وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي كه يقول : ٠ لا يرمي
فهذه الأحاديث وغيرها كثير تُحذّر من إطلاق التكفير'"" على
المسلمين» وذلك لأنه لا يجوز تكفير المسلم إلا إذا وقع فيما يوجب
الكفر » لأن من تأكد دخوله في الإسلام ؛ فإنه لا يجوز تفسيقه أو
تكفيره أو لعنه وإخراجه من الدين إلا ببينة توجب ذلك .
إننا في زمان كثر فيه الكلام عن التكفير واللعن والتخليد في
في الأحكام غلوا قثا فيه الحق : فلا نربي مستخقًا متهاونًا ؛ ولا
ندفع أحداً إلى قنوط أو يأس؛ ولا نساهم في بناء إنسان لايرى
() تكفير العصاة هو منهج الخوارج قديماً ومن سار على طريقهم؛ وقد تقلده بعض
الجماعات اليوم ومن ذلك جماعة (التكفير والهجرة) وهي نموذج للخوارج في العصر
هذه الجماعة راجع كتاب الخوارج للدكتور ناصر العقل فقد بيّن أصول وسمات هذه
الحديث. وقد كفروا الحكام والأشخاص والمجتممات المسلمة . ومع
إن تكفير المسلم يجب أن يكون بضوابط شرعية وفقه وتثبت»
ولا يكون ذلك إلا للعلماء الراسخين في العلم والقضاة؛ فهم الذين
يحكمون على فلان بأنه كافر لمعرفتهم بالأدلة والشروط والموانع لهذه
فلا يجوز تكفير المسلم بمجرد وقوعه في خطأ أو معصية ؛ ولو
فإنه يحكم بكفره؛ فإن زنى أو سرق أو شرب الخمر فلا يقال بأنه
كافر ؛ بل يقال : إنه عاص وفاسق » فإن قال : إن الخمر أو الزنى أو
السرقة وغير ذلك حلال ولم يحرمها الله؛ واعترض على تحري الله
لها؛ فإنه لاشك يكون كافراًكفراً أكبر +
إن مسألة التكفير تأتي في طليعة ما يعاني منه الشباب اليوم من
عدم وضوح الرؤية وسلامة النظرة؛ وهنا لا بد من وضع الأمر في
لذا فقد تصدى لهذه المسألة العلماء قديماً وحديثاً» ببيان وتوضيح
)١( أحكام عصاة ا منين لشيخ الإسلام ابن تيمية » جمع وتقليم مروان كجك ص لا
(7) المصدر السابق؛ ص 7
المسألة كثيراً في دروسهم ومحاضراتهم وفتاواهم؛ فضيلة الشيخ
العلأمة امحدّث محمد ناصر الدين الألباني . فقد ألقى فضيلته كلمة
قيمة جواباً على سؤال حول مسألة التكفير أزال فيها اللبس
وقد نُشرت هذه الكلمة في بعض المجلات والجرائد العربية»
ونظراً لأهمية هذه الكلمة فقد قرّظ لها سماحة العلأّمة الشيخ عبد
العزيز ابن عبد الله بن باز
كما قام العلآمة الشيخ محمد بن صالح العثيمين التعليق على
هذه الكلمة المهمة في أحد دروسه بالجامع الكبير في مدينة عنيزة
بمنطقة القصيم .
ولأهمية هذا الموضوع + فقد قمت بجمع وترتيب كلمة العلآمة
الألباني مثبتاً عليها تعليقات العلآمة ابن عثيمين ؛ ثم في ختام الكلمة
أضفت تقريظ سماحة العلامة ابن باز ٠
ثم أضفت بعد ذلك مسائل مهمّة تتعلق بالموضوع ؛ ومن
الحكم بالتكفير وتكفير الحكام .
فتنة التكفير مبترؤزدد
التكفير المطلق والمعين وشروط التكفير .
موقف أهل السنة والجماعة في مسألة التكفير .
ثم أضفت بعد ذلك مجموعة من الفتاوى حول مسألة الحكم
بغير ما أنزل الله ومسألة التكفير للعلامة ابن باز » والعلامة ابن
عثيمين» والعلامة ابن جبرين » واللجنة الدائمة .
ثم ختمت الكتاب ببحث مهم جدآ ألا وهو : وجوب تحكيم
شرع الله ونبذ ما خالفه لسماحة العلامة عبد العزيز بن باز .
وأخيراً : أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه
ومشايخنا عنا وعن الإسلام خير الجزاء ؛ وأن ينصر بهم هذا الدين +
وصحبه وسلم .
يوم الثلاثاء 2117/3/4 ١ه
ال مرافق 6 3١/445/5١م
الرياض - حي ا خالدية
فتنة التكفير
للعلامة الشيخ محدّث العصر
محمد ناصر الدين الألباني
فرظ لها
سماحة الشيخ العلأمة عبد العزيز بن باز
وعلق عليها
فضيلة الشيخ العلاآمة محمد بن صالح العثيمين
كك فتةالتكفير
للشيخ العلامة الحدث
محمد نا صر الدين الألباني
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ؛ ونعوذ بالله من شرور
يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
آما بعد ١
)١( هذه بداية كلمة العلامة الألباني والتي تم تسجيلها على الشريط السبعون بعد الماثة
السادسة»؛ بتاريخ 1417/5/17ه » الموافق 11/7/ 1447م . وهي مطبوعة
ضمن كتاب (فتاوى الشيخ الألباني ومقارئتها بفتاوى العلماء)؛ إعداد عكاشة
عبدالمنان صفحة : 197-118 وقد راجمها وصححها وعلَّ عليه فضيلة الشيخغ
محمد عيد العباسي وفقه الله تعالى . ثم نشرتها المجلة السلفية العدد الأول
8ه كمانشر يضاً جريدة المسلمون العدد (997) وتاريخ 8/ 1513/8ه
الموافق 1446/4/75
وقد أعاد صياغتها مؤخراً أخ نا الشيخ علي بن حسن عبد الحميد الحلبي ؛ ثم قرأها على
العلامة الألباني فزاد عليها وأذن بنشرها
ونظراً لأهمية هذه الكلمة فقد قرّظ لها سماحة الشيخ العلآمة عبد العزيز بن باز المفتي
العام للمملكة .
كما قام فضيلة الشيخ العلآمة محمد صالح العشيمين بالتعليق عليها في بعض المواضع؛
وقد سجلت هذه التعليقات على شريط تسجيل ؛ وقد قمت بنسخها وإثباتها في
مواضعها على كلمة العلاسة الألباني. وقد راجع الشيخ ابن عثيمين هذه التعليقات
فإن مسألة التكفير عموماً لا للحكام فقط ؛ بل وللمحكومين
أيضاً هي فتنة عظيمة قديمة؛ تبنتها فرقة من الفرق الإسلامية
ومع الأسف الشديد فإن البعض من الدعاة أو التحمسين قد يقع
في الخروج عن الكتاب والسنة ولكن باسم الكتاب والسنة .
والسبب في هذا يعود إلى أمرين
أحدهما هو : ضحالة العلم .
والأمر الآخر_ وهو مهم جد - : أنهم لم يتفقههوا بالقواعد
كل من خرج عنها من تلك الفرق المنحرفة عن الجماعة التي أثنى
عليها رسول الله # في غير ما حديث ؛ بل والقي ذكرها ربنا
تحت اسم آخر ء هو : (الإباضية)
والعقائد التي هي عين عقائد الخوارج القدامى » إلا أنهم يتسترون بخصلة من خصال
الشيعة ؛ ألا وهي ٍ
فهم يقولون : نحن لسنا بالخوارج ؛ والحق أن الأسماء لا تغير من حقائق المسميات
شيئاً ؛ وهؤلاء يلتفون من جملة ما يلتقون به مع الخوارج في مسألة تكفير أصحاب
الكبائر
ويا بات زا
اقول ا 5
فاتباع سبيل المؤمنين أو عدم اتباع سبيلهم أمر هام جدًا إيجاباً
ومن خالف سبيل المؤمنين : فحسبه جهنم وبئس المصير .
تعالى عليهم جميعاً.
وهذه الفقرة من الآية الكريمة : ينع غير سيل الْمُْنينَ »
أكدها عليه الصلاة والسلام تأ
آفي غير ما حديث نبوي
صحيح .
عامة المسلمين فضلاً عن خاصتهم لكن المجهول فيها هو أنها تدل
على ضرورة التزام سبيل المؤمنين في فهم الكتاب والسنة ووجوب
وهذه النقطة يسهو عنها ويغفل عن ضرورتها ولزومها - كثير
بعض أنواع الجماعات التي تنسب نفسها للجهاد وهي في حقيقتها
من فلول التكفير .
فهؤلاء وأولئك قد يكونون في دواخل أنفسهم صالحين
ومخلصين » ولكن هذا وحده غير كاف ليكون صاحبه عند الله عز
وجل من الناجين المفلحين .
إذ لابد للمسلم أن يجمع بين أمرين اثتين :
* صدق الإخلاص في النية لله عز وجل.
* وحسن الاتباع لما كان عليه النبي يه .
فلايكفي - أن يكون المسلم مخلصاً وجاذاً فيما هو في
صدده من العمل بالكتاب والسنة والدعوة إليهما ؛ بل لابد-