فصول تضمنت دور العقل والمنهج العلمي ثم الحرية ومعاول الخدم وأخياً التصور
الإسلامي للمشكلة الاقتصادية .
وتأمل أن يساهم هذا الكتاب في تنوير العلمانيين العرب بمشكلة العقل الأوروني
وحقيقة القضية وارتباطها بالاستعمار القديم والحديث » فالضرر قد أصاب المجتمعات
من شيوع الفواحش ومن الخمر لحم الخنزير واعتزال هذه القيم الفاسدة ليس كله
اعتداء على حرية أحد ولا مساس بحقوق الآخرين ولا يمثل تناقضاً بين المسلمين
وغيوهم ولا يعد ذلك تطرفاً في أي لغة أو قانون
؛ جمادي الآخر 16٠١
١ / تححام ب
* ظلت أصول هذا الكتاب تحت أقدام الجيش العراقي الغادر منذ احتلاله الكويت في أغسطس
٠ وبعد هروبه ثم عودة الحياة إلى أهلها تولى المؤلف إستكمال ما أتلفه الجيش الغارب
بين يدي المناظرة
حقيقة العلمانية
يحلو لبعض الكتاب أن يتغنى بالعلمانية ويفتخر بالدعوة إليها وذلك تقليداً للفكر
المجتمع . وذلك أنه خلال فترات سيطرة الكنيسة هناك كانت تحرق وتقتل كل باحث
في العلوم الطبيعية والتجريبية الأمر الذي اضطر معه جاليلو أن يقف أمام المحكمة
( الكنسية ) ليعلن سحب بحوثه التي تضمنت أن الأض تدور حول الشمس فأعلن
في جلسة المحاكمة يوم الثاني والعشرين من يونيو عام ألف وستاثة وثلاثين ؛ وقال ؛
أنا جاليلو جاليل أَْلُعُ من العمر سبعين عاماً حضرت إلى ال محكمة بشخصي راكعاً
المستقبل » كل ما تقوله كنيسة روما الكاثوليكية المقدسة وكل ما تعلمه للناس؛ كا
أعلن إنكاري للرأي المُدان الذي ناديت به وهو أن الشمس مركز العالم وأن الأْض
هي التي تتحرك حوفا ).
ومن المغالطات أن يشيع اللادينيون العرب أن العلمانية مشتقة من العلم » ولكن
مصطلح العلمانية مصطلح أوروني ولذا وجب أن يوخذ مفهومه من لغتهم .
ففي الإنجليزية تعرف باسم 8000181900 وهذه الكلمة تعني الدتياأو العَالم
أما الجلمانية المشتقة من العلم فهي في الإنجليزية تصرف بكلمة 566011500
فالخطأ السائد عند المفكرين العرب هو الخلط بين العلمانية التي تعني في لغة أورويا
المذهب الدنيوي » وبين العلمانية المشتقة من العلم(!) .
وقد أوضح جون راندال في كتابه تكوين العقل الحديث أن العلمانية ظهرت في
أورويا في بداية القرن السابع عشر وأخذت عبر التاريخ عدة مفاهيم فكانت تعني
فصل الدين عن الدولة في القرنين السابع عشروالثامن عشر ثم تحولت إلى إبعاد الدين
عن الدولة في القرن التاسع عشر » ثم حدث تغير طفيف في القرن العشرين بعودة
السلطة الزمنية للكنيسة الكاثوليكية سنة ١974 بإعادة قيام دولة الفاتيكان بعد أن
أدبجت من قبل سنة 18770 الولايات البابوية في مملكة بريطانيا ويشمل التغيير أيضاً
السماح بقيام أحزاب مسيحية في دول أوروبا وتبني الأهداف السياسية المسيحية في
أكثر من دولة.
وانتقلت هذه العلمانيةال الشرقى في القرن التاسع عشر بشكل أساسي في مصر
وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ثم تونس ولحقت بهم العراق في نهاية القرن التاسع عشر +
ونظراً لعدم اشتال الديانة المسيحية لقواعد تفصل أحكام المعاملات فقد تحكم
البابوات في الشعوب وحرموا ما أحل الله فاستيقظ العقل الأوروني على أن النبضة
ترتبط بإبعاد هذا الدين عن الحكم .
فهي نزعة تعمل على الفصل بين الدين والدولة » وهي من أكثر الكلمات غموضاً
ولكنها رائجة سياسيا ؛ وقد يكون استعمالها من لوازم الاستعراض من بعض المثقفين
للإياء بأنهم علماء أو ينتهجون العلم في التفكير » وقد تكون من لوازم الاستعباط
الذي يريد به بعض الماربين من المشكلات أن يوحوا إل الناس أن هرويهم هذا
تكتيك محسوب كاروب من شعار فلسطين عربية إلى شعار فلسطين علمانية ولا
علاقة بين العلمانية نزعة وبين العلم منهاجاً" .
وقد شاع أن العلمانية نشأت للتعبير عن نزعة الفصل بين الدين والدولة لأنها
معارضة أو مناق
للدين وسبب هذه الإشاعة أن العلمانية نتجت وظهرت عن
زكريا فايد » العلمانية النشأة والأثر . الرهراء للاعلام العرني . القاهرة سنة 1488 ص +1١
(©© عن التكتور عصمت سيف الدولة في كتابه العروبة والإسلام ص ١877 » الناشر : دار المستقبل العري.
التيار الفكري الذي عرف في أوروبا باسم حركة التنوير وكان موجهاً ضد الكنيسة من
فلاسفة ملحدين أمثال هوجوء وهويز »ولوك » وهيوم + وروسو» وبثتام » ومل +
اوسينضر ء
وحقيقة حركة التنوير الأوروني أنها قد انتشرت بدورها من المدرسة الرشدية نسبة
إلى الفيلسوف الغرني ابن رشد ( 1148١1776 م) حيث ترجم ميخائيل
سكوت أغلب أعمال ابن رشد إلى اللاتينية في الفترة من سنة 001711 177 م١
وهذا نشأ من بين فلاسفة التتوير الأوروني من دافع عن الدين بسلاح العقل حتى
كما أن حركة التنوير الأوروني هي امتداد للإصلاح الديني الذي قاده مارّن لوثر
الثاني سنة ١570 وذلك ضد استبداد الكنيسة حيث أن الدين كان قد تجسد في
المذهب الذي روج له فولتير ويسمى المذهب الرباني الذي يؤمن الله ولكن ينكر
ويزعم أن العقل هو وسيلة الاتصال بالل حتى قال أحد كبار كهنة الكنيسة
وهو الكاردينال ريج بيت لدبول في مجلس الكرادلة سنة ١547 : ( نحن المسؤولون
عن التعاسة التي حلت من انتشار الرطقة وانحدار الأحلاق المسيحية لأننا فشلنا في
أن نزرع الحقل الذي سلم إلينا )9
فقبل المسيحية لم تظهر نزعة العلمانية فقد كان اليبود قبيلة لها إله خاص هو
عهداً » في سفر الخروج إصحاح 77+ آي 7 )0
وهذا النص يعترف بالحة أخرى أي للقبائل الأخرى فالدين كان المصدر الوحيد
للسلطة خلال التاريخ حتى ظهرت المسيحية .
186 المرجع السابق ص )8(
فلما جاء السيد المسيح رسولاً إلى بني إسرائيل خاصة أنكروه مع أن كتهم قد
بشرت به فذكرت أن النبي أشعيا قال إن المسيح سيولد من عذراء وأن النبي دواد قال
من أحد تلاميذ المسيح سيخون ويسلمه إلى أعدائه ولكن هذا كله مع معجزات
المسيح لم يقنع البهود باتباعه . لأنه قد فصل بين النبوة والملك أي فصل بين الدين
والدولة مما يخرج الملك والسلطة من أيديهم حسها يروي الإنجيل حيث ذكر أنهم
اختبروه حيث أرسل إليهم الفريسسيون وهم طائفة من علماء اليهود وبعض الحيرودسيين
وهم من علماء الامبراطورية الرومانية فسألوه « أيجوز أن تعطى الجزية لقيصر أم لا؟
أنجيل متى (17:71)-
فالعلمانية في نشأتها تتلاهم مع الديانة المسيحية ولم تكن خارجة عنها أو منكرة
لحقيقة هذه الديانة بل هي من أركان الديانة المسيحية فكان تلاميذ المسيح يمارسون
السلطة الدينية بأمر وتعليم منه حيث جاء في الإتجيل أنه قال لهم : « من يقبلكم
أقول لك أنت يا بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيسة وأبواب الجحيم لن تقوى
السموات وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاآً في السموات » انجيل متى 136 :
فهذا النص قد جعل أمور الحلال والحرام بيد رجال الدين الذين كان يعينهم
القياصرة منذ أن انتشرت المسيحية في الأمباطورية البيزنطية على يد الامبواطور
قسطنطين الأكبر فكان الامبراطور هو الذي يختار البطاركة وكان يرأس مجلسهم
وفي الامبراطورية الرومانية الغربية الكاثوليكية كان الامبراطور شرلان هو الذي يعين
رجال الدين ويراقيهم وفذا لم يكن رجال الدين هم أكثر الناس علماً بل أكارهم تبعية
+704 المرجع السابق ص )*(
ففصل الدين عن الدولة في أوروبا المسيحية كان كان له صراع بين الكنيسة
والدولة . فقد كانت الكنيسة تابعة للسلطة أي للدولة في عهد الامبراطورية الرومانية
الدين أن يطيعوا السلطة حتى يتركوا ما لقيصر لقيصر ومالله لله » فقد قال بولس :
« إن من يقاوم السلطة يقاوم إرادة الله ويستحق إدانة الكنيسة »90 .
ولا أصبحت الكنيسة هي دين الامبواطورية الرومانية كانت القوة للكنيسة مع
بقاء الفصل بين الدين والدولة نظرياً » فابتدعت الكنيسة تفسواً لحقها في السيطرة
فنشأت نظرية الحق الإفي أو مذهب آباء الكنيسة ؛ ومؤداها أن الله هو الحم وأنه
يختار لذلك من يشاء من الناس فيصبح سيداً أو حاكماً بأمر الله وهذا أصل كلمة
السيادة» فهي في اللاتينية: « المختار من الله »؛ ثم دخلت هذه الكلمة في
الاصطلاح القانوني في القرن السادس عشر وأصبحت السيادة للشعب وما نشأت
الديمقراطية .
كا ابتدع الملوك نظرية أخرى للإبقاء على سلطائهم هي نظرية ( الملكية المقدسة )
أو ( العناية الإفية )» وهي تنكر احتكار البابوات لإزادة الله فترى النظرية أن إرادة
الله توجه عقول الناس لتصبح السلطة في يد أحدهم فتكون عناية الله هي التي
الله
يقول جان دي باري في كتابه ( السلطة الملكية والسلطة البابوية ) : ( إن الحياة
تتقسم إلى قسمين متميزين » ومنفصلين » قسم مادي وقسم روحي » وأن الله يار
لكل منهما من يتلا ؛ فاختار الكنيسة للحكم الروحي وإختار الملك للحكم
الدنيوي » فالملك قد تلقى سلطته بدون وساطة من الكنيسة )0 .
(1) المرجع السابق صم *؟ والشريعة امفترى عليها للمؤلف.
العلمانية العربية :
من هذا العرض الموجز يتضح أن الفصل بين الدين والدولة هو من خصائص
الديانة النصرانية ؛ فقد نشأت العلمانية في المججمع المسيحي لأسباب خاصة بهذا
المججمع ؛ لهذا قال الدكتور عصمت سيف الدولة : ( ولا يمكن أن يكون للعلمانية
معنى في مجتمع غير مسيحي ومذا فالدعوة إلى العلمانية في المجتمعات الإسلامية
كلام فارغ لإنعدام مضمونه )90 .
مجتمع الملحدين ذاته إذ ليس الإلحاد إلا دين الملحدين يقوم فيهم بوظ
دين )90 .
( إن مصدر مشروعية أي نظام هو في قبول الناس له ؛ ولا كان أغلب الشعب
العربي مسلماً فإن قبوهم للعلمانية يكون وليد إكراه على الناس حتى لا يبقى الإسلام
الإسلام )000
والذي يثير العجب أن العلمانيين يتغنون أنهم ضد الاستبداد بيه العلمانية هي
التي تمكن المستبدين في العالم العرني من التحكم في الشعوب لأنها نظام يخوهم حق
التحليل والتحريم ا يشاؤون فتبيح لهم ما حرمه الله وتيسر لهم ذلك » ولا يتحقق
ذلك إلا بإكراه الشعوب على نظام لا يتفق مع دينهم وعلى أشخاص ليسوا أهلاً
للقيادة . والمناظرة التي ننشرها في الصفحات التالية تعكس إلى أي حد يتمسك
العلمانيون بدينهم أي معتقداتهم وهي اللادينية ؛ على حجتهم وتعرية الباطل الذي
يدينون به ويدافعون عنه .
0م المرجع السابق ص 1١١ وا 135 وص 777+
)٠١( المرجع السابق ص 346 بند 17
الفصل الأول
محاضرة الستشار سالم البهنساوي
* العلمانية ودور العقل
* أوروبا وبداية العلمانية
حقيقة الحكومة الدينية
* الاستعمار والعلمانية الدينية
* تشريع الله وشبهات العلمانيين
* الشورى والديمقراطية
* ضمانات التطبيق وحقوق غير المسلمين
* الإسلام والمسألة الاققصادية
* موقف الإسلام من المرأة
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأحوة +
بتحية الإسلام ؛ فالسلام عليكم. ورحمة الله وبركاته
من الكلية لتحديد موعد لهذه المناظرة لتكون اليوم الأربعاء » وطلبت أسبوعاً كمهلة +
خصوصاً أنه كان عندي انشغال مع بعض الضيوف القادمين من أوروبا في مؤمر
هذا الوقت ؛ ثم تحدد هذاالمكان وي ترون » كنا نود أن يكون في مسرح الجامعة ولكن
دون جدوى » ونناشد إدارة الجامعة بأن يكون العلم الذي يتلقاه الطلاب من
الأساتذة متفقاً مع العمل ومع اللوائح » فالإذن للانتقال إلى مكان آخر يحتاج إلى
إذن من عميد شؤون الطلبة ثم مدير الجامعة على الرغم من أن ال محاضرة مصرح بها
من هؤلام وعلى الرغم من ازدحام المكان قبل أن تبداً المناظرة(١ ١ فنناشد إدارة الجامعة
والمسؤولين فيها أن يلاحظوا أن أمور المركزية القائلة لا مجال لها اليوم في عصرنا +
ما يتعلق بموضوع العلمانية والإسلام أحب أن أوضح ما تعلمونه جميعاً وهو ما
ورد في القران الكريم والسنة النبوية أن الله تبارك وتعالل ما خلق هذا الإنسان عبثاً +
الأستاذ اكور حسان حتحوت واقفاً مع عدد كبير منهم أسائفة بالجامعة وسيدات طول المناظرة
حتى الحادية عشرة والنصف مساءٌ أي أكار من ثلاث ساعات .