© هو الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن فايماز الذهبي أو
ابن الذهبي » الدمشقي الشافعي الحافظ المحدث الجهيذ البصير » والمؤرخ الناقد الواعي المحقق
عديم النظير .
© ولد بدمشق في الثالث من شهر ربيع الآخر سنة 1176 ه من أسرة تركمانية الأصل +
وتعلم في أول طفولته القرآن الكريم والكتابة والخط ؛ وحضر مجالس العلماء ثم توجهت همته
إلى طلب الحديث الشريف في سنة 147 ه ؛ قسمع الكثير من شيوخ بلده دمشق » ثم جال
في باقي بلاد الشام وتلقل من علمائها ورحل إلى مصر والإسكندرية ونابلس ومكة المكرمة .
© وغدا إمتما في مقتبل حياته فشهد له كل من رآه وعرفه بالحفظ وامعرفة والإمامة » في
الحديث والتاريخ والقراءات والنقد .. ؛ وصار فَْدَ الدهر وللفيد لأهل كل عصر باليفه
» قال الحافظ ابن حجر : « شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ » إه ء
وفال عنه أيضًا : ‎١‏ وقال الذهبي - وهو من أهل الاستقراء التام في نقد الرجال ... 6 إه ء
ه وقال تلميذ تاج الدين السبكي : « وأما أستاذنا أبوعبد الله فخ لا نظيرله + وكثز هو
والتعديل » ورجل الرجال في كل سبيل » كأما مجيعَث الم في صعيدٍ واحد فنظرها + ثم
أخذ يُخْيرُ عنها إخبار من حضرها .. 6 إه ء
© ترك الحافظ الذهبي مكتبة حافلة بالمصنفات الجامعة الرائعة التي تكشف عن قريحة فذة
وبراعة منقطعة النظير لا سيما في علم الحديث والتاريخ ونقد الرجال » فمنها : « تاريخ الإسلام »
« وسير أعلام النبلاء » ‎١‏ وميزان الاعتدال في نقد الرجال » « والعبر في خبر من غبر » ... إلخ +
© توفي رحمه الله في ليلة الاثنين ثالث ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبعماثة بدمشق
ودُفِن بمقبرة الباب الصغير +
(1) راجع ترجمته في كتاب « الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام » للدكتور بشار عواد المطبوع سنة
فهو من أحسن وأشمل ما كتب في ترجمتة .

مقدمة الصثنف
لا إله إلا الله » عدة للقاء الله
رب يشر وأعن وتم واختم بخير في عافية يا كريم ]
الظاهرة والباطنة ؛ والحمد لله على نعمة التوحيد » وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له ؛ شهادة تُوجب من فضله المزيد . وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله خاتم الأنبياء » والشفيع في اليوم الشديد . صلى الله عليه
وعلى آله صلاة أّخرها ليوم الوعيد +
أما بعد : فإني كنت في سنة إحدى !") وتسعين وستماثة جمعت
أحاديث وآثارًا في ‎١‏ مسألة العلو » وفاتني الكلام على بعضها + ولم
أستوعب ما ورد في ذلك ؛ فذيلت على ذلك مؤلقًا أوله : « سبحان الله
والآن فأرتب المجموع وأوضحه هنا » وبالله أستعين وهو حسبنا ونعم
الوكيل .
+ ‏في المختصر : ثمان‎ )١(

الآيات والأحاديث
الواردة في الخلو

على الزش » [الأعراف د 6م ]+[ تون :7 1
‎٠‏ وقال تعالى في وصف كتابه العز: ‎٠‏ ف كزيل جُن خَلى الأَوْضٌ
‏4- وقال تعالى : ث الذي خَلَقَ الشعلوات وَالَْرْضٌ زٍ
‏آيام ع اشقوى عَلَّئ اعرش لمان ) ز الفرقان :58 6 64 ] +
‎٠‏ وقال تعالى : ظ ع اشكو إل الما وَهي مُحَانٌفََالَ لها وأَرضِ
سَمَلوَات » ( البقرة :38 ‎١]‏ ِ
‏وقال تعالى : فم يدب الأخر ين الما إل الأرْضٍ ثُع بد
‏ه وقال تعالى : ل يد يَصْعدُ الل الطب ( فاطر : ‎٠‏
‏4 وقال تعالى : ف( الي ا

‎٠‏ وقال تعالى : ف( وماق
‎١١‏ وقال تعالى في الملائكة
‎١‏ وقال تعالى ف أ
‎١١‏ وقال تعالى فإ ذي ‎١‏
أن ييحيف بكم الأَرْض فَإذَا عي
5 ليغ كه ) الاج :40
كَايِيًا » و غار دك ا

© فإن أحبيت يا عبد الله الإنصاف » فقف مع نصوص القرآن والسان »
ثم انظر ما قاله الصحابة والتابعون وأئمة التفسير في هذه الآيات 6 وما
حَكوهُ من مذاهب السلف .
فإما أن تنطق بعلم » وما أن تشكت بحلم .
ووع المراء والجدال فإن « المراء في القرآن كفر )ل » كما نطق بذلك
الحديث الصحيح .
© وسترى أقوال الأثمة في ذلك عل طبقاتهم بعد سرد الأحاديث
النبوية . جمع الله قلوبنا على التقوى ... الهوى!" .
فإننا علئ أصل صحيح وعِقد متين من أن الله تقدّس اسمه لا مثل له 6
للموصوف فضعقل وجود الباري ونميز ذاته المقدسة عن الأشباه من غير أن
نتعقّل الماهية .
فكذلك القول في صفاته نؤمن بها » ونعقل وجودها ؛ وتغلمها في
الجملة من غير أن نتعقلها أو تُتَبُهها أو نكيفها أو تملها بصفات خلقه »
تعالى الله عن ذلك علا كبيرًا
‎)١(‏ حديث صحيح : كما قال المؤلف زواة أحمد (1/ 176000000183 ف يف
‏8ه ) وأبو داود ( 4607 ) والحاكم في المستدرك ( ؟ / 117 ) من حديث أبي هريرة +
‏وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم . ووافقه الذهبي +
(») في الهامش : لعل في البياض هذه العبارة : « ورزقنا الاجتناب عن الهو 6 +

فالاستواء ‏ كما قال مالك الإمام وجماعة - معلوم 6 والكيف
© فمن الأحاديث المتواترة الواردة في العلو :
‎١٠‏ رليك معاوية بن الحكم السلمي قال : 3 كانت لي غنم بين ند
‏والجوانية فيها جارية لي » فاطلعتها ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب منها
فذكرت ذلك له ؛ فعظم ذلك علي . فقلت : يا رسول الله أفلا أعتقها ؟
قال : ادعها » فدعوتها » فقال لها : أين الله ؟ قالت في السماء . قال :
‏© هذا حديث صحيح رواه جماعة من الثقات عن يحبى بن أبي كثبر عن هلال بن
أي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية السلمي ؛ أخرجه مسلم وأبو داؤد والنسائي وغير
واحد من الأثمة في تصانيفهم » يمرونه كما جاء ولا يتعرضون له بتأويل ولا تحريف .
‏من أرِ صَحيح: سيأتي عند المصنف برقم ( 258 ) وقد أخرجه أيضًا أبو نعيم في
« الحلية » 63 / 0718 316 ) وعثمان بن سعيد الدارمي في « الرد على الجهمية 6 ص
( 5ه ) واللالكائي في « شرح أصول اعتقاد أهل السنة » ( 174 ) وأبو عثمان الصابوني
في عقيدة السلف » (14 - 16 ) واليهقي في « الأسماء والصفات 6 ص ( 408 ) من
طرة؛ هوي بعضها بعضًا ؛ وقال الحافظ في « الفتح 4 ( 17 / 405 6 407 ) ‎١‏ وأخرج
اليهقي بسن جيد عن عبد الله بن وهب .. 6 فذكرة +
‏و أخرجه الذهبي في « العلو » ( 307 ) بإسناد صحيج من قول ربيعة » وأخرجه من طريق آخر
اللالكائي ( 155 ) وابن قدامة في « إلبات صفة العلو » ( 74 ) واليهقي في « الأسماء
والصفات » ص ( 408 © 404 ) وعزاه شيخ الإسلام ابن تيمية في « الفتوى الحموية »
ص (17 ) إلى الخلال وقال : ‎٠‏ بإسناد كلهم أئمة ثقات » إه . وقال في « مجموع الفتاوى 6
(* / 765 ) بعد أن ذكر قول مالك : « ومثل هذا الجواب ثابت عن ربيعة شيخ مالك » إه ء
وسيأني عند المصنف أيضًا من قول الفقيه أبي جعفر الترمذي ( 877 ) +

- عن عطاء بن يسار قال : حدثني صاحب الجارية نفسه قال :
أعتقها فإنها مسلمة 6 .
عمر بن الحكم قال : « أتيت رسول الله عَِق فقلت : يا رسول الله إن
وجهها ؛ وعل رقبة أفأعتقها ؟ فقال لها رسول الله عل : أين الله ؟ قالت
في السماء . قال : فمن أنا ؟ قالت أنت رسول الله . قال : فأعتقها 6 ‎٠‏
© كذا سماه مالك : ( عن عمر بن الحكم 6 +
8 وقألى عبد الرزاق : حدثنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن
عبد الله عن رجل من الأنصار أنه جاء بأمة سوداء فقال : يا رسول الله إن
علي عتق رقبة مؤمنة » فإن كنت ترى هذه مؤمنة أعتقها فقال : ‎١‏ أتشهدين
أن لا إله إلا الله ؟ » قالت : نعم . قال ( أتشهدين أن محمدًا رسول الله ؟ »
© هذا حديث صحيح أخرجه ابن خزيمة في ( التوحيد 6 ‎٠‏
- وقال المسعودي عن عون عن أخيه عبيد الله ؟- هو ابن عنتبة -
+ © ‏عبيد الله بن عبد الله بن عنبة‎ : ) 141 / ١ ( ‏في المسند‎ )١(

عن أبي هريرة قال : ‎١‏ جاء رجل إلى رسول الله عَِلَهِ بجارية أعجمية فقال
يا رسول الله إن علي رقبة مؤمنة فأُعتق هذه ؟ فقال لها : أين الله ؟ فأشارت
© رواه جماعة عن المسعودي منهم يزيد بن هارون وإسناده حسن . فإما أن يكون
عبيد الله قد سمعه من أبي هريرة » أو لعله رواه عن الرجل الأنصاري ؛ فيحتمل أن يكون
قضية أخرى ويحتمل أن يكون حديث الزهري بن عتبة عنه في عداد المرسل فيكون قوله :
« عن رجل من الأنصار » بلا سماع .
وأما حديث المسعودي ففي « مسند الإمام أحمد 6 وسمعناه في « مسند أبي هريرة »
للقاضي البرقي !9 .
‎-٠١‏ جرنيث لأبي معاوية الضرير : عن سعيد بن المرزيان عن عكرمة
عن ابن عباس قال : « جاء رجل إلى النبي عَِلهِ ومعه جارية سوداء أعجمية
فقال : علي رقبة فهل تجزئ هذه عني ؟ فقال : أين الله ؟ فأشارت بيدها
مؤمنة )20
‏© هذا محفوظ عن أبي معاوية ؛ لكن شيخه قد صف .
‏١؟-‏ جرليخ محمد بن الشريد : « أن أنه أوصته أن يعتق عنها رقبة
مؤمنة » فقال : يا رسول الله إن أي أوصت بكذا » وهذه جارية سوداء
السماء . قال : من أنا ؟ قالت : أنت رسول الله . قال : فاعتقها إنها
‎١‏ في ط . الهندية وكذا في السلفية د البربي » والتصويب من إئبات صفة العلو لابن