يل فيزياء المماني
القلب ولو لم يسجد الجسده والمهم هو أن تكون مع الله
والكلام جميل وهو سهل ويمكن المضي فيه إلى ما لا
الفعل
لا أحد يقول: إن المعنى غير مهم؛ لكن اجتزاء المعنى
هذه الهيئات أو القوالب لها هندسة خاصة تعبر عن
معرفة هذاء والإبحار فيه سيقوي المعنلى؛ ويكرسه
الصلاة نفسهاء ستؤدي دورها
بل سيقودك إلى حيث تكون شيئًا آخر
بعضهم ويقولون: مجرد هيئات
+ع لها 1
٠٠ فيزياء المماني
هذه الآيات الأربع؛ التي تتبع الأمر بالتسبيح باسم
الأعلى ليست آيات منفصلة ومستقلة بعضها عن بعض؛ بل
وتتابعه يصب في سياق المعنى
الملاثئكة يقعون ساجدين للانسان الأول ٠ وهذه الأدوات
والإمكانات الكامنة هي نفسها التي ستستخدم في الآية
التالية (زلَرِى تَذَرَ فر فهل نبت © الأعلى: 2/8 ففهم بنية
القدر الإلهي؛ بنية الكون المتوازن والمنظومة التي أسس
عليها تتطلب أساساً تلك الأدوات التي كانت جوهر
في الكون وإطلاق كلمات الإعجاب ببنيته والإيمان المجرد
بخالقه؛ بل هي مشروع عمل حقيقي يعمل على صنع العالم
نح أَنَيْ ل الأس, :«/:ا فصنع العالم يتطلب استثمار
الوديعة الإلهية في الأرض ورعايتها وإنمائها من أجل
رعاية الأرض وانماثهاء وعدم تحويلها إلى غثاء أحوى إنها
رعاية وإنماء خاضمان لله تعالى كما في السجود
إنها التسبيحة التي تضيء؛ وتجمل الضوء يتدفق مناء
من رؤوسنا؛ مثلما هو متدفق من الأرض التي هي
+ع بها 1
هناك عند السجود ٠١١
قصة حب
فاعتبار الأرض التي هي موضع الخلافة والتكليف
لرعايتناء وليس مكاناً لاستنفاد الثروات ومراكمة الأرباح
بأاقصى سرعة ممكنة
علاقتنا بالأرض -المرعى ستكون علاقة حميمة؛ علاقة
فيها تناسق وحب ورعاية أكثر مما فيها من الاستفلال
قصير النظرء؛ فاعتبار أن الأرض أمرعى سيستوجب
الإبقاء على كونها كذلك؛ والرعاية بالتعريف فيها من
الحب أكثر مما فيها من أي شيء آخر
وليس هناك مظهر يدل على هذا الحب أكثر من عناق
تلك الأرض
المناق الذي نقوم به في أثناء سجودنا عليها
يتضمن أيضاً ذلك المناق المليء بالود للأرض؛ موضع
الخلافة مناط التكليف الأرض التي خلقها الله لنا وخلقنا
بهذا الشكل والسوية لنكون لها
إنها المرعى الذي ترعاه؛ وخلال رعايتك تحقق ما
وكل هذا في السجود
١١ فيزياء المماني
قهر الطبيمة
المحافظة عليه بقدر ما يجب استثمار كنوزه؛ هي رؤية
رؤية هذه الحضارة للطبيعة وتعاملها معها؛ تعامل قائم على
وأقسى طريقة ولو باستتفادها؛ ولو بنهب ما للآخر
وسلبه ولو بتدمير وتخريب توازنها و منظومتها عبر
استتفاد جزء وتخريب آخر
إنها الرؤية التي تنطلق من مفهوم أنهم قادرون عليها
والتي تتصرف على هذا الأساس حتى لو انتهت بدمار
لاحق بموعد آجل
لكن ذلك سيؤدي حتماً إلى الخراب في مرحلة
لاحقة
فرق كبير أيضاً بين من يرى الأرض مرعى وهو عليها
خليفة مسؤول عن إنمائها وإنباتها وإعمارها؛ وبين من
هناك عند السجود ١١
بقي أن نتذكر هنا أن ذلك على الأقل حضارتهم؛
فملهم؛ رؤيتهم
أما نحن؛ فلا نزال في مرحلة اللافمل وكل ما فهمناه
من مرحلة الأرض المرعى كان حسب مفهوم البدوي
مفهوم الكسل والارتخاء وانتظار ما لن يأتي
وفرق كبير ما نحن عليه وبين ما يجب أن نكون عليه
لكن جيلاً آخر؛ قادماً لا محالة سيكون له شأن
عتدما يتحول السجود من مجرد هيئة من هيكات
الصلاة؛ إلى مفهوم جسماني يحتوي على منظومة المماني
و القيم التي تشكل جوهر الوجود الإنساني فإن تلك
المعاني ستتغلفل بالتدريج في عقول أصحابها؛ ستفير من
سلوكهم ستغير من شخصياتهم؛ ٠ ستقدح شرارةٌ تفاعل
تفاعل جواني عميق تفاعل داخلي يمكن أن يقدح زناد
شرارة تفاعل خارجي
المعاني محمولة عبر الهيثات عبر التصاقنا بهاء عبر
تكرارها الذي لا فكاك منه إلا بالانفصال من الإسلام
نفسه يمكن لها أن تحدث تفاعلاً ماء مع كل ما هو نحن؛
وتغفير جزءاً مما هو نحن ربما جزء بسيط في البداية
لكن التفاعل يستمر: يزيل أشياء؛ ينتج أجزاء ويغير
أجزاء بالتدريج وكما تكونت القارات قد تنتج من فرد
٠١ فيزياء المماني
عالم آخر
عندما يبدأ ذلك بالحدوث؛ فإن أول تباشيره؛ تكون أن
(السجود) يكف عن أن يكون نقرات على الأرض
بل سيكون دقات على أبواب العالم؛ عالم يساهم
السجود في بنائه وإعادة تشكيله دو>د»
وسيكون لذلك علامة؛ لن يأتي بلا إنذار مسبق بلا
تمهيد لن يأتي فجأة بل سيكون هناك إشارة سيكون
هناك علامة
وستكون علامة على الوجه
علامة واضحة؛ على وجوه من يحملون تلك المماني
وذلك السجود علامة تميزهم من غيرهم؛ تمرفهم
تعرفهم من أسيماهم
يهم ل كنا يت لا بن أقو وين سباكم
فى مهم بن أ الر» لعب ميا
السجود؛ كهيئة يترك أثراً كالندبة على الجبهة
أما السجود؛ كقضية تعيش من أجلها؛ تتنفسها بكل
هناك عند السجود ١
إنه أثر على الوجه كله وليس على الجبين فقط
الوجوه ستبدو مشمة بشيء غريب؛ بنور عميق الوجوه
بطريقة غريبة؛ سيتدفق متها النوره ستكون مميزة لا في
القسمات أو الملامح بل بتلك الكهارب» كهارب العمل
من أجل البناء
القادم لا محالة؛ ستكون علامة السجود على وجوههم؛
دلالة على أنهم تركوا البداوة حقاً وانخرطوا في صنع
الحضارة الحقة
جيل السجود ذاك «الذي سيضصجع مسار التاريخ
فلتأمل أن يكون أولادنا منه
أو أنناء أو أنهم؛ سيمهدون»؛ ستمهد لقدوم هذا الجيل
جيل السجود
لن يكون غريباً أن يرتبط السجود على الأرض بالانبات,
بالزرع المثمرء الذي يخرج من الأرض؛ فالأرض هي موضع
الالتحام؛ موضع التكليف إنها المرعى والمنبت
١1 فيزياء المماني
ولن يكون غريباً أن تكون الآية هي خاتمة السورة التي
تتحدث عن الفتح المبين سورة الفتح
ننثر بنوره التي ستكون يوماً ما زرعاً استغلظ واستوى
أن تكون أجسادنا سماداً يصلح له الأرض ويزيدها
+ع لها 1
الخاتمة : آلية الاقتراب
وهذا صحيح
على ذلك
إنها مسافة هاثلة ولكن هذا البعد بين ما نحن عليه
أل يحبط محاولة أخرى
ألا يحبط محاولة الاقتراب
الاقتراب
لكن كيف؟ كيف نقترب من جيل السجود؟ وهل لهذا
الاقتراب من سبيل؟
وعورة المسافة
آلية الاقتراب هذه؛ من جيل السجود؛ بسيطة في