الخلاف على النوع الأول ؛ ولكن النوع الثانى يمت هذا التقريب +
ويحول دون جعل المذهب الجمفرى مذهبا خامسا +
ذهب اليها الجعفرية تأثرا بعقيدتهم فى الامامة +
ولكن وجدت أن البحث لا يؤدى غايته المنشودة » فالفقه مستمد
كانت باطلة حكمنا ببطلان ما انبنى عليها +
أوضح عقيدة الامامة عندهم ء
وكان منهجى فى البحث ؛ بعد التمهيد وبيان عقيدة الامامة عند
الجمفرية ؛ أن أعرض واناقش أهم ما استندوا اليه من أدلة قرآنية
والمسند الى جانب الكتب الستة » وأناقشى ما جمعت سندا ومتناً لنتبين
دلالة السنة + أما كتب السنة عندهم فانها ما وضعت الا من أجل عقيدتهم
من المذهب الجعفرى , فذكر ان غيره من اللذاهب مشكوك فى الاخذ يه ٠
لان الجعفرية يرون وجوب اتباع مذهبهم ؛ وعدم صحة اتباع مذهب غيرهم +
وجمهور اهل السنة وتطاحل علمائهم وقوو الراى والفتوى متهم كما
يقول يرون جواز التعبد ببذهب الجعفرية ؛ فهو المتفق عليه 6 وغيره
مشكوك فيه 6 واستدل بفتوى الشيخ شلتوت ( انظر : خلفاء الرسول
الاثنا عشر ص 141 ؛ وما بعدها ) +
فدموة التقريب التى نراها فى بسر تحتاج الى نظر والا كانت دعوة
الى المذهب الجمقرى +
على أن كتب الجعفرية التى يتشرونها فى الأوساط غير الجعفرية »
وتتعرض لعقيدتهم » تذكر أن هذه المقيدة تؤيدها كتب السنة عند
جمهور المسلمين » ويذكرون روايات كثيرة ينسبونها لهذه الكتب
ويحتجون بها ٠ وجمع الروايات ومناقشتها يمُنى عن مناقشة ما جاء
بكل كتاب من مئات الكتب الجمفرية +
وبعد هذه المناقشة رأيت الاكتفاء ببيان أثر الامامة فى اصول
الفقه » ثم فى الفقه » دون حاجة الى المناقشة من جديد ؛ فما يثبت أنه
ولبيان آراء الجعفرية اعتمدت على كتبهم هم أنفسهم » ولم
وبين فرق شيعية أخرى +
وبعد : فانا نسل الله عز وجل العون والرشاد » وأن يجنبنا
الزلل فى القول والعمل فإياه نعبد وإياه نستعين » وهو تعم المولى
ونعم النصير +
© كلمةشكر يبت »©
بعد شكن الله سبحانه وتمالى المنمم الوهاب » أود أن أسجل
عظيم الشكر وخالص التقدير لكل من ساعد على اتمام هذا البحث
بتقديم علم مستفاد » أو خبرة نافعة » أو جهد مخلص +
وأخص بالشكر والعرفان استاذى الجليل العلامة المحقق
محمود محمد شاكر » وفضيلة الشيخ عبد العظيم ممانى + والأخ
الصديق العالم الجمفرى السيد طالب الرفاعى *
ولا أنسى الفضل من توفاهم الله تعالى من أساتذتنا الأجلاه
المرحوم الشيخ محمد أبو زهرة + ٍ
والمرحوم الشيخ محمد على السايس +
والمرحوم الأستاذ الدكتور مصطفى زيد +
ولله سبحانه وتعالى الحمد والشكر فى الأولى والآخرة + ,
تمهيد
الامامة عند الجمهور والفرق المختلفة
الامامة لغة التقدم » تقول : أم القوم وبهم : تقدمهم ٠ والامام
الامام على الخليفة وهو السلطان الأعلم وامام الرعية ورئيسهم
ويطلق لفظ الامام كذلك على القرآن الكريم » فهو امام المسلمين
ويطلق على قيم الأمر المصلح له ؛ وعلى قائد الجند ؛ وقد يذكر
ويراد به غير هذه الممانى(١) +
ولم يرد لفظ الامامة فى القرآن الكريم » وانما ورد لفظ أمام
قال لا ينال عهدى الظالمين» (؟) أى جاعلك قدوة يؤتم به
وقال سبحانه : « وجطناهم ائمة يهدون باهرا » (*) وقال عز وجل :
الثانية من سورة المائدة «« ولا آمين البيت الحرام » انظر مادة 8 أمم »
فى لسان العرب والقاموس المحيط +
+ سورة البقرة : 14 )١(
النار » (ه) أى من تبعهم فهو فى النار يوم القيامة +
ومن المفهوم اللغوى لكلمة امام تستطيع أن ندرك سبب اطلاق
هذا الاسم على حاكم المسلمين » كما وجدنا ترادفا بين الامامة
والخلافة ؛ ويفسر هذا أستاذنا المرحوم الشيخ أبو زهرة فيقول :
« سميت خلافة لأن الذى يتولاها ويكون الحاكم الأعظم للمسلمين
وتسمى الامامة لأن الخليفة كان يسمى اماماء ولأن طاعته واجبة »
وأعظم خلاف بين الأمة كما يقول الشهرستانى خلاف الامامة »
اذ ما سل سيف فى الاسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على الامامة
فى كل زمان (») +
وبالطبع ما كان الخلاف ليجد مكانا بين المسلمين وفيهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم يحسم الخلاف ؛ ويصلح النفوس ويهدى
الى صراط مستقيم « فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شسجر
ولكن أكان المسلمون يفكرون فيمن يخلف الرسول الكريم فى امامتهم
وعلى وجه الخصوص عندما اشتد مرضه الأخير ؟
(©) 1 : التوبة .
() تاريخ المذاهب الاسلامية 11/١ +
©) الملل والنحل 2/١ +
(م) سورة النساء : الآية «18» +
وردت روايات صحيحة الاسناد تفيد وجود مثل هذا التفكي +
منها ما روى عن ابن عباس أن على بن أبى طالب خرج من عند رسول
يا أبا حسن » كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال :
أصبح بحمد الله باركا + قال ابن عباس : فأخذه بيده عباس بن عبد المطلب
فقال : آلا ترى أنت ؟ والله انى أعرف وجوه بنى عبد المطلب عند الموت 6
فاذهب بنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنسأله فيمن هذا
الأمر ؛ فان كان فينا علمنا ذلك ؛ وان كان فى غيرنا كلمتاه فأوصى بنا +
فقال على : والله لكن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم -
وجاء عن على - كرم الله وجهه قال : « قيل : يا رسول الله 6
يأخذ بكم الطريق المستقيم )٠١(» +
معنى هذا أن التفكير فى الامامة نبت على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم » ولكن الخلاف لم ينشاً الا بعد اتتقاله الى الرفيق
الأعلى حيث كان اجتماع السقيفة المشهور الذى انتهى بالبيعة للخليفة
الأول وتحدث الخليفة الثانى فى احدى خطبه عن ذاك الاجتماع
فقال : « بلغنى أن قائلا منكم يقول : والله لو مات عمر بايعت فلاتا +
آلا وانها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها ؛ وليس منكم من تقطع
(4) انظر الرواية رقم 27745» بالجزء الرابع من مسند الامام أحمد
تحقيق وتخريج الشيخ احمد شاكر » وانظر هذه الرواية بسند صحيح آخر
رقم 119193» جه من المسند +
الرجع السابق ج ؟ رواية رقم 08048 وهى صحيحة الاسناد +
الأعناق اليه مثل أبى بكر من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين
حين توف الله نبيه صلى الله عليه وسلم الا أن الأنصار خالفونا
انطلق بنا الى اخواننا هؤلاء من الأنصار ؛ فانطلقنا نريدهم ؛ فلما
دنونا منهم لقينا رجلان صالحان ؛ فذكرا ما تمالى عليه القوم »
فقالا أين تريدون يا معشر المهاجرين ؟ فقلنا : نريد اخواننا هؤلاء من
الأنصار ؛ فقالا : لا عليكم أن لا تقربوهم » اقضوا أمركم » فقلت :
والله لناتينهم » فانطلقنا حتى أتيناهم فى سقيفة بنى ساعدة فاذا رجل
مزمل بين ظهرانيهم ؛ فقلت : من هذا ؟ فقالوا : هذا سعد بن عبادة +
فقلت : ما له ؟ قالوا : يوعك ٠ فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم » فأثنى
الاسلام + وأنتم مشر المهاجرين رهط » وقد دفت دافة من قومكم +
بين يدى أبى بكر » وكنت أدارى منه بعض الحد » فلما أردت أن أتكلم
قال أبو بكر : على رسلك » فكرهت أن أغضبه ٠ فتكلم أبو بكر فكان
هو أعلم منى وأوقر ٠ والله ما ترك من كلمة أعجبتنى فى تزويرى الا قاك
ف بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت ؛ فقال : ما ذكرته فيكم
من خير فأنتم له أهل » ولن يعرف هذا الأمر الا لهذا الحى من قريش +
هم أوسط العرب نسبا ودارا ؛ وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين »
فبايموا أيهما شكتم ؛ فاخذ بيدى وبيد أبى عبيدة بن الجراح وهو
جالس بيننا ؛ فلم أكره مما قال غيرها ؛ كان والله أن أقدم فتضرب
عنقى ؛ لا يقربنى ذلك من اثم أحب الى من أن أتأمر على قوم فيهم
أبو بكر » اللهم الا أن تسول الى نفسى عند الموت شيا لا أجده الآن +
فقال قائل من الأنصار : أنا جزيلها المحكك وعذيقها المرجب ؛ منا أمير
ومنكم أمير يا معشر قريشش ٠ فكثر اللغط » وارتفعت الأصوات حتى
فبايعته وبايعه المهاجرون » ثم بايعته الأنصار ؛ ونزونا على سعد بن
عبادة فقال قائل منهم : قتلتم سعد بن عبادة » فقلت : قتل الله سعد بن
عبادة » قال عمر : وانا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى
رجلا منهم بعدنا ؛ فاما بايمناهم على ما لا نرضى ؛ وآما نما
فيكون فساد ؛ فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يتاب
وما ذكره الفاروق نلاحظ ما ياتى :
أولا - لا خلاف حول وجوب اقامة خليفة ؛ وانما كان الخلاف
بشأن من يخلف الرسول صلى الله عليه وسلم والى هذا انتمى
جمهور السنة ؛ فلا يستقيم أمر الأمة بغير حاكم +
ثانيا أن الخلافة فى قريش « ان يعرف هذا الأمر الا لهذا
الحى من قريش » ولم ياخذ الأنصار بهذا أول الأمر » ولكن ما أسرع
الصديق أحاديث صحيحة : فالبخارى - فى كتاب الأحكام من
)١١( صحيح البخارى كتاب المحاريين باب رجم الحبلى » وراجع
الحسند تحقيق شاكر + ١ رواية رقم 3418» قوله أن يقتلا : اى خوف
وقوعهما فى المقتل ٠ يحضنونا : يخرجونا
اصلاح الشىء , وكلام مزور اى محسن ٠ جذيلها الحكك : الجذيل تصغير
جفل » وهو العود الذى ينصب للابل الجربى لتحتك به ؛ وهو تصغير
اراد انه شديد الباس صلب المكسر . المرجب من
الترجيب : وهو ان تعيد النخلة الكريمة ببناء اذا خيف عليها لطولها
وكثرة حملها ان تقع © ( انظر المسند ففيه المزيد ) +
صحيحه جع بايا بعنوان « الأمراء من قريش » » ومما أخرجه هنا
قول الرسول صلى الله عليه وسلم : « ان هذا الأمر فى قريش
لا يعاديهم أحد الا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين » وقوله صلوات
لله عليه : « لا يزال هذا الأمر فى قريش ما بقى منهم اثنان » وف
كتاب الامارة من صحيح مسلم نجد « باب الناس تبع لقريش والخلافة
فى قريش » ومما جاء فى هذا الباب قول الرسول الكريم : « الناس
تبع لقريش فى هذا الشأن » وقوله صلى الله عليه وسلم : « لا يزال
هذا الأمر فى قريش ما بقى من الناس اثنان » ٠ وأخرج أحمد ف
صلى الله عليه وسلم : « أما بعد » يا معشر قريش » فاتكم أهل هذا
الأمر ما لم تعصوا الله ؛ فاذا عصيتموه بعث اليكم من يلحاكم كما يلحى
ثالثا لا يكون خليفة الا بالبيعة « قد رضيت لكم أحد هذين
فاذا تمت البيعة وجب الوفاء بها » ولهذا قال : « خشينا ان فارقنا
ما لا ترضى » واما نخالفهم فيكون فساد ؛ وجاء عن رسول الله - صلى
لله عليه وسلم أنه قال : « من بايع اماما فأعطاء صفقة يده وثمرة
() اند ج 1 رواية رقم .2438 » وانظر كذلك ج 7 رواية
رقم 97م + جم الروايتين 51797 و 111١ © ج ١9 الروايتين 7701
و لأكفلاء