الفتيا فرض عين إذا كان في البلد مفت واحد » وفرض كفاية
أو لا ؛ والورع إذن الترك للخطر والخوف من التقصير والقصور +؛
وتحرم الفتوى على الجاهل بصبؤاب الجوات م لقوله تعالى ؛
حرام ؛ لتفتروا على الله الكذب ) الآية , 9
ولقول النبي صلى لله عليه وسلم : « من أ فتي بفتيا غيرثكبت
وفي لفظ « من أ*فتي بفتيابغير علم كان إثم ذلك على الذي أفتاه »
رواه أحمد وأبو داود " وقوله « من أفتى الناس بغير علم لعلته
ملائكة السماء وملائكة الارض » !© ذكره ابن الجوزي في تعظيم
الفتوى +
الكذب لايفلحون ) +
١؟) قلت : واسناده ضعيف » فيه مسلم بن يسار ابو عثمان
وهو مجهول الحال ؛ والحديث ضمفه ابن القطان +
() وهو ضعيف ايضا ؛ لانه من الطريق الآنف الذكر +
() استاده ضعيف + فيه عبد الله بن بشر عن علي بن موسى
الرضى » الاول لم اد من ترجمه » والآخر قال ابن حبان : بروي
عن ابيه العجائب + كانه كان يهم
سلا
ولقوله صلى الله عليه وسلم « إن الله لا يقبض العلم انتزاعا
بنتزعه من صدور الرجال ؛ ولكن يقبض العلم بقبض العلماء +
فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم
فضلوا وأضلوا » حديث حسن 0١! +
وقال البراء : لقد رآيت ثلاشائة من أصحاب بدر ما فيهم من
أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى
الى هذا حتى ترجم الى الأول » وفي رواية ما منهم أحد يحدث
أبن مسعود : من أفتى الناس في كل ما بسألونه عنه فهو مجنون +
وعن ابن عباس و نحوه*وقال أبو حصين الأسدي : إن أحدكم ليفتي
في المسألة لو وردت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر +
ونحوه عن الحسن والشعبي +
وقال محمدين عجلان : إذا أغفل العالملا أدري أصيبتمقالته+
ونحوه عن اين عباس ٠ وسئل القاسم بن محمد بن أ
عن شيء فقال : لا أحسنه ؛ فقال السائل : إن
١ حديث حسن صحيح »0
لا أعرف غيرك ؛ فقال القاسم : لا تنظر الى طول لحيتي وكثرة
الناس حولي ولله ما أحسنه فقال شيخ من قرش جالس الى
جنبه : يا ابن أخي الزمها فوالله ما رأيتك في مجلس آنبل منك
اليوم » فقال القاسم : والله لأن يقطع لساني أحب إلي من أن تكلم
بما لا علم لي ٠ وقال سفيان بن عيينة وسحنون بن سعيد صاحب
« المدونة » : أجسر الناس على ١١ علما ٠ وسأل رجل
مالك بن أنس عن شيء أياما فقال : إني إنما أتكلم فيا أحتسب
فيه الخير ؛ ولست أ”حسن مسألتك هذه ٠ وقال الهيثم
شهدت مالكا سئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في
في واحدة منها ؛ وكا من أجاب في مسألة فين
خلاصه في الآخرة + ثم ٠ وسثل عن مسألة فقال :
تقيلا ١0) فالعلم كلهفيل وخاصة ما يسأل عنه يوم ١
ما أفتيت حتى شهد لي سبعون ؛ أنى أهل لذلك ؛ وقال أيضا
أعلم منه » وما أفتيت حتى سألت ربيعة ويحيى بن سعيد فأمراني
بذلك ولو نهياني انتهيت ٠ وقال : إذا كان أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم تصعب عليهم المسائل ولا يجيب أحدهم في
مسألة حتى يأخذ رأي صاحبه ؛ مع ما رزقوا من السداد والتوفيق
مع الطهارة + فكيف بنا الذين غطت الخطايا والذنوب قلوبنا +
وقال عطاء : أدركتأقواما إِن كان أحدهم ليسأل عن الشي«فيتكلم
وإنه ليوعد +
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم أي البلاد شر فقال لا أدري؛
فأل جبريل فقال : لا أدري خيال ريه جروجل اال : أسواقهانا؟
ذكره ابن الجوزي ف
قولك لا أدري وأنت فقيه أهل العراق ؟ فقال : لكن الملائكة لم
وقال أبو نعيم : ما رأيت عالما أكثر قولا لا أدري من مالك
بن أنس ٠ وقال أبو الذيال : تعلم لا أدري فأنك إن قلت لا ادرى
)١١ روادالاماماحمد في مسنده11/ )بام منهو حمدين جبير
ابن مطعم عن ابيه انه اتى النبي ( ص ) فقال : بارسول الله : ايالبلدان
با :اي البلدان شر ؟ قال : لا ادري حتى اسال ربي عز وجل »
يل عليه السلام ثم مكث ما شاء الله ان يمكث ثم جاء فقال:
يا محمد إنك سالتني اي البلدان شر فقلت : لا ادري » واني سالت
دبي عز وجل : اي البلدان اشر ؟ فقال : اسواقها . وقد رواه الحاكم
7١ ) بسند حسن .
حتى أدري الفضل في سكوتي أو في الجواب ٠ وقال الأثرم :
سمعت الامام أحمد يستفتى فيكثر أن يقول لا أدري وذلك فيما
عرف فيه الأقاويل ٠ وقال : من عرض نفسه للفتيا فقد عرضها لأمر
عظيم الا أنه قد تلجىء الضرورة ٠ وقيل له أيهما أفضل الكلام
أو الإمساك ؟ فقال : الإمساك أحب إلي إلا لضرورة ؛ وقال عقبة
بن مسلم : صحبت ابن عبر أربعة وثلاثين شهرا وكان كثيرا
صاحب «المدوتة » : أمنقى الناس من باع ؟.
فوجدته الفتي أيه رجل قد حنث في امرأته ورقيقه فيقول له :
لا شيء عليك ذ هب الحانث فيتمتع بامرآته ورقيقه وقد باع
المفتي دينه بدنيا هذا + وسأله رجلمسألة فتردد اليه فيها ثلاثة
ايام فقال : وما أصنع لك يا خليلي ومسالتك هذه معضلة وفيها
أقاويل وأنا متحير في ذلك فقال له : وأنت أصلحك الله لكل
أبذل لك لحمي ودمي الى النار ؛ وكان ي على من يجل في
الفتوى ويذكر النهي عن ذلك عن معلميه القدماء ٠ وقال : اني
لأسأل عن المسألة أعرفها فما يمنعني من الجواب إلا كراهة الجرأء
جا رميس اتيت أب لسري وكا زيط الا
بالصواب أشد من فتنة المال ٠ وقال الخليل بن إن الرج
ليسأل عن المسألة ويسجل يأ + وبسأل عن
مسألة فيتثبت فيالجوابفيخطي»فاحمده ٠ وقال أبو بكرالخطيب
والصيمري : قل* من حرص على الفتوى وسابق إليها وثابر عليها
إلا قل توفيقه واضطرب في أمره » وإذا كان كارها لذلك غير
مختار له ما وجد مندوحة عنه وقدر أن يحيل بالأمر فيه على
غيره كانت المعونة له من الله أكثر » والصلاح في جوابه وفتياه
أغلب +
وقال بشر الحافي : من أحب أن يسأل فليس بأهل أن يسآل +
وقال تارة : ما ابتلي أحد بما ابتليت به » أفتيت اليوم في عشر
مسائل +
ورأى رجل ربيعة بن عبد الرحمن يبكي فقال : ما يبكيك ؟
فقال : أستفتي من لا علم له وظهر في الإسلام آمر عظيم » وقال :
ولبعض من يفتي ها هنا أحق بالسجن من السراق » قلت : فكيف
لو رأى زماننا وأقدام من لا علم عنده على الفيتا مع قلة خبرته
الفضلاء والنبلاء والمشهورين المستورين » والعلماء الراسخين +
والمتبحرين السابقين ؛ ومع هذا فهم يتنهون فلا يلتهون 6 ويشبهون
فلا ينتبهون ؛ قد آملي لهم بانهكاف الجهال عليهم » وتركوا ما لهم
قضاء أو تدريس أثم فإن أكثر منه وأصر واستمر فسق ؛ ولم
بحل قبول قوله ولا فتياه ولا قضاؤه + هذا حكم دين الاسلام
والسلام » ولا اعتبار لمن خالف هذا الصواب فإنا لله وإنا إليه
وقد قال ابن داود وغيره إن الشافعي شرط في الفتي والقاضي
شروطآ لا توجد إلا في الأنبياء » !© وقال بعض أصحابه شرط
الشافي فيهما شروطا تمنع أن يكون بعد حاكم ©
وكتب سليمان الى أبي الدرداء : بلغنىأنك قعدتطبيبافاحذر
أن تقتل مسلما +
وتحرم الفتوى على الجاهل بما يأل عنه لما سبق من الحديث
وإن كان عا بغيره ؛ وقال سفيان : أدركتالفقهاءوهم يكرهون
وقال أدركت العلماء والفقهاء يترادون المسائل يكرهون أن يجيبوا
فيها فاذا أعغوا منها كان أحب اليهم + وقال : أعلم الناس بالفتيا
رحقد كيف تؤمورين المجتادين الك ن الذين انعم الله بهم على
هذه الامة وليس بنبي ! ومن شاء ان يعرف صدق ماذكرنا فلبراجع
رسالة الامام الصتعاني ١ تيسير الاجتهاد » © و « ابفاظ الهمم »
صفة المفتي وشروطه واحكامه وآدابه وما يتعلق به
يقظا صحيح الذهن والفكر والتصرف في الفقه وما يتعلق به +
الله تعالى بحكمه فاعتبر اسلامه وتكليفه وعدالته لتحصل الثلقة
بقوله ؛ ويبنى عليه كالشهادة والرواية +
فصل
والعدل من استمر على فعل الواجب والمندوب والصدق +
وترك الحرام والمكروه والكذب » مع حفظ مروءته ومجانبةالريب
والتهم بجلب تقع ودفع ضرر » فإن كان هذا وصفه ظاهرا وجهل
لو علم أن باطنه بخلاف ظاهره ؛ وعلى كلا القولين ليس بعدل
من يقول على الله أو على رسوله أو غيرهما » أو جازففي أقواله
وأفعاله مع إشه بذلك أو إسقاط مروءته » وتفصيل ذلك في كتب
الفقه ٠ وبالجملة كل ما يأثم بفعله مرة يفسق بفعله ثلاثا ٠ واذكان
كبيرة فمرة + وكل ما أسقط المروءة أسقط العدالة اذا كثر وإن لم
+ لم تكن في الأصل والمعنى يقتضيها )١(
فصل
يعرف الحكم بها اذا شاء معرفته جملة كثيرة » عرفها من أمهات
مسسائل الأحكام الشرعية الفروعية العسلية بالاجتهاد والتأمل +
وحضورها عنده » فكل فقيه حقيقة مجتهد قاض » لأن الاجتهاد
بذل الجهد والطاقة في طلب الحكم الشرعي بدليله ٠ وكل مجتهد
أصولي ؛ فلهذا كان علم أصول الفقه فرضا على الفقهاء ٠ وقد
ذكر ابن عقيل : أنه فرض عين ؛ وقال العالمي الحنفي
على من آراد الاجتهاد والفتوى والقضاء ؛ وفر ضكفايةعلى غيرهم
وهو أولى إن شاء الله تعالى ؛ والمذهب انه فرض كفاية كالفقه +
قلت : تحمله على غير الثلاثة » ولأن به يعرف الدليل والتعليل
والصحيح والفاسد والعليل والنبيل والرذيل » وكيفية الاستدلال
والاستنباط والالحاق والاجتهاد والمجتهد والفتوى والمفتي
والمستفتي » ومن يجوز له الاجتهاد والفتوى أو يجبان عليه أو
بحرمان أو يندبان له ؛ ومن يازمه التقليد أو يتنم عليه 6 وقيبا
وقد أوجب ابن عقيل وغيره تقديم معرفته على الفروع 1+
ولهذا ذكره القاضي ؛ وابن أبيموسى » وابن البنا؛ وأبو بكرعيد
العزيز في أوائل كنبهم الفروعية » وقال أبو البقاء المكبري :
أبلغ ما يتوصل به الى أحكام الأحكام اتقان أصول الفقه +