أما عملي في تحقيق نصوص الكتاب فإنني ألخصه في النقاط التالية:
نسخ المخطوط وفق قواعد الإملاء الحديث.
ترقم الأحاديث بالأرقام المتسلسلة فجعلت لكل حديث رقم مستقلا معتبرا في ذلك
تعدد طرق الحديث لا باعتبار متنه.
تيسّر من النسخ الأخرى » وأثبت الفروق التي وردت في هذه النسخ في الحاشية ؛ فإذا
الحاشية » أما اذا لم أجد في هذه النسخ ما يُصرّب الخطأ في نسخة الأصل » فقد أثبت
ترجت لرجال الإسناد عند أول رواية لكل راو » ترجة مختصرة تعرّف به وبحاله وفق
ما حكم عليه في كتب الرجال وبخاضة كتاب تقريب التهذيب للحافظ ا
المسقلاني» ثم كررت إيراد هذا الحكم في الغالب عند ورود اسمه
وأحلت إلى أول ترجة له بذكر رقم الحديث» أو اكتفي بقولي
بذلك توفير الجهد في البحث عن حال الراوي» وسرعة الاطلاع على أحوال رواة
الحديث للحكم على إستاده.
بيان درجة الحديث ؛ وذلك بالحكم على إسناده بالصحة والضعف وغير ذلك وفق
الأصول المتبعة في هذا الشأن, فإذا كان طريق إسناد المحاملي ضعيفا وللحديث
طريق آخر صحيح بينته وقلت : إسناده ضعيف لضعف فلان » وقد صح من غير هذا
الوجه .. الخ.
فإن لم يتهياً لي الحكم على الحديث كأن يكون
أعرف حاله؛ أو لم يذكر فيه جرح ولا تعديل فإني أذكر حال ب
فيه فلان لم أجد له ترجة أو لم يذكر فيه جرح ولا تعديل وبقية رواته كذا .. . وقد
أكتفي بوجود الحكم عليه أو على نحوه من قبل أحد الائمة كالترمذي والهيشمسي
ن حجر
تقلام ؛ وقصدت

خرجت الأحاديث من مظائها في كتب الحديث التي أمكنني الرجوع إليها وقدّمت
من خرّج الحديث من طريق المحاملي » فإذا تعددت طرق الحديث في أول الإسناد إلى
الإستاد أو ديهم أعني : إسناد المحاملي ‏ لهذا أمثلة كثيرة في التخريج . فإذا اختلفت
غير طريق المصنف.
وقد حكمت على أسانيدها وفق حال الرواة وقلت :لم أقف على تخريجها لغير المصئف.
ضبط ألفاظ الحديث» وشرح غريبه ؛ ومناقشة الأحكام في بعض الأحاديث التي
تحتاج إلى إيضاح مع ذكر أقوال العلماء فيها ؛ وبيان الرأي الراجح منهاء
ضبط الأسماء والكنى والألقاب والأنساب» وبيان ما يشتبه منها ويتصحف.
تصويب بعض الأسماء والكنى التي وردت في كتاب التقريب ؛ وغيره لتوافق الصواب
استدركت عل الحا في المستدرك بعض الأحاديث التي وردت في الصحيحين أو في
أحدها كما في الأحاديث (176 و 8م و 144 و ‎١٠١6‏ ).
. قمت بعمل الفهارس التالية:
أ. فهرس ترتيب أحاديث الكتاب على الموضوعات.
ب. فهرس الآبات القرآنية.
ج. فهرس معجمي لأطراف أحاديث الكتاب.
د. فهرس معجمي لشيوخ المحاملي.
ه. فهرس معجمي لرجال الاسناد.
و. فهرس المراجع.

وذكرت في قائمة المراجع الطبعات التي رجعت اليها في التحقيق ليسهل الرجوع اليها
عند الحاجة» ووثقت المعلومات منها بذكر أرقام الأجزاء والصفحات ورجعت - في بعض
لكنني ميزتها في الحواشي بذكر طبعاتها .
وأخيرا فإني أحد الله تعال الذي وة 1 نني على إنجاز هذا العمل الجليل الذي
اعتبره ‏ على قلته مشاركة فيخدمة السنةالمطهرة ,وإني أسال الله تعالى أن يكون هذا الجهد
المتواضع أحد الثلاثة التي لا ينقطع نفعها إلى بوم الدين
ولا في هذا المقام إلا أن أقدم خالص شكرئ ؛ وعظم تقديري إلى الاستاذ
الفاضل الدكتور هيام عبدالرحم سعيد الذي أشرف على عمل هذه الرسالة وإلى كل من
شارك في إتمام هذه الدراسة سواء أكان ذلك بعلمه وعمله ؛ أم بتقديم مرجع ؛ أم بدعوة
صالحة, وأخص بالذكر الأساتذة الفضلاء : الد كتور مد أديب صالح» والدكتور عزت
عطبة لمشاركتهما في المناقشة والتوجيه ”وال كتور مود الطحان لجهوده المشكورة في تسجيل
الرسالة » والأخوين الفاضلين: الشيخ شعيب الأرناؤوط والشيخ علي حسن عبدالحميد
اللذين شاركا بملاحظاتهما العلمية الدق. » وللجميع الفضل - بعد الله تعالى - في صدور
عني خير الجزاء.
‎)١(‏ نوقشت هذه الرسالة لنيل درجة ؛ الدكتوراه ؛ بتاريخ 1 1/7/1 + 1ه الموافق ؟//1987م
في كلية أصول الدين بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في الرياض ؛ وحازت على مرتبة الشرف الثانية.

الحباة العلميّة في عصر المحاملي
رأيت من المناسب أن أعطي فكرة عامة عن الحياة العلمية في عصر المصنف لتكوين
تصوّر عام للك الحقبة من الزمان قبل حديي عن المحاملي وأماليه؛ فأقول الله التوفيق :
إن الدارس للتاريخ الاسلامي يجد أن القرنين الثالث والرابع الهجريين من أكثر
العصور ازدهارا وأغزرها إنتاجا في شتى العلوم والفنون الأسلامية - وقد عاصر شيخنا
المحاملي هذين العصرين معا -!"" ونبغ فيهما كثير من العلماء في كل فن » واعتنوا عناية
خاصة بكتاب الله تعال وتفسيره وصنفوا في علومه مؤلفات كثيرة كما كانت السنة المطهرة
موضع عنايتهم الفائقة , وخل اهتامهم الكبير وشغلهم الشاغل : فصنفوا كتب الصحاح
والسنن والمسانيد » وألفوا في أصول الحديث ؛ وفي أحوال الرجال» وعم الجرح والتعديل
وغيرها من علوم الشريعة, وسائر الفنون المختلفة المؤلفات الكثيرة والمصنفات العديدة.
ولا شك أن أساس هذا الأزدهار العلمي كان بسبب الصحابة الكرام الذين
انتشروا في الآفاق هادين معلمين» فكانوا بحق خير معلمين لخبر متعلمين. وقد شمر
المتعلمون عن سواعد الجدّ والاجتهاد » وتلقوا العلم صافيا نقيا ؛ فصاروا بدورهم أساتذة
كراما لتابعيهم . فالتقى العلم بأهله ؛ وتفجرت ينابيع الحكمة من قلوبهم على ألسنتهم ؛ وعم
الخير وتدفق من كل جانب حتى صدقت فيهم نبوءة المصطفى بم ‎١‏ خير الناس قرفي ثم
وكان لبعض العوامل الأخرى تأثير مباشر في دعم الحركة العلمية ؛ واستمرار
نغاطها نجملها فيا بلي؛
5 اهتام الخلفاء والأمراء ؛ وأصحاب الأموال بالعام » وتخصيص الجرايات والأوقاف
‎)١(‏ عاش المحاملي خسة وتسعين عاما » فقد ولد سنة خس وثلاثين ومائتين » وتوفي ره الله سنة ثلاثين
وثلاثماثة؛ وعاصر اثني عشر خليفة عباسيا هم: المتوكل ؛ والمنتصر ؛ والمستعين» والمعتز» والمهتدي » والمعتمد +
والمعتضد ؛ والمكتفي » والمقتدر ‏ والقاهر » والراضي» والمتقي

على طلبته 0
"+ دور الأتجاهات السياسية والمذهبية في تنشيط الحركة العلمية بما تثيره من الجدل
اظرات العلمية ؛ ودروس العام المتمثلة في حلقات التحديث!" , والإملاء
مع ما كانت عليه البيئة من وفرة
لعلماء والرحلة إليهم في حاضرة الدولة الاسلاميّة؛ وقد كثر العلماء والأئمة
والمحدئون الذين طار صيتهم فيالآفاق؛ ذ في الحديث وعلومه أصحاب الكتب
رب وعبدالله بن الإمام أحد بن حنبل!" وغيرهم كثيرون.
وظهر فيالفقه: الإمامأبو ؛ وداود بن علي الظاهري ("؛ وأحمد بن مد بن
سلامة الطحاوي الحنفيا"'أوعمر بن مد بن بوسف » الفقيه المالكيا''"؛ وأحد بن عمر بن
187 ‏انظر البداية والنهاية (17/11 138 و 181 و‎ )١(
‎)١(‏ من طريف ما فعلوه أنهم عقدوا مجلا للتحديث فسوق مياه نهر دجلة المتجمدة. البداية
‏(3) أحد الأئمة؛ ثقة؛ حافظ فقيه حجة ات 107) وله سبع وسبعون سنة. تقريب (18/1)
‏( ) عبيدالله بن عبدالكرم الرازي. أحد الحفاظ المشهورين؛ كان فقيها ورعا ات 364). البداية
‏(5) محمد بن جعفر. تأقي ترجته في تخريج الحديث رقم (18)
‏(3) محمد بن اسحاق بن يلقب بإمام الأثمة؛ بحر من بحور العم ؛ كتابه الصحيح من أنفع الكتب
وأجلها (ت ‎.)©١١‏ البداية (164/11).
‏(«) إبراهم بن خالد بن أني اليان» البغدادي » الإمام الفقيه المحدّث. انظر ترجته في مقدمة كتاب
‏() الأصبهاني البغدادي الفقيه الظاهري إمام أهل الظاهر » روى عن أبي ثور ء وإسحاق بن راهوية+
‎)٠١(‏ ابن سلمة بن عبدائلك+ ؛ أبو جعفر الطحاوي نسبة إلى قرية في صعيد مصر ‏ الفقيه الحنفي صاحب
المصنفات المفيدة, أحد الثقات الأثبات. البداية (172/11)
‏(1) كان يحفظ القرآن؛ والفقه على مذهب مالك والفرائض , والحساب, واللغة؛ والنحوء والشعرء

بول » وأحد بن إسحاق التنوخي الحنفي" » وأبو علي بن خيران' الفقيه الشافعي .
وف التفسير وعلوم القرآن والقراءات : الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري!" » وعبد
بن ميد ") صاحب التفسير الحافل » وإبراهم بن السُرّي أبو اسحاق الرَّجّاج !"© وابن مجاهد
وفي النحو : سيبويه! "ل والمُرد !"م ومد بن أحمد بن كيسان النحوي!".
.)138/11:( ‏صنف نحو أربعالة مصنف» وكان أحد أئمة الشافعية ات 3006). البداية‎ )١(
(7) القاضي » كان عدلا » ثقة؛ فصيح العبارة محودا في الأحكام ات ‎3١8‏ ). البداية (138/11 )+
(©) الفقيه الشافعي ‏ أحد أئمة المذهب» اسمه : الحسين بن صالح بن خَْران عُرض عليه منصب القضاء
فلم يقبله (ت 30*). البداية (171/11). ل
( ) محمد بن جرير بن يزيد » الطبري + رحل إلى الآفاق في طلب الحديث » وصتّف التاريخ الحافل » وله
النفسبر الكامل الذي لا يوجد له نظير وغيرهيا من المصنفات في الأصول والضروع. (ات ‎.)©٠١‏ البداية
(ه) ابن نصرء أبو محمد ؛ ثقة حافظ (ات 744). تقريب (834/1)
(3) درس النحو على الُبَ ؛ وله مصنفات حسنة منها كتاب معاي القرآن ات ‎31١‏ ). البداية.
(1) أبو بكر أحد بن موسى بن العباس بن مجاهد » روى عنه الدار قطني وغيره . وكان نا
++ ). البداية (188/11).
(8) عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء » أبو غثمان الشهير بالجاحظ ؛ كبير أئمة الأدب. معتزليء له
مصنفات كثيرة منها: كتاب الحيوان» والبيان؛ والتبيين» والبخلاء وغيرها ‏ (ت 388 ). الأعلام ( 734/8
‎١(‏ ) علي بن العباس بن جُرَيْج ؛ أبو الحسن مول عبدالله بن جعفر صاحب الديوان في الشعر (ت
<78). البداية (18/11).
‏(١٠)الوليد‏ بن عبادة» ويقال: ابن بيد بن يحبى أبو عباد الطائي الشاعر ‏ ضاحب الديوان المشهور
78 ). البداية (11/11)-
‎)١١(‏ أبو بشر عمر بن عنمان بن قنبر مولى بني الحارث بن كعب ؛ لقب سيبويه لاله و- ِؤ
كانتا كالتفاحتين. وسيبويه في لغة فارس: رائحة التفاح , وهو شيخ النحاة وإسامهم» (ت +18). البداية
‏(17) مد بن يزيد بن عبدالأكبر » أبو العباس الأزدي الال ؛ إمام في اللغة والعربية وكاء
ينقله. له كتاب الكامل في الأدبء ( ات 780 ). البداية (78/11).
‏مأموناء ات

ولا يخفى ما يكون لأمثال هؤلاء الجهابذة من أثر عظم في حياة الأمةء ووفرة
المؤلفات والتصا:
» وازدهار الحياة العلمية وبخاصة في تدوين الحديث وأحوال الرجال»
حيث ظهرت بعض الفرق التي وضعت أحاديث لنصرة أفكارها وتأييد مذاهيها ؛ فتصدى
لم العلماء بتدوين الأحاديث تبين زيغ عقائدهم » وتبطل زيف مبادثهم وأفكارهم التي
تناهض عقيدة الملف.
‏النحوي له مصنفات في النحو » وقد سمع الحديث وروى عن المشايخ وحدّث عنه الثقات وكان صدوقا وله أشعار
حسنة؛ (ت 73+). البداية (143/11).

المقدمة
المبحث الأول: القاضي أبو عبدالله المحامليّ
المبحث الثاني: أمالي المحاملي

المبحث الأول
القاضي أبو عبدالله المحم
هو الحسين بن إسماعيل بن مد بن إمماعيل بن سعيد بن أبان » أبو عبد الله الضبي" +
ذكر القاضي أبو عبدالله تاريخ ولادته؛ وأنها كا
وثلاثين ومائعين .9 .
في أول المحرم سنةخس
ولم أقف على مصدر يذكر مكان ولادة أ! عبد الله المحاملي لكنني من خلال دراستي
م بأن مد نة بغداد هي مسقط رأسه » وأنه طلب العم فيها يوم أن بلغ
والعثيرين ولي منصب القضاء بالكوفة فرحل إليها ثم الحقت به أعال القضاء بفارس واستمر
فيهاء فهو
بغدادي المولد والنشأة .©
100 ‏نسبة إلى ضبّة؛ وهي قبيلة عربية مشهورة. الرسالة المستطرفة‎ )١(
(3 ) شغل المحاملي منصب القضاء في الكوفة وفارس مدة ستين سنة وذلك في مدة خلافة أربعة من الخلفاء
العباسيين وهم: المعتمد على الله أحد بن المتوكل , وامعتضد » والمكتفي ؛ والمقتدر بالله أبو جعفر بن المعتضد
(<) المحاملي ( يفتح اليم والحاء » وكسر الم واللام) نسبة إلى بيع المحامل التي يحمل الناس عليها في
السفر. الاب في تهذيب الأنساب (107/9) والرسالة المستطرفة (70) 0
(+) تذكرة الحفاظ (+/84)
(ه) تاريخ بغداد (30/8)
(7) انظر ترجة المحاملي في المصادر التالية: أخبار الراضي - للصُول ( 33 ) » والأعلام (781/7)+
والأنساب (010 أ) مخطوط : والبداية ( ‎307/1١‏ )» وتاريخ بغداد (4/8 ‎33-١‏ )ء وتاريخ التراث العرني
(/10): وتذكرة الحفاظ (©/878)؛ والرسالة المستطرفسة (0 170+ وصِير أعلام النبلاء
(70///10), وشذرات الذهب (333//7)» وطبقات الحفاظ (34): والعبّر (373/3)) والفؤرست
(+1), ولباب ‎»)1١3/3(‏ ومرآة انان ( 7417/1 )» ومعجم الشيوخ للصيداري ( 101 ) » ومعجم المؤلفين
(*/310) والمنتظم (27/9) والوافي بالوفيات (741/17)-