منه. «وثبت أن النبي صل الله عليه وسلم لم يمت حتى أى ببيان جميع
ما يحتاج إليه في أمر الدين والدنيا. وهذا لا مخالف عليه من أهل السنةم»
علا قال: فقال صل الله عليه وسلم : «ما بقي شيء يقرّبٍ من الجنة.
ويباعد من النار» إلا وقد بين لكم»
ومن هنا نعلم أن هذا الدين قد نظم حياة الأمة في جميع العصور إلى
أن يرث الله الأرض ومن عليهاء فهودين شامل لجميع نواحي الحياة. في
أن يقال: إن هناك ما لادخل للدين فيه؛ ولا يسوغ بحال تجزئة الدين بأخذ
بعضه؛ ونبذ بعضه الآخر :
اتاب تاق مِلِعَتَاسَمَننَ ؟.
لكن كيف للأمة بعد رسول الله صل الله عليه وسلم معرفة ما أمرت
لا شك بأن كتاب الله جل وعلا فيه الهدى والنور» بيد أنه أجمل أموراً
لا بد من تفصيلها وتوضيحهاء وسكت عن
عنهاء لاعن قصور في هذا الكتاب. لكن لتم البلوى والامتحان. ويتمخخص
الناس» ويظهر مدلول قوله تعالى
)١( الاعتصام للشاطبي (ص 44)
() أخرجه الطبراني في الكبير (113/9 رقم 1147)» وقال الميثمي في الجيع
(114/8): «رجال الطبراني رجال الصحيح ؛ غير محمد بن عبد الله بن يزيد المقري+
(©) الآية (ه8) من سورة البقرة
ولو أن أحداً من الناس رام الاقتصار على ما نص عليه كتاب الله تعالى
من أحكام. لكان للصواب انا وعن الحى متباعداء فمن أين له معرفة عدد
وقد أدرك رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه خطورة هذه
وفي رواية: «الاهل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهومتكىء على
معرفة
وعن شبيب بن أبي فضالة المككي أن عمران بن حصين رضي الله
لتحدثوننا بأحاديث لم نجد لها أصلا في القرآن؟ فغضب عمران» وقال للرجل:
)١( الآية (88) من سورة النساء
(9) أخرج الرواية الأول أبوداود في سننه (ه/١1 رقم 8504) في السئة؛ باب في لزوم
السنة. والإمام أحمد في المسند (180/4- 171)؛ كلاهما من طريق حريز بن عثمان؛
عن عبد الرحمن بن أبي عوف؛ عن المقدام بن معد يكرب»؛ به. واللفظ لأبي داود
عنه أن يقال عند حديث رسول الله ضلى الله عليه وسلم : والإمام أحمد في المسند
(/171)؛ وابن ماجه (1/1 رقم )١7 في المقدمة؛ باب تعظيم حديث رسول الله
.صل الله عليه وسلم » ثلاثتهم من طريق معاوية بن صالح ؛ عن الحسن بن جابر؛
المغرب ثلاثا. والغداة ركعتين» والظهر أربعاً. والعصر أربعاً؟ قال: لا» قال:
أخذ: اه عن النبي صل الله عليه وسلم ؛ وأخذتموه عنا
القرآن؟ فعمّن أخذره؟ ألستم أخذتموه عناء وأخذناه عن رسول الله صل الله
سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: «لا جلب ولا جنب
ولا شغار ذٍِ ا قال: سمعتم الله تعالى قال في كتايه:
لص لدرمس امموعة دو
والجَلَبٌُ في السباق: أن يضع من بجلب على الفرس عند السباقء وبصيح به ليحت
والجنْبُ في الصدقة: أن ينزل العامل بأقصى مواضع أصحاب الصدقة؛ ثم يأمر
تحوّل إلى المجنوب
غريب الحديث (381/1 و 07*) و(887/17). وجامع الأصول (3605/4- 117
قال عمران: فقد أخذنا عن نبي الله صل الله عليه وسلم أ:
ليس لكم بها علم!».
مستلزمات الإيمان» فقال تعالى:
حر ال واد سوا
الصحيح لآيات القرآن. . فعن علقمة؛ عن عبد الله بن مسعود رضي الله
السمعاني في «أدب الإملاء والاستملاء» (ص 4)
(3) الآية (69) من سورة النساء
(©) الآية (9) من سورة آل عمران
(4) الآية 39) من سورة النور
(9) الآية (1) من سورة
المغيّرات خلى الله . فقال عبد الله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى
الله عليه وسلم » وهوفي كتاب اللهء فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي
ولست أريد الاستطراد في ذكر الأدلة على وجوب الأخذ بالسنة. فقد كفانا
هذاء على وجوب الأخذ بالسنة كمصدر ثان للتشريع الإسلامي؛ وأنها هي
المبيئة للقرآن كما قال تعالى:
ونظراً لاستقرار هذا المفهوم لدى سلف الأمة؛ فقد صرفوا جل اهتمامهم
عبد الله بن عمروبن العاص رضي الله عنما - يكتب كل شيء سمعه من
الرسول فخذوه».
ومسلم (1978/7 رقم *18) في اللباس والزينة؛ باب تحريم فعل الواصلة
(©) الآية (44) من سورة النحل
(4) أخرجه البخاري (/443 رقم 1431) في الأنبياء؛ باب ما ذكر عن بني إسرائيل
كل شيء ورسول الله صل الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: مامن أصحاب النبي
ع ا إلا ماكان من غيد الله بن
وسلم . ففي حديث أبي موسى الأشعري أنه جاء إلى عمر بن الخطاب» فقال:
السلام عليكم» هذا عبد الله بن قيس» فلم يأذن له؛ فقال: السلام عليكم»؛
أبوموسى . قال عمر إن وجد بينة تجدوه عند المنبر عشيّة؛ وإن لم يجد بينة؛
)١( أخرجه أبوداود (30/4 رقم 2143) في العلم؛ باب كتاب العلم
)١( أخرجه البخاري (56/1 10 رقم )١١7 في العلم» باب كتابة العلم.
(©) أخرجه البخاري (148/4 رقم 1097) في البيوع؛ باب الخروج في التجارة. ومسلم
(/14 رقم 7©) في الآداب» باب الاستئذان» واللفظ لمسلم.
ثم لم تزل العناية بجمع السنة وحفظها موضع اهتمام الصحابة رضي
الله عنهم ؛ إلى أن بلغ الأمر ببعضهم إلى أن يرحل من المدينة إلى مصر في
طلب حديث واحد
قال عطاء بن أبي رباح: خرج أبوأيوب إلى عقبة بن عامر وهو بمصر
يسأله عن حديث سمعه من رسول الله صل الله عليه وسلم -. لم يبق أحد
منزل مسلمة بن لد الأنصاري؛ وهوامير مص فأخبر به؛ فعجل» فخرج
معه من يدله على منزل عقبة؛ فأخبر عقبة به فعجل» فخرج إليه؛ فعائقه»
وقال: ما جاء بك يا أبا أيوب؟ فقال: حديث سمعته من رسول الله صل الله
عليه وسلم ء لم يبق أحد سمعه غيري؛ وغيرك» في ستر المؤمن» قال عقبة
الدنيا على خزية ستره الله يوم القيامة»؛ فقال له أبوأبوب: صدقت؛ ثم
مسلمة بن مخلد؛ إلا بعريش مصرا"».
وزاد من حرص الصحابة رضي الله عنهم ظهور تلك الفرق في
عصرهم»؛ وقد اتقذت سنة الرسول صل الله عليه وسلم مطيّة لتحقيق
أهدافهاء ومآربهاء فتأضّل لديهم مبدأ التبّت في تلقي السنة.
197 /6( أخرجه الحميدي في مسنده (184/1 - 180 رقم 384)؛ وأحمد في مسنده )١(
رقم 4 و5 174 - ١18 والخطيب في «الرحلة في طلب الحديث» (ص ١و
فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه؛ ولا ينظر إليه؛ فقال: يا ابن عباس مالي
لا أراك تسمع لحديثي؟ أحدّثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم -؛
ثم تأثر بهذا المبدأ التابعون؛ ونشأ علم الجرح والتعديل»؛ وهكذا لم يزل
السلف من الصحابة فمن بعدهم يولون السنة هذا الاهتمام؛ فحفظ الله بهم
تبين صحيح الأحاديث من سقيمهاء ونقد أسائيدها ومتونهاء وهم جمع
وأبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري رحمهما الله .ء فسارعا إلى تدوين
وسأل أبوبكر ابن أخت أبي النَضْر الإمام مسلاً عن حديث
)١( أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (17/1)؛ وابن ماجه (13/1 رقم 17) في المقدمة.
باب التوقي في الحديث عن رسول الله صل الله عليه وسلم » واللفظ لمسلم
() هدي الساري (ص 9
(©) صحيح مسلم (4/1 30 رقم 19) في الصلاة؛ باب التشهد في الصلاة
العلماء في محاولة التأليف في الصحيح كما فعل الشيخان.
تلقّت أحاديث هذين الكتابين بالقبول» وقد عرض البخاري كتابه الصحيح
وبعد أن حظي هذان الكتابان بهذه المكانة في نفوس المسلمين». صرف
العلماء جهودهم لحدمتههاء فالفت المستخرجات عليههاء وترجم لرجالشيماء
وعملت لما الشروح . . . ؛ إلى غير ذلك من تنيع الجهود
ونظراً لاختلاف الاجتهاد. فقد وبّه بعض العلماء شيئاً من الانتقاد
وقد استغل بعض المبتدعة شهرة الصحيحين؛ ومكانتهها في نفوس
المسلمين للطعن في السنة؛ بدعوى حصر ما صح منها في عدد لا يتجاوز عشرة
المصنفات فسقيمة غير صحيحة
وكان هذا هوالسبب الباعث للحاكم _ رحمه الله في تأليف كتابه
«المستدرك»؛ فإنه استشعر ما تنطوي عليه هذه المقالة من القدح في سنة
المصطفى صل الله عليه وسلم . فبادر إلى إخراج أحاديث استدركها على
)١( الموضع السابق من هدي الساري