السلف كانت تحارب من المتعصيين والحشويين وعلماء السوء الذين كان لهم تأثير
كبير على بعض الحكا ؛ نما جعل بعض أصحاب هذه العقيدة لا يتظاهرون بها -
الأمر الذي أدى الى فقدان أو ندرة بعض مؤلفات هذا الامام العظيم مما حفز ابن
عروة الحنبلي الدمشقي الى حفظها في مجموعه الضخم المعروف ب « الكواكب
الدراري في ترتيب مسند الامام أحمد الشيباني » فإنه أدخل فيه العديد من كتب
شيخ الاسلام لأدنى مناسبة.
دمشق في أواخر القرن الماضي يتلف ما يستطيع مه من كتب شيخ الاسلام
وتلامذته وما وجد من كتبهم على رأيهم مستخدماً في ذلك ما له من جاه وسلطان
انتصاراً لمذهيه واعتقاده في « الحلول والاتحاد ؟ (9.
وظني أن هذه المحنة وهذا العداء لعقيدة السلف الصالح كانا وراء خفاء اسم
المؤلف لهذا الشرح المبارك. وكانا وراء خفاء اسم شيخ الاسلام ابن تيمية والامام
المواطن صفحات.
وقد سبق لهذا الكتاب أن طبع مرتين ". لكن طبعتنا هذه تمتاز بانها مقابلة على
)١( انظر مقدمة كتاب ه الكلم اليب » ص 4 طبع المكتب الاسلامي
(7) كانت أولاهما في مكة المشرفة سنة 1744 ه وقد قامت بها لجنة من العلماء برئاسة
وتقويم ما انحرف عن السواب فيها جزاهم الله الخير. ولكن طبعتهم مع ذلك لم تخل من اغلاط
كثيرة. ثم تصدى للنشر ثانية أستاذي العلامة الحدث الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله؛ فقام
بطبعه في القاهرة سنة 17176 ه معتمداً عل الطبعة السالفة. واجتهد في تصحيح كلام الشارح»
وقابل الأحاديث والآثار. فجاءت طبعته أمثل من سابقتها وأقرب الى الصحة. إلا أن في كلنا
لاك
وقع فيها من غلط في بعض المواضع ؛ فإنه من النوع الذي يسهل تداركه . وقد جاء في
ختامها ما نصه : د قد تم تحريرها على يد الفقير الحقير خادم العلماء الاعلام؛
والمحرري الكتب في جامع مدرسة مرجان عليه الرحمة والرضوان. عبد المحي بن
عبد الحميد بن الحاج محمد مكي الشيخل البغدادي, يوم الاثنين التاسع من شهر
رجب الأصم من شهور سنة اثني,(كذا) و:
الأثري؛ »مع تزكية لطلبي من استاذي الجليل الشيخ بهجة البيطار. غير أن الأستاذ
الأثري لم يوفق في الحصول على الأصل؛ أو معرفة شيء عنه. واستعنت بعدد من
الأفاضل ومنهم الصديق الأديب الدكتور عبدالله جبوري. والاستاذ الفاضل
الدكتور عبد الكريم زيدان. وغيرهم جزاهم الله كل خير. و زرت العراق أكثر من
وفي الطبعة الثانية استظهرالاستاذ الشيخ أحمد شاكر ''' أن مؤلفه هو علي بن علي بن
عمد ابن أبي العز الحنفي '"'اعتاداً على ما أرشده اليه العالم الكريم الفاضل
الشيخ محمد بن حسين نصيف '"؛ من أن السيد مرتضى الزبيدي نقل عن هذا
الكتاب قطعة في « شرح الأحياء » (187/7) وعزاها الى ابن أبي العز المذكور.
وأما نسختا فقد كان اسم مؤلفها مثباً على الورقة الأولى منهاء إلا أنّ بعض
سقط وخروم في مواطن كثيرة يبلغ بعضها ورقة كاملة. فاختل بذلك سياق الكلام؛. واضطرب
نظامه. وأصبح فهم شطر كبير من هذا الكتاب متعذراً عل أكثر القراء
1468 تموز ١7097 توني عليه رحمة الله في ذي الحجة )١(
(باننقل الشيخ محمد نصيف الى رحة الله تعالى في م جمادى الثانية سئة 18١ ه الموافق
©١ تموز (يولير) 141701 م
الأيدي قد لعبت فيه بالمحو والكتابة أكثر من
أحمد شاكر.
وقد استطعنا ان ثبين من بقايا الكتابة الاولى الكلمات التالية « جمال الدين. +
ابن صلاح الدين أبي البركات موسى بن محمد الملطي الحنفي » فاستظهرنا انه :
يوسف بن موسى بن محمد أبو المحاسن جال الدين الملطي المتوفى سنة 807 ه
وترججته في « الضوء اللامع » للسخاوي )771-770/٠١( وه شذرات
ولكن حال دون القطع بذلك ان صاحب هذا الشرح كما ذكر هو نفسه في غير
موضع من الكتاب من تلامذة ابن كثير. ولم يذكر أحد من ترجموا للملطي
المذكور انه تلميذ لابن كثير. كما لم يذكروا ايضاً ان له شرحاً على الطحاوية؛ويبعد
ان يؤلف مثل هذا الشرح السلفي المعتمد على الحديث النبوي الشريف وهو القائل
كما في « شذرات"الذهب » 40/7 : من نظر في البخاري فقد تزندق. فق
المسألة معلقة تنتظر الدليل القاطع للبت في طبعتنا الثالثة؛ . وأما في طبعتنا هذه تيا
انها لابن أبي العز جزا لله خيراً عن الاسلام وأهله 9
هذا وقد قمنا بمقابلة مخطوطتنا على مطبوعة مكة. ومطبوعة الشيخ احمد شاكره
حاصرتين هكذا ز . ] كي اننا قمثا بترقيم الآيات والعناية بالطيع؛ والتصحيح
ومراجعة النصوص على اصولا. وضبط ما اشكل منها قدر المستطاع ٠
كما اننا قابلنا المتن على عدد كبير من المخطوطات وقد قام استاذنا الجليل المحدث
الشيخ محمد ناصر الدين الالباني بتخريج ما فيها من الاحاديث واعاد النظر في
وساعد على مقابلتها واعدادها للطبع, وتحقيق نصوصها. وضبط الفاظها في
217 انظر صورة خطوط المغرب صفحة )١(
(9) انظر مثلا السطر الثامن من الصفحتا 81 من مطبوعتنا المقابلة للصفحة 17 من مطبوعة.
شاكر تلاحظ سقط مقداره 7*4 سطراً غير موجود في مطبوعة مكة وشاكر.
طبعتها النالثة الأولى بالنسبة لنا كل من الاساتذة الافاضل : عبد الرحمن الباني»
وهبي سلبان غاوجي. سعيد الطنطاوي؛ شعيب الارناؤوط عبد القسادر
وقد تلقى العلماء طبعتنا بالقبول. كما قرر تدريسها في المعاهد والكليات
بالرياض. والجامعة الاسلامية بالمديئة استاذنا الجليل المفتي الاكبر الشيخ محمد بن
ابراهيم عليه رحمة الله -.
المفضال الدكتور مصطفى السباعي عميد كلية الشريعة انذاك عليه رحمة الله -
تعليق سماحة استاذي العلامة الجليل الشيخ عبد العزيز بن باز الذي تجده في
الصفحة 104
احالات استاذي العلامة الشيخ عبد الرزاق عفيفي على كتب شيخ الاسلام
ابن تيمية. وتلميذه العلامة ابن القيم مما هو مثبت في هذا الشرح .
- عاد في تخريج الأحاديث من قبل استاذي المحدث الشيخ محمد ناصر
الدين الألباني. مع الابقاء على مقدمته القيمة.
الحثيث لرفعه مع المقدمة. ولكن الذين بدؤوا الاعتداء وعملوا على نشر الباطل في
تقريرهم ؛ واستمرار مسعاهم في نشر الرسائل والتعليقات والمقالات. والعمل على
)١( وقد طبعتها مصورة مرات » غير أن بعض من لا خلاق لهم عمدوا الى سرقتها تصويراًء أو
طباعة بعد حذف أشياء منهاء وبعضهم حذف اسم المكتب والبعض أبقاه. فالله سبحانه وتعالى
حسيبهم. كما أذ بعضهم صوّر مطبوعة الأستاذ شاكر مزاحمة ومضاهاة. ولو أن أستاذنا الشيخ
طبع شرح الطحاوية محرفاً ومدلساً على الناس أنه طبعتناء وما زلت عند قولي في
التوضيح :9 :
وإليك بعض ما ذكرت في مقدمتي « للعقيدة الطحاوية شرح وتعليق *
للمحدث الألياني :
فإن عقيدة الإمام أبي جعفر الطحاوي الحنفي. هي عقيدة أهل السنة والجماعة.
ومناصبة السّة العداوة
وقد امن الله عليْ؛ فيسّر لي طبع « شرح العقيدة الطحاوية » للعلامة ابن أبي
ولم أجزم في طبعتنا ة الشرح لابن أبي العزّ رحمه الله غير أن أستاذي
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني. في سفرته الأولى إلى المغرب سنة 1340؛ أهدى
إليه الأستاذ الفاضل الشيخ محمد أبو خيزة مدير مكتبة مدينة ١ تطوان » من المملكة
لغربية. رسالة مصوّرة عن مخطوط. ذكر تحت عنوانها. أن مؤلف شرح العقيدة
وهذا مما حداني إلى مراجعة ما سبق وجعته بشأن معرفة الشارح, واستبعدت أن
يكون جمال الدين يوسف بن موسى الملطي؛ كما كان ظاهراً من بعض الكلمات
)١( وقد دعت الضرورة أن تطبع كمية من النسخ خالية من المقدمة والتوضيح بناءً على رغبة
الشيخ ناصر الدين الألباني 8؛ ولا بالمصورة ن طبعة العلامة الشيخ أحمد شاكر. رحمه الله إن
في كل ذلك النقص والتحريف . ولو أن أستاذنا الشيخ أحمد شاكره نمطت «. لكان من
المحبذين هاء لما كان يتمتع به من علم وإنصاف.
فلات
الممحية من المخطوطة. لاستبعاد أن يؤلف الملطي مثل هذا الشرح السلفي المعتمد
من نظر في صحيح البّخاري فقد تزندق؟!
وكانيفتي بأكل الحشيشة, و وجوه الحيل في أكل الرباء زاعي أن هذا برج على
أبي حنيفة ورجال مذهبه الأفاضل الاتقياء .
ثم اتضح أن السبب في إخفاء ابن أبي العزء أو النسّاخ لاسمه؛ هو الخوف من
بقوة السلاطين الجاهلين. . الظاهر برقوق؛ وابنه الناصر فرج. ولاج
وكانوا يقربون أصحاب وحدة الوجود. وأهل السحره والزيج, وضرب الرمل .
وفي سئة 184 كانت واقعة الشيخ صدر الدين علي بن أبي العز الحنفي بدمشق.
سعاد »؛ وعرضها على الأدباء والعلماء فقرظوه. ومنهم صدر الدين علي بن علاء
عبدالله
(1) أنظره إنباء الغمر ؛ 188/1:و2/ 1/0 طبع إحياء التراث. تحقيق الاستاذ حسن حبشي .
«الضوء اللامع» 138/5 د النجوم 8 178/3 توجد نسخة محفوظة باسم « تحفة العالم في
سيرة سيد العوالم ه لنصر الدين ابي عبدالله محمد بن أبيك بن عبدالله القافاء الذي عاش حوالي
7 جلة المجمع 4060/1/57 .
فساءه ذلك ودار بالورقة على بعض العلماء؛ فأنكر غالب من وقف عليه وشاع
فالتمس من ابن أبي العز أن يعطيه ا ويعيد إليه الورقة فامتتع؛
عليه وأنكر أموراً منها التوسل بالنبية والقدح في عصمته وغير ذلك . وأن العلماء
بالديار المصرية - خصوصاً أهل مذهبه من الحنفية أنكروا ذلك فيتقدم بطلبه
وطلب القضاة والعلماء من أهل المذاهب ويعمل معه ما يقتضيه الشرع من تعزير
وغيره ». وفي المرسوم أيضاً :
« بلغنا أن جماعة بدبث مشق ينتحلون مذهب ابن حزم وداود ويدعون إليه؛ منهم
القرشي وابن ألجاي ركذام وابن الحسباني. والياسوفي» ؛ فيتقدم بطلبهم.؛ فإن
ثبت عليهم منه شيء عمل بمقتضاه اء من ضرب ونفي وقطع معلوم؛ ويقرر في
وظائفهم غيرهم من أهل السنة والجاعة » وفيه :
« وبلغنا أن جماعة من الشافعية والحنابلة والمالكية يظهرون البدع ومذهب ابن
تيمية 8. فذكر نحو ما تقدم في الظاهرية. فطلب النائب القضاة وغيرهم ؛ فحضر
ونوابهم وبعض المفتين. فقرىء عليهم المرسوم. وأحضر خط ابن
* اشفع لي . قال : « لا تطلب منه الشفاعة 8. ومنها ه توسلت بك » فقال :
» لا يتوسل به 6
وقوله:؛ المعصوم من الزلل ». قال ؛ إلا من زلة العتاب *-
« يا خير خلق الله » الراجح تفضيل الملائكة إلى غير ذلك .
)١( كذا الأصل ولعله سيف الدين الجابي اليوسفي حاجب الحجاب وزوج والدة السلطان
الظاهر برقوق كان يقدم جنس الشراكة ١ الشذرات : ٠١8/17 أوهي مصحفة عن (الجابي)
فيكو احمد بن عثيان الياسوني الاصل. الدمشقي الشافعي المعروف بابن الجابي. مات سنة
فكت ما قال وانفصل المجلس.
ثم طلب بقية العلماء فحضروا المجلس الثاني وحضر القضاة أيضاً وثمن حضر
شهاب الدين الزهري وجمع كثير. ؛ وأعيد الكلام, فقال بعضهم : ٠ يُعزَّر » وقال
الشافمي. وحضر ممن لم يحضر أولاً : أمين الدين الأتقى وبرهان الدين
الصنهاجي. وشمس الدين بن عبيد الحنبلي وجماعة.
ودار الكلام أيذ ثم انفصلوا ثم طُلبوا.
وشدد الأمر على من تأخر فحضروا أيضاً. وثمن حضر سعد الدين الدووي
وجمال الدين الكردي وشرف الدين الغزي وزين الدين ابن رجب وتقي الدين ابن
مفلح وأخوه وشهاب الدين ابن حجي؛ ؛ فتواردوا على الإنكار على ابن أبي العز في
أكثر ما قاله.
لا يعلمون في المسمون من جهة الاعتقاد إلا خيراً. وتوقف ابن مفلح في بعضهم ؛ ثم
حضر وا خامس مرة واتفق رأيهم على أنه لا بد من تعزير ابن أبي العزه إلا الحنبلي .
فسثل ابن أبي العز عما أراد بما كتب فقال ٠: ما أردت إلا تعظيم جانب النبي
فأفتى القاضي شهاب الدين الزهري بأن ذلك كاف في قبول قوله وإن أساء في
بتعزيره. فحكم القاضي الشافعي بحبسه؛ فحبس
إلى القلعة, ثم حكم برفع ما سوى الحبس من التعزبرات؛
ثم تبت نسخة بصورة ما وقع وأخذ فيها خطوط القضلة والعليا وأرسلت مع
البريد إلى مصرء فجاء المرسوم في ذي الحجة بإخراج وظائف ابن أبي العزء فأخذ
تدريسن العزية البرانية شرف الدين الهروي. والجوهرية على الملقب الأكبر: واستمر
ابن أبي العزّ في الاعتقال إلى شهر ربيع الأول من السئة المقبلة .
وأحدث من يومثذ - عقب صلاة الصبح - التوسل بجاه النبي فَي : أمر
وفي الرابع من ذي القعدة طلب ابن الزهري شمس الدين محمد بن خليل
6 الله في الساء :
8 الذي شكاه القرشي فضر به بالدرة وأمر بتطويفه على أبواب دور القضاة؛
ثم اعتذر ابن الزهري بعد ذلك وقال : «مااظننته إلا من العوام لأنهم أنبوا إلي أن
ومن أطرف ما حكي عن ابن المنصفي أن بعض الناس اغتم له مما جرى فقال :
وهذه الأسباب أوجبت إخفاء المؤلف ابن أبي العز اسمه؛ أو أن النسّاخ حذفوا
للعصبية لأبناء جنسه دخلاً في ذلك, إضافة إلى العصبية للمذهب والمعتقد.
يحسن مثوبة كل من ساعد في نشر عقيدة السلف. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب
بيروت في 17# شعبان 174١