وفى سنة 577 م فتح المسلمون فى عهد سليمان القانونى بلغراد وف سنة 15748
حاصر المسلمون مدينة فيينا ١ عاصمة امسا ؛ وفى سنة ١877 طرد المسلمون البرتغاليين
من بحر الهند وكان هذا هو أعلى مد للتيار الإسلامى الذى بدأ فى الانحسار بعد ذلك .
وهكذا أسس المسلمون إمبراطورية إسلامية نشرت الإسلام من تخوم الصين شرقاً
إلى المحيط الأطلسى غرياً و من أسوار فيينا وجبال البرانس فى فرنسا شمالاً حتى أواسط
أفريقيا جنوباً ؛ وكانوا سادة البحر المخوسط من غير نزاع حتى جعلوه بحيرة إسلامية
البندقية » وأسبانيا والبرتغال موه - لامع 1م( .
ولم تكن هذه الفتوحات العظيمة من أجل دنيا ولا مال ولا أرض ولا سلطان
ولا من أجل سلب أواتهب أو استعمار 6 ؛ وانما كانت من أجل هدف أسمى وغاية أرق '
من كل ذلك . لقد كانت الفتوحات الإسلامية من أجل إعلاء كلمة الله فى الأرض
والقضاء على هذه الطواغيت التى عدت الناس لا ؛ ولتحرير الأرقاء والشعوب
المستضعفة وإخراجها من عبادة الأكاسرة والقياصرة إلى عبادة الله الواحد الذى يستحق
العبادة . وإخراج الناس من ظلم الأديان المحرفة إلى عدل الإسلام وأمنه ومن ضيق الدنيا
إلى سعة الآخرة » ا ورد فى إجابة ربعى بن عامر » وحذيفة بن محصن والمغيرة بن
شعبة حين أرسل إليهم رسم قائد الفرس ليسألهم عن سر مجيثهم وحروبهم » وجه هذا
السؤال إلى هؤلاء الأبطال الثلاثة فى ثلاثة أيام متوالية فكان الجواب هو : « الله جاء
سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام » فأرسل رسوله بدينه إلى خلقه فمن قبله
الظفر 6" .
نعم فمعارك المسلمين وفتوحاتهم كانت من أجل العقيدة + لم تكن معارك سياسية +
كان كبار المشركين يعرضون على رسول الله تل الملك والسيادة والحكم فى مقابل
شىء واحد هو أن يتنازل عن عقيدة التوحيد فأبى رسول الله عه ؛ لأنه لم يأت من
(1) ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ع (198)
)١( راجع ع (18) من كاب إقام الوقاء فى سيرة الخلفاء للشيخ عند الحضرى.
أجل هذا ء وإنما أنى من أجل غاية سامية وهى : تعبيد الناس لله ؛ والقضاء على
فيهم بغير ما أنزل الله من هنا كانت فتوحات المسلمين فتوحات أخلاقية من أجل سعادة
الإنسان الذى أهدرت كرامته وضاعت .فى غياهب الأديان المحرفة ؛ والأنظمة الوضعية
الجاهلية . ولم يكن المجاهدون المسلمون يحملون معهم السيف فقط » بل كانوا يحملون
معهم حضارة جديدة ؛ وتقدماً كبيراً فى العلوم واللغة والآداب والتشريع والإدارة
والتجارة إلى غير ذلك من وسائل الرق والتقدم!" .
ولذلك كانت الأرض تُطوى نحت أقدامهم طياً » وكانت الشعوب تستقبلهم استقبال
الأبطال المحررين » لا الغزاة الفاتحين وتقدم لهم العون » ذلك لما سمعته عن أخلاق
المسلمين وعدالتهم فقد وجدت هذه الشعوب فى الإسلام إنقاذا الحريتها + وضماناً
لسلامتها وخلاصاً لها من ربقة العبودية والذل الذى تجرعته كنوساً على يد أكاسرة الفرس
وقياصرة التصارى .
وأمام هذه الظاهرة ١! وقف أعداء الإسلام يتساءلون عن القوة الخفية التى
مكّنت المسلمين من هذه الانتصارات المتوالية مع أنهم م أقل عدداً وعدة فى مقابل جيوش
متفوقة فى العدد والعدة والحضارة والثروة والخبرة وكل أسباب القوة الماديا
ثم وصلوا إلى السبب الحقيقى وراء انتصارات المسلمين وهو الإسلام ؛ فالعرب هم
مجراه ؛ وليس هناك شىء قبل البعثة المحمدية كان يؤذن بهذا الاقتحام العجيب .
نعم إنه الإسلام ولا شىء غيره هو القوة المائلة التى انبعت من أرجاء الجزيرة
وتلك هى الظاهرة العجيبة التى طيرت عقول أغداء الإسلام والتى كانت وراء حمى
الاستشراق والتبشير الذى جمع كل إمكانياته من العلماء والرحالة والرهبان فى محاولة
دائبة لمعرفة أبعاد هذه القوة الخارقة .
وجاءوا صاغرين يتعلمون اللغة العربية والعلوم الإسلامية » ثم ينقلونها إلى لغاتهم
ويدرسونها دراسة متأنية محاولين الإجابة عن هذه التساؤلات .
)91( محمد عبد الله عاد - مواقف احاممة فى تارخ الإسلام ل )١(
هذه القوة التى يعتمد عليها المسلمون .
لتنفيذها ؛ وما العناصر التى استخدموها فى التنفيذ ؟
تحدثنا فى المقدمة عن الظاهرة العجيبة ؛ ونتحدث فى اتمهيد عن القوى المعادية ما هى ؟
وما أسباب حقدها على الإسلام ؟
وأما الفصول فقد جمعت فيا أخطر الأساليب التى يواجه بها الإسلام اليوم من
أسلوب الغزو العسكرى » إلى أسلوب الغزو الفكرى » فالتبشير والاستشراق » ثم
أسلوب تمزيق العالم الإسلامى عن طريق إثارة النزعات القومية » والفتن الطائفية +
كذلك تحدثت عن إسقاط الخلافة الإسلامية » وتدخل أعداء الإسلام فى نظم الحكم
والتعليم فى العالم الإسلامى .
ثم فصلت أسلوب الفصل بين الدين والدولة ؛ ومحاولة إبعاد الإسلام عن مجال
التطبيق ؛ م تحدثت عن أسلوب مسخ الأسرة المسلمة ؛ وتحديد النلسل وضرب
الجماعات الإسلامية الممتزمة . وتبنى الفرق المنحرفة .
ولا أهدف من هذا الكتاب إلى أكثر من إثارة الوعى الإسلامى وتنبيبه إلى مدى
الأخطار التى تحيط به من جراء الأساليب الخبيثة التى يتبعها معه أعداء الإسلام » وذلك
بهدف اتخاذ الموقف الملام تجاه هذه الأساليب .
دا ام مس عند
الزقأزيق فش ١١. من ريع الأول غام 1405 ه
الموافق ١/١٠/مفخدم
نا تمهيد 0
القوه البخاصية للإبنار
لقد كتب على المسلمين أن يصارعوا دولاً وقوى اجتمعت عليهم فى مراحل
مختلفة من تاريخهم الطويل » ولكن الله كتب لهم أن يجتازوا المحن ؛ وأن يخرجوا
والشاعر العربى يقول : 1
من لم تقده عبراً أيامه كان العمى أولى به من الهدى!؟
وفى هذا الكتاب صور حية لألوان الصراع التى يعيشها المسلمون فى هذه الأيام
من قبل القوى المعادية للإسلام .
ويتحتم علينا قبل أن نتبين أساليب أعداء الإسلام أن نحدد القوى المعادية للإسلام ؟
وأسباب العداء ؟
والواقع أنه من خلال الأحداث المعاشة نستطيع أن نقول : إن أهم القوى المعادية
للإسلام ثلاثة هى :
)١( الصهيونية العامية التى تمثلها إسرائيل وكل المجامع الماسونية والنوادى اليهودية فى
المستديرة ) وكل الجمعيات والأشخاص والدول التى تعمل على تحقيق أهداف
البهود +
وسائر الكنائس المنتشرة فى العام من كاثوليكية وأرثوذكسية © وبروت :
الشيوعية الملحدة التى تمثلها روسيا وسائر دول الشرق الشيوعى ؛ والوثنى فى
الهند والصين واليابان » وكل الأحزاب اليسارية والاشتراكية .
ولكن ما الأسباب التى دفعت هذه القوى الثلاث إلى مواجهة الإسلام ؟
)9( محمد عبد الى حسن ضراع العرب غلال العصور م )١(
ل أما عن عداء اليهود والتصارى للإسلام فهو قديم قدم ظهور الإسلام والأسباب
#* ظهور الإسلام على يد نبى من العرب . وقد كانوا يظنون أن النبوات حكر على
بنى إسراثيل » فزعها الله من بينهم بعد أن فقدوا أهليتهم لا .
# إن الإسلام قد كشف خداع وزيف عقائدهم الباطلة ؛ وأنبيت أن كتبهم محرفة
ولا يعول علها ٠ ٍ
# ك أنه قد كشف النقاب عن وجوه الآلحة المزيفة من الأحبار والرهبان والقساوسة
الذين نصبوا أنفسهم آلحة على البشر يهددونهم بالنار والسعير فى مقابل ابتذاذ أمواهم
من الخابيرين 06 .
إله إلا الله .. محمد رسول الله + ومن هنا اعتمل الحقد فى قلوبهم على هذا الدين الجديد
الذى عرى نفوس اليهود والنصارى من زيفها وخداعها وحقدها على الإسلام
والمسلمين » حتى أنهم كانوا يتمئون أن يرتد المسلمون كفارا بعد إسلامهم ء كا يقول
القرآن الكريم : وذ كير مُن فل الكتاب آز يَُونكم من بَعْدٍ إِيمَِكُمْ كقاراً
إلا أن اليهود كانوا أخطر على الإسلام من النصارى ومن أية قوة فى هذه الأرض
ولا نقول هذا الكلام من عند أنفسنا ونما هى تقريرات القرآن الكرم الذى يقول فهم :
, اليهود لا تقتصر عداوتهم للإسلام على المواجهة المادية الظاهرة بل على العكس فهم
أضعف وأجين وأخس خلق الله وإنما تتمثل عداوتهم فيما هو أبعد من ذلك : فى التامر
والكيد والدس فى الخفاءا" والطعن من الخلف » وهم العدو الماكر الذى لاتستطيع أن
زم آل عاذ (فف]
ويكتى أن تعلم أن هناك تلاثة من الحلقاء الراشدين قد قلوا بسي
تستكشف حجمه ولا حقيقته كا أن البهود هم مخترعو كل المذاهب الهدامة فى تاريخ
الإسلام . هم الذين اخترعوا الماركسية » وهم الذين أقاموا الثورة البلشفية الشيو
هم الذين يملكون المال والذهب ووسائل الإعلام والتوجيه ؛ وهم وراء كثير من
الحركات الفكرية والسياسية التى تهدم الدين من أساسه . وهكذا نلاحظ مدى صدق
القرآن حين رتب العداوة فجعل اليهود هم العدو الأول : ثم يأتى بعد ذلك النصارى
الذين م اا أزل عل عمد صل الله عليه وسلم وم يتبعوا قساوستهم الذين
استمعوا ما أنزل على الرسول ففاضت أعينهم من الدمع حين عرفوا أنه الحق .
يأ هؤلاء فى الدرجة الثانية من العداوة وقد أشار الرسول عل إلى أن الروم
( التصارى ) هم أشد الناس على الأمة الإسلامية إلى يوم القيامة + أى أكارهم قوة وعدداً
وهكذا تكون شدة عداوة اليهود فى الكراهية والمكر والعمق وشدة التصارى فى القوة
وعجيب أمر هؤلاء التصارى !! +
كيف يعادون الإسلام والمسلمين ويصادقون اليهود ؟! كيف يتعاونون مع الصهاينة
للقضاء على الإسلام ؟! لقد كان منطق العقل والعدل يتم عليهم أن يتعاونوا مع
الإسلام .
## فلقد ادعى البهود أن مريم أم نبيهم أو إلفهم - م يعتقدون - زانية » وبرأها القرآن
الكريم بل ضرب بها مثلا للنساء العفيفات الطاهرات » وأبطل كل دعاوى اليهود .
# لقد أنكر اليهود نبوة عيسى بل وصفوه بالكفر والضلال واعترف القران بنبوته
لقد قال اليهود : إن قتل النصارى من الواجبات التى يتقرب با الهودى إلى الله
وصان الإسلام دماءهم . ولا نريد أن نسترسل فى هذه المقارنات وإنما ننصح
النصارى بالعودة إلى التلمود اليهودى لكى يقارنوا ما ورد فيه بالحقائق المشرفة
لقد تعاون النصارى مع اليهود حتى أنهم أصدروا وثيقة تبرأ الهود من دم عيسى
مع أن محور عد أو أله مايرا يي كاوه . ولكن الفاتيكان فى سنة 1956م
أى ( التوراة - يعنى اليهودى ) وبين الذى يؤمن أيضاً بالعهد الجديد ( أى الإنجيل
يعنى التصرانى ) ولكن هذا الفرق لا ينقض شيئاً من الأخوة القائمة على أصلنا الواحد :
ألسنا جميعاً أبناء أب واحد فى السماوات ؟ فيجب أن يكون بيننا حب مشرق » حب
نشيط فعال 6( .
يا للعجب !! يعترف بأن اليهود لا يؤمنون يكتابه » ومع ذلك يخطب ودهم
وحبهم !! ( إنه الحقد على الإسلام . الحقد الذى أعماهم عن رؤية الحقيقة والذى
بل إنهم على استعداد لأن يتحالفوا حتى مع الشيطان نفسه فى سبيل نحو الإسلام من
الوجود !! آه لو تجسم التعصب والحقد رجلاً يمشى على الأرض ! لكان هو الصلييى
الذى ضلله المبشرون والمستشرقون فلم يعرف الإسلام على حقيقته » بل راح يخطب
ود اليبود على حساب الإسلام !!
يا قوم : أليس الإسلام هو الذى لعن اليبود وأعلن أن غضبته عليهم ف وَبِكْفْرَهِمْ
ء على الإسلام .
ألا ما أصدق القرآن الكريم حين يقول :
© زأما عن أسباب غصاء الشبوعية للإيمللم :
فلأن الأساس الفكرى للشيوعية هو إنكار الأديان واعتبارها مجرد خرافة وتخدير
لبنى البشر » بينما أساس الإسلام هو الإيمان بالله سبحانه وتعالى كقوة غيبية خالقة
رازقة » حاكمة ؛ مشرعة . إذاً فكل نة من حقائق الإسلام تهدم باطلاً من أباطيل
الشيوعية . وهذا هو سر العداء . ومع أن النصرانية دين أيضاً إلا أن الشيوعية لا تهتم
وقال أيضا :
(1) راجع ص (134) وما بعدها من كتاب البشير والاستعمار فى البلاد المرية
م افقرة 1101
دا القرة 110
السلام واخترعوا لأنفسهم عقائد لا صلة لها يوحى السماء . ومن هنا فالنصارى
هاربون من دينهم قبل أى شىء آخر - وكنائسهم أصبحت أماكن خرية لا تأثير لها
عليهم - حتى أنهم يحاولون الآن جذب الشباب إليها عن طريق الإغراءات الجنسية
حيث تعد صالات الرقص والجنس بعد إقامة الصلوات فى أمريكا .0 .
حولوا بلدانا من التصرانية إلى الماركسية » أما الإسلام فهو العقبة الكتود أمام انتشار
الشيوعية فهو الدين الوحيد الذى احتفظ بنفسه كما نزل على رسوله ؛ منذ خمسة
عشر قرناً من الزمان ؛ لم يحرف ولم يبدل ولم يتعرض لما تعرضت له كتب اليهود
والنصارى من التحريف ؛ أضف إلى هذا أنه الدين الشامل الذى عالج كل مشكلة
ومن هنا لا تستطيع الشيوعية أن تنفذ إلى الأسلام » لأن كل ما تقدمه من حسنات
موجود فى الإسلام وهو يمتاز عنها بأنه نفى خبثها ومساوئها +
المسلمين عن الإسلام حتى ولو كان ذلك بالقوة القاهرة كا يصنعون مع المسلمين الذين
هذه هى القوى المعادية للإسلام » والتى اختلفت فى كل شىء - فى العقائد وى
# إبعاد المسلمين عن الإسلام من حيث الحقيقة إبقائهم عليه من حيث الاسم .
صورة دعوة أو حركة » أو دولة . إنه الثالوث الجهنمى الرهيب الذى تآمر على
ا( راجع ص (3ه) وما بعدعا من حاب الإسلام ومشكلات الخضارة لشي سيد طب
13 من فل اله تعال أن بارت الشبوعية بعد متدور الطعة الأول من هذا اتاب وإن ان عقاء روسيا للإسلام مزال مستا
يليل ما يحدث الآنا في الوسنة ولهرسك وتتلونها مع القرب عند المسامين
الجزارون ونحن الضحايا ومن خلال هذه القوى يواجه المسلم بكثير من الفلسفات
والنظريات التى تحاول اقتلاع الإسلام من جذوره .
يمن هذه الفلسفات :
نظرية التطور الدارونية التى تحاول هدم الأديان من أساسها
#* الفلسفة البرجماتية النفعية الأمريكية التى تقوم على أساس المصلحة والمنفعة دون
اعتبار للقيم والأخلاق .
# الفلسفة الماركسية الملحدة التى تقوم على أساس إنكار كل ما ليس بمحسوس وإثارة
الفتن الطبقية
# الوضعية المنطقية وهى فلسفة مادية تنكر وجود الله وسائر الميتافيزيقا -
# الوجودية الملحدة التى تبالغ فى حرية الإنسان إلى حد إهدار حرية الآخرين
وكرا
انحرافات وفضائح » وإنما نريد أن نستخلص الوسائل والأساليب التى يواجه بها الإسلام
من خلال القوى المعادية .
ونبداً إن شاء الله بأول الأساليب وهو أسلوب المواجهة المادية عن طريق الحروب
والغزو العسكرى .
التطور ل كنانا » العقيدة الإسلامية » وكذلك قمنا ممالحة اللاركسية فى كتانا ؛ انيار الشبوعية أنام الإسلام ف