يل: «وأيم الله لقد تركتكم على مثل البيضاءء ليلها ونهارها سواء؟!')
فما من سبيل إلى معرفة أمور هذا الدين إلا عن طريق الكتاب والسئة.
ولقد كان لجانب توحيد الله الحظ الأوفر» والنصيب الأعظم؛ من
المتواترة؛ ولقد عرف السلف من الصحابة والتابعين ومن سار على
نهجهم ذلك المنهج الذي يعرف به توحيد الله حق المعرفة؛ فطبقوه أتم
التطبيق» فلذلك كان الكتاب والسنة هما المنبع الوحيد الذي يستمدون
منه ما يجب عليهم تجاه خالقهم عز وجل .
ولقد صنف كثير من السلف وبخاصة في القزنين الثالث والرابع
الهجريين مؤلفات ورسائل كثيرة في مسائل أسماء الله وصفاته؛ فبينوا
فيها ما يجب على المسلم تجاه هذا الأمر العظيم» وقد اعتمدوا في
تصانيفهم تلك على نصوص القرآن والسنة» وقد كان من ضمن تلك
المؤلفات كتاب «العرش» للحافظ محمد بن عثمان بن أبي شيية؛ وقد
عالج المصنف رحمه الله - في هذا الكتاب مسألة تعد من أهم مسائل
الأسماء والصفات» بل ومن أهم مسائل العقيدة وأخطرها؛ ألا وهي:
مسألة علو الله عز وجل على خلقه؛ واستوائه على عرشه.
ولقد وقع اختياري على «كتاب العرش» هذا لكي يكون هو موضوع
رسالتي في مرحلة الماجستير» ولعل من أهم الأسباب والدوافع التي
جعلتني أقدم على تحقيق الكتاب ما يلي:
.)9 سنن ابن ماجه»: (4/1 حديث )١(
* أولاً: كونه يبحث في مسألة هي من أعظم المسائل التي ينبغي على
المسلم معرفتها في باب الأسماء والصفات» وهي مسألة علو الله
عز وجل واستوائه على عرشه» الثابتة في الكتاب والسنة المتواترة.
*_ثانياً: كون المؤلف قد سار على طريقة السلف ومنهجهم في تأليفه
القرآن» وعلى الأحاديث النبوية؛ وأقوال الصحابة والتابعين ومن
سار على لهجهم.
* ثالثاً: رغبتي الشخصية في الاشتغال بتحقيق المخطوطات من تراث
سلفتا الصالح؛ وبخاصة في مجال العقيدة؛ وذلك لكونها ترجع
إلى الأصول الأولى المستمدة من الكتاب والسنة؛ ولخلوها من
شوائب الفلسفة والانحراف.
* رابعاً: تشجيع أستاذي الشيخ حماد بن محمد الأنصاري لي على
تحقيق هذا الكتاب» فقد أشار - جزاه الله خيراً - علي بأن أقوم
بتحقيق هذا الكتاب وإخراجه من حيز المخطوطات .
وبحمد من الله وفضل منه فقد قمت بتحقيق هذا الكتاب؛ ولم
أواجه خلال عملي في إنجازه من الصعوبات التي تستحق الذكر؛ سوى
ما واجهته في البحث عن أماكن بعض الأحاديث والاثار التي لم أقف
على مكانهاء وكذلك في تراجم الأعلام الواردة أسماؤهم في الكتاب؛
والوقت ما أستطيع.
* خطة الرسالة :
تقسمت الرسالة إلن اقسمين:
القسم الثاني : التحقيق؛
أما ما يتعلق بجانب الدراسة فقد جعلته على قسمين هما:
القسم الأول: الدراسة الموضوعية.
القسم الثاني: التعريف بالمؤلف» والكتاب» والمخطوطة.
أما القسم الأول وهو الدراسة الموضوعية:
فقد جاء رغبة مني في الجمع بين منهج التحقيق ومنهج البحث
العلمي» وقد أحبيت أن أجعل القسم الأول من أقسام الدراسة يتعلق
بدراسة موضوعية لموضوع الكتاب؛ الذي يتحدث عن مسائل العلو؛
والاستواء»؛ والعرش» والكرسي» وما يتعلق بهاء وقد دفعني إلى ذلك
كون الكتاب من أوله إلى آخره يبحث في هذه المسائل بذاتهاء كما أن
المؤلف رحمه الله لم يتطرق إلى تلك المسائل إلا من جانبٍ واحد
الدراسة المشتملة على ثلاثة أبواب هي:
الباب الأول: تعريف العرش» والأدلة عليه وفيه فصلان:
الفصل الأول: تعريف العرش - وفيه مبحثان:
المبحث الأول: المعنى اللغوي لكلمة اعرش6.
وقد ذكرت في هذا المبحث الاستعمالات اللغوية لكلمة عرش عند
علماء اللغة. وذكرت في نهاية هذا المبحث أن أصل استعمال هذه
الكلمة عند العرب إنما هو في سرير الملك» وأن هذا المعنى هو
المقصود في عرش الرحمن؛ كما يشهد لذلك نصوص القرآن
والأحاديث الصحيحة.
وأما المبحث الثاني: فهو في الخلاف في تعريف العرش:
وقد بينت في هذا المبحث قول السلف وأدلتهم؛ كما بينت فيه
أقوال المخالفين وما استدلوا به؛ ورد السلف عليهم.
وأما الفصل الثاني: فهو في الأدلة على صفة العرش من الكتاب
المبحث الأول: الأدلة القرآنية على صفة العرش.
وقد ذكرت في هذا المبحث الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر
والصفات على عرش الرحمن - تبارك وتعالى -.
وقد أوردت فيه بعض الأحاديث الصحيحة الواردة في العرش وصفته؛
والتي لم يذكرها صاحب كتاب العرش في كتابه.
وأما الباب الثاني: فهو في صفة العرش» وذكر ما يتعلق به - وفيه
فصلان هما:
الفصل الأول: صفة العرش وخصائصه وقد ضمتته ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: خلق العرش وهيئته.
المبحث الثاني : مكان العرش .
المبحث الثالث:: خصائص العرش.
وأما الفصل الثاني: فهو في ذكر ما يتعلق بالعرش - وفيه مبحثان
المبحث الأول: الكلام على حملة العرش.
المبحث الثاني : الكلام على الكرسي.
وأما الباب الثالث: فهو في الكلام على صفتي العلو والاستواء -
الفصل الأول: الأقوال في صفة العلو - وفيه مبحثان:
المبحث الأول: أقوال المخالفين في مسألة العلو.
وقد تعرضت في هذا المبحث لأقوال المنكرين لعلو الله وذكر
بعض شبههم العقلية والسمعية والرد عليها.
وأما المبحث الثاني فهو في: قول السلف ومن وافقهم
وقد بينت في هذا المبحث مذهب السلف في إثبات علو الله
استدلوا به على هذا القول من القرآن والسنة والإجماع والمعقول
المبحث الأول: أقوال نفاة الاستواء .
المبحث الثاني : أقوال مثبتة الاستواء.
وأما القسم الثاني من الدراسة فقد جعلته في التعريف بالمؤلف
الباب الأول: التعريف بالمؤلف - وفيه فصلان:
الفصل الأول: عصر المؤلف.
الثاني عشر: مكانته العلمية؛ وأقوال العلماء فيه.
وأما الباب الثاني فهو في: التعريف بالكتاب والمخطوطة وفيه
الفصل الأول: التعريف بالكتاب وتطرقت فيه لما يلي:
ثانياً: موضوع الكتاب؛ ومنهج المؤلف فية.
ثالثاً: سبب التأليف .
رابعاً: توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف .
سادساً: المأخذ على الكتاب.
الفصل الثاني : التعريف بالمخطوطة؛ ويتضمن ما يلي:
أولاً: دراسة النسلخة الغطية.
وأما بالنسبة لما يتعلق بالجانب الثاني من جوانب الرسالة فهو قسم
وقد كان عملي في الكتاب يتلخص في النقاط التالية:
ترجمت لشخص ثم تكرر اسمه مرة أخرى فإني أكتفي بقولي:
مكان التعريف به فليرجع إلى الفهارس الأخيرة؛ ليعرف مكانه من
ثانياً: تخريج الأحاديث: اشتمل الكتاب على الكثير من الأحاديث»
وجودهاء وقد وجدت أماكن جلهاء وأما بعضها الآخر وهو قليل
الألفاظ؛ لأن ذلك سيخرجنا عن غرض التحقيق
ثالثاً: درجة الحديث: لم يذكر المؤلف - رحمه الله - درجة
الأحاديث؛ التي أوردهاء وقد بينت صحة أو ضعف كل حديث من
أقوال العلماء فيها إن وجدت شيئاً من ذلك؛ كما تتبعت بعض
الأحاديث بالمتابعات والشواهد التي تتعلق بها.
وقد أخذ مني هذا الجانب الكثير من الوقت والجهد؛ ولكني لم
أبخل بشيء من ذلك؛ لعلمي أن معرفة صحة الحديث من ضعفه
واجبة في كل مسألة؛ سواء كانت فرعية أو أصلية؛ إذ أن ما لم
يصح لا يجوز التدين به.
رابعاً: تخريج الآثار: وقد ذكرت أماكن الكثير من هذه الآثان
خامساً: التعليق على بعض الأحاديث والآثار» وبيان ما تغلمنته من
مسائل في العقيدة؛ وتبيين الحق في تلك المسائل .
في المخطوط»؛ وقد كان هناك ترقيمان على صفحات المخطوطة
الحادي عشر: وضعت فهارس للأمور الثالية :