على شيئين :
الأول: التعبد فهي بمعنى التذلل لله عز وجل بفعل أوامره
واجتئاب نواهيه محبة وتعظيًا.
الثاني: المتعبد به فمعناها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه
الله: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال. والأعمال
مثال ذلك : الصلاة ففعلها عبادة؛ وهو التعبد .
ونفس الصلاة عبادة» وهو المتعبد به.
فإفراد الله بهذا التوحيد : أن تكون عبدًا لله وحده تفرده بالتذلل
قال تعالى : إلا تجعل مع الله إلا آخر فتقعد مذموماً مخذولاً»».
وقال تعالى : «الحمد لله رب العالمين»© فَوضْفُه سبحانه بأنه
رب العلَلين كالتعليل لثبوت الألوهية له؛ فهو الإلله؛ لأنه رب
العالين وقال تعالى : إيا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم
والذين من قبلكم»». فالمنفرد بالخلق هو المستحقٌ للعبادة.
إذمن السفه أن تجعل المخلوق الحادث الآيل للفناء إِلنهّا تعبده
ولو كان أرفع البشر عند الله مرتبة» وهو النبي كَيةٍ. قال الله
تعالى: ومن برغب عن ملة إباهيم إلا من سف نفسة 6 .
أرسل الله الرسل» وأنزل الكتب قال الله تعالل: بؤوما أرسلنا من
ومع هذا فأتبعٌ الرسل قلة قال عليه الصلاة والسلام : «فرأيت
من العجب أن أكثر سين في علم التوحيد من المتأخرين
يُركزون على توحيد الربوبية وكأنما يخاطبون أقوامًا ينكرون وجود
الرب - وإن كان يوجد من ينكر الرب لكن ما أكثر المسلمين الواقعين
في شرك العبادة.
ولهذا ينبغي أن يُركز على هذا النوع من التوحيد حتى نخرج
(©) من حديث ابن عباس أخرجه البخاري - كتاب الطب/ باب من اكتوى أو كوى غيره
٠ ومسلم كتاب الإييان/ باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغي
حاب ولا عذاب 144/1
القسم الثالث: توحيد الأسماء والصفات:
وهو إفراد الله عز وجل بي لَهُ من الأسماء والصفات.
وهذا يتضمن شيئين :
وصفاته كيا قال تعالى : «إليس كمثله شيء وهو السميع البصير» 0 .
المخلوقين فهي وإن اشتركت في أصل المعنى »+ لكن تختلف في حقيقة
وهذا القسم من التوحيد هو الذي ضلّكت فيه بعض الأمة
الإسلامية وانقسموا فيه إلى فرق كشيرة؛ فمتهم من سلك مسلك
أن يكون تعمية وتضليل » فإذا قال: بأن الله ليس له سمعء ولابصرء
ولا علم» ولا قدرة لم ينزه الله» بل وصَمَه بأعيب العيوب؛ ووصم
#سميع بصير» «إعزيز حكيم» ؤغفور رحيم». فإذا ألبنه في
كلامه» وهو خال منه كان في غاية التعمية والتضليل» والقدح في كلام
الله عز وجل ومنهم من سلك مسلك التمثيل زاعيًا بأنه محقق لما
بالعيب والنقص» لأنهم جعلوا الكامل من كل وجه كالناقص من كل
بتمثيل الكامل بالناقص؟! وهذا أعظم ما يكون جناية على الله عز
وجل» وإن كان المعطلون أعظم جرمًا لكن الكل لم يقدر الله حق
هكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية؛ وغيره من أهل العلم.
فالتحريف في النصوص» والتعطيل في المعتقد» والتكييف في
الصفة» والتمثيل في الصفة» إلا أنه أخص من التكييف.
ونعني بالتحريف هنا: التأويل الذي سلكه المحرّفون لنصوص
الصفات» لأنهم سما أنفسهم أهل التأويل» لأجل تلطيف المسلك
الذي سلكوه؛ لأن النفوس تنفر من كلمة تحريف» لكن هذا من باب
فنقول: هذا الصرف إن دل عليه دليل صحيح فليس تأويالً بالمعنى
الذي تريدون لكنه تفسير.
بتحريف قد ضلواء وصاروا في مقابلة أهل السنة والجماعة.
تقتضي النُسبّة؛ فأهل السنة مننسبون للسئةم لأنهم متمسكون بهاء
وأيضًا الجماعة في الأصل : الاجتماع» وهم غير مجتمعين في
بعضهم يضلل بعضاء ويتناقض هو بنفسه .
الكلام كلامًا إذا قرأه الإنسان تبين له ما عليه أهل الكلام من الخطأ
نهاية إقدام العقول عقال .| وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومثا وغاية دنيانا أذى ووبال
ول نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جعنا فيه قيل وقالوا
)١( شرح الطحاوية »146/١ وانظر أيضاً: درء تعارض العقل والنقل 117/1» والإحياء