©( 1 سس فتن التكفير ك-
فهذه الأحاديث وغيرها كثير تُحذّر من إطلاق التكفير على المسلمين+
وذلك لأنه لا يجوز تكفير المسلم إلا إذا وقع فيما يوجب الكفر» لأذمن
تأكد دخوله في الإسلام ؛ فإنه لا يجوز تفسيقه أو تكفيره أو لعنه وإخراجه
من الدين إلا ببينة توجب ذلك ؛ وهذا لا يكون إلا للعلماء الراسخين في
العلم؛ وللقضاة؛ وولاة الأمور ؛ فهم الذين يحكمون على فلان بأنه كافر
لمعرفتهم بالأدلة والشروط والموانع لهذه المسألة الخطيرة ٠
لقد انتشر في هذا الزمان إطلاق الكفر واللعن والتفسيق على المسلمين»
بدون ضوابط شرعية وبدون فقه وتثبت» وهذا لاشك أنه أمر خطير جداً +
فلا يجوز تكفير المسلم بمجرد وقوعه في خطأ أو معصية ؛ ولو كانت هذه
المعصية من الكبائر ما لم يستحل ذلك » فإن استحل ذلك فإنه يحكم بكفره؛
فإن زنى أو سرق أو شرب الخمر فلا يقال بأنه كافر ؛ بل يقال : إنه عاص
وفاسق ؛ فإن قال : إن الخبمر أو الزنى أق البرقة وغي ذلك حال ولم
أكبر .
لخطورة هذه المسألة وعظم شأنها فقد تصدى لها العلماء قدياً وحديثاً»
يبيأنا وتوضيح شروطهنا رموانعنها »ومن العلماء المعاضرين الذينتصذيا
لهذه المسألة كث أ في دروسهم ومحاضراتهم وفتاواهم» فضيلة الشيخ العلامة
المحدّث محمد ناصر الدين الألباني . فقد وج لفضيلته سؤال حول مسألة
التكفير فأجاب عليها جواباً شافياً كافياً أزال عنها الأبس والغموض وأوضح
فيها طريق الصواب ؛ وسلك فيها سبيل المؤمنين
فتنة التكغير را
وقد نُشرت هذه الكلمة في بعض المجلات والجرائد العربية!') » ونظراً
لأهمية هذه الكلمة فقد قام سماحة العلأّمة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن
باز بالتعليق عليها مؤيداً العلامة الألباني فيما ذهب إليه ٠
كما قام العلآمة الشيخ محمد بن صالح العثيمين بالتعليق على هذه
الكلمة المهمة في أحد دروسه بالجامع الكبير في مدينة عنيزة بمنطقة
ولأهمية هذا الموضوع » فقد قمت بجمع وترتيب كلمة العلأمة الألبانفي
مثبتاً عليها تعليقات العلآمة ابن عثيمين (" ؛ ثم في ختام الكلمة أضفت
تعليق سماحة العلامة ابن باز 9 .
ثم أضفت إلى ذلك مسائل مهمة تتعلق بالموضوع » ومن ذلك :
الحكم بالتكفير وت ير الحكام/ للعلامة ابن عثيمين .
التكفير المطلق والمعين وشروط التكفير +
موقف أهل السنة والجماعة في مسألة التكفير +
)١( شرت كلمة
أيضاًفي جريدة المسلمون العدد (807) » بتاريخ 14136/5/8ه الموافق
4 / محم
(7) تعليق العلأمة ا؛
كان مسجلاً على شربط تسجيل وقد قمت بنسخه ؛ وأثبته في
(©) تعليق سماحة العلآمة ابن باز نُشر في مجلة الدعوة العدد )191١( ؛ بتاريخ
1١ 416/8 1ه الموافق /1١/8 1488م . كما نشر أيضاً في جريدة المسلمون العدد
(281) وتاريخ 1415/9//17ه الموافق 3/ 16/ 1448م
الحكم بغير ما أنزل الله ؛ أقسامه وأحكامه / للعلامة ابن عثيمين .
أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم » وأن يجعله
في ميزان حسناتنا » وأن يجزي علماءنا ومشايخنا عنا وعن الإسلام خير
آبو أنس علي بن حسين أبو لوز
يوم الثلاثاء 2117/1/4 ١ه
ا موافق 1445/1/12م
الرياض - حي ا خالدية
فتنة التكفير
للعلامة محدث العصر
محمد ناصر الدين الألباني
سماحة الشيخ العلاّمة عبد العزيز بن باز
المفتي العام للمملكة
وفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
عضو هيئة كبار العلماء
وتأبيدهما للعلامة الألباني فيما ذهب إليه
للشيخ العلامة الحدّث
محمد نا صر الدين الألباني
هذا سؤال موجه للشيخ العلآمة الألباني هذا نصه "" :
فضيلة الشيخ : لا يخفى عليكم ما احتوته الساحة الأفغانية في ذلك
والتي استطاعت - وللأسف - أ أفكارها الخارجة عن منهج السلف
الأتكار تكفير الحكام ! ! وإحياء السنن المهجورة كالاغتيالات - كما
يدّعون - .
والآن وبعد رجوع الشباب السلفي إلى بلادهم بعد ( الجهاد ) ؛ قام
بعضهم ببث هذه الآراء والشبّه بين الشباب في مجتمعاتهم ؛ وعلمنا أنه قد
حصل بينكم وبين أحد الإخوان مناقشة طويلة في مسألة التكفير ؛ ولردائة
)١( سجل هذا الحوار على
فضيلة الشيخ محمد عيد العباسي وفقه الله تعالى . وهو مطبوع ضمن كتاب فتاوى
ال الألباني ومقارنتها بتاوى العلماء؛ إعداد عكاشة عبد المنان صفحة : 107-1778
يخ 5/ 413/5 1ه الموافق 4/14/ 1446م
ونظراً لأهمية المرضوع فقد علق فضيلة الشيخ العلآمة محمد بن صالح العثيمين بتعليقات
قيّمة على جواب العلاسة الألباني في بعض المواضع ؛ وقد أي الشيخ ابن عشيمين العلامة
الألباني فيما ذهب إليه في مسألة التكفير ومسألة الحكم بغير ما أنزل الله , فجزا الله
الشيخين خير الجزاء؛ ونفع بعلمهما ونصر بهما هذا الدين ؛ إنه سميع مجيب ٠
التسجيل لهذه المناقشة نود من فضيلتكم البيان في هذه المسألة ؛ وجزاكم الله
فأجاب وفقه الله تعالى للصواب قائلاً :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ؛ ونعوذ بالله من شرور
هادي له ؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له » وأشهد أن محمداً
عبد ه ورسوله .
أما بعد :
أن مسألة التكفير ليس فقط للحكام ؛ بل وللمحكومين أيضاً +
هي فتنة قديمة تبنتها فرقة من الفرق الإسلامية القديمة وهي المعروفة
والخوارج طوائف مذكورة في كتب الفرق » ومنها فرقة لا تزال موجودة
الآن باسم آخر وهو : (الإباضية) .
وينشرون بعض الرسائل وبعض العقائد التي هي عين عقائد الخوارج
القدامى ؛ إلا آنهم يتسترون بخصلة من خصال الشيعة » ألا وهي التقية ٠
ي تكفير أصحاب الكبائر ؛ فالآن يوجد في بعض الجماعات الذين
يلتقون مع دعوة الحق في اتباع الكتاب والسنة » ولكنهم مع الأسف الشديد
يقعون في الخروج عن الكتاب والسنة من جديد وباسم الكتاب والسنة +
والسبب في ذلك يعود إلى أمرين اثنين في فهمي ونقدي :
أحدهما هو : ضحالة العلم وقلة التفقه في الدين +
والأمر الآخر_ وهو مهم جدا- : أنهم لم يتفقهوا بالقواعد الشرعية ؛
عنها من تلك الفرق المنحرفة عن الجماعة التي أثنى عليها رسول الله ته في
غير ما حديث ؛ بل والتي ذكرها ربنا عز وجل » وبين أن من خرج عنها
يكون قد شاق الله ورسوله » أعني بذلك قوله عز وجل : رمن افق
ا فإن الله عز وجل لأمر واضح جداً عند
أهل العلم لم يقته ر على قوله : وس يُضاقق الرسُول من بعد ما بين لَه
.. 1 1 وإنا أضاف إلى مشاققة الوسول اتباع غير
خالف سبيل المؤمنين : فحسبه جهنم وبئس المصير
سلقنا الصالح .
116 : صورة النساء » الآية )١(
الصلاة والسلام تأكيداً بالغاآ في غير ما حديث نبوي صحيح » وهذه
ليست مجهولة عند عامة المسلمين» فضلاً عن خاصتهم ؛ لكن المجهول فيها
هو أنها تدل على ضرورة التزام سبيل المؤمنين في فهم الكتاب والسنة »
بجماعة (التكفير) .
وهؤلاء قد يكونون في قرارة أنفسهم صالحين ومخلصين » ولكن هذا
وحده غير كاف ليكون صاحبه عند الله عز وجل من الناجين المفلحين .
إذلابد للمسلم أن يجمع بين أهرين اثشين :
بين الإخلاص في النية لله عز وجل .
© وبين حسن الاتباع لما كان عليه النبي ل .
فلا يكفي إذاً أن يكون المسلم مخلصاً وجاداً فيما هو في صدده من
العمل بالكتاب والسنة والدعوة إليهما ؛ بل لا بد بالإضافة إلى ذلك من أن
الثلاث والسب لسبعين؛ وهو قوله عليه الصلاة والسلام ٠: افترقت اليهود على
إحدى وسبعين فرقة؛ وافترقت التصارى على اثنتين وسبعين فرقة ؛ وستفترق
أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ؛ كلها في النار إلا واحدة » قالوا : من هي
كئنة التكفير .سر
يارسول الله؟ قال : 1 الجماعة ١8 + وفي رواية ٠: ما أنا عليه وأصحابي» !7 .
فنجد أن جواب النبي كل يلد يلتقي تماما مع الآية السابقة : ( ويتيع غير
سبل الْمُرسين» (".
فأول ما يدخل في عموم الآية : هم أصحاب الرسول عليه الصلاة
والسلام . ِ
فلم يكتف الرسول تنه في هذا الحديث بقوله : «ما أنا عليه 8 وقد
يكون ذلك كافياً في الواقع للمسلم الذي يفهم حقاً الكتاب والسنة ؛ ولكنه
عليه الصلاة والسلام كتحقيق عملي لقوله عز وجل في حقه : بالْمُوْسِنَ
)١( أخرجه ابن ماجه برقم (447) . وابن أبي عاصم في السنة : (097/1. والطبراني في
الكبير : 170/180 واللالكاني في شرح أصول اعتقاد أهل السنة : (1/ 10٠
والحاكم في مستدركه (41/1). كلهم من طريق عمرو بن عثمان » حدثنا عبادين
يوسف» حدثنا صفوان بن عمرو ؛ عن راشد بن سعيد » عن عنوف بن مالك . .
الحديث . قال الألباني في تحقيق السنة لابن أبي عاصم : إسناده جيد ؛ ورجاله كلهم
ثقات معروفون ؛ غير عباد بن يوسف وهو ثقة إن شاء الله . وصحح إسناده الألباني في
السلسلة الصحيحة )7٠4(
وأخرجه أبو داود برقم (/40941) , وأحمد في المسند )٠١7/4( . والحاكم في المستدرك
(178/1) . وابن أبي عاصم في السنة (1//ا) وغيرهم . من طريق صفوان بن عمرو +
قال : حدثئي أزهر بن عبد الله الحرازي عن أبي عامر الهوزني عن معاوية . . . الحديث
() أخرجه الشرمذي برقم (741؟) . والحاكم في المستدرك (118/1). واللالكاني في
شرح أصول اعتقاد أهل ال (44/1). والأآجري في الشريعة : (6/ 15) +
والمروزي في السنة : (18)» وابن وضاح في البدع والنهي عنها : (80) من حديث عبد
الله بن عمرو رضي الله عنهما. قال الترمذي : حديث مفسر لا نعرفه مثل هذا إلا من
هذا الوجه . وللحديث شواهد ترفعه مرتبة الحسن . قال الشيخ محمد عيد العباسي
حفظه الله : وفي هذه الرواية ضعف ولكن يشهد معناها نصوص كثيرة . (المجلة السلفية
العدد الأول 1415ه) +
(©) سورة النساء » الآية : 118