فكينت أول من جمع في دمشقى بين أسلوي الدراسة» وكان العلماء
يومئذ بين (شيخ) لا يعرف من علوم الدنيا الحديثة شيثاً. وبين (أفندي) لا
يفقه من علوم الدين شيئا» إلا شيئً قليلا لا يغني ولا يجزي .
مبكراً إلى ضرورة عرض الإسلام بأسلوب عصري» وكتبت في
- عبد الرازق شيخ الجامع الازهر؛ والشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهرء وخالي محبٌّ
الدين الخطيب». والشيخ ابو الخير الميداني. والشيخ صالح التونسي؛ والشيخ محمد بهجة
البيطار؛ والشيخ توفيق الأيوبي؛ والشيخ أحمد النويلاتي, والشيخ عبدالله العلمي؛ والشيخ
هاشم الخطيب. والأستاذ سليم الجنديء والشيخ عبد القادر المبارك والأستاذ محمد
كرد علي منشىء المجمع العلمي في دمشق. والشيخ المصنف الأديب الشيخ عبد القادر
المغربي» والأديب الراوية الأسشاذ عزالدين التنوخي» والاستاذ معروف الأرناؤوط» والأستاذ
شاكر الحنبلي؛ والأستاذ سعيد محاسن؛ والشيخ عبد القادر بدران الحنبلي؛ والشيخ محمد
الكافي المالكي» والشيخ نجيب كيوان الحنفي؛ والشيخ أمين سويد؛ والشيخ زين العابدين
التونسي» والشيخ أمجد الزهاوي. والحاج حمدي الاعظمي العراقي» والشيخ قاسم القيسي+
عيد السفرجلاني .
وجّدت القرآن على شيخ قراء الشام الشيخ محمد الحلواني» والشيخ عبد الرحيم ديس
وزيت؛ وولده شيخنا (وتلميذ والدي) الفقيه الحنفي الشيخ عبد الرهاب؛ والشيخ عبدالله
المنجد وخلق غيرهم كثير.
لتأليف هذا الكتاب. بل لم أكن أدري ما تاليف الكتب» ولا يخطر على بالي أني سأكون من
كانت بذرة صغيرة جمع الله لها شروط الإنبات» فكان منها شجرة ثابتة الأصل» ممتدة
أسرار خلق الله: إذ يُخرج المختلف من المؤتلف» والمتعدد من الواحد. الأشياء كلها من
الذرة؛ والأحياء من الخليّة. والذرة والخلية مهما في الجميع واحد
(هل يمكن للإنسان أن يعيش بلا دين؟ .
والجواب قطعاً هو: لاء إلا أن يعيش بالمادة وحدهاء وينبذ كل ما
بالطبيعة وجمالهاء والطيور وتغريدهاء والمقبرة ووحشتها؟).
ثم تحدثت عن عالم المثل الأفلاطونية. واستشهدت بأقوال (كانت) و
مكتوباً على غلاف الكتاب (بقلم علي الطنطاوي بكالوريوس في الأداب وفي
منهاء كان احتمال خروج الحمراء واحداً من خمسة»؛ وإذا وضعنا تسعاً
اين كان الاحتمال واحداً من لا نهاية؛ ولا يقول عاقل إن الحمراء تخرج
بحتماً من السحب مزة أو مرتين "أو فئة مزة_
بالمصادفة من غير مسيّر حكيم عليم؟).
)١( المطبوع في دمشق سنة 148 ه وهو الجزء الأول من «رسائل الإصلاح»؛ الي كان لصدورها
أصداء» وألّفت في الكلام عنها كتب منها كتاب «الإفصاح عن رسائل الإصلاح» للشيخ أحمد
الصابوني الحللي رحمه الله
هذا ما قلته من أكثر من خمسين سنة في كتاب لي مطبوع موجود.
ثم صح العزم مني على إصدار كتاب في هذا الموضوع»؛ وجعتٌ
رسائل «سيف الإسلام» التي كنت أصدرها سنة 17344 ه (1430 م) ولكن
ولما ذهبت إلى العراق سنة (1479) مدرّساً للأدب العربي في الثانوية
المركزية في بغداد. وكلفت حيئاً بتدريس الدين. جعل الطلاب يسألونني عن
عشرين سنة كاملة من سنة تأسيسها إلى سنة احتجابها .
الدعوة. فما استجاب لها أحد إلا شيخنا الشيخ محمد بهجة البيطار. وإذا
أمثالي . منذ خمسين سنة (طريق الجمع بين الإلمام بعلوم الدين» والإلمام
بعلوم الدنيا). وقد كثر بحمد الله سالكوه. وصاروا عشرات؛ ثم
صاروا- بحمد الله مرة ثانية مثات» ونشأ فيهم من هو أكثر مني علماء
وأفصح لساناً. وأكثر إيماناً. وأفضل في كل شيءء وألّفوا عشرات من الكتب
وجاءت سنة (1387 ه). فنشرت مقالة في (مجلة رابطة العالم
الإسلامي)؛ عنوانها «تعريف عام بدين الإسلام» تنبّه لها صديقنا معالي الشيخ
محمد عمر توفيق» وزير الحج والأوقاف يومئذء فكتب للرابطة لتكليفي بتأليف
وتبّه لها صديقنا الشيخ مصطفى العطارء فكتب لمعالي وزير المعارف
الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ؛ ووجدت منه ومن معالي الشيخ
عبد الوهاب عبد الواسع وكان يومئذ وكيل وزارة المعارف كل
لتحملني إلى دار زوج بنتي» وهي معي
وشغلت بمتاعب الانتقال» ومباهج الاستقبال» ولقاء الأصحاب والآل+
وسألت كل سائق سيارة؛ وراجعتُ كل مخفر شرطة.؛ فلم أصل إلى شيء»
هدأت نفسي؛ ورجع لي عقلي . قررت أن أستعين الله وأبدأ من جديد.
ص أنزل في ضاحية من عمان: مكتبتي في دمشق» وأوراقي في
العلماء في أكثر من خمسين سنة» وما كان لي فيها من عمل إلا النظر في الكتب
ثم نشرته وزارة المعارف الأردنية. في عدد خاص من مجلتها «رسالة
والمعلمات. في المملكة الأردنية. وكان الفضل في ذلك لله ثم لمعالي
الدكتور إسحاق ' اق - وكان يومئذ مدير دائرة الكتب والمناهج في الوزارة»
الأستاذ سليم الرشدان. ثم نشرته وزارة الدفاع الأردنيةء وكان الفضل في
للصديق اللواء معن أبي نار سفير المملكة الآن في لندن» والصديق أبي أنور
العقيد أحمد العبيدات» وقرأه أفراد الجيش الأردني .
فطبعته طبعة أن
أما الجزء الثاني والثالث اللذان أرجو أن أتكلم فيهما عن الإسلام وعن
الإحسان (أي السلوك الإسلامي)؛ فأنا والله في خجل من القراء وعذري أن
همتي؛ ووهن العزم مني + ولقد كنت في شبابي في تولب دائم» أكتب
الفكرء واختمرت المعلومات» وكثر الناشرون» لم أعد أقوى على العمل؛
الجزاين كتبنّهما بتوفيق الله وعونه كما كتبتُ الأول في عشرة أيام.
هذاء وأنا أرجو أن ينفع الله بهذا الكتاب» وأن يكون زاداً لي يوم لا زاد إل
التقوى وصالح الأعمال. ولقد ذكرت في مقدمة الطئعة السابقة أني أكتب من
ستين سنة (من سنة 147 هم والمطبوع مما كتبت يزيد على ثلاثة عشر
ألف صفحة؛ وأن لي أكثر من خمسين كتاباً ما بين رسالة صغيرة وكتاب كبير»
وأني أحاضر في النوادي من سنة (1748 ه)؛ وأتحدث في الإذاعات بلا
انقطاع من يوم أنثثت محطة الشرق الأدنى في يافاء قبل الحرب الثانية. وأن
إلى عمل قليل تقد للمطبعة
وأنا أرضى أن أنزل عن هذا كله؛ ويوفق الله إلى إكمال هذا الكتاب؛
وإكمال كتاب «ذكريات نصف قرن»”» الذي أروي فيه خبر ما رأيت وما
شهدت في الشام حكم العثمانيين» وحكم الشريف فيصل وحكم
إلى (فولندام) في أقصى الشمال من هولنداء ورأيت حلواً ورأيت زا وذقت
سوريا والعراق ولبنان والسعودية آلافاً وآلافاء منهم من صار رئيس جمهورية»
راء أو أستاذ في الجامعة؛ أو مقدماً في عالم المال والأعمال
كثث أرى وأسمع كل شيء؛ ولطالما وقفت مواقف كانت حديث الناس وكانت
)١( وقد صدر منه
انية أجزاء بعنوان (ذكريات) جمعت فيها ما نشرته في مجلة (المسلمون) ثم في
فيارب لا تجعل عملي يذهب سُدى؛ واكتب لي بفضلك ورحمتك
بعض الثواب عليه. اللهم اجعل ما كتبت وما خطبت من العلم النافع الذي لا
ينقطع بانقطاع العمر.
اللهم إني أستغفرك. وأتوب إليك؛ وأسألك حسن الخاتمة. والوفاة
على الإيمان.
جدّة (الزهراء): 70 ذو القعدة 14508 ه
بينيديٍ_الكتاب
وحجارة منثورة؛ وأشواك وحفر. يصعب تسلقه؛ ويتعسر السيرفيه؛ ولكن أمامه
لوحة نصبتها الحكومة» فيها: إن هذا الطريق على وعورة أوله؛. وصعوبة
المقصودة. والثاني معبّد. تظلّله الأشجار ذوات الأزهار والثمار. وعلى جانبيه
والهلاك الأكيد .
فأي الطريقين تسلك؟.
لاشك أن النفس تميل إلى السهل دون الصعب, واللذيذ دون المؤلم؛
وتحب الانطلاق وتكره القيود. هذ فطرة فطرها الله عليهاء ولو ترك الإنسان
نفسه وهواهاء وانقاد لها سلك الطريق الثاني؛ ولكنّ العقل يتدخل» يوازن
بين اللذة القصيرة الحاضرة يعقبها ألم طويل» والألم العارض المؤقت تكون
)١( أقهي : داوم على شرب القهوة.
هذا هو مثال طريق الجنة. وطريق النار:
طريق النار فيه كل ما هو لذيذ ممتع؛ تميل إليه النفس»؛ بحن يه
الهوى» فيه النظر إلى الجمال ومفاتنه؛ فيه الاستجابة للشهوة ولذاتهاء فيه
المال من كل طريق والمال محبوب مرغوب فيه» وفيه الانطلاق ل“
والنفوس تحب الحرية والانطلاق» وتكره القيود.
وطريق الجنة فيه المشقات والصعاب» فيه القيود والحدود» فيه مخالفة
النفس» ومجانبة الهوى. ولكن عاقبة هذه المشقة المؤقتة في هذا الطريق»
اللذة الدائمة في الآخرة. وثمرة اللذة العارضة في طريق النار» الألم المستمر
في جهنم. كالتلميذ ليالي الامتحان يتالم حين يترك أهله عاكفين على
الألم لذة النجاح. وكالمريض يصبر أياماً على ألم الجمية عن أطايب الطعام
فينال بعدها سعادة الصحة.
وضع الله الطريقين أمامتاء ووضع فينا مُلكة نفرّق بها بينهماء . نعرف بها
الخير من الشرء سواء في ذلك العالم والجاهل+؛ والكبير والصغير. كل منهم
يخاف أن تلحق به؛ فتنزعها منه؛ أفليس معنى هذا أنه أدرك أن اللقمة الأولى
حق له والثانية عدوان منه؟.
أذنب ذنباً نأى فوقف بعيداً؛. يصبص بذنبه؛ كأنه يدي المعذرة أو يتوقع
)١( الراثي: كلمة وضعتها للتلفزيون» اسم فاعل) بمعنى (اسم المفعول) على المجاز
العقلي ؛ كقوله تعالى 0 »+ أي: في عيشة مرضية.