وبعد : فان الله تعالى قد شرفنى بالانتساب الى طلاب العلم وأكرمنى بخدمة السنة
المطهرة والقيام عليها . فحققت كتاب « بيان خطأ من أخطأ على الشافعى » للبيهقى +
ودفعنى تحقيقه وما لافى من قبول إلى اختيار كتاب « المقصد العلى فى زواتند أبى يعلى
الوصلى » ليكون موضوع رسالتى لنيل درجة الدكتوراة
من الأهمية فى الوقت الذى لايزال مسند أبى يعلى مخطوطا تصعب الاستفادة منه +
ويجمع الزوائد مختصرا على متون الأحاديث دون أسائيدها +
وكتب الزوائد لم يعرض للتعريف بها ووصقها أحد +
يأبو يعلى لم تتطرق الدراسات الحديثة للترجمة عنه وهو علم من علاء الحديت +
وقد عرضت الموضوع على أستاذى الدكتور أكرم العمرى فأقره ووافق عليه وحضنى على
مباشرة العمل به ؛ ثم أمدثى بروافد من أفكاره النيرة وأسلوبه الكتابى المتميز. فبارك الله
وليس لى إلا أن أشكره وأشكر من مدّ يد العون لمساعدتى +
وفد اخترت أن تكون الرسالة على قسمين : -
القسم الأول : ويشمل ثلائة فصول +
الفصل الأول ويتناول دراسة أبى يعلى دراسة شاملة . نسبه ونشاتهة وعضرة +
وتوثيقه . وكلام التقاد فيه . ومكانته العلمية ومؤلفاته وكلامه فى الرواة . واعتاد العلماء عليه +
الفصل الثانى :
ومنهجه فى المصطلح ؛ وأوفامه . وتساهلاته +
الفصل الثالث :
ويتناول الكلام على كتب الزوائد وأهميتها ؛ وسردها والتعريف با ؛ والتعريف بكتاب
« المقصد العلى فى زوائد أبى يعلى الموصلى » ؛ ومنهج الهيثمى فيه *
القسم الثانى
وهوخاص بدراسة وتحقيق كتاب « المقصد العلى فى زوائد أبى يعلى الموصلى » وبشمل
وصف النسخة ؛ وتوئيق نسبتها للهينمى ؛ وأهميتها ومنهجى فى التحقيق ؛ «مقدمة
ثم سرد الكتب والأبواب والأحاديث بحسب ترتيب المؤلف ها *
من أوهامه . وموارده . وبين العراقى
يعلى"؟ أحمد بن على بن المثنى بن يحبى بن عيسى بن هلال التميمى الموصلى , ولد
+ وعاش سبعا وتسعين سنة ؛ وتو فى اليم الرابع عشر من
وكان مولده فى مكان حافل بالعلوم والثقافة . زاخر بالعلياء
يشهد العالم الاسلامى مثله فى ازدهاره الفكرى وحركته ال
ربوع أسرة اشتغلت بالبحث واشتهرت بالعلم والمعرفة +
وتضافر كل ذلك مع همته العالية وما اتصف به من تفى وصلاح وزهد وورع على أن
يسير وفق منهج سلفه من العلماء الجادين . ويترسم خطاهم وبسلك طريقهم ٠ واتعكست
)١( ترجم لأبى يعلى جماعة منهم الحافظ أبوحاتم بن حبان فى الثقات ( انظر؛ ترتيب النقات للهينمى 8/8 ) ٠ وذكره
ابن عساكر فى مواضع من تاريخ دم ١ ( انظر تهذيب تاريخ دمشق 191/97 :198 ؛ والحتوى فى ( معجم
البلدان 134/8 ) . والصقدى فى ( الوانى بالوفيات 981/9 ) . والتعبى فى (١ سير أعلام التبلاء 188/5
وتذكزة الحفاظ ١17/1 . والعبر 174/7 . ودول الاسلام ص 183 ) . واليافعى فى ( مرآة الجنان 144/1 ) وابن.
كثيم ف ( البداية والشهاية 180/11 ) . والبوصيرى فى ( مقدمة تحاف الخيرة ص 8 ) . والسيوطى فى ( طبقات
الحفاظ ص 7 ) . وابن العاد نى ( تنذرات الذهب 16-78 ) , وعمر كحالة فى ( معجم المؤلفين 37/6 ) +
وناك كتب أخرى ترمت له سوى ماذكرنا ككتاب النجيم الزاهرة لابن تغرى بردى 147/7 ١ 5
السعادة , وأعرضنا عن تعدادها لعدم اضافة أى معلينات جديدة تقيدنا ني البحث +
اء فيها للباحث المدفق للوصول الى
معالم تلك الشخصية +
وفى حسبانى أن مرد ذلك التقصير الى التزام أصحاب المصنفات الايجاز فى تراجم
الرجال لكثرتهم وصعوبة استقصاء أخبارهم . ورمما كى لاتطول كتبهم فيمل الذى يطالعها +
خاصة وأن معظم مصنفيها أرادوا بها خدمة علم الحديث دون الاسهاب بذكر أخبار الرجال *
وقدرت أنه نشآ تى الغالب كنشأة غيره من العلماء فتلقى العلم ودرج فى تعلمه
اء والحكام *
فعمت الفتنة بارغام الناس على الاقرار بخلق القرآن ٠ وشاع القول بالاختيار المطلق
مقدرا له قاضيا به , وغير ذلك من آراء القدرية والمعنزلة "' *
العقدية . والفتن التى أوقد نارها جاعات ضالة ؛ وزاد ضرامها بعض ١
وانقسمت خلافة بنى العباس الى دويلات . وتسلط بعض السفهاء على الحكام والخلفاء
الفوضى بين الناس , وانتشر الفساد وتعددت المذاهب والطرق ؛ وقويت الفرق الضالة على
منازعة أهل السنة !)+
وعلى الرغم من تلك الأحداث فقد ظل صرح العلم شامخا قلم تستطع أبدى العابثين
النيل منه ٠ بل شاءت قدرة الله أن تكون الأحداث والمنافسة بين الدويلات من الأسباب
التى دفعت همم الرجال الأفذاذ . للتأليف والتصنيف . فقدموا للأمة الاسلامية مالم تشهد
+ 145/4 سير أعلام النبلاء )١(
+ هو الحافظ محمد بن أحمد بن أبى المثتى )(
+ 8 وشرح العقيدة الطحاوية صن 158 . وكتاب م المنزلة » لزهدى جازالله من . 18/١ انظر الل والتحل ©
+ ) 540 + 511/8 ( تاريخ الاسلام للدكتور حسن ابراهيم حسن )8(
فكانت العراق يومنذ أبرز مراكز العلم والمعرفة الاسلامية والانسانية على حديسواء ؛ لاسا
بعض مدنها كبغداد!"' والبصرة والكوفة +
وكان العلماء يتحدرون اليها كغيرهم للنهل من عذبها الفرات الذى تعددت موارده بالعليع
والفنون كالتفسير والقراءات . والحديث والفقه . والفلسفة . والطب . واللغة . والنحو +
والأدب ؛ والتاريخ ؛ والجغرافيا . والفلك . والرياضيات +
يسبق لها نظير +
وكان أهل الحديث كغيرهم من العلماء قد تألق نجمهم فى تلك الحقبة فدونوا من
الحديث جلها , بل أهمها +
اسحاق بن راهويه ( 178 ه ) ؛ ومسند الامام أحمد ( 141 ه ) ١ ومسند عبد بن حميد
44 ه) . ونوادر الأصول للحكيم الترمذى ( بضع وأربعين وماثتين ) ؛ وستن الداربى
108١ ه ) .؛ وصحيح البخارى ( 187 ه ) ؛ وصحيح مسام ( 133 ه ) وسنن ابن
بكر البزار ( 147 ه ) . ونتن التسائى ( 07 ه ) ١ وسنئد ابي يعلى ( 7077 هد ) +
وصحيح ابن خزية ( 711 ه ) ؛ وغيرها من الؤلفات التى لايتسع المقام لذكرها *
« توثيقه وكلام النقاد فيه »
شهرته بالعلم والتقوى لا تغنى عن أقوال التقاد لتوئيقه وتعديله +
وقد ونقه جاعة من العلماء الذين اشتهروا بالنقد ومعرفة الرجال *
وهم أبو حاتم بن حبان البستى فى كتاب الثقات!"' , والدارتطنى وعبدالغنى بن سعيد
ووصفه ابن كثيرا"' فى مواضع كثيرة من تفسيره بالحفظ والاتقان +
+ ) 33 وموارد الخطيب ص ٠١) 71/7 0 13/1 تاريخ الاسلام ١ انظر )١(
+ 189/4 (؟) ترنيب نقات ابن حبان 10/1 . وسير أعلام التبلاء
+ 187/4 (؟) سير أعلام البلاء
+ 1/6 تفسير ابن كثير )4(
ونقل الذهبى عن والد أبى عبدالله بن منده حكايته اجماع أهل عصره على القن
وقد اشكل علّ أن وصفه !" أبو أحمد عبدالله بن عدى بالتدليس فقال فى ترجمة سليان
ابن داود المنقرى الشاذكونى : كان أبويعلى والحسن بن سفيان اذا حدّثا عنه يقولان
والحق أن أيا يعلى لم يدلسه بل
وذكره
وهذا على اعتبار أن يكون كلام ابن عدى صحيحا لم يطرأ عليه تحريف لاحتال أن
وكلاهيا ثقة +
واختصار أبى يعلى أسماء بعض مشائخه فى معرض الرواية عنهم لا يكانى لوضنه
بالتدليس . ولم يرمه به أحد من أئمة الجرح والتعديل +
ره فى معجم شيوخه '"! باسمه ولقبه كاملا . فقال
أيضا فى « مسنده »ل"" باسمه ولقبه فى معرض الرواية عنه . فلا حجة لأحد بعد
وأحسب أن كلام ابن عدى هو الذى أوقع الهيثمى فى قوله « + بو عبادة
الزرقى
+ 108/1 وانظر ميزان الاعتدال . 1١ ص ١ فى كناب الكامل فى الضعفاء قسم 9 / جزء )١(
(؟) معجم شبوخ أبى يعلى ورقة (11) +
(!) انظر ا سند ابى يعلى ص #ف ) +
١ تأتى ترجتها*
(ه) عيسى بن عبدالرجمن الزرقى . ترجم له ابن أبى حائم وابن حجر » ( الجرح والتعديل 183/7 ؛ والتهذيب
11/4 ؛ والتقريب 14/1 ) +
(0) مجمع الزوائد 43/4 . وانظر ستد أحد 4/1لا +
محمد الزهرى » أحد الرواة عنه وكان كذابا نسب الى أبى يعقى أحاديث موضوعة . وهى طامة
نزه الله أبا يعلى من دنسها كيا نزه غيره من الثقات الذين ابتلوا بمثل ما ابتلى به . فلم أر
بحمد الله رواية له عن أبى بعلى . ولعل العلماء أسقطوها فى وفت ميكر فذهبت أدراج
الريح وسكث ماينفع الناس +
ممن شهد لم بالجلالة والاتقان *
وبمشاركته أبا زرعة الرازى فى معظم مسموعاته بالبصرة
الطويل وهو من تلاميذ الامام مالك . وروايته عن على بن الجعد . ومشاركة جماعة من كبار
المحدثين فى الرواية عنه كأحمد بن حنبل "© . ومحمد بن الحسن الزعقرانى صاحب الشافعى +
ويحبى بن معين ؛ وأبى بكر بن أبى شيبة . واسحاق بن أبى اسرائيل وغيرهم *
وشارك أبا بكر المروزى وخليفة بن خياط فى ابراهيم بن الحجاج النيلى"" وغينه *
وششارك البخارى ونسلا فى عدد كبير من مشائخهيا منهم محمد بن بسار وأبو بكر ابن
شيبة وأبو خيثمة ؛ وأبو كريب محمد بن العلاء *
ولان بشراً بن الوليد الكتدى ملازمة طويلة وأخذ عنه كنب أبى يوسف صاحب أ
وأدرك كثيرا من كبار المشايخ ولم بفته السباع من لهم كما فات غيره !9 +
وعمن فى طبقتهها من أعلام المحدين *
+ 188/3 ميزان الاعتدال )١(